أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الحافظ - عندما يكون الموت زجاجيا














المزيد.....

عندما يكون الموت زجاجيا


عزيز الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2774 - 2009 / 9 / 19 - 10:00
المحور: الادب والفن
    


غيّبتْ الخمرة مخارج الألفاظ في أفواههما، فلم يكن الطول الموجي للاصوات مفهوما ونبّرة الحدّة ترسمها فقط إرتفاع إلسبابات والتشابك اليدوي المتفاصل لاالمتواصل لتعجز عن رسم صورة الشجار عدا التلقائيات التلويحية التهديدية، فالجميع بكؤوسهم مشغولي الإرتشاف والتسامر والإنتشاء والتسامر ..وصور الشجارات دائما بعد الإتقاد يخبو أجيجُها ويعو دصوت النديم صادحا وتغزو البسمات طاولات المنتشين من جديد.
خالد وقيس جمعتهما حرب 8 سنوات مع مفارقة الموت وهو يطرق ابوابهم كل يوم فلايلجْ ولايفتحون! كان الموت زائر الجنود يختار حصاده كل آن ويطنطن بازيز الشظايا ،رُسلهُ على عتبة صداقتهم وحماقتهم وهم يسخرون من ملاعباته اليومية رغم إفتراسه اليومي لمجموعتهم. كان نقاء الضد بينهما غريب، صداقة صدوقة وعهد مجنون بالموت سوية!مع إن مطر القنابل والشظايا لايجعله يختار ارض الرقود بصدفة تقود المسار لمثوى مستقر لغطرسة جموح تاججها فلم يكونوا ليأبهوا بإختيار الصدف وتلاعبات الأقدار المهم الموت سوية ونعشان للمحلة لانعش واحد!
طوى الزمن ملابس ذكريات الحرب .. ولكن سجادة صداقتهما عصّية على الطوي!عادا لحياة العمل في الإنشاءات وحقل البناء والمقاولات ولجو البحث عن سكينة من صخب إنتظار الموت 8 سنوات بثوانيها المستحيلة التصديق انهم فوق ارض الوطن لا تحتها،زهت لهم الدنيا بعملهم الدؤوب والثراء السريع فتحولوا لصخب الليل وحياة الملاهي يسخرون من ماضٍ قاسي بحاضرماسي!
قتول غجرية الملهى تزور كل الطاولات يهمها تناثر الدنانير على مفرق شعرها الفحمي الطويل كانوا يتندرون انه كخيط شاهول البناء لتجد دنانير خالد رحيق التعب والشقاء تسيل شلالات على ذاك الشعر الغجري المجنون فيغتاظ قيس لانه يراها نزوة كأس يُرتشف ويزول ويراها خالد صومعة ولجها ولن يبارحها أبدا.دبّ بينهما الخلاف بولوج محراث قتول في تنور جذوة خالد بها فتلاعبت بصداقتهما وهي ترى سيول الدنانير الخالدية كمتوالية عديدة تنساب على ورق شعرها المتجعد!
تجاوز خالد على حصة قيس المالية وترك العمل الصباحي متفرغا إلى جوارغرفةفندق قتول يُسرف بالصرف ونيل المُنى! حتى موعد قدوم وصلتها في الملهى يرافقها كالظل مع إنه يعي انها ليست وعاءا خاصا بمائه المراق! بل حوضا لإستقبال كل المياه اللذاتية! مادام المُريق يدفع أجر الإراقة!!
لم ينفع العتاب والنُصح ،ترك خالد عمله وإرتباطاته مع الناس فلم يكن للذكريات ورنين اجراسها الحادّ في أُذنيه وقرا فتشاجرا في الملهى وارتفعت بينهما حرارة العتاب وأنهار جبل المودة فأصبح نسيا منسيا،أسر الحنق خالدا..غاب في تلافيف الغضب..ولج بستان تغييب المعاشرة،اندرست محاجر الطيبة فيه ،إنمحت تفاحية البشاشة والإنشراح في لُجين جبهته اليوم لاقيس! حمل زجاجة الخمر من الطاولة كسرها بطرفها بعنف وبالزجاجة السجينة قبضته غرزها في عنق قيس وامعن في الغرز والذهول يرتسم في محاجر قيس ثم رفع بقايا قبضة الزجاج ليسقط عنق الذبيح الاوداج على الطاولة يغزوه شلال الدم ثم ليتهاوى الجسد على الأرض مضّرجابدم غدري من تؤام روحه!
لقد ذبح خالد رقبته وذكرياتهماسوية اليوم! تلاشت جموع المنتشين ،هربت قتول كانت تخاف فورة الغضب الخالدية وتتحسس رقبتها خوف ان تكون محطة قطار قبضة خالد الزجاجية...تامل خالد المشهد؟ هل قتلتْ قيسا شظية حرب؟ ولماذا لم تقتله هو؟ الم يتعاهدا على الموت سوية؟ هل انتقاه الموت وحده؟ من فتح له الباب؟ كانت السكرة في طريقها للتحليق... جاءت الشرطة و رقبة الذبيح متكئة على يد قاتله،الدامع الناحب ذو القميص الملّطخ دم روحه...هاهو دم قيس يسيل لإجل قذيفة قتول!دخل خالد السجن،لم يعرف اخوة قيس بالتفاصيل أبدا لم يكن الشك بخالد الالانه رفيق روح اخوهم تلاعب خالد بالادلة الجنائية تلاعب بالشهود اشترى الذمم رهن داره ليصرف على الرشاوي والبهتان ونجح في ا ن ينال حكما مُخففا لشجار بين سكارى ،شك احد اخوة قيس فرواية خالد لهم غير مُقنعة ولكنه ايضا خارج دائرة الإتهام مرت سنوات ليدخل الملهى احد اخوة قيس وبعنوة وتهديد يسأل عن قتول التي قتلت خالدا وقيس عن الواقعة فتجيبه بصراحة وترسم له مشهد الموت كله ليعرف الحقيقة الغدرية...
لم ينل خالدا جزاؤه العادل بعد المحكمة نقلته الشرطة بسيارة اجرة يتوسط مقعدها الخلفي منتشيا بالحكم الكارتوني توقفت السيارة في احد التقاطعات إمتثالا لإشارة المرور ،زحام السابلة في الرصيف وبين السيارات ،أنسّل احد اخوة قيس من بين الجموع ،أمتطى صندوق سيارة الأ جرة حتى ظنّه الناظرين من سكارى الظهيرة التي تعّج بهم المنطقة أشهر مسدسا كان مخفيا واطلق الرصاص على الرأس العاري المتميزعن هوية الشرطيين(البيرية) فقد كان رأس خالدا تشّظت فروة الرأس على الزجاج واكتاف الشرطيين الذين فزعا لصوت الرصاصة ودقة التصويب ترّجلا /أمسكاالقاتل الذي لم يهرب عندها عرف الحي المنتشي خالد كيف ولج الموت اليوم اليه عبر زجاج سيارة متشبها بزجاجة قتل فيه تؤام روحه قيس! فقد أختار الموت زي الزجاج لهما ليرتدياه ولو بعد سنوات!!



#عزيز_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -انطفى ضي الحروف-.. رحل بدر بن عبدالمحسن
- فنانون ينعون الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن
- قبل فيلم -كشف القناع عن سبيسي-.. النجم الأميركي ينفي أي اعتد ...
- بعد ضجة واسعة على خلفية واقعة -الطلاق 11 مرة-.. عالم أزهري ي ...
- الفيلم الكويتي -شهر زي العسل- يتصدر مشاهدات 41 دولة
- الفنانة شيرين عبد الوهاب تنهار باكية خلال حفل بالكويت (فيديو ...
- تفاعل كبير مع آخر تغريدة نشرها الشاعر السعودي الراحل الأمير ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 158 مترجمة على قناة الفجر الجزائري ...
- وفاة الأمير والشاعر بدر بن عبدالمحسن عن عمر يناهز 75 عاماً ب ...
- “أفلام تحبس الأنفاس” الرعب والاكشن مع تردد قناة أم بي سي 2 m ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الحافظ - عندما يكون الموت زجاجيا