أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بسام جودة - إشكاليات الثقافة العربية المعاصرة وآفاق المستقبل














المزيد.....

إشكاليات الثقافة العربية المعاصرة وآفاق المستقبل


محمد بسام جودة

الحوار المتمدن-العدد: 843 - 2004 / 5 / 24 - 03:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا شك بأنّ الخطاب الثقافي ، في ظل ما تشهده المجتمعات المعاصرة من تحديات وتحولات ، هو خطاب الأزمة : فمن جهة ، هناك الانهيارات السياسية والايديولوجية التي أصابت العديد من الأفكار والنظم والمشاريع . ومن جهة ثانية ، هناك الطفرات المعرفية التي شهدتها الفلسفة وعلوم الإنسان ، والتي أسفرت عن انبثاق قراءات جديدة للحداثة وشعاراتها حول العقل والحرية والتقـدم . ومن جهة ثالثة ، هناك الثورات العلمية والتقنية والمعلوماتية التي ندخل معها في طور حضاري جديد . ولعلَّ أحد أهم ملامح أزمة الخطاب الثقافي المعاصر تكمن في محاولة التعرّف على عناصر ومكوّنات ثقافة العولمة وأدواتها الوظيفية ، وكذلك ما تنطوي عليه من قضايا : الثقافة الوطنية ، والهوية الحضارية ، والخصوصية القومية . وإزاء كل ذلك ، يبدو أنه من الضروري أن يعمل المرء على إعادة صياغة وترتيب أفكاره ، بما يمكّنه من فهم وتشخيص هذه التحولات العميقة بداية ، ومن ثم الانخراط في تحويل وتغيير الواقع الثقافي في اتجاه التكيّف الإيجابي مع معطيات وتحولات العالم المعاصر.
وبالنسبة للعالم العربي ، تنطوي الثورات المعرفية والتكنولوجية والمعلوماتية المعاصرة على تحديات وأخطار وفرص تمسُّ الكيان العميق للأمة العربية ، وتعرّضها لما يسمى بـ " صدمة المستقبل " . وتزداد الأخطار تأثيرا بسبب ما يعانيه الكيان العربي نفسه من عوامل الضعف المتمثلة في : انتشار الأمية ، وتخلّف برامج التربية والتعليم عن حاجات المجتمعات العربية ومتطلبات العصر ، ونقص الحريات ، وعدم شمولية السياسات الثقافية ، وضعف الصناعات الثقافية ، وسيادة الإعلام السطحي .
وإذا كنا قد خسرنا العديد من لحظات الانتماء والفعل في التاريخ الثقافي، خاصة في العصر الحديث ، فإننا في الوقت الراهن نقف مكتوفي الأيدي أمام ثقافة العولمة ، لاسيما وان ّ العالم العربي ما زال يتشبث في أغلال التقليد ، ويضع قيودا متعددة على حرية التفكير والتعبير.
ومع العصر الرقمي والانفجار المعلوماتي والاقتصاد المعرفي يبدو أنّ إشكاليات اليوم تتجاوز النهضة إلى ما بعدها ، ولذا لا غنى عن تجديد المصطلحات وإعادة صياغة الإشكاليات . فليست المسألة الآن كيف ننهض من السبات أو كيف نجدد النهضة ، أو كيف نندرج في الحداثة ، بالرغم من أهمية كل ذلك ، بل التكيّف الإيجابي مع عالم اليوم الذي يكاد يتحول إلى عالم جديد من فرط انكشافه وفيض معلوماته وفائق أدواته .
لقد تعددت المراكز الثقافية العربية ، وتعددت قوى الإنتاج الثقافي في توزيعها الجغرافي الذي لم يعد محصورا في قطر واحد بعينه . وكانت النتيجة أننا أصبحنا نتحدث عن مستقبل الثقافة العربية في كل الأقطار العربية التي تتبادل الفاعلية والتأثير . وأصبحت المشكلات الثقافية قومية بقدر ما هي قطرية ، وإقليمية بقدر ما هي عالمية .
ومن المؤكد أنّ الثقافة هي المدخل إلى معالجة مختلف إشكاليات العالم العربي ، على أن تُفهم بمعناها الأوسع والأغنى والأكثر فاعلية ، أي بوصفها تجسد حيوية التفكير بقدر ما تمثل مصدر القوة للأمة العربية كلها ، وبقدر ما تجسد دينامية التحول والازدهار في العالم العربي . ومن أجل تجسيد حيوية التفكير بات من الضروري ابتكار استراتيجيات وآليات ووسائل تسهم في بلورة رؤى ثقافية مستقبلية .
وهكذا ، يطرح واقع الثقافة العربية المعاصرة مجموعة تساؤلات : ماهي مشكلات الثقافة العربية ؟ وأين يقف العالم العربي من التغيّرات العميقة التي شهدها العالم ؟ وهل فهم منطق المرحلة الجديدة بمقوّماتها ومعالمها ومنطقها النوعي الجديد ؟ وما مدى الاستجابة للمرحلة على أصعدة الرؤية والتخطيط والتنظيم والممارسة ؟ وما هي التحديات والفرص الجديدة التي تطرحها ثقافة العولمة على الثقافة العربية ؟ وهل نستطيع أن نبلور أسئلة تحدد أجوبتها استراتيجية ثقافية للمستقبل ؟



#محمد_بسام_جودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الجدار إلى الانسحاب من غزة ماذا يخطط شارون!!! كي لا نلدغ ...
- صفعة مزدوجة من الليكود لشارون وبوش !!!


المزيد.....




- الدوما يصوت لميشوستين رئيسا للوزراء
- تضاعف معدل سرقة الأسلحة من السيارات ثلاث مرات في الولايات ال ...
- حديقة حيوانات صينية تُواجه انتقادات واسعة بعد عرض كلاب مصبوغ ...
- شرق سوريا.. -أيادٍ إيرانية- تحرك -عباءة العشائر- على ضفتي ال ...
- تكالة في بلا قيود: اعتراف عقيلة بحكومة حمّاد مناكفة سياسية
- الجزائر وفرنسا: سيوف الأمير عبد القادر تعيد جدل الذاكرة من ...
- هل يمكن تخيل السكين السويسرية من دون شفرة؟
- هل تتأثر إسرائيل بسبب وقف نقل صواريخ أمريكية؟
- ألمانيا - الشرطة تغلق طريقا رئيسياً مرتين لمرور عائلة إوز
- إثر الخلاف بينه وبين وزير المالية.. وزير الدفاع الإسرائيلي ي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بسام جودة - إشكاليات الثقافة العربية المعاصرة وآفاق المستقبل