أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علياء الجنابي - فليحة حسن وإيقونات التحريم الثلاث ؛ تحولات الجنس ، انتصار الأنثى














المزيد.....

فليحة حسن وإيقونات التحريم الثلاث ؛ تحولات الجنس ، انتصار الأنثى


علياء الجنابي

الحوار المتمدن-العدد: 2747 - 2009 / 8 / 23 - 08:04
المحور: الادب والفن
    




وجدت في قراءتي لقصائد الشاعرة فليحة حسن إشارة واضحة الى إيقونات التحريم الثلاث موزعة في قصائدها التي حصلت عليها عن طريق النت ، إذ إن الناظر في شعر فليحة حسن يرى فيه ثلاث حقائق عملت الشاعرة وبوعي شبيه بالتام على دسها بين ثنايا ذلك الشعر وربما عمد بعض دارسيها الى إلقاء بعض الضوء عليها واعني المحرمات الثلاث الجنس، الدين، السياسة ، لذا حاولت أن افرد مقالاً لكل واحد من تلك المحرمات أبين فيه ما حاولت الشاعرة إخفائه ،
ففي موضوعة الجنس عملت الشاعرة على إقامة معادلة قطبيها الذكر والأنثى غالباً ما تنتهي عملية لقائهما بانتصار الأنوثة على الذكورة، رغبة منها في التمرد على السيطرة الذكورية التي يعيشها المجتمع العربي ، فبالرغم من إن نصوص الشاعرة تنطوي على محمولات ذاتية ويطغي عليها الجانب الانفعالي الى إن الشاعرة نقلت الجنس من صفته الحيوانية الى العمق الإنساني رغبة منها بالانتقال من الذاتية الى العموم ، فأصبح انتصار الجسد لديها يقابل الوعي بانتصار ذات المرأة ورفض الدونية التي يحاول المجتمع جاهداً لصقها بها،
فهي مثلا في (باب ظل البحر في مجموعتها زيارة لمتحف الظل) تظهر هذه العلاقة حين تجعل الأنثى هي صاحبة الدعوة للقائها بالذكر" استدرجك الساعة حتى المخبأ ، وأقيم عليك حداداً أحمر"، " ذلك اللقاء الذي يبدو للوهلة الأولى لقاءً عقيماً تجتاحه الأحزان ولا يتوالد عنه سوى الصراخ فقط ، الصراخ الذي لا يفضي الى النشوة المنشودة "بدم التفاحة يغسل آدم عينيه، وحواء تنوح على العتبة؛" ،"الصرخة تلد الصرخة " لكن المتتبع لسير القصيدة يرى إن الشاعرة هنا تنعطف بنا من حالة الخيبة الى الانتصار الذي ينتهي بعودة الذكر الى مكامن الأنثى المرموز لها هنا بالماء فيكون هو المحتوي من قبل المرأة، المنكسر أمامها، وقد مثلت ذلك الانكسار حين جعلت الرجل يحاول النجاة بالاستعانة بالمرأة وسلبت منه بالمقابل هيمنته، وجبروته، بان جعلته يترك أرضه الصلبة ويتحول الى كائن هش لا يمتلك القدرة التعبيرية عن الإفصاح عن ذاته، بينما هي تمسكت بالثورة الى نهاية القصيدة تعبيرا عن الوصول الى المبتغى وهذا واضح حتى في استعمالها للرقم سبعة وما يحمله هذا الرقم من دلالة قدسية أولاً ومن رمز للجنس الأنثوي ثانياً تقول :
" وأحتاط الناجون السبعة ،إذ نبذوا الأرض ،وكانوا قوقعة خرساء بباطن بحر ثائر" , والأنثى لدى فليحة حسن هي الماسكة حتى لزمام الحلم وما يتمخض عنه من أفعال تنتهي دوماً بتقديس الأنوثة وهذا يتجلى واضحا في باب السكين الذي تبتدئه بقولها في "عام الطين ، احتدم الموقف بين الجرح وبين السكين" ، وتنهيه قائلة "جفل الجمع إذ كان ربيع الدم يقيم صلاة أخرى في جوف البحر"فالطين في حقيقته ما هو إلا نتاج مزج بين مادتين وهو دلالة حية على العملية الجنسية الحادثة بين الذكر والأنثى والتي كرست لها القول باختيارها للفظة الاحتدام، والاحتدام بأبسط معانيه هو الوصول الى الذروة كنتيجة للقاء الجرح بالسكين وهما الإشارتين الواضحتين للعضوين الذكري والأنثوي، الصراع الذي أنهته بانتصار الأنثى بأن جعلت الجمع الذي أرادت به هنا الإشارة الى المجتمع، يجفل من انتصار المرأة وتقديسها بإقامة صلاة لها ،ولكن الحال هذا غير دائم مع وجود الحرب التي تأكل الرجال وتبقي النساء في دائرة الوحدة الخانقة تعتاش على أحلام اليقظة التي تبتدئ بالشعور بسعادة وهمية سرعان ما يصيبها الأفول،
