أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عمر حمداني - -من الاعتماد على البوادي للهيمنة على المدن إلى الاعتماد على المدن لتمريس تبعية البوادي-















المزيد.....



-من الاعتماد على البوادي للهيمنة على المدن إلى الاعتماد على المدن لتمريس تبعية البوادي-


عمر حمداني

الحوار المتمدن-العدد: 2740 - 2009 / 8 / 16 - 00:48
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


مقال بعنوان
"من الاعتماد على البوادي للهيمنة على المدن إلى الاعتماد على المدن لتمريس تبعية البوادي"

إن مقولة أل "كلنــا" قرويون نتيجة "للطابع القروي للمجتمع المغربي"1 ، تضعنا منذ البداية ، عند دراسة علاقة المدن بالبوادي داخل المجتمع المغربي (القروي) ،الاكتفاء بتحليل بناه الإنتاجية والاجتماعية وفق حكم مسبق ، يجعلنا نقتصر في هذه على دراسة هذا المجتمع باعتباره قرويا في شمولية ، أو الإقرار بوجود مجتمعين أو بالأحرى مجالين أحدهم يعمره السكان القرويون ، والآخر يعمره السكان الحضريون .
وهذا الحكم نجذه عند باحثين كثيرين ، فسمير أمين مثلا ، مع فارق في التحديد الزمني ، يعتبر أن "المجتمع المغربي كباقي المجتمعات ألما قبل رأسمالية الطبقية كان ينقسم إلى فئتين أساسيتين تتقاسمان السيطرة من حيث المكانة والأولوية ، وهما طبقة الفلاحين والطبقة الحاكمة"2 ، ولا وجود في تصنيفه بدوره للفئة الحضرية . إلا أن هذا غير كافي لجعلنا نجزم القول بأن المجتمع المغربي ينقسم إلى فئتين فقط ، ولا وجود لطرف ثالث ، يجعل استمرارنا في البحث رهين بوجوده .
ومع أن الأمر جدير بالتدقيق والاهتمام ، لمحاولة فهم وتحليل أنماط السلوك وبنية الإنتاج داخل المدن ، وداخل البوادي ، على حد سواء ، للجزم ، هل بالفعل هناك مدن ؟ وإن افترضنا جدلا ذلك ، هل التركيبة الاجتماعية والبنية الإنتاجية داخل المدن تختلف عن مثيلتها داخل البوادي ؟ أم أن التقسيم بين مدن وبوادي لا يعدوا أن يكون إلا تقسيما مجاليا ؟ والمدن ليست إلا امتدادا للبوادي ؟
لاشك أن كل هذه الأسئلة مشروعة ، لكن وتفاديا لحصر عملنا في دراسة مجتمع واحد كما سبقت الإشارة لذلك ، وبالرغم من طغيان "سمات المجتمعات القرون وسطوية البدوية "3 على المجتمع المغربي إلى حدود النصف الثاني من القرن 19 ، حيث يقوم نشاطه الاقتصادي والاجتماعي على الفلاحة المعاشية وتربية المواشي ، والإنتاج من أجل سد الخصاص ، فإن ذلك لم يمنع وجود سكان في المدن بالرغم من نسبتهم القليلة4 يعيشون على الحرف التقليدية وعلى نظام الحنط ، إلى جانب اشتغالهم في "تنظيمات صغيرة للإصلاح أو للتغذية اعتبرتها مصلحة الصناعة بمؤسسات صناعية وعدتها ب 591 مشغلة 3250 أجير"5 .
وإلى جانب ذلك ، فدراسة العلاقة بين البوادي والمدن في مجال معين أو في حقبة تاريخية محدودة ، كانت محط أكثر من اهتمام ، وكانت موضوع بحث لأطروحات العديد من الباحثين الجامعين ، وفق مناهج متعددة وذات خلفيات مرجعية وتخصصية مختلفة .
والمثير أن عنوان دراستنا بدوره ،" علاقة المدن بالبوادي داخل المجتمع المغربي" ، يميل إلى تأييد ما سبق ذكره ، لأنه يؤكد أن البوادي تشكل الأصل والثبات ، في حين أن المدن هي من على علاقة بالبوادي ،وإن كان على الأقل ، يقر بوجود علاقة حتى ولو كانت في اتجاه واحد ، وما علينا فعله هو تحديد هذه العلاقة ودراستها بالرغم من ما في الأمر من صعوبة لاتساع مجال/حيز هذه العلاقة ، وتعدد وتداخل مستوياتها، إلى حد التماهي في أحيان والاختلاف في أحيان كثيرة ، وهو ما يضعنا أمام خيارات عدة . إما دراسة أبعاد هذه العلاقة كل على حدة ، وإما دراستها بكيفية منفصلة في حدودها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، ووفق صيرورة تاريخية محددة ، وهو ما سيجعل عملنا أكثر صعوبة وأقل دقة ، لأن فعل كهذا يلزمنا الاعتماد على مقاربات منهجية متعددة وذات تخصصات مختلفة نحن لا نلم بها . وهو ما حدا بنا إلى الاعتماد على تصميم محدد يهدف إلى الربط التاريخي بين مختلف مراحل تطور هذه العلاقة ، معتمدين في ذلك آلية التحليل السوسيولوجي لتحديد وتحليل أبعاد هذه العلاقة المؤثرة في سيرورة تشكل المجتمع المغربي ، وقلب الهيمنة السياسية من البوادي/القبائل على المدن ، إلى حياد العلاقة في مرحلة لحقت ذلك ، وبعدها محاولة العمل على جعل العلاقة بينهما علاقة تكامل أو علاقة استغلال في الاتجاهين معا ، لكن قبل التطرق للموضوع الموجود بين أيدينا لتوضيح أبعاد هذه العلاقة ومحاولة الاقتراب من الأسئلة السالف ذكرها ، يتوجب علينا قبل ذلك تحديد أهم المفاهيم المعتمدة في عرضنا وهي البادية أو البوادي . المدينة أو المدن . المجتمع المغربي أو المجتمعات المغربية .
فما هي البادية ؟ هل يمكن اعتبار أن في المغرب بادية واحدة أم بوادي عديدة ؟ ماهي المدينة ؟ وهل هناك نموذج واحد للمدينة أم أن كل مدينة في المغرب لها خصوصياتها الثقافية والاجتماعية والتاريخية ؟ ما هو المجتمع المغربي ؟ هل يوجد ما يوحد هذا المجتمع ؟ أم أن الأمر ليس إلا ادعاءا إيديولوجيا ؟ وبعد ذلك إن افترضنا وجود بوادي ومدن على حد سواء ، فكيف هي علاقة المدن بالبوادي داخل المجتمع المغربي ؟ هل هي علاقة تبادل المنفعة في مختلف مستوياتها ؟ أم/ تبادل العنف والتو ثر ؟ أم هي علاقة سيطرة وخضوع ؟ هل استصلاح الأراضي الفلاحية بالبوادي المغربية خلال المرحلة الأولى للحماية ساهم في إضعافها أمام المدن؟ أم أن الهيمنة للمدن في القرنيين الماضيين باعتبارها مركز الحكم لكل نظام سياسي ، و أن عنف وسلوك القبائل إزاءها ليس إلا رد فعل المهيمن عليه الذي لا يتجاوز حد الفورة الآنية ؟
وإلى جانب محاولة الإجابة على هذه الأسئلة المشروعة ، سيحرك عملنا السريع والمتواضع هذا ، إبراز أهم الأسباب التي ساهمت في انتقال الهيمنة من البوادي/القبائل ، إن كانت بالفعل هي المهيمنة في مرحلة ما قبل الحماية ، إلى هيمنة المدن على البوادي في المرحلة التي تلتها ؟ فمعا جميعا لتحديد أهم الأسباب المساهمة والمؤدية إلى ذلك .

