أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وفاء الربيعي - بكائية عند عيون بغداد














المزيد.....

بكائية عند عيون بغداد


وفاء الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 2274 - 2008 / 5 / 7 - 08:10
المحور: الادب والفن
    



ترابي ، كل شيء لونه ترابي ، وكل الاشياء تمرغت بالتراب, البنايات ، الشوارع ، الهواء ،حتى المشاعر
ارى الحزن في عيون الانهار
دجلة ، الفرات، بغداد ، شوارعها ،حتى عيون العشاق ، سكنها الخوف والرهبة والترقب
الفرحة تبحث عن شفاه ترتسم عليها ، تحاول ان تتجاوزالحزن والالم ولكن كبف وثمة من يتربص بها انهم يقتلون الفرحة قبل ولادتها
حتى حفلات الزفاف تغيرت اوقاتها تغيرت وصار العرس في وقت الظهيرة
والعروس تفرح اليوم لتترمل بعد اشهر وتنجب طفلا يتيما منذ يوم ولادته، يكبرويتعرف على والده من خلال الصورة الوحيدة المعلقة على جدران الغرفة يبتسم لها دون ان يعرف معنى الابوة يبتسم ويقول اني احب ابوية بس شسوي هو ميت
و ترى الحزن يسكن جبينه وهو ينظرالى اطفال اخرين ينعمون بصحبة ابائهم ودفء احضانهم
يا الهي لا استطيع ان اجسد الحزن الذي رأيته في عيني العروس الارملة وعيون اطفالها اليتامى
اطفال لا يعرفون ماذا تعني قصص الاطفال ، يرون لك حكايات رؤوس مقطوعة وهي تتساقط من سيارة مسرعة يستقلها قتلة جفاة
يقصون لك كيف قتل مجهولون ابن الجيران او ذلك الذي اغلق للتو محله قاصدا امه التي تنتظره بشوق واذا بها تستقبل خبر مصرعه لتصيح بألم يمه ابني .... يمه ابني
وذلك الشاب الفتى اليافع الذي يروي حكاية فقدان والده وكيف عثروا عليه واصراره على الانتقام من قتلته الذين يعرفهم جيدا
وتلك المرأة الشابة المتشحة بالسواد تغطي عينيها بنظارة كبيرة سوداء حتى لا ترى الدنيا الا بلون النظارة الاسود

وهناك حقيقة مرة وهي ان الخراف تشترى بثمن ولكن ارواح البشر صارت بلا مقابل
الشوارع تزدحم فجأة بسبب انفجار او مزاج جندي امركي , ارتأى ان يقف بدبابته وسط الشارع ويرفع الراية الحمراء علامة ممنوع السير والابتعاد عنه الى ان يغيير رأيه وقد تطول هذه الحالة او تقصر والمتعبين العائدين من اعمالهم ليس لهم الا كيل السباب والشتيمة بصمت مطبق.
المناطق صارت تفصلها حواجز كونكريتية والناس يتوقفون عشرات المرات عند نقاط التفتيش التي سئمت التفتيش
يسالوك من اين اتيت ?
, الي اين?
هل تحمل ممنوعات ?
, هههههه طبعا لا , تفضل
وفي نقاط التفتيش الحدودية يمكن ادخال كل شيء بدون تفتيش مقابل 5 الاف دينار فقط
يا بلاش
يأتي الليل ليسكن الكون وتعود الحمائم الى اوطانها كما قلت في قصيدة شهريار غير اني لم ارى غير الغربان والخفافيش
ياتي الليل لينام الجميع على صوت الطائرات والتفجيرات وانا هنا انظر الى ساعتي احاول ان استسلم الى غفوة بتلاوة اية الكرسي والحمد والمعوذات الاربعة كما نصحتني احدى اخواتي
ولكن دون جدوى , انتظر بزوغ الشمس علها تحمل لنا املا جديدا
احاول ان افتح دفتري واكتب شيئا ولكن للاسف اصبت بجمود فكري او كما تقول اختي الاخرى ماذا بك
لقد تغييرتي كثيرا لماذا انتي صامته ولا تفعلين شيء غير النظر بهذه الحيرة لما حولك
لكن
رغم ذلك ورغم كل ما رأيت انحني اجلالا واحتراما لهذا الشعب الجبار المتشبث بالحياة والذي يكافح من اجل البقاء رغم كل الظروف التي يمرون بها
عدت الى مكان اقامتي واذا بي في الفجر اصيح ,وانا في فراشي
بغداد
لالالا
لاتستلمي
ظلي شامخة
بشعبك العنيد
تبسمي
وبوجه اعداء
المحبة والسلام
اصرخي
وتيقني
ان ظلم الطغاة
سينجلي
والشمس لك
ولشعبك العنيد
ستنحني
فاسعدي وارقصي
على انغام نصرك
بغداد
لا
لاتستلمي



#وفاء_الربيعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أنتِ ?
- لكنني اعشقه


المزيد.....




- باريس تودّع كلوديا كاردينال... تكريم مهيب لنجمة السينما الإي ...
- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...
- آلة السانتور الموسيقية الكشميرية تتحدى خطر الاندثار
- ترامب يعلن تفاصيل خطة -حكم غزة- ونتنياهو يوافق..ما مصير المق ...
- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ
- جون طلب من جاره خفض صوت الموسيقى – فتعرّض لتهديد بالقتل بسكي ...
- أخطاء ترجمة غيّرت العالم: من النووي إلى -أعضاء بولندا الحساس ...
- -جيهان-.. رواية جديدة للكاتب عزام توفيق أبو السعود
- ترامب ونتنياهو.. مسرحية السلام أم هندسة الانتصار في غزة؟
- روبرت ريدفورد وهوليوود.. بَين سِحر الأداء وصِدق الرِسالة


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وفاء الربيعي - بكائية عند عيون بغداد