أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - وفاء الربيعي - تعالوا نتحاور من اجل الرقي بالثقافة العراقية بعيدا عن المحاصصة















المزيد.....

تعالوا نتحاور من اجل الرقي بالثقافة العراقية بعيدا عن المحاصصة


وفاء الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 2768 - 2009 / 9 / 13 - 22:25
المحور: مقابلات و حوارات
    


قرأت كثيرا عن ...... من هو المثقف وماهو الدور الملقى على عاتقه في التغيير
أعجبني من بين كل التعاريف لهذا المصطلح مايلي..................................
المثقف هو من يعي ذاته وذات مجتمعه
في سلسة حوارات مع مثقفين عراقيين حول الثقافة العراقية في المرحلة الراهنة ودور المثقف في التأثير والتغيير
كان حواري الاول مع الدكتور صادق اطيمش
إذا إعتبرنا الثقافة على أنها مجموع ما يتمخض عنه الفكر الإنساني في مجالات العلوم والفنون على إختلافها ، والتواصل الذي يتم من خلال ذلك عبر ألأجيال ، فإننا والحالة هذه نقف امام التفتيش عن ألإجابة للسؤال القائل :  هل توجد هذه الثقافة اليوم في العراق بحيث تستطيع ان تحاكي الوضع الإجتماعي والسياسي والإقتصادي السائد على ارض الوطن وتتفاعل معه ؟ اي بعبارة أخرى هل أننا نستطيع ان نرى اليوم بوضوح تأثير اللوحة الفنية او النحت أو القصيدة الواعية او الفكر الفلسفي المتنور او النتاج العلمي او المسرحية الرائدة على مجريات الحياة اليومية في وطننا ؟ نعم...هناك تناجات ونشاطات جديرة بالتقدير والدعم والمساندة على كافة الأصعدة هذه ، إلا انها لا زالت تناضل نضالاً صعباً وعسيراً لتتبوء المركز اللائق بها بين الثقافات الظلامية التي تعج بها الساحة العراقية اليوم ، والذي يروج لها كثير من المسؤولين السياسين في العراق الجديد. تسود اليوم ثقافة ألإسلام السياسي بكل مفاصله ومذاهبه وفرقه التي تتقاتل فيما بينها لتقود إلى التمحور الطائفي الظلامي التسلطي الذي يشيع ثقافة التناقض وانفصام في شخصية المؤسس والمتلقي لهذه الثقافة على حد سواء . إذ تتبجح طروحات هذا النوع من ألأفكار الطائفية باحترامها لحقوق الإنسان وتصرفاتها الواقعية تشير إلى عكس ذلك تماماً . ويكذب الخطاب الطائفي على الناس حينما يدعي إحترامه للأديان ألأخرى وكل توجهاته تشير إلى التثقيف بإلغاء الأديان ألأخرى . ويهذي الفكر الطائفي بالديمقراطية وحرية الرأي إلا أنه يقمع بكل ما لديه من وسائل العنف كل من تسول له نفسه مواجهة هذا الفكر بالحجة والمنطق ، إذ أن الطائفية والحجة المنطقية على طرفي نقيض . إن مثل هذه الظواهر في ثقافة ألإسلام السياسي ليست إنعكاسات آنية ، بل انها ظواهر ملازمة لهذا النوع من جعْل الدين مصيدة للآخرين تبدأ بالمقدس لتنتهي بالمسدس . إن جميع أحزاب الإسلام السياسي هي أحزاب طائفية شاءت ذلك أم أبت ، إذ أن مجرد تصارع عدة أحزاب تدعي إنتماءها لدين واحد يبعد عنها صفة الإنتماء إلى هذا الدين ككل ، بل إلى جزء منه وهو ذلك الجزء الذي يدعي إمتلاكه وحده لحقيقة هذا الدين ، أي تبني وهم الحقيقة المطلقة الجزئي . ولو لم تكن جميع أحزاب اُلإسلام السياسي طائفية التوجه لما كانت هناك ضرورة عملية لوجودها طالما أنها تؤمن بوحدة الدين ، إذ ان وحدة الشيئ نظرياً يجب ان تنعكس على وحدة وجوده الفعلية التي يراها ويمارسها الناس من خلال أتباعه ، وهذا ما لم يستطع الإسلام السياسي تحقيقه لأنه يتعارض ومساره الطائفي . خطاب الإسلام السياسي  لفرقه المتناحره يصل بها إلى تبني التطرف ويدعو أساساً إلى نفي الآخر حتى وإن كان هذا الآخر مسلماً . وهذا ما نعيشه كل يوم حتى بين من ينتمون إلى طائفة واحدة ، ناهيك عن إدعائهم بانتماءهم إلى دين واحد . كما لا ينبغي لنا ان نتجاهل دور المؤسسة الدينية المرتبطة من قريب او بعيد بسلوك وتصرفات الإسلام السياسي اليومية على الساحة العملية .  إن هذه ألمؤسسة الدينية بشكل عام مؤسسة إنتهازية تقليدية تجعل من تقلبها بين الحاكم وأحزاب الإسلام السياسي مادة وجودها واستمرارها حيث انها عاجزة عن تقديم خطاب ديني يتطرق إلى مشاكل المجتمع في الفقر والجهل والمرض والخدمات ، وأصبحت كالببغاء تردد وتكرر ما اصبحت الناس تعاف سماعه . وحتى في المجال الذي هو بحت إختصاصها وحقل عملها اصبحت هذه المؤسسة عاجزة عن تقديم المفردة الدينية العلمية التي تأخذ بيد المجتمع نحو الحداثة التي يعيشها العالم اليوم، وعلى هذا ألأساس نرى تفعيل الجوامع بدل الجامعات التي تحولت في كثير من مواقعها إلى جوامع فعلاً ، واصبح الفكر لديها مرادفاً للكفر ، لأنها ترى في تفعيل العقل تهديداً لوجودها وفي تنشيط الثقافة الواعية تعرية لأطروحاتها التي لا تنسجم وحداثة القرن الحادي والعشرين . وهنا لا يمكننا إستغفال دور السياسي الذي تحتم عليه سياسة حزبه الديني أن يتقمص شخصيتي الديني والسياسي في آن واحد . وحينما يتعرض المثقف إلى هذا التقمص بالنقد ويعمل على فضحه امام الجماهير التي تعودت على هذه النظرة الثنائية ، وحينما يتوجه المثقف بالإشارة إلى مواقع الضعف والخطأ لدى السياسي ، فإن توجهه هذا سيكون محفوف بالمخاطر لأن سياسيي اليوم في وطننا لا يستطيعون الإستغناء عن الشخصية السياسية لأنها طريقهم إلى ألحكم والثروة والجاه ولا يستطيعون الإستغناء عن الشخصية الدينية التي هي مؤهلهم الوحيد للوصول إلى السلطة السياسية  . إن إسترداد  او تفعيل أهمية  الثقافة في المجتمع ومن ثم بروز المثقف الواعي  يستدعي اولاً وقبل كل شيئ نشر الوعي التعليمي والمعرفي الهادف إلى النهوض بالمجتمع والسير به للتلاحم مع الثقافة البشرية التي فرضتها ظروف الحياة الجديدة بكل شي . لا يمكن هضم وممارسة هذه الثقافة وفهم دور المثقف إذا لم تتوفر الضمانات التي تسمح برعاية وحماية المُنتج والمتلقي على السواء ، إذ ما فائدة الثقافة التي لا تجد صدى لها في المجتمع إما بسبب الخوف أو الإنهماك بالسعي وراء الحصول على متطلبات الحياة اليومية .   إذاً ممارسة هذا النوع من الثقافة وجعلها جزءً من الغذاء اليومي لكل فرد في المجتمع سيشكل القاعدة التي يمكن بناء الفكر الواعي الحديث عليها ، الفكر الذي يرفض التطرف ويعيش مع الآخر من منطلق الحوار والقناعة والإلتزام ، فهل سيسمح السياسي بهذا النوع من الممارسة....؟ أشك في ذلك . إذ أن الخطاب الديني الفاشل ، الذي يشكل اليوم جزءً حيوياً من خطاب السياسي العراقي ، سوف لا يرضى بالموقع الذي يصل إليه بعد إنتشار الوعي المعرفي الذي سيحول هذا الخطاب الديني إلى خطاب هامشي . إذ من الممكن والحالة هذه ان يتبلور الخطاب الديني إلى خطاب طائفي محض بعد ان كان مختباً تحت عباءة الإنتهازية السياسية . وهنا لابد من إيجاد الخطاب الثقافي البديل السهل الهضم والتقبل من قبل المجتمع الذي أوقعته إنتهازية خطاب المؤسسة الدينية بين تقلبات الفكر الظلامي . ولتوجيه التصدي الناجح للخطاب الديني المشوش لابد من التصدي لأهم أطروحات هذا الخطاب المتعلقة بالدين والدولة التي جعلها هذا الخطاب إحدى ركائزه ألأساسية في تعبئة الفكر الشعبي بالتحليل الخاطئ المضلِل للتاريخ الإسلامي الذي شرعن بعض فقهاؤه عقلية التسلط والخنوع لهذا التسلط إنطلاقاً من تأويل : قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.  فلا بد للمثقف والحالة هذه من كشف التضليل المتعمد الذي يمارسه الخطاب الديني السياسي سواءً من خلال السياسين في فصائل الإسلام السياسي وأحزابه أو من المؤسسة الدينية من خلال ربطه المتعمد بين التعاليم الدينية ، اي الدين ألإسلامي، والتاريخ الذي مر به هذا الدين خلال اكثر من 1400 سنة . إذ أن ما مورس خلال هذا التاريخ باسم الدين لا يمكن تجاوزه دون الإشارة إليه على حقيقته التي لا تخلو من الصفحات السوداء في كثير من مفاصله.   وهنا تبرز اهمية التصدي لمفردات الخطاب الديني اليومية المتعلقة بالحياة العامة ، وليس بالممارسات الدينية فقط . فلا يمكن للمثقف السكوت مثلاً عن تحريم الخطاب الديني ألإنتفاع من التطور التقني والعلمي والإجتماعي الذي وصلت إليه البشرية اليوم في كافة مجالات الحياة . فعلى سبيل المثال تسعى الإنسانية اليوم إلى تحقيق المساواة التامة بين البشر بغض النظر عن الجنس واللون والقومية ، في حين يؤكد الخطاب الديني على أفضلية المسلمين على البشر عموماً إستناداً إلى رؤيته للحقيقة المطلقة الوهمية من خلال تأويله مقولة : كنتم خير أمة أخرجت للناس ، متجاهلاً او متحايلاً على نصوص أخرى يعتبرها هو من ضمن حقيقته المطلقة المقدسة ، كالنص القائل : يا بني إسرائيل إذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وإني فضلتكم على العالمين  ( البقرة 122 ) ، حيث تلعب إنتهازية الخطاب الديني باجمعه المؤسساتي والحزبي لعبة التضليل والمرواغة السياسية عند مواجهتها نصاً كهذا، إذ يقوم السياسي على توفير الغطاء لنشر مثل هذه الأفكار التي لا تنسجم وتوجهات المثقف الواعي. كما يجد المثقف صعوبات جمة يضعها أمامه سياسيو اليوم حينما يتجه نحو تفعيل دور المتلقي نفسه لمواجهة الخطاب الديني وعدم ترك ذلك للنخبة . وهذا يتطلب ما ذكرناه آنفاً من التأكيد على نشر الوعي المعرفي الهادف بين أفراد المجتمع وعدم تركهم فريسة لتضليل المُضَللين. ومن خلال تفعيل كل ذلك أعلاه على الواقع العملي لابد من إيجاد الخطاب الديني الواعي كبديل عن الخطاب الديني المُضَلِل . إن ذلك يعني وجوب إحترام الشعور الديني لدى المؤمنين حقاً وتوفير كل ما من شأنه تمتعهم بالحرية التامة لعكس هذا الإيمان على حياتهم الخاصة ، وذلك لن يتم دون التوجيه الديني الهادف الذي يصب في صلب التعاليم الدينية الحقة التي جعلت من أهدافها الإنتقال من ألأسوء إلى ألأحسن ، لا كما يفسرها الخطاب الديني السائد اليوم والتي جعلها سلاسل تعيق المجتمع عن أي تحرك جديد ليظل يراوح على أفكار ومفاهيم القرون الأولى من عمر البشرية فتمنعه بذلك عن اللحاق بالركب البشري الذي يواصل المسيرة دون الإلتفات إلى المتخلفين عنه. ولا يمكن تحقيق ذلك كله دون وجود السياسي الواعي والسلطة السياسية القادرة على رعاية هذا التوجه ومؤهلة لمواصلة مسيرة الفكر الإنساني المتجدد ، لا مجال فيها للمتقاعسين والطفيليين والمتطرفين واللصوص . حكومة تعمل بجد وحق على إعلاء شأن الوطن أولاً وآخراً وتحقيق سعادة أهله بتوفير أجواء حياة القرن الحادي والعشرين لهم في الوقت الحاضر .  من هنا نستطيع ان نتحرى العلاقة الجدلية بين السلطة السياسية أو بالأحرى بين السياسي والمثقف والثقافة ودور الثقافة والمثقف في المجتمع. وطالما يتعلق الأمر بموقف المثقف العراقي من التوجه الطائفي السائد اليوم في المجتمع العراقي ، مع ألأسف الشديد ، والذي يشكل السياسي إحدى مقوماته الأساسية فإن الممواجهة بين المثقف والسياسي تصبح مواجهة لا مناص منها إذا ما ظل المثقف ملتزماً فعلاً بقضايا وطنه وشعبه.



#وفاء_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة بعنوان وشوشة الشعر
- بين هنا وهناك
- هيّ
- قصيدة غزة
- رسالة مستعجلة
- صوتي التائه
- لوحة لم تكتمل
- الخفافيش
- امال عليلة
- حروف
- طيف
- بكائية عند عيون بغداد
- من أنتِ ?
- لكنني اعشقه


المزيد.....




- بيومي فؤاد يبكي بسبب محمد سلام: -ده اللي كنت مستنيه منك-
- جنرال أمريكي يرد على مخاوف نواب بالكونغرس بشأن حماية الجنود ...
- مسجد باريس يتدخل بعد تداعيات حادثة المدير الذي تشاجر مع طالب ...
- دورتموند يسعي لإنهاء سلسلة نتائج سلبية أمام بايرن ميونيخ
- الرئيس البرازيلي السابق بولسونارو يطلب إذن المحكمة لتلبية دع ...
- الأردن يرحب بقرار العدل الدولية إصدار تدابير احترازية مؤقتة ...
- جهاز أمن الدولة اللبناني ينفذ عملية مشتركة داخل الأراضي السو ...
- بعد 7 أشهر.. أحد قادة كتيبة جنين كان أعلن الجيش الإسرائيلي ق ...
- إعلام أوكراني: دوي عدة انفجارات في مقاطعة كييف
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض هدف جوي فوق الأراضي اللبنانية


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - وفاء الربيعي - تعالوا نتحاور من اجل الرقي بالثقافة العراقية بعيدا عن المحاصصة