مخالفة الدستور والقانون تضر أكراد نينوى والقضية الكردية

صادق جعفر محمد

الحوار المتمدن-العدد: 2762 - 2009 / 9 / 7 - 07:56
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

نسبت وكالة إنباء بيامنير وراديو زاكروس للسيد خسرو كوران رئيس قائمة نينوى المتآخية قوله "ليس من صلاحيات قائمة أو محافظة تشكيل محافظة جديدة،لأن الموضوع ليس سهلاً،ويتطلب حسب الدستور والقانون، الموافقة عليه من مجلس النواب والحكومة العراقية. ولكن يمكن فعل ذلك بشكل غير رسمي حتى وإن كان مخالفا للدستور والقانون".
قبل مناقشة هذا التصريح لابد من القول إن تصرف قائمة الحدباء بالاستئثار بكل المناصب في المحافظة وحرمان قائمة نينوى المتآخية من أي من هذه المناصب ،وهي القائمة التي تحتل ثلث مجلس المحافظة المنتخب،وفازت بأعلى الأصوات في بضع عشرة وحدة إدارية في المحافظة ،إنما هو تصرف اقل ما يقال عنه انه تعسفي ، حتى لو كان من وجهة قانونية شكلية صحيحاً. ذلك انه يندرج في باب التعسف في استعمال الحق القانوني الشكلي. وأمامنا تجربة محافظة كركوك التي تجري فيها مطالبة الأكراد بالتساوي في المناصب مع المكونين الآخرين في المحافظة:التركمان والعرب ، رغم أن هذين المكونين اصغر من حيث العدد من المكوّن الكردي. ورغم أن هذين المكونين يمكن أن يتمثلا في المناصب القيادية في المحافظة بنسبة ما يحصلان عليه من أصوات الناخبين.
إن الإشكال الحاصل في محافظة نينوى،جراء تعسف قائمة الحدباء،لا يمكن حلـّه عن طريق مخالفة الدستور والقانون كما يريد السيد خسرو كوران. ولا عن طريق إعلان استقلال أية وحدة إدارية عن مجلس محافظة نينوى ،بتصرف من جانب واحد، كما يريد السيد سعيد كاكا قائمقام قضاء مخمور. وإنما يجب التحلي بالصبر والاصرار على التمسك بالطريقة التي نص عليها الدستور لحل الخلافات في المناطق المتنازع عليها. أما هذه التصريحات المتشنجة وأمثالها التي تصدر عن مسؤولين أكراد آخرين،مع الأسف، فليس من شأنها إلا تعقيد الأمور وإضعاف التعاطف مع الحقوق القومية العادلة للشعب الكردي وحركته القومية التحررية على مدى العقود الماضية من عمر هذه الحركة، من جانب أبناء الشعب العراقي وقواه الوطنية الديمقراطية.
الأمر الذي يوجب الانتباه من جانب القيادة الكردستانية ، ووضع حد لمثل هذه التصريحات والمواقف الضارة بالقضية الكردية وبوحدة نضال الشعب العراقي بجميع مكوناته ،وقواه الديمقراطية،من اجل استكمال بناء العراق الديمقراطي الفديرالي الموحد المستقل.

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات