إعدام اجتماعي جماعي من أجل بنطال

حسين دويس

الحوار المتمدن-العدد: 2763 - 2009 / 9 / 8 - 07:37
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

ما حدث للفتيات العشر في السودان من عمليات جلد همجية بسبب لبسهن للبنطال ليس مجرد جلد فقط! بل هو إعدام اجتماعي للفتيات في مجتمع تأكله المحافظة والنظرة المليئة بالشك لكل امرأة يتم اتهامها في قضية أخلاقية مهما صغرت. فمجرد وجود مسمى تهمه وأخلاق وعملية جلد كفيل بجلب العار ليس للفتاه وحدها بل لعائلة بأكملها أو لقبيلة بأكملها، خصوصاً لو استذكرنا أن هؤلاء الفتيات معظمهن من الجنوب.

الصحفية لبنى حسين تم إيداعها السجن بسبب لبسها للبناطل كذلك. وقامت كذلك بكتابة دعوات مشابهه لدعوات الزفاف ولكن دعواتها كانت لحضور مراسم الجلد الهمجي من أجل أن يرى الناس أن لا خطيئة ارتكبتها سوى لبس البنطال. مهازل اجتماعية تتفجر في كل قطر عربي يوماً وراء الآخر..

كل يوم تتفجر أمامنا قضية ضد المرأة وتأتي على شكل مسرحية هزليّة نبكي ونحن نشاهدها ويراها الغرب فيبتسم ويشعر بالنعيم والتقدم الذي يعيشه.

إلى متى ونحن رهنٌ لقيد الجهل المتفشي! إلى متى ونحن نسير بوعي أحمق أعور إلى الخلف في محاولة منا لسباق المجتمعات الأخرى المتقدمة؟

قانون إجرامي هو ذلك القانون الذي يقوم بإعدام عشر فتيات اجتماعياً من أجل لبسهن للبنطال. قانون آتي من ما وراء العصور المظلمة ذلك القانون الذي يوجب جلد فتاه في زهرة شبابها ويقوم بإيقاد نار لا تنطفئ من الشك والنظرة الدونية تجاهها من قبل المجتمع بسبب لبسها للبنطال..

إلى أين أنتم ذاهبون يا عرب؟ إلى أي الحفر تقودون شعوبكم وحاضركم ومستقبلكم؟ إلى أي عارٍ تقودون النساء يا من تنافحون عن الشرف والكرامة؟ أكررها كما قالها النواب يوماً " أقسمت بتاريخ الجوع ويوم السغبة لن يبقى عربي واحد إن بقيت حالتنا هذي الحالة.."

أضاعوا مستقبل الفتيات من أجل بنطال! أضاعوا سمعتهن من اجل قطعت قماش في مجتمع تسيطر علية العادات والتقاليد والنظرة المشابهة للنظرة العربية في كل شبر عربي تجاه المرأة!

هل هذا دين أم عرف أم قانون مستقى من عقول يتناهبها الجهل!

يا زول.. هذا الكلام ما داير يخش الدماغ.


- السعودية

#حسين_دويس (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل