عمر الفاتحي
الحوار المتمدن-العدد: 2765 - 2009 / 9 / 10 - 18:52
المحور:
الصحافة والاعلام
أ صبحت القنوات الفضائية العربية ، إحدى رموز السيادةالوطنية في العالم العربي
مثل العلم الوطني والعملة والنشيد الوطني ، قالقنوات الأرضية ،موجهة أساسا
للاستهلاك المحلي والاشادة الحاكمين ، في كل إختياراتهم السياسية
والاقتصادية والاجتماعية ، مع غياب أي رأي مخالف !
بالنسيةإلى دور القنوات الفضائية العربية ودورهافي خدمة القضايا العربية ، يجب
التمييز بين القنوات الرسمية وبين القنوات الخاصة ، قالقنوات المملوكة للدولة ، يبقى
دورها ضعيف جدا ، حتى لو أدرجت برامج إخبارية وحوارية بلغات أجنبية أخرى
لسبب بسيط وهو أن خطها التحريري يهدف يالأساس إلى الاستهلاك الخارجي وتلميع صورة الدولة ، لدى الرأي العام الدولي ،وهو ما أفقد مصداقية الغالبية العظمى منها خارج ً حدودها ً الوطنية ، ولعل المتابعة اليومية لمجموعة من البرامج
الحوارية وحتى النشرات الاخبارية ، توضح لنا وبالملموس ، أن أغلب العاملين بهذه
القنوات مجرد موظفين وهامش نشاطهم الاعلامي محدود جدا في تناول القضايا العربية ، سواء كانت في صيغة خبر أو برنامج حواري ، لان هناك ً خطوطا حمراءً
لايمكن تجاوزها !
تبقى القنوات الفضائية الخاصة وغير الرسمية ،هي في ظاهرها ، تتدعي الاستقلالية
والتجرد والموضوعية ، ولكن في حقيقتها ، تابعة للاحزاب سياسية أو لشخصيات
ذات نفوذ مالي وإقتصادي ، منها ما هو ً مكملً للقنوات الفضائية الرسمية وتحت مسميات مختلفة ، ومنها ما يخدم أجندة دول أجنبية . لكن هذا لايمنعنا من القول
أن هناك فضائيات إستطاعت أن تفرض إشعاعها على الساحة الدولية وأن تكسب
مصداقية لدى جزء كبير من الرأي العام الدولي ، مما مكنها من التعريف بالقضايا
العربية ، رغم اللوبي الاعلامي المؤيد لاسرئيل على مستوى أكثر من مؤسسة
إعلامية دولية سواء بدول الاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة الأميركية .
الحديث عن الفضائية الغير المملوكة للدولة ،يفضي بنا إلى التطرق لظاهرة إعلامية
سيشهدها العالم العربي مستقبلا ، وهي تزايد عدد الفضائيات الناطقة بلسان الاحزاب
والمنظمات السياسية والطوائف الدينية وحتى الجماعات المعارضة لهذه الدولة أو تلك في العالم العربي .
#عمر_الفاتحي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