أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - الاخضر القرمطي - الصراع على الماركسية














المزيد.....

الصراع على الماركسية


الاخضر القرمطي
(William Outa)


الحوار المتمدن-العدد: 2764 - 2009 / 9 / 9 - 09:06
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


يؤكد عدد من علماء النفس وعلماء الاجتماع ان لدى كل انسان ميل الى صناعة اوثانه الخاصة ومن ثم تقديسها واعتبارها مطلقة المعرفة والعلم حتى يصبح بامكانها تحريكه وتقرير مصيره. وهذا الامر لا يقتصر على صناعة الآلهة وتقديس ما يعتقد انه الوحي الذي تنزله على العباد، بل تتعدى هذه الصناعة القدسية الى صناعة اوثان بشرية تصبح بنظر صانعيها مقدسة لا يمكن الشك في ما تقوله او تعتقده. ولن ندخل هنا في تفسير هذه الظاهرة، ويمكن لمن يريد الاطلاع على موضوع صناعة الآلهة وما يعرف بمظاهر الصنمية او الفيتيشية العودة الى كتب من مثل كتا "الخوف من الحرية" لإريك فروم او للكتب الانتروبولوجية وكتب التحليل النفسي لفرويد او فيلهالم رايش...ما يهمنا في الموضوع هو ميل العديد من الماركسيين والاشتراكيين الى التعامل مع الماركسية ومع التراث الماركسي بشكل وثني الهي مقدس، ويتخطى الامر ذلك الى التعامل مع ماركس وانجلز ولينين وماو وستالين وغيفارا وحتى امناء الاحزاب الشيوعية المحلية على انهم اشباه او انصاف آلهة!!
وان كنّا لا نتفاجأ بتعامل انصار التيارات السياسية الدينية الحديثة مع مؤسسي احزابهم او مع منطلقات هذه الاحزاب بنوع من القدسية والجمود، الا ان المضحك المبكي ان نجد ماركسيين يخطون الطريق عينه، ويستعيضون بالدين المتعالي الفوقي السماوي بدين ارضي جديد، ملحد ولكن له انبياءه ورسله وكتبه المقدسة! يصبح الامر اكثر مأسوية عندما يشكل الماركسيون جماعاتهم الخاصة من لينينية وماوية وتروتسكية وديمقراطية وبكداشية وغيفارية وستالينية...الخ ويدّعي كل فريق من هؤلاء انه القيّم على التراث الماركسية وانه الوحيد القادر على فهم الحقيقة الماركسية الصافية، والوحيد القادر على فهم ما قاله ماركس او انجلز او لينين وما ارادوه هؤلاء الاخيرين! وهكذا تتمذهب الماركسية وتتطيّف وتبدأ هذه المذاهب بشتم بعضها البعض وباتهام الآخر المختلف بالاصلاحية والانتهازية والخيانة او بالمغامراتية والتهور والطفولية اليسارية والشللية، ونجد انفسنا امام صورة اخرى للقبلية والطائفية والمذهبية وحتى العشائرية، حيث ان المذهب الواحد ينقسم الى مجموعات وهكذا دواليك...وكأن كل فرقة ماركسية من بين الفرق الـ77 تكفّر الفرق الاخرى وتعتبر نفسها الناجية!!! فليفرح وليغتبط الرأسماليون والاصوليون، فمنطقهم في تفتيت و تقسيم تيارات الطبقة العاملة اثبت جدواه.
قد يقول قائل ان تعدد التيارات الاشتراكية والماركسية دليل على جو الديمقراطية والحوار الذي يسود اوساط اليسار الماركسي بشكل عام، ولا خلاف على ذلك. ولكن المشكلة تصبح انه بدل ان يؤدي هذا الحوار الى خلق حالة ماركسية موحدة تملك برنامجًا مشتركًا قادرًا على ان يطرح كبديل اجتماعي انساني، يصبح هذا الحوار جدالا اطرشًا، وفي كل مرة تجتمع هذه التيارات تعيد النقاشات القديمة حول انتهازية خروتشيف وصلابة ستالين وعمالة تروتسكي ومغامرة غيفارا الصبيانية، وهذا ما نلاحظه في المنتديات الالكترونية مثلاً!. وكما يعيد اهل السنة والشيعة خلاف الامامة واحقية علي او عمر او عثمان نعيد نحن الماركسيين خلاف الامامة والامانة العامة والرئاسة والاحقية في تفسير النصوص والتأويل..كأننا اصبحنا كالشيعة الامامية بحاجة الى مراجع عليا تفتي وتحلل وتحرّم ولكن هذه المرة باسم انبياء ارضيين كماركس وانجلز ولينين وستالين!!!
ان يكون المرء ماركسيًا لا يعني فقط ان يكون ملحدًا ويملك على حد قول لينين "حقدًا طبقيًا"، ان يكون المرء ماركسيًا يفترض ان يملك قدرة عالية على النقد الموضوعي والعلمي، ان يمتلك القدرة على تطوير التراث الماركسي واغناءه، اي بمعنى آخر ان "يغربل الماركسية " دومًا، ان لا يجد في الفلسفة والنظرية الماركسية اداة كلية صالحة لتفسير كل شيء من حركة الذرات على مستوى الكوانتم الى حركة المجرات والافلاك!! على الماركسي ان ينظر الى الماركسية باعتباره دومًا الخلاصة والاداة النظرية والعملية التوجيهية لكل الحركات الاشتراكية والصراعات الاجتماعية الطبقية التي قامت بها الطبقة العاملة في تاريخها حتى يومنا هذا. وباعتبارها تغتني دومًا بما تقدمه العلوم الانسانية والنفسية والطبيعية بشكل مستمر.
ويستطيع المرء ومن حقه ان يكون ستالينيًا او تروتسكيًا او ماويًا او كاستراويًا او يساريًا ديمقراطيًا اصلاحيًا، ولكن لا يتوجب عليه ان يقدس منطلقاته السياسية والنظرية باعتبارها وحدها الصحيحة وان يشتم الآخرون باعتبارهم على خطأ وعملاء او انتهازيين او حالمين مثاليين، بل عليه ان يبحث كيف يمكن في نهاية الامر ان يوظف هذه المنطلقات والآراء في ما يخدم في نهاية المطاف النضال من اجل البناء الاشتراكي الاجتماعي الانساني باعتباره البديل الانساني الوحيد.
فلنكون على الاقل في ما بيننا ديمقراطيين وموضوعيين وعلميين، فان لم نصلح بيتنا الداخلي على الاقل لا نستطيع ان نغيّر العالم ونحقق ما نطمح اليه جميعًا كثوريين ماركسيين امميين.

ملاحظة: يرجى من الرفاق ان يناقشوا كاتب الموضوع حول الافكار التي وردت في هذه المقالة بغية تبيان ما يمكن ان يكون قد غفل عنه الكاتب.
الاخضر القرمطي
[email protected]



#الاخضر_القرمطي (هاشتاغ)       William_Outa#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول الاغتراب والماركسية
- نعم، نناضل من أجل الاشتراكية


المزيد.....




- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - الاخضر القرمطي - الصراع على الماركسية