صلاح النصارى محمد
الحوار المتمدن-العدد: 2748 - 2009 / 8 / 24 - 04:23
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
صدرت مجلة الفجر الجديد فى مرحلة غنية من الأحداث تميزت بالتحرك الجماهيري الواسع الذي اشتركت فيه اغلب الفئات الشعبية من العمال والطلبة والمثقفين والحرفيين بل والفلاحين هنا وهناك – في جبهة ثورية عريضة - .
صدر العدد الأول من مجلة الفجر الجديد فى 16 مايو 1945 وكانت عندئذ نصف شهرية . ثم تطورت لتصبح أسبوعية ابتداء من 4 يناير 1946 , نظرا لاحتجاب
" مجلة الضمير " بسبب القبض على العمال الثلاثة الذين كانوا يشرفون على إصدارها , وقد ملأت مجلة الفجر الجديد إلى حدها فراغا كبيرا تركة منع صدور مجلة الضمير .
ابتداء من هذا العدد الصادر في 6 مارس 1946 خصصت المجلة بابا ثانيا بعنوان " صوت العمال " وضمن ما نشرته في هذا الباب إلقاء الضوء على الحركة العمالية في شركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى والذي على أثره كلفت إدارة الشركة موظفا كبيرا بها يقوم بجمع ما يستطيع الحصول عليه من أعداد المجلة التي تصل إلى مدينة المحلة الكبرى , بغرض منع وصولها للعمال .
استمرت مجلة الفجر الجديد في الصدور أربعة عشر شهرا صدر خلالها 42 عددا وشارك في تحريرها ( احمد صادق سعد , أحمد رشدي صالح , على الراعي , نعمان عاشور , عبد الرحمن الشرقاوى , أبو سيف يوسف ) وغيرهم .
وسوف نستعرض ما نشر عن عمال المحلة الكبرى في العدد الصادر في 17/4/1946 تحت عنوان ( نقابة عمال شركة الغزل بالمحلة لا تمثل العمال )..
تقدم عمال شركة الغزل والنسيج بالمحلة الكبرى بمذكرة إلى حضرة نائب المحلة (عضو البرلمان). يعرضون فيها تظلماتهم من بقاء نقابة لا تمثلهم ويقولون ( سعينا نحن العمال لإيجاد نقابة تمثلنا أمام أصحاب الأعمال طبقا للقانون المعترف به ) . فأبوا أن ينيلونا ذلك , ذلك أن الشركة هي التي أقامت النقابة الحالية فأصبحت موالية لها تعمل بتوجيهها بدلا من أن تكون معبرة عن مصالح العمال .
أما كيف حصلت الشركة على انضمام العمال إلى النقابة ( الصفراء ) الحالية
فهو أن رؤساء الأقسام اضطروا العمال إلى الحضور يوم انتخاب أعضاء مجلس النقابة وانتخاب الأعضاء الحاليين . وهم الذين ترضى عنهم الشركة كل الرضا لأنهم ليسوا عمالا . ولقد غطت الشركة تدخلها في انتخاب أعضاء و مجلس النقابة بمنشور قالت فيه أنها غير متدخلة وليس في نيتها أن تزكى عضوا دون أخر وان واجب العمال أن ينتخبوا من يشاءون إلى أخر هذا الكلام .
وبعد أن اضطرت الشركة " بمعاونة مكتب العمل " العمال على انتخاب أعضاء النقابة . لجأ العمال بالشكوى إلى مدير مكتب العمل بطنطا مطالبين بتحقيق شكواهم وفحص حالة الانتخاب . ولكنهم لم يحظو برد على مطالبهم .
واليوم تمثل هذه النقابة الغير عمالية 26 ألف عامل , " تمثلهم قسرا عنهم وبالرغم من احتجاجاتهم " ولهم الحق كله فهي مكونة من 9 مديري أقسام و 7 وكلاء و 5 رؤساء وليس بينهم عامل واحد .
وهذه قائمة أسماء أعضاء النقابة ومرتباتهم تفضح تصرفات الشركة وتكشف السبب عن صمت وزارة الشئون الاجتماعية .
عبد العزيز عرفة افتدى مدير مخازن القطن ومرتبه 80 جنيه مصري , وعبد المنعم شاهين افندى مدير النسيج ومرتبه 90 جنيه وعبد المنعم كامل افتدى مدير المطبعة ومرتبه 40 جنيه و على طلحة افندى مدير مخازن البيع ومرتبه 40 جنيه والصاوي حبيب افندى وكيل مكتب العمال ومرتبه 40 جنيه وطه الاخواص افندى مساعد مدير مرتبه 30 جنيه و محمد عبد الهادي افندى مساعد مدير ومرتبه 30 جنيه . وعثمان الزكى افندى ومرتبه 25 جنيه وعبد الله عبد الكريم افندى مدير قسم ومرتبه 25 جنيه وإسماعيل بدر افندى رئيس قسم ومرتبه 20 جنيه وحامد على شمس افندى رئيس قسم ومرتبه 22 جنيه وعباس مبارك افندى ومرتبه 20 جنيه وعبد الحى الرخاوى افندى رئيس قسم ومرتبه 15 جنيه وإسماعيل على افندى موظف ومرتبه 18 جنيه .
والخلاصة أن النقابة الحالية لا تمثل العمال . وان وزارة الشئون الاجتماعية لم تقم بإخلاص بمسئولياتها القانونية أثناء إجراء الانتخابات ولذلك فالعمال مصدرو هذه المذكرة يطالبون باستجواب نائب المحلة الكبرى رئيس الوزراة ووزير الشئون الاجتماعية في أمر هذه النقابة ويطالبون بإجراء تحقيق في شكواهم المقدمة إلى مدير مكتب العمل بطنطا .
والفجر الجديد يرى فى هذه الكلمات المليئة بالماساة تكرار لما يحدث من ظلم واخلال بالقواعد القانونية فيؤيد العمال فى مطلبهم العادل بحل النقابة الحالية ويطالب اعضاء البرلمان بفضح
" اللعبة " المكشوفة التى مثلت فى المحلة هذه المرة والتى تثل باستمرار على حساب الكادحين من ابناء شعبنا . ونحن نرجو ان يلتف العمال حول العناصر المخلصة منهم وينتبهوا الى حقوقهم القانونية ويتمسكوا بها وان يضعوا نصب اعينهم ان لا حرية ولا كرامة الا اذا كان الهدف حرية الشعب وكرامته .
مجلة الفجر الجديد فى 17/4/1946 .
المصدر :
• صورة ضوئية من العدد
• احمد صادق سعد – اليسار المصرى فى اعقاب الحرب العالمية الثانية 1945 -1946
• طه سعد عثمان – الطبقة العاملة والعمل السياسى
ملحوظة :
أفندي (بالتركية :Efendi ) هي كلمة تركية و هي لقب و تعنى السيد . وهو لقب احترام أو مجاملة تعادلها بالإنجليزية كلمة سيدي (Sir). ويتبع عادة هذا اللقب اسم الشخصية، وتمنح عادة لمن هم يقومون بالرئاسة او الإشراف على المهن ، وعلى الموظفين الحكوميين الذين ليس لديهم رتب عالية ، مثل بك أو باشا. و قد يشير أيضا إلى مناصب محددة ، كما في حكيم افندى و هو كبير أطباء السلطان. و تستخدم غالبا من قبل المستخدمين و في المعاملات الرسمية والمذكرات والشكاوى .
#صلاح_النصارى_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