مدخل لمفهوم البادية
إن تعريف البادية كمفهوم مجرد أمر مستبعد ، لكون البادية كمجال لا يمكن تحديده إلا "في تفاعله مع الإنسان"6 ، الذي يغيره تبعا لضرورات داخلية ، أو تحث ضغط تأثيرات خارجية ، فالمجال حسب الباحثة رحمة بورقية كمعطى سكوني لا وجود له ، كما "لا وجود للتقسيمات العامة والثابتة المعبر عنها بالمجال الحضري والمجال القروي"7 ، في المجتمع المغربي نتيجة لعوامل عديدة منها ، صعوبة حصر كلا المجالين ضمن حيز معين من جهة ، تم التداخل الذي يعرفه سكان كلا المجالين من حيث الأنشطة أو العلاقات الاجتماعية والإنتاجية ، نتاج "للامتداد القروي الذي يعرفه سكان المدن"8، بالإضافة إلى أنه من الصعب الحكم على مدن مغربية معينة بأنها مدن أو العكس أي اعتبار مناطق قبلية ما بأنها ليس بها أي مظهر من مظاهر التحضر . فقبائل سكساوة مثلا ، اعتبرها جاك بيرك من " أقدم التجمعات السكنية المستقرة في المغرب" 9 . بالرغم من كونها قبائل لها خصوصيات قد تختلف عن النموذج المتعارف عليه للمدن . وهكذا فإذا كان من الممكن تقسيم المجال المغربي إلى عدة مناطق ، فإنه "يمكن حصر هذه المناطق في ثلاث جهات رئيسية وهي سلاسل جبال الأطلس والريف والسهول الساحلية والداخلية التي تقع بصورة تقريبية ما بين مراكش وفاس وأجزاء المناطق الشبه الصحراوية"10 وأهم ما يميز سكان هذه المناطق أنها تتكون من " فئات مختلفة وغير متجانسة تربطهم علاقات مباشرة وضرورية ، وتضامنات ميكانيكية وروابط قيمية وأحيانا عرقية ودموية ، فمنهم من يقيم بالسهل ومنهم من يقيم بالجبل ، غير أن القاعدة الأساسية لنشاطهم الاقتصادي هي الزراعة وتربية المواشي وخاصة زراعة الحبوب بالسهول الساحلية ، وفي سفوح الجبال "11 والأكيد أن تأثير وتأثر المجال بقاطنيه إن أقرينا بذلك ، أو هيمنة وتأثير أحد الأطراف على الطرف الأخر ، يؤدي بنا إلى تناول مفهوم البادية لا كمفهوم مجرد كما سبقت الإشارة ، ولكن ككيان دينامكي حظي بأكثر من اهتمام ، لكن ليس كمفهوم للبادية ولكن كمفهوم للقبيلة ، لاعتبار أن المرحلة المدروسة لاسيما فترة قبل الحماية الفرنسية والاستعمار الإسباني ، كان الحديث حينها عن البادية أمرا مستبعدا ، نتيجة الهيمنة المطلقة للقبيلة ، والتابث أن مفهوم القبيلة حضي بأكثر من اهتمام ونال نصيبا وافرا من البحوث والأطروحات ، منها من سعت إلى تعريفها12 ، وأخرى دراسة علاقتها بالسلطة المركزية ، والبعض أيضا وهو ما يرتبط مع موضوع دراستنا ، سعى إلى إبراز علاقتها بالمدن المجاورة لها .

مدخل لمفهوم المدينة
تحدث ابن خلدون في مقدمته عن أقدمية البدو عن الحضر وأن البادية اصل العمران" 13 ، أي أن" تمركز الناس ، مع ابن خلدون ، وبكثرة في مكان محدود جدا ، بالإضافة إلى التقسيم الدقيق للعمل ، هو الذي يفسر ظهور المدن والعمران"14. من هنا . فالمدن قامت على فائض (surplus) مستخرج من الأرض والعمل ، نتيجة لتزايد الإنتاج الزراعي وحصول فائض فيه ، الشيء الذي جعل فئة من السكان القاطنين بالبوادي تتحرر من عمل الأرض ، والاستقرار من بعدها في تجمعات سكنية ازداد حجمها عبر الزمن اتساعا و تركيبا بكيفة أصبح من الصعب نعتها بأنها تجمعات قروية أو بدوية بل ستسمى فيما بعد مدنا . فما الذي تتميز به هذه التجمعات السكانية حتى نسميها مدنا ؟
المؤثر في اختلاف تعارف المدينة يكمن في عمد دوي علوم متخصصة إدماج وجهات نظر علومهم في تعريفهم للمدينة ، وبالرغم من ذلك ، تبقى المدينة نمط عيش متميز لجماعة إنسانية وهو ما يسمى بنمط العيش المرتبط بالتحضر ، ومن المنظور السوسيولوجي ، يمكن اعتبار المدينة المجال الذي تعمره ساكنة مستقرة و ذات كثافة مرتفعة وأفراده "غير متجانسين اجتماعيا "15 . وإذا كانت البنية العملاقة للمدن الصناعية الحديثة ارتبطت بشكل جلي بالرأسمالية وبعملية التصنيع ، وأن ازدهارها غير منفصل عن التطور التكنولوجي المبني على الآلة ، وعلى الإنتاج بالجملة ، وعلى المقاولة الصناعية . فإن ذلك لا يجعلنا نجزم القول بغياب مدن في المغرب بالرغم من النسبة القليلة لعدد سكانها ، قد نمت ونشأت في المرحلة الماقبل الصناعية والرأسمالية . وإن "ظلت المدينة وراء الأسوار عاجزة عن نشر ثقافتها حتى دخول الاستعمار" . 16
المدينة هي قبل كل شيء مع هنري لفيفر"منتوج اجتماعي" 17 و سيرورة إنتاجها ارتبطت باختلاف التجمعات السكنية التي استوطنتها وأصبحت هذه المدينة منتوجا لها . وهو ما ينعكس على اختلاف وتعدد التعارف المرتبطة بها باختلاف سكانها ، والثابت من كل ذلك هو تعدد هذه التعارف . ويمكن اعتبار التعريف الذي قدمه "ماكس فيبر" هو المنطلق الأول للنقاش الذي لا يزال مستمرا إلى اليوم بين أنصار التعارف الكمية (معيار عدد السكان) ، وأنصار التعارف الكيفية (معيار الثقافة). والجديد في هذا التعريف هو أنه يتجاوز التعريف بالكم إلى التعريف بنوعية العلاقات الاجتماعية التي تنجم عن الكثافة السكانية التي تحدث في مجال معين وضمن حدود معينة .
إذا كانت فكرة المدينة واضحة لكل واحد ، فإن إعطاء تعريف دقيق للمصطلحات مع الاحاطة بالأصناف الكبيرة من الأنشطة الإنتاجية التي تنعت بالحضرية يبقى أمرا صعبا ، بالإضافة إلى الاختلافات الكبيرة حتى بين المدينة والأخرى داخل نفس البلد ، ونفس الأمر ينطبق على المدن المغربية ، بيد أن السياسة الاستعمارية الفرنسية خصوصا سياسة اليوطي ، ركزت على المدينة باعتبارها مصدر قوة "بالرغم من العدد القليل للسكان المستقرين بها "18 وهي مركز السلطة السياسية المخزنية ، وعليه فالتحكم في المجال الحضري يساهم في التقليل من دور الدولة والحد من نفوذها ، كما سعى إلى فرض نوع من الحصار الاقتصادي والتقليص من الدور الحضري للمدن المغربية ، تمهيدا للحد من فعالية المخزن ، وعمد من أجل ذلك على "فرض نمطا معينا من التمدن تبعا لمصالحه الاقتصادية والعسكرية"19. وإن كانت المدينة بشكل عام تتميز بمجموعة من الأنشطة ومن العلاقات الاجتماعية التي يمكن نعتها بالحضرية ، وهي في غالبيتها تختلف عن متيلثها الموجودة في البادية ، فالرابط بين ما تتميز به المدن المغربية يلخصه جاك بيرك في تعدد أشكال المدن الموجودة بالقرب من بعضها البعض ، فنجد "المدينة القديمة والمدينة الجديدة ومدن التنك بجانب بعضهم البعض مع منطق متناقض من حيث التهيئة ، ومع فوارق اجتماعية جلية "20 وهو ما يجعلنا نعيد طرح سؤال الانطلاقة . هل بالفعل توجد بالمغرب مدن !؟ هل خصائص هذه المدن استطاعت تحضير الحياة القروية للمهاجرين إليها ؟

