|
|
مجرد ... كلمات
شيماء الشريف
الحوار المتمدن-العدد: 2760 - 2009 / 9 / 5 - 09:02
المحور:
الادب والفن
مجـرد ... كلمــات بقلم: شيماء الشريف (باحثة دكتوراه بآداب الإسكندرية)
حياتنا كلمات ... نعلن الميلاد بكلمات ونعلن الموت بكلمات، نصارح الحبيب بمشاعرنا بكلمات، ونخبره بحكايتنا وبأسرارنا بكلمات، يشجعنا أستاذنا بكلمات، يبلغنا رئيسنا في العمل بترقيتنا بكلمات، نتشاجر بكلمات، ونعتذر بكلمات، نداوي جروح أحبائنا بكلمات ونشاركهم أفراحهم وأتراحهم بكلمات، ولا نستطيع أبدا حصر المواقف الإنسانية والاجتماعية والحياتية التي نبدأها وننهيها بكلمات، تصطبغ هذه الكلمات كلها بصبغة مشاعرنا وأفكارنا ومعتقداتنا ودرجة تسامحنا أو تعصبنا، تحمل الكلمات ما تحمله قلوبنا من حب أو كراهية، وتتهادى أصداؤها ووقْع حروفها على أسماع الآخرين لتحمل رسالة صريحة لما نحمله بين حنايا ضلوعنا وما نحاول أن نخفيه في تلافيف عقولنا، وصدقت الحكمة القائلة "المرء مخبوء تحت لسانه". وهكذا، تدور الجمل الحوارية الثنائية التالية من هذا المنطلق، قصص تبدأ وتنتهي، مشاعر تولد وتموت، سعادة تموت أو تؤجل، كلها تعبر عنها كلمات، ولم نضع أي أسماء للشخصيات، لأن القصص تتكرر وتختلف الشخصيات، والكلمات التي تُقال اليوم قيلت أو قيلت كلمات تشبهها منذ زمان طال أو قصر، وستتكرر أو ستتكرر كلمات تشبهها بعد زمان طويل أو قصير، وكلها تصور مشاهد من واقع الحياة الذي يكون رائعا بالغ الروعة في أحيان، مؤلما أشد الإيلام في أحيان أخرى، بشعا في قمة البشاعة في أحيان ثالثة. ولم نوضح أيضا ما إذا كان المتكلم رجلا أو امرأة، فكلنا في الألم والسعادة سواء وكلنا في الشعور الإنساني سواسية، إلا أن ذلك لا يعني أن تخلو بعض الثنائيات من إشارات شديدة الوضوح تبين إذا ما كان المتحدث رجلا أو امرأة وذلك حين يتطلب الموقف ذلك. كل ما نتمنى أن يجد القاريء نفسه أو أحدًا يعرفه في إحدى هذه الثنائيات. --------------------------------------------------
- إن لك قلبا قاسيا وجاحدا حقا، كيف طاوعك ضميرك على ترك ابنك طوال كل هذه السنين دون أن تفكر حتى مجرد التفكير في السؤال عنه؟ - كيف تجرؤ على أن تكلمني بهذه الطريقة؟! -------------------------- - ليس من المعقول أن يرشح الحزب هذا الأفَّاق، إن سمعته السوداء في تجارة الآثار تسبقه. - لقد سبق ورشح الحزب تجارا للمخدرات ومتهربين من التجنيد وحاملي جنسية مزدوجة، إن ما يهم الحزب في المقام الأول هو الولاء المطلق. -------------------------- - لا يمكن أن تستمر الحياة معك. - ولكنها قد تستمر مع غيري ... أليس كذلك؟ -------------------------- - إن الحب الذي يجمعنا أقوى من كل العالم. - إن الحب الذي يجمعنا هو أهون ما في عالم تسوده المادة. -------------------------- - لنهدر دمه هذا الكافر. - بل نحن في حاجة إليه لنكشف الكفرة الآخرين ثم نهدر دم الجميع !! -------------------------- - لقد صادف برنامجِك الديني على قناتنا الفضائية نجاحا منقطع النظير خاصة بعد ظهورك بالحجاب لأول مرة، متى تعدِّين للحلقة القادمة؟ - لن أعدَّ لها قبل أن تضاعفوا أجري، وإلا سأقبل عرض القناة الفضائية الأخرى! -------------------------- - لا يمكن لنظام يهدف إلى التغيير أن يعين هذا الحمار في هذا المنصب. - ومن قال إن النظام يهدف إلى التغيير؟ -------------------------- - إن الديمقراطية هي سبيلنا إلى الحرية. - وما سبيلنا إلى الديمقراطية؟ -------------------------- - هل ستتركني لأجلها؟ هل نسيت حب السنوات الطوال؟ - سأقتل الحب من أجل أن تُبعث فرصة في الحياة ماتت منذ زمان طويل. -------------------------- - إنني أحبك حقا ... - وهذا هو ما يعذبني ... فليس عندي ما أقدمه لكِ. --------------------------
- لقد قتلت طموحي كامرأة، وكرست حياتي لخدمتك وخدمة أولادك ... فلماذا تبخل عليّ الآن بهذه الفرصة؟ - أريد الغداء جاهزا بعد خمس دقائق وإلا ... !! -------------------------- - لا كفاءة لديه ولا يحزنون، لقد قام المدير بترقيته لأنه جاسوسه الأول، فهو يخبره بكل ما يدور في المكتب. - إذن، فليشربه المدير !! -------------------------- - لا يمكن أن يكون المدير غافلا إلى هذه الدرجة. - ولا يمكن أن تكونوا أنتم غافلين إلى هذه الدرجة بظنكم أنه غافل! -------------------------- - إن رغبتي في الإنجاب تفوق أية رغبة أخرى. - شيء غريب ... ولماذا إذن يصفونك في السوق بالحوت؟ -------------------------- - إنني أرعى أمي وأولادي وأباشر عملي، هذا بالإضافة إلى مجاملاتي الاجتماعية ... ليس عندي فراغ لثانية واحدة. - ومن أين إذن تأتين بالساعات التي تبلغين فيها المدير تليفونيا كل مساء بكل أخبار المكتب؟! -------------------------- - لقد رقيتك لكفاءتك وتفانيك في العمل، أرجو أن تعدني بأن تظل على نفس المستوى. - كم سيصبح راتبي بعد الترقية؟ -------------------------- - إنها حقا سيدة في منتهى الجمال واللطف، تجمع بين جمال الشكل وثراء المضمون، وبالإضافة إلى ذلك فهي أستاذة جامعية. - أكاد أن أرى سن أنثى العقرب على وشك الانقضاض والقضاء عليك. -------------------------- - من تظن نفسك؟ - إنسان بسيط تطيعه مجموعة من الأغبياء. -------------------------- - لقد قلت إنني هنا المدير. - ألا يمل هذا الحمار من تكرار هذه الجملة؟! -------------------------- - لن يصمد هذا النظام أكثر من ذلك وسينهار قريبا. - قريبا متى؟ بعد مائة عام مثلا؟! -------------------------- - لقد اعتليت هذا المنصب بمجهودي، وأبحاثي مضرب المثل ويتحدث عنها الجميع. - نعم ... المنصب الذي سحقت زملاءك بحذائك من أجله، وأبحاثك التي تسرقها من الطلبة الفقراء وتدفع لهم نظير سكوتهم. -------------------------- - أنا أعتلي منصب الوزير من قبل أن تلدك أمك. - وهذه هي المصيبة، فعمري الآن ثلاثين عاما!! -------------------------- - لا يمكن أن تستمر هذه الفوضى، ولابد من ثورة تعيد الأمور إلى نصابها. - ومن أدراك ألا تشجع هذه الثورة المزيد من الفوضى كي تحمي نفسها من أعدائها؟ -------------------------- - لا أمل في شفاء والدتك من غيبوبتها، ادعِ الله أن يتولاها برحمته. - هل يُعقل أن تصيبها غيبوبة موت في اليوم الذي اشتريت لها فيه من مالي الخاص الفيلا التي ظلت تحلم لمدة أربعين عاما بالعيش فيها ؟ -------------------------- - إياك أن تحدثني بهذه الطريقة مرة أخرى، ألا تعرف من أنا؟ - وأنت، كيف لا تهتم بحديثي؟ أتجهل من أنا؟ -------------------------- - هؤلاء المتعصبون العميان سيقضون علينا. - مساكين، إن من حرضهم قضى على إنسانيتهم. -------------------------- - لا يمكن أن تكون جادا، أتريد أن تدخل في شركة مع تاجر مخدرات؟ - لا يمكن أن تكون عبيطا، هل نسيت حصانته البرلمانية؟ -------------------------- - أرجوك، ساعدني على أن أسافر في أقرب وقت، وقد أُسهم في إنقاذ حياة ابني. - في الحقيقة، إن ابنك ... قد قُتل! -------------------------- - إنني أغار عليك حتى من الملابس التي ترتديها. - لا أعتقد أنه يرضيكِ أن أخرج للناس عاريا! -------------------------- - ... وقد قامت قوات الاحتلال بقصف وحشي لمنازل المدنيين مما أدى إلى مصرع وإصابة المئات... - غيـِّر القناة ... ألم يحن موعد المسلسل العربي اليومي؟ -------------------------- - لقد قتلته لأنه كان دوما أفضل مني ... في الدراسة والعمل، وحتى الفتاة التي أحببتها تزوجها لأنه كان في نظرها أفضل مني. - ومات أيضا وهو أفضل منك ... هو في عِداد الشهداء وأنت تواجه حكمًا بالإعدام! -------------------------- - لقد جُنَّ جنونا فعليا، وقد احتويت غضبه بمعجزة. - لا علاقة للأمر بالجنون، فقد كان الموقف أكبر من احتمال نبل أخلاقـه. -------------------------- - إن القناعة والرضا بما قسمه الله لهو الكنـز الحقيقي في قلب المؤمن الصادق الإيمان. - ولماذا تتهافت إذن على دولارات المحطة الدينية الفضائية وتجتهد في دق إسفين بينها وبين الداعية الحالي على شاشاتها؟ -------------------------- - إن العلم سيد يُخدَم والمال خادم مطيع. - بل إن العلم يحتاج إلى المال حتى يُخدَم ويُطاع. -------------------------- - من قال إن الأمل فقط في الشباب؟ إن الأمل في الكبار الذين لابد وأن يتطوروا حتى يفيدوا الشباب بخبرتهم. - حديث يقوله من ليست لديه أية نية للخروج من منصبه إلا محمولا إلى القبر. --------------------------
- أمن الممكن أن يغفر الله لي بعد كل ما اقترفت من موبقات؟ - أمن الممكن أن يغفر لك الناس بعد كل ما اقترفت من مظالم؟ -------------------------- - وا حسرتاه على الراحلة الشابة، لقد اختطفها الموت ولم يمكِّنها من أن تعيش حياة هنيئة طويلة العمر. - لقد كانت رحمها الله ثرية أيما ثراء، هذا بالإضافة إلى جمالها ونسبها ومركزها الاجتماعي ومنصب زوجها وعلاقاتها اللانهائية وأسفارها، لقد كان للراحلة الثراء والجمال والجاه والشهرة والحب والزواج والأبناء والأصدقاء والأعمال والأسفار، الحق أنها عاشت كما لم يعش أحد. -------------------------- - إن كل ما تقوله وتفعله حرام في حرام !! - من الذي أعطاك تفويضا إلهيا بالحكم على ضمائر الناس وأفعالهم؟ -------------------------- - لا يمكن أن نكون مغرمين بالجهل إلى هذه الدرجة. - بل الجهل هو الذي يتعلق بنا تعلقا شديدا لأنه ببساطة لم يجد غيرنا ليفسح له الطريق في العصر الحالي .. عصر العلم! -------------------------- - من أين ظهرتِ وماذا فعلتِ في حياتي؟ - لقد خرجت من نفسِك، تحديدا من رغبة داخل نفسك في كسر جميع القيود والأغلال. -------------------------- - يعلم الله ماذا كنت قد فقدت وماذا عاد إليّ بعودتك صديقًا في حياتي. - ويعلم الله إنني أبادلك نفس الشعور. --------------------------
#شيماء_الشريف (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لا تجلسوا فوق الأعمدة !
-
دُرَّةُ الزمان .. مكتبة الإسكندرية القديمة
-
التعليم من أجل الإبداع
-
ومن مِصر ... أشرقت شمسُ الأخلاق
-
سيمافور الإسكندرية أو معزوفات التاريخ الروائية
-
إيراتوسثينس القوريني
-
تغيُّر الفتوى بين المرونة الدينية والضرورة الدنيوية
المزيد.....
-
توم كروز يلقي خطابا مؤثرا بعد تسلّمه جائزة الأوسكار الفخرية
...
-
جائزة -الكتاب العربي- تبحث تعزيز التعاون مع مؤسسات ثقافية وأ
...
-
تايلور سويفت تتألق بفستان ذهبي من نيكولا جبران في إطلاق ألبو
...
-
اكتشاف طريق روماني قديم بين برقة وطلميثة يكشف ألغازا أثرية ج
...
-
حوارية مع سقراط
-
موسيقى الـ-راب- العربية.. هل يحافظ -فن الشارع- على وفائه لجذ
...
-
الإعلان عن الفائزين بجائزة فلسطين للكتاب 2025 في دورتها الـ1
...
-
اكتشاف طريق روماني قديم بين برقة وطلميثة يكشف ألغازا أثرية ج
...
-
من الجو..مصور يكشف لوحات فنية شكلتها أنامل الطبيعة في قلب ال
...
-
التمثيل الشعري للذاكرة الثقافية العربية في اتحاد الأدباء
المزيد.....
-
يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال
...
/ السيد حافظ
-
ركن هادئ للبنفسج
/ د. خالد زغريت
-
حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني
/ السيد حافظ
-
رواية "سفر الأمهات الثلاث"
/ رانية مرجية
-
الذين باركوا القتل رواية
...
/ رانية مرجية
-
المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون
...
/ د. محمود محمد حمزة
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية
/ د. أمل درويش
-
مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز.
...
/ السيد حافظ
-
إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
المرجان في سلة خوص كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
المزيد.....
|