أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علي الشبيبي - من تراث الراحل علي محمد الشبيبي/ رنين على الأجداث 5















المزيد.....

من تراث الراحل علي محمد الشبيبي/ رنين على الأجداث 5


محمد علي الشبيبي

الحوار المتمدن-العدد: 2763 - 2009 / 9 / 8 - 22:57
المحور: الادب والفن
    


(رنين على الأجداث) هذا هو عنوان القسم الثاني من ديوان الوالد (أنا والعذاب). وهي مجموعة قصائد في رثاء الأهل والأحبة، ما عدا القصيدة الأولى والتي كانت في رثاء الملك غازي وقد وضح والدي ظروف وأسباب ودوافع الرثاء.
بعد رثاء الملك غازي أنقطع والدي عن كتابة الشعر عقداً كاملا! وهذا الانقطاع أثر سلبا (وهذا ما يؤكده والدي في أحد هوامشه) على أسلوبه وإمكاناته الشعرية بعد مزاولة النظم مجدداً، وخاصة في قصائده الأولى في رثاء أخيه الشهيد. وبعد هذا الانقطاع عاود النظم مجدداً (عام 1949) في ظرف مؤلم وقاسي وذلك بعد إعدام شقيقه حسين الشبيبي (صارم). فنظم مجموعة قصائد في رثاء شقيقه الشهيد تناولت وصفا دقيقا، لمشاعره وأحاسيسه وما تركته هذه المأساة من ألم ولوعة في نفوس عائلته (ألأم والأب والشقيق)، كما يصف معاناة العائلة بسبب مضايقات الأجهزة الأمنية.
كما نجده يؤكد في جميع قصائده في هذه المجموعة أو في غيرها من الديوان على إيمانه الشديد والمطلق بانتصار إرادة الشعب على كل المستبدين في مختلف العهود. ويؤكد تعهده، المرة تلوى الأخرى بالتزامه بالمبادئ التي أستشهد من أجلها شقيقه. ومنذ أن وعيت كواحد من أبنائه عرفت الوالد أنساناً مخلصاً ومدافعا صلباً عما يحمله من فكر وطني تقدمي، وهو أول من زرع في قلوبنا حب الشعب والوطن والإخلاص لمبادئنا. ولم تكسر شوكته أساليب الأنظمة المستبدة لذلك عانى من الفصل، والاعتقال والتعذيب والسجن في مختلف العهود (منذ العهد الملكي وحتى وفاته عام 1997).
ارتأيت أن أنشر قصيدة (ننعاك غازي) في (رنين على الأجداث 1) منفصلة لأنها تمثل مرحلة زمنية من تفكير الوالد أولا، وثانياً أنها آخر قصيدة له تلتها فترة انقطاع دامت عقدا كاملاً. حيث يبدأ حياته الشعرية بمرحلة جديدة فكراً ومضمونا وأسلوباً. أما القصائد التي في الحلقات (رنين على الأجداث 2 و 3 و4) جميعها في رثاء أخيه الشهيد حسين محمد الشبيبي (صارم). وفي الحلقات (رنين على الأجداث 5 و 6) رثاء للعلامة الجليل الشيخ محمد رضا الشبيبي، وشقيقه الأصغر محمد علي، وأبنه همام، وصهره علي عبد الحسين جعفر الكاظمي (أبو زينب). / ألناشر

أبا الجيـــل العلامة الجليل محمد رضا الشبيبي (1889 - 1965)
لي بالشيخ محمد رضا الشبيبي علاقة غير علاقة النسب. فهو القدوة التي فتحت عيني عليها. حين كنت أسمع النجفيين يتحدثون عنه، عن أدبه، وجهاده الوطني، وخلقه الرصين، وحبه للناس واحترامه لهم. وحين صرت مؤهلا للتلقي كنت أقوم بخدمة جدي، والده الشيخ جواد، ومجلسه العامر بمختلف وجوه النجف من أدباء ورجال دين، ووجهاء البلد. وعني الشيخ بي فكان يوصي أبي بإطلاقي نحو الدرس والتحصيل، ويرشدني إلى الكتب التي يجب أن ابدأ بها. وبعد هذا كنت الجأ إليه في الشدائد التي تنتابني، ورغم إني كنت اعتقد انه لم يندفع الاندفاع اللازم إلا انه على أي حال كان هو العمد الوحيد للأسرة ولم أجد منه إلا الاهتمام خاصة في السنين الأخيرة. لقد رثيته بهذه ولم ارث أبي....
انه عميد الأسرة البارز وبحق، فقد أحتل مكاناً مرموقاً في نفوس العراقيين بجهاده، فهو أحد البارزين في أمر الثورة العراقية –ثورة العشرين- وهو رسول العراق إلى الشريف حسين، لاختيار أحد أنجاله.
وديوانه الذي خلفه عبارة عن سجل لجهاد الثوار. ويوم أجتمع الإنكليز مع بعض العراقيين في النجف لاختيار نوع الحكم، أجاب هو: جمهوري! ونقل لي أحد الذين كانوا إذ ذاك من المتابعين إن الحاج عبد الواحد سكر قد عارض بشدة، لأن استقلالنا بداية جديدة علينا وهذا الحكم يسبب لنا تشتت في الآراء وانشقاقات!
ناسياً إن الملك قد هيأه الانكليز يوم طرده الفرنسيون من سورية. وان الملكية هي طاقية الإخفاء التي يختفي الإنكليز وراءها ويصرفون الأمور كما يشتهون.
وقد توفى الشيخ حين عودته من –حج العمرة- الذي قصده بعد خلاف مع –عبد السلام عارف- وقدم قبل سفره مذكرة واسعة شرح فيها السياسة القائمة وما ينتظر من نتائجها السيئة، ووزعت شبه علانية على الشعب وأذيعت أيضاً من الأردن. وأستقبل يوم عاد استقبالاً رائعاً في المطار. وأشيع أن سبب وفاته –القهوة- التي سقيت له في المطار، والله أعلم!
لم أشارك في إلقاء قصيدة الرثاء هذه لأن فئة معينة سيطرت على المأتم شاركها أبناء أخيه، وعزل أبنه الأديب أسعد. حتى رفضوا أن يلقي قصيدة رثاء والده!؟ فكيف يقفون مني؟ ولكني نظمت وقدمتها لنجله ليضمها إلى مجموعة المراثي للطبع. واليوم أقول:وا حسرتاه عليك يا أسعد*! ومصيرك مجهول!
علي محمد الشبيبي
كربلاء
يا أبا الجيــــل

لمن اليـوم تسـتجــد مآتـم . . . . . . ولمن جمعنـا من الحـزن واجم
افأقَــوَتْ ربوعنـا والمـلاحم . . . . . . أخبـا وَقْدُهـا؟ وقد كان جـاحم
كيف طـاح اللوا وخرّ شـهاب . . . . . . واختفى ومضه وذا الليـل فاحم
وهوى الصقر من سـماءِ علاه . . . . . . سـاكنا منه قلبه والقـــوادم
وعلى ثغـره ابتسـامة هــزءٍ . . . . . . بِدُنـا لم تعـدْ دُنا للقشـــاعم
ومع الصبح كحلت جفنه الانـدا . . . . . . ءُ ومسته عاطــرات النسـائم
ومضى طاهـر الخطى لم يُدنس . . . . . . كَسِــواه وجــدانه بالمـآثم
ومشى الشـعب خلفه مسـتغيثا . . . . . . ناديـا داعيـا سـليل الاكـارم
يا جليـلا بالمـوت زاد جـلالا . . . . . . وعظيمـا هـانت لديه العظـائم
قد فقـدناك حين أوشـك نصـر . . . . . . وتبـدت خيـوط فجــر باسـم
واســتبدت مخـاوف بظلـلوم . . . . . . واسـتعدت فلـوله للهـــزائم
* * *
يا أبا الجيل خيـر جيـل تبنيت . . . . . . ومنك أغتذى بأسْـمى المكـارم
جاء يوفي دين الأبوة والأسـتاذ . . . . . . وينعى للعلـم أجــــود عالم
ما أضاع الصواب في عمل الحق . . . . . . لم يراء ولم يَحُـد أو يسـاوم(1)
عشـق العلـم منذ كان صبيـا . . . . . . وبحب الأوطـان أصبـح هائـم
كم عليه ضـاقت بــلاد فبــات الليــل قلق الوســاد والثغر باسـم(2)
هازئا بالخطـوب تتـرى تبـاعا . . . . . . ولديه اليـراع خــل منــادم
* * *
يا أبا الجيل والليـالي عجـاف . . . . . . زدن في حـدة العـدو الغاشـم
أيرى الخيّــر الأمين طـريـدا . . . . . . والطـريد العميـل بالأمـر قائم
والخؤونـون ناعميـن بخيــر . . . . . . وعلى الناس أن يؤدوا المغـارم
وتمنيهمـوا نفـوس صغــار . . . . . . إن ما هم فيه من العيـش دائـم
خَـسئ القــــوم لا يـدوم بـــأرض الله حكــم لفاجـر أو لظــالم
فليجـولوا ويعبثوا كيف شـاؤا . . . . . . وليصولوا مثل الأسود الضراغم
فإذا هبت الشعــوب وثــارت . . . . . . فر شـجعانهـم فـرار البهـائم
* * *
طيب الـذكـر لم يغيبـك لحـد . . . . . . أنت حي بخـــرّد وكـرائــم
وبما ضمت المجـامـع من دُرٍّ . . . . . . منضـــدٍ ومـاسِ منــاجـم
وبوقفـــاتك التي قد أقضّـت . . . . . . مضجعـا للطغـاة كالليـل جاثم
وبنـشء خلفه خيــر نـشء . . . . . . طيب الغرس والجني في المواسم
سيقولـون حين تدعو الدواعي . . . . . . نحن أبنــاء صـالحين أعاظم
نحن إن جلت الخطـوب شموس . . . . . . يستبين الضـلال فيها المعـالم
طبت مثوى أبا سـنان وعاشت . . . . . . باسـمك الطيبات كالغيث سـاجم
وعليـك من الإله ســــلاما . . . . . . وليعش مجدنا مدى الدهـر سالم

الثلاثاء 14/12/1965
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*- اُعتقل المهندس الشهيد أسعد من قبل النظام الدكتاتوري، مع نشوب الحرب العراقية الإيرانية. وتمت تصفيته في أقبية التعذيب الصدامية.(الناشر)
1– إشارة إلى قوله في قصيدته لامية العرب الجديدة:
أضاع صوابي عامل غير عالم ...... سيسأل عنه عالم غير عامل
2– إشارة إلى قوله في قصيدته ( دمشق وبغداد )
لولا التـفكر في مصير بلادكم ...... تا الله ماضاقت عليّ بـلادُ
إني أبيت لأجلهـــا متململا ...... قلق الوساد وما لدي وسادُ
ألقشاعم: المسن من الرجال والنسور.
خُرَد: طال سكوته، فهو خارد، جمعها خُرَّد

* * * * * * *


أبا حسين*

يا رحـلا ورحيق الشـوق في فمه . . . . . . عذبا يسـيل تــرانيما وألحــانا
يــردد النغمـة المثلى لمبــدئه . . . . . . منـاه أضحيةً يمـسي وقـربـانا
يقـول: لي أسـرة تأريخهـا عبق . . . . . . مسـتافه يغتدي بالفخـر نشـوانا
خطَ الأوائـل دسـتور الكفـاح لهم . . . . . . فمـارســـوه افانينـا وألـوانا
* * *
بيت به نكبـات الـدهـر جــائلة . . . . . . كالخيـل اتخذت للـركض ميـدانا
فمن سـجون وتشـريد ومعتنـق . . . . . . حبـل المشـانق لم يرهبْ ولا لانا
مشى إلى الموت مشي الضاريات له . . . . . . أقوى من الموت أعلا رفعة شـانا
ألقى على رأس جـلاديه قــولته . . . . . . (الموت صار لقولي الحق برهـانا)
فالمدعون وقد ضاق الخنـاق بهم . . . . . . تراجعـوا يعلنـون التوب إعـلانا
أبا حســين وما تجـديك ندبتنـا . . . . . . قد ابتلينـا وللتـأريـخ بلـــوانا
اليـومَ جددت ذكرى صـارم فغدت . . . . . . تثير لي في طـوايا القلب أشـجانا
* * *
يا راقـــدينَ ومازالت مآثـرهم . . . . . . تروي على مســمع الأيام تبيـانا
جنى أناس ثمـار العيـش سـائغةً . . . . . . باسـم النضـال وعشنا في رزايانا
ألأحد 26/12/1970

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*- هو أخي الأصغر (محمد علي) وقد توفى عام 1970 وكان جسمه عليلا بسبب ما لقي في سجون العهد الملكي وأيام البعث بعد انقلاب 8 شباط 1963 الدموي.




ألناشر
محمد علي الشبيبي
2009-09-08
السويد
[email protected]



#محمد_علي_الشبيبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من تراث الراحل علي محمد الشبيبي/ رنين على الأجداث 4
- من تراث الراحل علي محمد الشبيبي/ رنين على الأجداث 3
- من تراث الراحل علي محمد الشبيبي/ رنين على الأجداث 2
- من تراث الراحل علي محمد الشبيبي/ رنين على الأجداث 1
- من تراث الراحل علي محمد الشبيبي/ ألهوى والشباب 5
- من تراث الراحل علي محمد الشبيبي/الهوى والشباب 5
- من تراث الراحل علي محمد الشبيبي/ ألهوى والشباب 3
- من تراث الراحل علي محمد الشبيبي/ألهوى والشباب (2)
- أناوالعذاب (1) من تراث الراحل علي محمد الشبيبي
- من تراث الراحل علي محمد الشبيبي/ جني العروس
- ساعة خارج البيت
- مراقد زائفة
- حول قصة حياة ذو النون أيوب
- تصحيح بعض المعلومات الخاطئة في مقالة الصديق طه رشيد
- مُدَّرِسَتي وكتابي ودموعي!
- أيضاح ومقترحات لتطوير لجنة أعداد مطبوع شهداء الحزب والشعب
- من أجل تفعيل لجنة مطبوع شهداء الحزب
- بدايات الغربة 30
- بدايات الغربة 29
- بدايات الغربة 28


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علي الشبيبي - من تراث الراحل علي محمد الشبيبي/ رنين على الأجداث 5