كواليس الدورة الثامنة لمهرجان مراكش للفيلم الدولي

عمر الفاتحي

الحوار المتمدن-العدد: 2474 - 2008 / 11 / 23 - 05:37
المحور: الادب والفن
    

.
.. لوحظ أن بعض الصحف المغربية اليومية ، لم تكتفي بإرسال مبعوث واحد
لتغطية أشغال الدورة الثامنة لمهرجان الفيلم الدولي بمراكش ، بل أرسلت
بعثة وكأن الأمر يتعلق بتغطية أحداث العراق وفلسطين وأفغانستان ، رغم
أن ما ينشر يوميا عن المهرجان لايتعدى مقال واحد في أحسن الأحوال ، بسبب
أن مراسلي هذه الصحف يجهلون اللغة الانكليزية ، ويصعب عليهم التواصل
مع مخرجين وممثلين أجانب لايتقنون اللغة الفرنسية ، بإعتبارها اللغة الثانية
المستعملة في المغرب!
.. بفضل الصحافة الالكترونية ، تتم تغطية أخبار المهرجان في حينها ، وبأكثر
من لغة ، لكن يبدو أن القسم الصحفي العربي بإدارة المهرجان ، لازال يسير
على إيقاع الدورات السابقة ، حيث تم إقصاء العديد من المنابر الالكترونية المختصة
في السينما ، من المشاركة في أشغال هذه الدورة !
... رغم أن بعض الصحف المغربية ، يوميا وأسبوعية ،محسوبة على التيارات
الاسلامية ، تنتقد مهرجان مراكش وتعتبره نشاطه وكل مظاهره ، مخالفة
للاسلام ، تحرص إدارة المهرجان ، على توجيه الدعوة لها لحضور أشغاله
حتى بدون طلب إعتماد مسبق ، مع الاشارة هنا ، إلى أن أغلب هذه الصحف
ًتقاطع ً المهرجان وتمارس سياسة ًالمقعد الفارغً !
... حسب القانون المنظم للمهرجان ، فإنه بإستثناء الصحافة المرئية المغربية
وألاجنبية ، يمنع على الصحافة المكتوبة الحضور في حفلتي الافتتاح والاختتام
اللهم إلا من بعض الصحف المغربية والعربية والأجنبية التي لها حظوة لدى
إدارة المهرجان!
.... جرت العادة ، أنه كلما قرب موعد المهرجان ، يتم فتح الاعتماد الصحفي
عن طريق ملء الاستمارة على شبكة الأنترنيت بموقع هذه التظاهرة السينمائية
الدولية ، لكن حينما تبحث عن أسماءالدول التي من حقها المشاركة ، تجد كل بلدان
العالم تقريبا ، بإستثناء فلسطين . نعم لقد سبق توجيه دعوات لمخرجين فلسطينيين
بكيفية مباشرة وشخصية ، ولكن ماذا عن الاعلاميين والنقاد ، الراغبين في الحضور
والقادمين من غزة أو رام الله ، هل عليهم المشاركة تحت ً يافطة ً إسرائيل
حتى يتم قبول إعتمادهم !
.... مجموعة من الصحافيين المغاربة والعرب لم يتم قبول إعتمادهم ، بدعوى
أن طلبات الاعتماد لايمكن قبولها كلها ، وأن هناك مقاييس يتم الاعتماد عليها ، وزن
الصحيفة الاعلامي ومدى إنتشارها ونشاطها في تغطية أشغال المهرجان ، خلال
الدورات السابقة ، لكن مع ذلك لوحظ أن بعض الصحف المغربية الممثلة في المهرحان ، لاتعكس هذه المقاييس ، اللهم إلا من مقياس واحد وهو العلاقات
الشخصية التي تجمع هذه الصحف ، ببعض المسؤولين بإدارة المهرجان!
.... كان الله في عون بعض الصحافيين المغاربة و العرب ، فجل أوقاتهم
قضوها في البحث عن مكان للاقامة ، التي غالبا ما تكون بعيدة عن مقر المهرجان
وتتطلب تنقلا يوميا صباحا ومساءعلى متن سيارات الأجرة الصغيرة ، في حين
يتمتع زملائهم الأجانب بمعاملة خاصة ، سواء تعلق الأمر بالاقامة أو التغذية.
...... هيئت إدارة المهرجان بقصر المؤتمرات ، جناحا خاصا للصحفيين ، للاشتغال
فيه وبعث موادهم الصحفية الخاصة بالمهرجان إلى الصحف التي يمثلونها ، لكن لوحظ هذه السنة و السنة الفارطة ، أنه تم إلغاء التعامل بالهواتف الثابتة ، بعدما
سجلت أرقاما قياسية في عدد المكالمات الهاتفية ، التي أستعملت لاغراض شخصية
كالاطمئنان على العائلة ، والاتصال بالأقارب المتواجدين بكل دول العالم !
.... على إمتداد أيام المهرجان ، يتم تنظيم رحلات سياحية للتعريف بمآثر مدينة
مراكش الجميلة ، لكن الأولية تعطى للصحافيين الأجانب ، في إطار الترويج للمنتوج
السياحي بالمدينة والتعريف به على المستوى الدولي !
.... في إعتقاد العديد من الصحفيين المغاربة ، أنه رغم أن رئيس مؤسسة مهرجان
الفيلم الدولي بمراكش، هو صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد ، فإن هذا
لايشكل مانعا في إنتقاد بعض أوجه الخلل في تسيير المهرجان ، خاصة على المستوى التنظيمي والاعلامي ، على إعتبار أن هذه التظاهرة السينمائية الدولية ، هي مكسب للسينما المغربية وتقتضي مواكبة إعلامية موضوعية بعيدا عن ما
تنشره بعض الصحف المغربية اليومية من مدح وإطراء ، لاغراض مادية
وتجارية لها علاقة بحصتها من الاعلانات الرسمية والخاصة ،والتي ترتفع وتيرتها كلما قرب موعد إنعقاد مهرجان الفيلم الدولي بمراكش !
....ليلة حفل الافتتاح ، جرى تكريم الممثلة الأمريكية سيغورني ويفر ، التي أشارت
في معرض كلمة لها بالمناسبة ، أن وصول بارك أوبام إلى البيت الأبيض ، بداية عهد جديد ، سيسوده السلام بين كل شعوب العالم !
.... تزامن إنطلاق أشغال المهرجان ، مع صدور تقرير عن المجلس الأعلى للحسابات ، حول سياسية دعم السينما المغربية ، التي يجري بها العمل بالمركز السينمائي المغربي ، والتي حسب تقرير المجلس تعرف بعض التجاوزات ، وفي معرض رده على ذلك صرح نور الدين الصايل المدير العام للمركز السينمائي المغربي ، والمدير التنفيذي لمهرجان مراكش ، أن ماورد في تقرير المجلس الأعلى
للحسابات حول الدعم المالي للمخرجين السينمائيين المغاربة ، هو مجرد إختلاف
في التصور ، يفرض على لجنة الدعم بالمركز السينمائي المغربي ، وضع مقاييس
جديدة للحصول على الدعم .للاشارة وحسب تقرير المجلس الأعلى للحسابات ، أن
بعض المخرجين السينمائيين المغاربة ، ً يقحمون ً حتى بعض مصاريفهم الشخصية
في تكلفة إنتاج أفلامهم ، فضلا على أن بعض الأفلام المنتجة والمدعومة من طرف المركز السينمائي المغربي ، كانت دون المستوى!
......خلال كل دورات المهرجان ، بما فيها الدورة الثامنة الحالية ، لوحظ أن أغلب
الشباب ، الراغبين في حضور أفلام المسابقة الرسمية ، لم يتمكنوا من الدخول إلى
قاعات العرض .وفي هذا السياق يتساءل العديد من الملاحظين ، عن فائدة مهرجان سينمائي دولي ، أبوابه موصدة في وجه الجمهور !
.... حظي عبد الحميد جمعة ، رئيس مهرجان دبي السينمائي ، بحفاوة بالغة من طرف منظمي مهرجان مراكش ، بعد المنافسة الشديدة التي طبعت العلاقات بين
مهرجان دبي ومهرجان مراكش خلال الدورات السابقة ، والتي وصلت إلى حد
إغراء نجوم سينمائيين عالميين بالعطايا والهدايا لحضور مهرجان دبي بدلا من
مهرجان مراكش بسبب التضارب الحاصل في توقيت المهرجانيين .

مراكش : 18/11/2008

#عمر_الفاتحي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل