أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد بوعيطة - حوار مع القاص و الروائي مصطفى لغتيري.















المزيد.....

حوار مع القاص و الروائي مصطفى لغتيري.


سعيد بوعيطة

الحوار المتمدن-العدد: 2749 - 2009 / 8 / 25 - 07:17
المحور: الادب والفن
    



.قاص وروائي. يحب القصة القصيرة جدا حتى النخاع.صدرله مجموعة من الاعمال القصصية و الروائية نذكر منها(هواجس امراة- مجموعة قصصية- شيء من الوجل- قصص.- مظلة في قبر- قصص قصيرة جدا. تسونامي- قصص قصيرة جدا- رجال وكلاب- رواية.- رقصة العنكبوت- رواية.- عائشة القديسة- رواية- و-ليلة افريقية- رواية. إنه المبدع مصطفى لغتيري. التقيناه فكان لنا معه الحوار الثالي.
* عرفت الرواية المغربية تطورا بارزا في بنياتها وأبعادها الفنية. كما حققت نوعا من التراكم سواء الكمي منه أو الكيفي.تجلى ذلك في تزايد الإصدارات السنوية.وما رافق ذلك من تلوينات فنية بارزة . أضفت على الرواية المغربية مميزاتها الخاصة.
إن نضج الرواية المغربية على المستوى البناء الفني. جعلها تبحث في الخصوصيات و المميزات . مما جعلها تهتم بالجانب الحكائي( السياسي. الاجتماعي.التاريخي.الاخ...).لكونه يمنحها تلك المميزات المحلية.
1- ما مدى صحة هذا التصور.
.. طبعا لا يمكن لأي تجربة إبداعية أن تنطلق من الفراغ ، إذ أن المبدع .مطالب بالاطلاع على التراكم التي تحقق قبله ، فيتفاعل معه سلبا أو إيجابا ، قد يفيده ذلك على الأقل في عدم تكرار تجارب الآخرين ، و قد راكمت الرواية المغربية نصوصا متميزة انطلاقا من بداياتها الأولى إلى اليوم ، فلقد هيمن البعد الإديولوجي على الكتابات الأولى ، سواء تعلق الأمر بتصوير مراحل الصراع ضد المستعمر و المطالبة بالإستقلال من خلال كتابات الرعيل الأول ممثلا بالخصوص في عبد الكريم غلاب و مبارك ربيع ، أو في الدفاع عن الطبقات المسحوقة بما يعني ذلك تبني القضية الاجتماعية مع محمد زفزاف و محمد شكري ، لكن فيما بعد ركزت الرواية على التجريب متأثرة في ذلك بالرواية الفرنسية الجديدة ، غير أن هذا التجريب وصل إلى الباب المسدود و وجدت الرواية نفسها بدون قارئ، نظرا لصعوبة التواصل معها ، خاصة و أنها تركز على تشذير الحدث و الزمان و شعرنة اللغة ، أفكر بهذا الخصوص في تجربتي أحمد المديني و محمد عزالدين التازي ، لكن انطلاقا من تسعينيات القرن الماضي طفت على السطح تجارب روائية ناضجة ، كان ميسمها الأساس التصالح مع الحكاية ، و أذكر في هذا الصدد تجارب أحمد التوفيق و بنسالم حميش ، و أعتبر الجيل الحالي الذي انكب على كتابة الرواية بجدية ملحوظة امتدادا لهذه التجارب ، والتي تتميز بالالتفات إلى المعطى الحكائي و الانفتاح على الذات و استلهام الواقع المحلي و استثمار المعطى التاريخي.
* من خلال روايتك- رجال وكلاب- و – عائشة القديسة- نلاحظ هذا الاحتفاء بالجانب الحكائي( الموازي في الوقت نفسه لنضج على مستوى البناء الفني/ السردي) .
2- هل ترى بضرورة الاهتمام بالجانب الحكائي.
طبعا أنا من المنافحين على ضرورة احتفاء الرواية بالمعطى الحكائي. فهو لحمتها ، و الهدية التي يفوز بها القارئ خاصة العادي بعد قراءته للرواية ، فالرواية بدون حكاية تغدو معقدة و نخبوية ، تتوجه إلى قراء محدودين و خاصين ، لكن فلسفة الرواية العميقة و و خصوصيتها التي تميزها عن باقي الأجناس ، أراهما في اهتمامها بالمجتمع ، و الكتابة عنه و كسب قراء منه ، حتى تقوم بدورها الجمالي على أكمل وجه ، فما الفائدة من رواية لا تقرأ ، وكما لاحظت فقد اهتممت كثيرا بالبعد الحكائي في كل رواياتي ، ذكرت أنت "رجال وكلاب" التي حكيت فيها قصة مواطن مصاب بالوسواس القهري ، متتبعا مسار حياته و جاعلا من القارئ طبيبه النفسي ، الذي يساعده على ملامسة مكمن الداء ، و كذلك رواية "عائشة القديسة" ، التي أحكي فيها قصة رجل متنور لا يؤمن بالخرافات ، فإذا به يجد نفسه وجها لوجه مع جنية مغربية مشهورة لدى سكان شواطئ الأطلسي و هي "عايشة قنديشة" ، كما أنني حكيت في رواية" رقصة العنكبوت" قصة رسام شاب يعاني من البطالة ليجد نفسه ضحية استغلال من طرف شخص يعاني من الشذوذ الجنسي. و هكذا ، فكل رواياتي تحتفي بالبعد الحكائي.

*كان المبدع و المثقف عامة. يراهن على مجموعة من الرؤى( السياسية. الاجتماعية.الاخ...). لكن هذه الرهانات قد انطفات في مجملها في الآونة الاخيرة.
3- فعلى ماذا سيراهن المبدع( المثقف) المغربي/ العربي عامة.
أظن أنه مع انطفاء جذوة الأديولوجيات الكبرى السيارة ، أصبح المبدع يراهن على نصوصه ، أقصد على البعد الجمالي فيه ، فيكفي الأديب فخرا أن يطور




أساليبه و تقنياته ، ويستقطب قراء جددا ، فإذا ما طور المبدع ذائقة القارئ الفنية و جعله يستسيغ النص الأدبي و يقبل عليه ، فإنه بذلك يكون قد كسب الرهان ، بالطبع لن يدير المبدع ظهره لشعبه و أمته و قضاياهما المصيرية ، لكن ذلك لا يمكن أن يكون أبدا بديلا عن انشغاله بتطوير جمالية نصه. و في ذلك نوع من الالتزام ، أحسبه أكثر عمقا و تأثيرا على المدى البعيد.
*في روايتك – عائشة القديسة- ( بدءا بعنوان الرواية) نلاحظ بأنك تعود الى الثقافة الشعبية( التراث بصفة عامة) .بحمولاتها المعرفية و الدلالية.
4- هل ترى بان العودة الى التراث بمختلف اشكاله قد يشكل رهانا للمبدع المغربي.
لقد راهنت في رواية" عائشة القديسة" على استثمار الموروث الثقافي الشعبي ، و توخيت من ذلك تحقيق أهداف عدة ، أولها جمالي ، بما يعني أن الحكاية الشعبية تجد لها هوى لدى القارئ و يتفاعل معها بشكل أفضل ، فهي منغرسة في وعيه و لا وعيه الفردي و الجماعي ، ثانيا راهنت على البعد التنويري ، من خلال طرح أسئلة محرجة على المثقف المغربي خاصة و العربي عامة ، خاصة و أن الجميع يعرف بأننا نعاني من شيزوفرينيا ثقافة غريبة ، ففي الوقت الذي نعتز فيه بمعلوماتنا العلمية و حياتنا الحداثية ، ننغمس من أخمص أقدمنا حتى قنة رؤوسنا في الخرافة ، عند اصطدامنا بأول أزمة نفسية أو وجودية ، وربما حتى مادية ،هذا أمر مربك و لا يستقيم ، وعلى المثقف العربي أن يواجهه بدون مواربة.
* سبق لمجموعة من الروائيين المغاربة أن عملوا على توظيف التراث في اعمالهم السردية. نذكر على سبيل المثال لا الحصر(بنسالم حميش. أحمد التوفيق. الميلودي شغموم. كمال الخمليشي. محمد خيرالدين.الاخ...)
5- هل استطاع هؤلاء تقديم نصوص سردية متميزة وذات. خصوصيات نوعية.
- ا ذا كان الامر كذلك فهل ستنحو منحاهم..
.
- من الصعب وضع كل هؤلاء الكتاب في خانة واحدة ، فلكل منهم تجربته المتميزة ، و توظيفه للتراث اينطلق بلا شك من تصوره العميق لذاته و للعالم من حوله ، فبالطبع و دون تحديد الأسماء هناك من تعامل مع التراث تعاملا فلكلوريا مجد فيه غرائبيته ، لأن هدفه تقديم منتوج




يستجيب لأفق انتظار القارئ الأوروبي ، وهناك من تعامل معه بشكل


سلفي ، مجده بشكل مبالغ فيه ، وهناك من تعامل معه بنظرة نقدية و انتقادية باعتبار التراث جزءا منا و لسنا جزءا منه ، أي أن من حقنا التصرف فيه و التعاطي معه بنظرة غير تبجيلية و لا تحقيرية.
- بالطبع انا لا أنحو منحى أي أحد أستفيد من جميع التجارب ، لكنني أراهن على أن أسلك طريقي بمنأى عن التأثر بأي كان ، فأنا لي رؤيا للعالم تخصني ، وهي مرجعيتي العميقة في التعاطي مع مختلف المواضيع بما فيها التراث.


*في روايتك- عائشة القديسة- وظفت اسطورة – عائشة قنديشة- باعتبارها متنا حكائيا. لكن البناء الحكائي لم يستفد كثيرا من هذا المتن. لكون هذا الأخير وظف باعتباره خطابا معروضا( عبر الحوار. أو المنقول المباشر او المعروض الذاتي) ولم يوظف باعتباره عمودا فقريا للحكاية.
6- ما رايك في هذا التصور.
- بالطبع هذا رأي من بين كثير من الأراء ، وأنا أتفهمه لأنه انطلق من جزء من الرواية و ليست الرواية جميعها ، ولكن إذا تأملنا المتن الروايئي بعمق سنخلص إلى استنتاج مخالف ، فعندما دخلت الشخصية الرئيسة إلى عالم الجن الغرائبي ، قامت بتقديم هذا العالم لنا من الداخل معتمدة على التصوير الدقيق لما يؤثثه ، كما نقلت لنا الحوارات التي جرت و المراحل التي قطعتها هي نفسها في صراعها مع "عايشة قنديشة".
* نلاحظ نوعا من التحول في كتاباتك الروائية .بدءا برواية- رجال و كلاب- مرورا برواية- رقصة العنكبوت- وصولا الى رواية- عائشة القديسة- و رواية- الافريقي- تحول على المستوى الحكائي وكذا الاسس الفنية للنص السردي.
- 7.-هل هذا التحول لا يغدو ان يكون بحثا عن الذات النصية و مميزاتها ام خاصية الابداع بصفة عامة..
- لا أخفيك أنني مهتم جدا بضرورة عدم تكرار ذاتي ، لذا تجدني أنوع في كتاباتي السردية ما بين القصة القصيرة و القصة القصيرة جدا و الرواية و المسرحية القصيرة ، وهذا الأمر يصدق على الرواية كذلك ، إذ أحاول أن تتباين رواياتي من حيث تيماتها و أساليبها ، ففي أحلام


- النوارس اعتمدت على تقنية التداعي و الرسائل ، وفي رجال و كلاب اعتمدت على تقنية إقحام القارئ في بناء النص من خلال إقاحمه في مناقشة فصول الرواية ، وفي "عائشة القديسشة" ، اعتمدت على التصوير الخارجي للأحداث و المزاوجة ما بين الرااوي العليم أوالرؤية من خلف ، والرؤية المصاحبة ، و هكذا ..، وذلك كله نابع من اعتقادي أن الإبداع ينبني على التجديد و الكشف و عدم الركون إلى ما تم تحقيقه ، بل يتعين الضرب في قارات جديدة لم تكتشف بعد ولو تعلق هذا الاكتشاف بالمستوى الشخصي ، فحتى لو كان المبدع مسبوقا في هذا التنوال ، فإن الرؤيا الشخصية للمبدع ، التي تميزه – بالتأكيد عن غيره من المبدعين- كفيلة بأن تمنح للنص مميزاته الخاصة.


نشكر المبدع مصطفى لغتيري على رحابة صدره . وجهوده البارزه التي تنحت باصرار تجربة قصصية و روائية متميزة.



#سعيد_بوعيطة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد بوعيطة - حوار مع القاص و الروائي مصطفى لغتيري.