عذرا يا ابن خلدون فجُلّ العلماء عرب ..

محمد عايد مانع الحسيني

الحوار المتمدن-العدد: 2746 - 2009 / 8 / 22 - 09:08
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

جميلهٌ هي الافكار ان كانت توحي بصحة وسلامة المعلومات الممنطقة وليس للافكار من محلٍ يرنوا بها الى الصواب غير تنفيذ القرار بمحلة الصائب الصحيح ،وهذه الافكار التي نحن في صددها الان تجعلنا ننظر من جديد الى ما صرح به العلامة العربي المسلم ابو زيد عبد الرحمن بن محمد بن خلدون ت (811هـ) والمطلع على تاريخ ابن خلدون المسمى : بتاريخ العبر وديوان المبتدأ والخبر وتاريخ العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الاكبر ومن شاكلهم من الموك الاخٌر ، سيجد ان هنالك تصريح قد لايرضى به كل انسان عربي او غربي (من المحايدين طبعا) وهو ان جٌلّ العلماء من غير العرب ، يا سادتي الافاضل اننا وعندما نقرأ ونطالع تواريخ العالم العربي الاسلامي نجد وبشكل صريح اسهامات العرب المسلمين في كل الميادين وعلى كل الاصعدة وطبيعة المستوى التقييمي لهذه الاعمال وجد صداه عالميا وواقعيا وبطرق مختلفة استفاد منها القاصي والداني .
نحن لسنا بصدد التقليل من قيمة المؤرخ العربي المسلم ابن خلدون بالطبع لا بقدر ما هو تحليل وتمحيص للحقيقة التاريخية التي لمن يقرأ عنها قد يحسب غير حساب على الجانب العلمي ؟ سأضع هنا جزءاُ بسيطا من اراء ابن خلدون الفلسفية والحضارية والتي اسعفت علماء الفلسفة فيما بعد : في الحقيقة ان الفكر الحضاري وطبيعة الازدهار التي وصل اليها كانت قفزة كبيرة تجاة مناحي العلم وفضاءه الكبير وماقدمة ابن خلدون في ميدان الفلسفة والتاريخ والحضارة رائع جدا والذي قرأ تاريخ ابن خلدون ومقالاته فيها سيجد انه قسم المناطق الحضارية الى خمس اقليم منطقتان باردتان واثنان ترتفع فيها النسبة الحرارية وواحدة معتدلة وضّمن في المنطقة المعتدلة ارض العرب منطلقا من منظور قرآني (وجعلناكم امة وسطا) اذا لماذا هذا لتقليل من شأن العرب بقولة :" جّل العلماء من غير العرب ،المسالة الاخرى ان ابن خلدون طرح رؤى حضارية كثيرة استفاد منها الفيلسون الفرنسي فولتير والعالم جوزيف ماكندر وجوزيف فان آس والمؤرخ المستشرق هنري كوربان وغيرهم وخاصة في نواحي فلسفة التاريخ التاريخ بقولة :" ان التاريخ علم وتحقيق ..بالكائنات وامورها عميق ..فهو جدير بالحكمة واليق ..." فالغريب ان نجد هذا التعليق يصدر من العلامة ابن خلدون دون سبب ، بعد التحقيق في المسألة كثيراً نجد ان ابن خلدون قد حكم على العرب من خلال ماحدث في بلاد المغرب العربي على اثر نزوح القبائل العربية القادمة من الجزيرة من قبائل سٌليم وهلال والتي شقت عصا الصحراء ووصلت الى ارض المغرب العربي (تونس) والحقيقة التأريخية تؤكـد قيام هذه القبائل العربية بإطاحة النظام الحاكم هناك واعلان السيطرة العربية الهلالية والسّلمية فيها وماجرى من احداث متواترة تثبت ان العرب وبالفعل قاموا وكأي حاكم جديد بإزلة اثار النفوذ او الحكم السابق ولكن بالمقابل قد اثروا كثيرا في البنية التحتية للبلاد وعم التخريب اجزاء كثيرة من تونس ، وعلى وصف الكثير من البلدانيين واهل الرحلات الجغرافية مثل ابن خرداذة وياقوت الرومي وابن بطوطة فإن ارض المغرب كانت خضراء مزهرة ، حتى بعد هجرة القبائل العربية اليها والى يومنا هذا ..
المهم في الموضوع ان هنالك احتمال كبير ان مؤرخنا ابن خلدون قد انطلق من هذا الجانب بعد ان رأى بعينة ماجرى في ارض تونس ولعله ندب الحظ العاثر على ماجرى في ارض تونس التي لطالما اوحت اليه بجميع الافكار وبدأ في بعض مقالاته مٌتشائما حتى اثناء الحوار الفكري ناهيك عن ان السلطة العربية الحاكمة انذاك قد ناصبتة العداء وسلطت علية حماية مشددة ارغمتة الى السفر بعيدا هو واسرتة من ارض المغرب فكان لابد وان يتهم العرب بهذه المسألة ..ولعل سائل يسأل على هذا لاساس اتهم العرب ، نقول انه وفي منطلق احاديثة الفلسفية اثبت كثرة علماء اهل فارس وبطبيعة الحال ولحق يقال نعم بالفعل هنالك الكثير من العلماء من اهل فارس من ابدع وانتج نتاجات واسعة المضمون كالشاعر الطغرائي وابن الهبارية والقاضي العادل والشهرستاني وسيبوية والقمي وابن خلكان وغيرهم كثير وعند قياسة لمدى النتاج الفكري في القرن الثالث والرابع الهجري وجدنا ان نتاج علماء فارس المسلمين قد تطور وكَثر جدا بحيث غطى على النتاجات السابقة ، فكان هذا الامر فيصلا ثانيا لحكم العلامة عبد الرحمن بن خلدون المغربي ...ولكن هذا لايعني ان نتجاهل الشخصية العربية والعلمية العربية والرصانة العربية في الابداع والتأليف والكتابة والايثار والتدوين والعقلنة والتفلسف والتمنطق وعلم لكلام ..ليس من السهولة ابدا تناسي هذا التاريخ المجيد وعذراً يا عبد الرحمن فأن العرب علماء فحول لاننسى جهودهم ومآثرهم وكتاباتهم النفيسة ...

#محمد_عايد_مانع_الحسيني (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل