أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت: - بدون مؤاخذة-وقف أم تجميد للاستيطان؟














المزيد.....

بدون مؤاخذة-وقف أم تجميد للاستيطان؟


جميل السلحوت:

الحوار المتمدن-العدد: 2759 - 2009 / 9 / 4 - 13:11
المحور: القضية الفلسطينية
    


للكلمات والجمل والمصطلحات دلالات، ومن لا يفهم الدلالات فإنه يضيع بين المعنى الحرفي وبين المعنى الذي يُفهم من الدلالة، وفي الصراع العربي الاسرائيلي كثير ما يقع الاعلام العربي وينجرّ بعده قادة وسياسيون وعامة الناس خلف مصطلح (أبدعه) لنا الاسرائيليون، فنكون كمن وقع في فخ دون أن ندري، ومن الأمثلة على ذلك الجدار الاسرائيلي، فاسرائيل تسميه(السياج الأمني) والسياج هو الأسلاك الذي غالباً ما يحيط بالحقول والبساتين ليمنع الحيوانات آكلة الأعشاب من دخولها. علماً أن الجدار الاسرائيلي يبلغ ارتفاعه ثمانية أمتار من الباطون المسلح بالحديد، يقوم على قاعدة مماثلة عرضها متر ونصف وارتفاعها كذلك، واسرائيل اعتبرته أمنياً بزعم أنه يفصل بين الاسرائيليين والفلسطينيين الذين يهاجمون(الحضارة الاسرائيلية) .
وتفتقت(عبقرية) اعلامنا عن تسميته بجدار الفصل العنصري، أي عنصرية الفصل بين الفلسطينيين والاسرائيليين، في حين أن الجدار هو جدار توسع، يمتد في عمق الضفة الغربية، وهو عدة جدران وليس جداراً واحداً، والجدار الرئيس يفصل بين الفلسطينيين الواقعين شرق الجدار والفلسطينيين الواقعين غرب الجدار من الاراضي الفلسطينية المحتلة في حزيران 1967، والجدران الأخرى تحاصر التجمعات الفلسطينية من مدن وقرى ومخيمات وتفصلها عن أراضيها الزراعية، كي تبقى هذه الأراضي نهبا للمستوطنين .
ويأتي الحديث منذ وصول الاداراة الأمريكية الجديدة برئاسة باراك أوباما الى الحكم في الدولة الأعظم، عن(تجميد) الاستيطان تمهيداً لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية، والتجميد يعني الوقف المؤقت، ويعني: أن الذي يُجمد هو صاحب الحق، فقد أقوم بتجميد بناء بيتي الجديد على أرضي لأن جاري يحتج على ذلك بحجة أن النوافذ تكشف حرمات بيته مثلا، فأجمد الاستمرار في البناء ليومين أو أسبوع مثلا حتى أقنع جاري بخطأ ادعائه، ومع ذلك فإن حكومة نتنياهو ترفض حتى مجرد تجميد البناء الاستيطاني، في حين أن المصطلح الصحيح هو(الوقف) الكامل للاستيطان وللبناء الاستيطاني، لأن الاستيطان قائم على أرض الغير، ومخالف لكافة الأعراف والقوانين الدولية والانسانية، واذا ما كانت اسرائيل معنية حقاً بالسلام فعليها أن تعترف أنها دولة محتلة، وأنها على استعداد أن تتخلى عن الأراضي التي تحتلها وتستمر في احتلالها بقوة السلاح، وأن تزيل كافة مخلفات هذا الاحتلال من مستوطنات وغيرها، لأنه لا مكاسب للاحتلال وهذا ليس منّة من اسرائيل بل حق مطلوب منها .
واذا ما بقينا مستمرين في الانجرار خلف مصطلح(التجميد) فإن هذا يعني اعترافاً مسبقاً بحق اسرائيل بالاستيطان في الاراضي المحتلة، ولم تكتف اسرائيل بذلك، بل تضع شروطاً مسبقة على المفاوضات تعتبرها أموراً مسلما بها، أيّ أنها ليست شروطاً حسب زعمهم، ومنها: القدس غير قابلة للتفاوض، لا للعودة لحدود الرابع من حزيران 1967، شطب حق العودة للاجئين،لا لتفكيك المستوطنات،الاعتراف بيهودية اسرائيل، ومن المذهل أن الحديث عن العودة الى طاولة المفاوضات من أجل الوصول الى الحل النهائي للصراع لا يقترن بقرارات الشرعية الدولية، وأكثر ما يتم الحديث عنه هو تطبيق خارطة الطريق الأمريكية، تلك الخارطة التي وضعت عليها اسرائيل أربعة عشر تخطيطاً تفقدها مضمونها، والمذهل أكثر ما يتردد في وسائل الاعلام مؤخراً من أن الرئيس أوباما لم يعد يشترط التجميد الكامل للاستيطان، وأنه يتفهم مطالب اسرائيل بهذا الخصوص، وأن على السلطة الفلسطينية والدول العربية أن يتفهموا ذلك، والفهم العربي يتطلب(حسن نوايا عربية) لتشجيع اسرائيل على السلام، مثل السماح لشركة الطيران الاسرائيلية العال بالتحليق والمرور في الاجواء العربية، وفتح مكاتب تجارية اسرائيلية في العواصم العربية المقبول اسرائيلياً ، أي أن على الدول العربية الاسلامية أن تعترف مسبقاً باسرائيل واستيطانها واحتلالها للدول العربية، وأن تقيم معها علاقات طبيعية كاملة مقابل أن تجلس اسرائيل على طاولة المفاوضات لتفاوض عشرات السنين دون أن تعطي شيئاً، كما قال اسحق شامير رئيس وزراء اسرائيل الأسبق في مؤتمر مدريد عام 1991 .
وواضح أن اسرائيل غير مستعدة لاعطاء شيء سوى ادارة مدنية فلسطينية على السكان وليس على الأرض، واذا كان الحق على قدر قوة المُطالب به، فإن الضعف العربي والتعنت الاسرائيلي لن يقودا الى سلام عادل ودائم، تحترمه وتحافظ عليه شعوب المنطقة، بل ستقود الى تضييع الوقت كي تأخذ اسرائيل فرصتها في استكمال مشروعها التوسعي، وفرض حقائق على أرض الواقع،وليبقى الصراع قائما الى ما شاء الله، وما الاعتماد على (حسن نوايا صديقتنا أمريكا) بمختلف عن اعتماد القادة العرب على(حسن نوايا صديقتنا بريطانيا) في انهاء اضراب الشعب الفلسطيني الشهير في العام 1936 .
فهل سيحسن قادتنا النوايا باتجاه مصالح شعوبهم وأمتهم وأوطانهم، أم سنبقى معتمدين على حسن نوايا الغير؟؟ وهذا ما ستجيب عليه الأسابيع القادمة في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في 23 أيلول الحالي .



#جميل_السلحوت: (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة-غرّة رمضان وإحراق الأقصى


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت: - بدون مؤاخذة-وقف أم تجميد للاستيطان؟