يامن محمد
الحوار المتمدن-العدد: 2762 - 2009 / 9 / 7 - 07:56
المحور:
الصحافة والاعلام
ربما لم يكن يخصنا من قبل كل ما يقوم به الإعلام السوري الرسمي من إجراءات ضد الصحافة والصحافيين، في أروقة وزارة الإعلام والمباني التابعة لها (التلفزيون العربي السوري والجرائد الرسمية ومؤسسة توزيع المطبوعات ووكالة سانا)، فهذا شأن إداري واختصاص من غير اختصاصاتنا، وأنا من موقعي كصحفي سوري يعمل في هذا المجال، ولكننا الآن أمام ظاهرة جديدة، تسببت تصرفات الوزير والوزارة، فهل وصلت الأمور إلى حدود منح أحد وزراء الحكومة السورية (وسام العار) مثله مثل توني بلير وشاشسكو وموشي دايان؟!
دعونا نقرأ أولاً في تفاصيل ما قام به الوزير محسن بلال من تصرفات كي يستحق منحه وساماً بشعاً ومخزياً مثل هذا الوسام، قام بلال بإلحاح بمنع توزيع عدد كبير من الصحف العربية والسورية، آخرها كان في الأسبوع الماضي بحيث منعت أربع صحف دفعة واحدة، فهل هذا تصرف من هذا الزمان؟ وهل هذا السلوك مقبول في زمن انتشار الفضائيات والانترنت؟ فالجريدة التي يمنعها الوزير يمكم للقراء متابعة كل ما فيها قبل توزيعها وذلك من خلال موقعها على الانترنت، فما فائدة المنع سوى تشويه الموقف السوري؟
ثانياً: عرفت أن الوزير بلال قام في مرة من المرات بمنع توزيع جريدة الوطن السورية بسبب صورة للسيد رئيس بشار الاسد كانت على الصفحة الأولى بذريعة أن الصورة لم تعجبه! وأنها ليست مناسبة مع أنه من الصور التي وزعتها وكالة سانا الرسمية السورية التي أخذت الموافقة عليها من القصر نفسه. وحتى بعد أن جاء الرد من خلال الدكتورة بثينة شعبان بالسماح بتوزيع العدد ماطل الوزير محسن بلال ولم يرد على الجهات العليا!!! ومنع العدد ومنعه!
ثالثاً: جريدة الخبر السورية التي أكملت الآن أكثر من ستة عشر عدداً ممنوعاً على يد الوزير بلال!! وهذا أمر غير طبيعي فكيف يسمح بصدور جريدة يمنع من أعدادها ستة عشر عدداً لماذا لا يوقفها مرة واحدة ؟! فأين هي الثقة التي نتبادلها في سوريا بيننا نحن الصحفيين والوزير والحكومة؟ ثم إن جريدة الخبر حققت حضوراً مميزاً ومحترماً في سورية، ولغتها لغة جديدة، فماذا احتوت أعدادها الستة عشر حتى يمنعها الوزير ؟
رابعاً: الحدث الأخير والذي مثله توقيف برنامج علامة فارقة الذي يعده ويقدمه الزميل الإعلامي ابراهيم الجبين ويشرف عليه الاستاذ ممتاز الشيخ المديرالعام لهيئة الإذاعة والتلفزيون والذي حقق جماهيرية كبيرة وشعبية غير مسبوقة لأنه قدم لنا شخصيات سورية ـ فقط سوريّة ـ كان لها دور كبير في حياتنا، وخلقت فعلاً علامات فارقة في التاريخ السوري المعاصر، وقيامه بفصل الزميل ابراهيم الجبين من العمل في التلفزيون، وذلك معاقبة له على كل هذا العمل المميز!! بدون أية تبريرات ولا حتى أسباب، فهل هذا السلوك سلوك يريد أن يتقدّم بالإعلام السوري أم سلوك من يريد عرقلته؟! ثم لماذا يتدخّل محسن بلال في بث لقاء مع سليمان حداد المعروف من قبل كل السوريين والمحترم من قبلهم جميعاً، فهل هو وصيٌّ على القيادة السورية وعلى التاريخ السوري وعلى المشاهد السوري؟
آخر ما عرفناه عن الوزير الطبيب هو أنه ساهم في عمليات فساد!! وقام بالتغطية على سرقات كثيرة ويقوم بحماية أخطاء خطيرة مثل فضيحة مديرة التلفزيون ديانا جبور في التقصير بإجراء مقابلة مع الرئيس التركي عبدالله غول الأمر الذي أحرج سورية وأحرج القيادة، إضافة إلى ترشيحه لشخص مثل محمد رزوق الذي جعل منه معاوناً للوزير وأطلق ذراعه في وزارة الإعلام وهو المعروف بفساده الواضح وقد كفّت يده من قبل عندما كان مديراً لمؤسسة الإعلان!! والكثير من الفضائح الإخلاقية التي تدور في مكتب الوزير مع الزائرات اللواتي يصلن من قبل مكتب مديرة التلفزيون..والتقصير الذي يضعه الوزير في كل مرة على كتف مدراء في هيئة التلفزيون وفي وزارة لاإعلام ويغيّر في المدراء والموظفين بحجة التطوير كي يغطي على تقصيره هو وتقصير كل من حوله من المديرات والمدراء. إضافة إلى مئات الآلاف التي يقبضها أعوان محسن بلال وولذلك هم لا يطمحون للعمل في أي مكان آخر في العالم لأن دخولهم في وزارة الإعلام السورية أكبر بكثير من لو عملوا في cnn!!
إضافة إلى تعيينه لأعوانه في القطاع الخاص مثل مفيد مخيبر الذي عينه مستشاراً لمدير التلفزيون وعينه مديراً لمكتب إحدى المحطات الفضائية العراقية في دمشق، وكذلك سمير الشيباني القريب للوزير الذي عينه رئيس تحرير جريدة بلدنا الخاصة وغيرهما، إضافة إلى حصة الوزير من كل شركات الإعلان التي تعمل في سورية،
كل ما سلف يستحق عليه الوزير محسن بلال أكثر من وسام العار، ولكننا في سوريا لا نستحق أن يمنح أحد وزراء حكومتنا السورية مثل هذا الرمز الفاضح، ولذلك نناشد القيادة والحكومة السورية بالتدخل لوقف مثل هذا السلوك البشع الذي لا يخدمنا في شيء بل يسيء إلينا وإلى بلدنا ورئاستنا وإعلامنا.
خاصة وأننا سمعنا من الذين يدافعون عن الوزير محسن بلال أن القيادة أخطأت حين وضعته في هذا المنصب، لأنه يستحق منصباً أكبر منه بكثير، مثل الخارجية أو رئاسة الحكومة.
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