فالمرأة مثلا في قصيدة (على هامش الحرب) تحلم بعودة الرجل / الحبيب فتتهيأ للقائه روحاً( تحلم أن سيجيء بواحدة من ليالي الحنين)، وجسداً (تسوي غطاء السرير ، تشعل عود الثقاب) لكن الحرب لا يمكنها إلا أن تكون مخيبة للآمال (تلك علامات صبح أفل) ولا تعرف إلا أن تجعل ذلك الحلم يتلاشى ولا اعتقد أن هناك أفضل من استخدام عود الثقاب المنطفئ دلالة على انتكاسة الجسد والشعور بعدم اكتمال جذوة السعادة التي يفضي إليها حلم اليقظة ذلك ( تطفأ عود الثقاب) ،
وفي قصيدة ( تعويذة ) يأتي الرجل دوماً مخيبا للآمال فهو زهرة بلا عطر(لملمت مساماتي وأتيت أعطرها بشذاك ،لكني تفاجأت بأنك دفلى) وهو سحب جرداء خالية من المطر ( تلوتك مطراً لكن بروقك ناءت عني) بينما المرأة هي مصدر الثورة والتغيير و إن بدت هادئة في المجتمع الذي تعيش فيه (أن سكوني شفة البركان)،
وفي قصائد فليحة حسن نجد تناظراً عكسياً بين شخصية الرجل والمرأة ، فهي مثلاً تنظر صوب الحلم وهو يربط نفسه بالواقع، هي تنشد فيه الحب وهو يربط نفسه بحبل اللامبالاة، وهذا لا يحدث في حياة الشاعرة مرة واحدة بل على العكس هو ( يحدث دوماً) ,( قالت له وهي تحدق في عينيه ،- تأخرت عن الحب كثيراً ؛فيجيبها وهو يحدق في ساعته- لا ....باقي على الدوام ساعة )
وفي قصيدة (تصحيح) تبدو الإشارات الجنسية أكثر وضوحاً ، فهي رمزت للرجل بالفنار( أيها الفنار اعرف إن عطري يؤذيك ) وكلمة الفنار تحمل بين طياتها دلالة جنسية واضحة للرجل وهي إنما تحاول أن تدعوه الى الاقتراب منها لا الابتعاد عنها، كما يبدو للمتلقي من الوهلة الأولى ، وإلا فما معنى أن تخبره إن لا ينظر لها بنزوة، فباستعمالها لتراسل الحواس هنا ( لا تنظر لي بشفتيك ) في رأي إنما هي دعوة مبطنة للاقتراب منها بدلالة إنها ترى في وجوده حياة واستمرارية لتلك الحياة روحياً وجسدياً ،استمرارية لوجودها الشعري أولاً(فانا لست إلا شاعرة ) والبايلوجي ثانياً حين جعلت الشاعرة ذلك الفنار بمثابة الهواء الذي لا حياة لها دونه (أتنفسك.......) وأنا أرى في كل ما قدمت الشاعرة تموضعات أنثوية يؤتى بها للتعبير عن الهوية الصانعة لها ؛
بمعنى إن الكتابة هنا جاءت كنافذة أدخلت الشاعرة متلقيها من خلالها لترشده الى ذات المبدعة التي تسعى الى الانتصار ولو باللغة الإبداعية التي تمتلك زمامها ؛

الدكتورة علياء الجنابي







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مهرجان كان السينمائي .. احتفال فني ضخم هل يعكر ترامب صفوه؟
- أحمد أبو الغيط: الأمة والثقافة العربية موجودة.. والسيف الإسر ...
- فنانون عالميون يستنكرون -الصمت- أمام -إبادة غزة- عشية افتتاح ...
- -الدفاع- في البرلمان الألماني: إما أن تستعدوا للدفاع أو تتعل ...
- بأقلام قطرية.. كاتبات صغيرات يرسمن أحلامهن بالكلمات
- اختتام مؤتمر الاتّجاه النفسي في النقد باتحاد الأدباء
- قبل 24 ساعة على انطلاقه.. مهرجان كان السينمائي يحظر العُري ع ...
- مغني الراب شون -ديدي- كومز أمام القضاء بتهم الاتجار بالبشر و ...
- الصين بعيون مغربية: هكذا عرفتُ الصين.. مُشاهدات أول طالب مغر ...
- -عليهم البدء بتعلم اللغة الروسية-.. برلمانية أوروبية توجه ند ...


المزيد.....

- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علياء الجنابي - فليحة حسن وإيقونات التحريم الثلاث ؛ تحولات الجنس ، انتصار الأنثى