أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هادي ناصرسعيد الباقر - (( تجمع الأربعاء الرماد ))















المزيد.....

(( تجمع الأربعاء الرماد ))


هادي ناصرسعيد الباقر

الحوار المتمدن-العدد: 2771 - 2009 / 9 / 16 - 08:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في تواريخ الشعوب والأمم في كل العالم , تقع مناسبات وكوارث تهز ضميرها لتستقر عميقا" في ذاكرتها .. لتتحول الى مناسبات للاحتفال بها ولاستذكارها سنويا" .. وقد تنبثق عنها تجمعات لفرق عقائديه او حزبيه تستمد مبادئها من أسباب هذه الواقعات والمناسبات ومن نتائجها ..
فمناسبة مجزرة الأول من أيار .. العيد العالمي للعمال في العالم كله .. كان سببها هو قيام العمال الأمريكيين .. وقبل عشرات من السنين .. بالتظاهر مطالبين بحقوقهم وتحسين أحوالهم المعيشية , فما كان من الرأسماليين الاّ أن وجهوا قوات الشرطة لرميهم بالرصاص في مجزرة اهتز لها الضمير العالمي .. فأنتجت هذه المجزرة .. هذا التجمع العالمي , ليحتفل بها سنويا" (( العيد العالمي للعمال )) .. يدفعهم الى توحيد صفوفهم ودراسة أحوالهم والمطالبة بحقوقهم .. وإصدار القوانين والتشريعات ولفت الأنظار لحقوق العمال ..
ثم تعال معي لنتذكر قيام بريطانيا باحتلال فرنسا قبل عدة مئات من السنين .. ولعلها في فترة الحروب الدينية والمذهبية .. وعندما عجزت فرنسا عن التخلص من هذا الاحتلال ولم تجد لها قائدا" تلتف حوله لينقذها ... قامت تلك القروية الفرنسية الشابة والبسيطة (( جان دارك أو Joan of Ark )) .. مدفوعة بهاتف من ضميرها : لتوحد فرنسا ويلتف حولها الفرنسيون لتقودهم للتحرر من الانكليز .. ولو ان النتيجة كانت انتصار الجيش الانكليزي .. وقيام الانكليز بإحراق تلك القائدة الفرنسية (( جان دارك )) .. إلا ان تلك الكارثة الكبيرة هزّت واستقرت عميقا" في ضمير الشعب الفرنسي .. فتم رفع (( جان دارك )) الى مرتبة القديسين .. ولمئات من السنين لازال يحتفل الفرنسيون بهذه المناسبة ويحجون الى مكانها .. وألهمت الشعب الفرنسي القوّه والشجاعة على مقاومة الظلم والاحتلال .. وأصبحت مبادئ تهتدي فرنسا بهداها
والعراق بتاريخه الطويل والعميق .. بنته وكونت شخصيته ونفسيته : سلسله من النكبات والكوارث .. فالعراق هو بلد الخير .. الذي يجذب إليه دائما" هذه الكوارث وهذه النكبات .. نستذكرها بشخصيتنا وفولكلورنا الشعبي .. ففي غناءنا نبرة الحزن .. وفي أعيادنا نستذكر قبورنا بذكريات الحزن والبكاء .. فنحن نطعم موتانا .. ولا نطعمهم إحياء" .. حتى أصبح لدينا الغناء حرام .. واصل الغناء هو أنة من الألم والحزن .. وأصبح الفرح والطرب خفّة جنون وطيش جهل .. .. وآخر عهد بحكم ..كان قد جعل باطن الأرض للشعب بيوتا" وقبورا" جماعية .. ولكل حر في هذا الشعب ... ثم قلنا إننا قد وصلنا الى شاطئ السلامة والحرية , أو هكذا حلمنا , وان جنة عدن ستعود الى العراق ... إلا ان أبناء الشياطين قد رأوا ان هذا الشعب وعراقه على وشك ان يفلت من سلطانهم وكوارثهم ... فهاجت فيهم كوامن الشر .. فأخذوا في الشعب يذبحون , .. وما دروا ان هذا الشعب قد تعوّد الذبح .. وهو للقادة ولود .. فكما ولدت فرنسا (( جان دارك )) من خلال معاناتها فأنقذتها ... فهو الشعب الذي كسر شوكة وغطرسة أعظم إمبراطوريه في القرن العشر ين .. ((بثورة العشرين )) .. ... إلا ان المشكلة الاساسيه في وجود الإرهاب ..هي .. إن من يخطط لنا في حاضرنا ولمتقبلنا هو من خارج حدودنا الجغرافية والتاريخية والنفسية .. فهو يحاول إدخالنا في قولبة يرسمها وفق ستراتيجيته .. وينفذها له من عاشوا وتتلمذوا على يديه خارج عراقنا .. فكانت ولازالت سنين من الإرهاب عجاف أحرقت الأخضر واليابس .. القتل فيها على الهوية .. وعلى الرأي .. وعلى المعتقد .. فأصبحت لدينا مقابر على أسماء المناسبات والإقليم والمذهب وكوارثها .. ... وأصبح لدينا شعب من من الأيتام .. وأمة من الأرامل .. وجيش من العاطلين .. وطوابير من الطامعين بخيرات هذا البلد العراق الغني بموارده .. الفقير الجائع بشعبه .. وهذه معادلة حسابيه غريبة .. شعب يعيش على الهامش .. محتاج متعفف .. يتظاهر المتسابقين ويتسارعون على إذلاله ..

بمشاريع العطايا بتوزيع الفتات من المواد التي لاتغني من فقر ولا تسمن من جوع .. هي للقائمين بمشاريع هذه العطايا مصدر رزق وسرقه .. ... وساستنا يفهمون السياسة .. سياسة ماشية وأغنام ... فما الشعب في معتقدهم الذي يتمسكون به .. هو ان الشعب همج رعاع .. يجب إبعاده عن حقه في الموارد ألطبيعيه وعن حقه في المشاركة في إدارة وطنه وخطط التنمية .. كما اقرّه القانون الدولي وحقوق الإنسان .. ويتصورون او يصورون بان منظمات المجتمع المدني الغير حكوميه هي قاصرة يجب إبعادها .. او إلحاقها كتابع .. والديمقراطية ألحديثه تقرر ان لا ديمقراطيه بدون منظمات المجتمع المدني الغير حكوميه .. ... وأصبح المذهب الوجودي الكافر هو صورة يتمثل بها الإرهاب الديني .. ... ان الشعب العراقي يعيش وسط معمعة من القتل الجماعي والتفجيرات ... اختفت فيها قرى" بأهلها من الوجود ومن سطح الأرض ... وأسواق .. ومناطق ... وشوارع بأهلها .. كلها أصبحت ساحات للسيارات المفخخة .. والعبوات المتفجرة .. .. والحكومة والمؤسسان الامنيه تقيس نجاحاتها الامنيه بقياسها بالنسب المؤوية .. وما هكذا يكون النجاح بتحقيق الأمن ...فالأمن وتوفره مسؤولية أساسيه للحكومة .. ومن الحاجات الاساسيه للإنسان .. فلا رزق او تقدم او بناء بدون توفر الامن .. وسبب الفقر والجوع هو فقدان الامن وانتشار الارهاب .. فذا تحقق الامن بنسبة 98% وهناك ارهاب بنسبة 2% .. فاننا نقول بعدم توفر الامن وبقاء الارهاب ..... والسبب الاساسي لظهور واستمرار الارهاب .. هو اساسا" تهميش الشعب والمنظمات الغير حكوميه عن تولي المسؤوليه ببناء وحماية هذا الشعب .. واعتماد الذهنيه الصحراويه .. والبعد عن المجتمع المدني التدويني ...
وخلال هذه السنين من الكوارث الارهابيه التي عاشها ويعيشها الشعب العراقي من ارهاصات وتفاعل وهو يتلمس طريقه ليجد من يقوده .. وينتظر هزة استيقاظ في ضمير هذا الشعب ليهتدي او يجد طريق واداة الخلاص والانقاذ .... نحتاج الى (( جان دارك )) .. الفتاة القرويه البسيطه .. لتصرخ في هذا الشعب وتجد له نقطة او بداية طريق تقوده فيه ..... وكانت هذه البدايه للانطلاق .. هو توسع دائرة نطاق الارهاب .. في محاولة الوصول الى قلب الدوله لانهائها ... فكان ما حدث من تفجيرات ارهابيه مأساويه .. هي تفجيرات الاربعاء الدامي داخل المنطقه الخضراء .. قرب وزارة الخارجيه .. وما اصاب وزارة الماليه .. ومن محاولات اخرى تم ابطالها .. .. فاحدثت مثل هذه التفجيرات صحوه في ضمير الحكومه .. ورد افعالها في محاولة نقل مسؤولية هذا الارهاب الى المستوى الاقليمي .. والدولي .. وطلب تشكيل (( المحكمه الجنائيه الدوليه )) .. ومع ذلك كشف ذلك عن ضعف في اداء الحكومه وتوجه الدوله بمؤسساتها .. فاظهرت عن مدى الخلاف والاختلاف داخل تشكيلات الدوله ترقى الى مستوى مساعدة الارهاب وجذوره .. مما جعل الشعب يعيش حالة صدمه واحباط وتهميش .. بعيدين عن معاناته ورأيه .. وظهرت الحاجه الماسه الى منظمات المجتمع المدني الغير حكوميه بانها الملاذ الحقيقي للشعب ففي تحركها هو تمثيل لرأي الشعب .. ولا يمكن لاية دوله اجنبيه ان تعترض على تحركات هذه المنظمات ولا الامم المتحده ...
وكان هناك من انتفضت من خلال غبار اليأس والاحباط .. لتصرخ وتجد ان الشعب بمنظماته الغير حكوميه هو الطريق الصحيح للخلاص مباشرة" ..فاسست السيده (( هناء ادور )) بهذا الطريق .. واقامت (( تجمع الاربعاء الرماد )) .. عندي اخذت دور (( جان دارك )) فدعت واسست بداية (( تجمع الاربعاء الرماد )) وانظمت لهذا التجمع بعض من منظمات المجتمع المدني الغير حكوميه .. كرد فعل لتفجيرات الاربعاء الاسود .. حيث بدء هذا التجمع اول ما بدء به القيام بمظاهرات احتجاج واعادة الثقه لهذا الشعب بمنظماته وبمبادىء هذه المنظمات .. واقامت تظاهره عند النصب التذكاري للزعيم الراحل عبد الكريم قاسم .. باعتباره من اشرف واخلص من حكم العراق .. ففي خلال فترة حكمه القصير قام بمشاريع لمصلحة الشعب والعراق ولازال الشعب يعيش ثمارها .. لذلك تكالبت على هذا القائد قوى الشر وقتلته ,, ولم يكن يملك دارا" لسكناه .. وعند موته لم يكن في جيبه من المال اكثر من نصف دينار .. .. فالشعب بحكمته وفطرته يستطيع ان يشخص المخلصين له .. فالشعب لايمكن ان يخطىء في المحافظه على ذكرى المخلصين .. فتجمع الاربعاء الرماد ابتدأ باول فعالياته بمظاهرات من عند نصب عبد الكريم قاسم ... كشعار لهذا التجمع , بانه سيتبنى ويدافع عن حاجات الشعب ومعاناته والممثل والمتابع الحقيقي لمطالبه والكشف عن معاناته .. وهذا التجمع سيكون تابعا" للشعب يستمد منه المبادىء والاتجاهات والمطالبه برفع الغبن عنه .. وابتدأ التجمع بحملة احتجاج على مدبري جريمة الاربعاء الاسود الدامي ..
 .. وقد ناقش التجمع في اجتماعه يوم الاحد الموافق 13 / 9 / 2009 وضع الاسس لقيام مثل هذه المظاهرات لا من اجل المظاهرات .. بل هي كتعبير لصوت الشعب .. كتنبيه لهذا الشعب بان هناك من يقوم بايصال صوته الى من هم ذوو الشأن .. وقياس وتحسس ردود الشعب .. والمتابعه لدى المسؤلين .. وتشكيل اللجان لمتابعة الزيارات لدى الحكومه ومجلس النواب وباقي مصالح الشعب .. وقد اكد المجتمعون على ضرورة تشكيل المحكمه الجنائيه الدوليه .. وان تكون مشكلة الارهاب ليس مشكله داخليه .. بل هي مشكلة اقليميه ودوليه .. الاّ ان المجتمعين يرون كذلك ان مسؤولية مكافحة الارهاب هي من مسؤولية الدوله العراقيه والشعب العراقي .. فمكافحة الارهاي يتطلب :
1- اعتماد الوسائل العلميه والتكنولوجيه المتطوره .
2- توفر العناصر العلميه والفنيه المخططه لاساليب مكافحة الارهاب .
3- توفر العناصر البشريه الحقليه المدربه على اكتشاف ومكافحة الارهاب .
4- والعنصر المهم اشراك الشعب في مكافحة الارهاب .. لا بشعارات طلب تعاون الشعب بذلك .. بل يكون ذلك .
5- بتفعيل دور المنظمات الغير حكوميه .. باخذ دورها كسلطه فاعله بالدوله دستوريا" وقانونيا" .. في التخطيط والرقابه والتنفيذ .. كممثل حقيقي يومي للشعب وعلى مستوى الشارع ..
6- تخفيف معاناة الشعب اليوميه ومنحهه الحقوق التي يستحقها اساسا" .
وقرر المجتمعون ان يتحول تجمعهم الى ما يشبه المؤسسه تقوم بمتابعة جميع مشاكل الشعب واحتياجاته ... وان تقوم دوما باستطلاع رأي الشعب باولويات مطالبه .. فهو الادرى بحاجاته .. .. لذلك يهيب المجتمعون بكافة منظمات المجتمع المدني الغير حكوميه الانظمام الى هذا التجمع تنظيما" لدور هذه المنظمات .. وان يشكلوا جبهه قويه صلده تقوم بورها الحقيقي على ساحة الدوله والممثل الحقيقي الواقعي للشعب .. وستستمر فعاليات هذا التجمع واجتماعاته ...


الباحث
هادي ناصر سعيد الباقر
رئيس منظمة المتطوعين الانسانيه للسلام الاخضر العراقيه



#هادي_ناصرسعيد_الباقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- أطلقوا 41 رصاصة.. كاميرا ترصد سيدة تنجو من الموت في غرفتها أ ...
- إسرائيل.. اعتراض -هدف مشبوه- أطلق من جنوب لبنان (صور + فيدي ...
- ستوكهولم تعترف بتجنيد سفارة كييف المرتزقة في السويد
- إسرائيل -تتخذ خطوات فعلية- لشن عملية عسكرية برية في رفح رغم ...
- الثقب الأسود الهائل في درب التبانة مزنّر بمجالات مغناطيسية ق ...
- فرنسا ـ تبني قرار يندد بـ -القمع الدامي والقاتل- لجزائريين ب ...
- الجمعية الوطنية الفرنسية تتبنى قرارا يندد بـ -القمع الدامي و ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن أخفت عن روسيا معلومات عن هجوم -كروكو ...
- الجيش الإسرائيلي: القضاء على 200 مسلح في منطقة مستشفى الشفاء ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 11 ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هادي ناصرسعيد الباقر - (( تجمع الأربعاء الرماد ))