مدخل لمفهوم المجتمع
مدخل نظري
يرى "آلان تورين" أن المجتمع هو "هذا المجموع من البشر الذي ينبغي أن يتوفر على تنظيم ، وأن يضمن هذا التنظيم استمرارية هذا المجتمع . وعندما نقول تنظيم واستمرارية ، بمعنى أن لكل مجتمع ميكانيزمات تقوم لحفظ ونقل التوجهات والأعراف والسلطة الموجودة بهذا المجتمع"21، فلكي يسمى مجتمع لابد من التنظيم و الاستمرارية وسلطة ناظمة ومنظمة ، فلكل مجتمع ميكانيزمات تقوم بحفظ هذه القواعد والأعراف ، كما أن هذه الميكانيزمات تقوم بنقل هذه القواعد والأعراف من جيل إلى جيل يليه . ولا يمكن حصر تعريف المجتمعات الإنسانية ، في "قواعد ومؤسسات اشتغالها ، ولكن في حركية اشتغالها الخاصة ، من أجل تغيرها وتجاوزها"22 . غير أن اختلاف المرجعيات الفكرية والنظرية ، تنعكس على فهم موحد للمجتمع ، ومن تم تعمل على تبرير خصوصيات كل مجتمع ، ومنها فهم الميكانيزمات والبنيات الكامنة التي تجعل من مجتمع يتطور ، ينمو ، يتحول و يتكيف. من أجل توجيهه أو تغييره أو إصلاح المشاكل الناجمة عنه أو الاكتفاء بفهمه خصوصا بالنسبة للنظرية الفيبرية23 و أتباعها . أما بالنسبة للباحث الاجتماعي الذي يقر باختلاف المجتمعات الإنسانية ، وذلك أمر مرجح لاسيما بالنسبة للباحثين الذين نؤو في منحى مخالف للخط الأحادي التوجه الذي اعتمدته النظرية التطورية ، فإن السؤال المطروح هو ، ما القوا سم المشتركة بين مختلف هذه المجتمعات حتى يتسنى لنا نعتها بمجتمع ومن تم اعتبارها موضوعات للدراسة ؟ ثم ما هي القواعد المشتركة أو كما سماها الأستاذ محمد جسوس "قواعد لعب البحث العلمي"24التي توحد آليات الفهم والتفسير والتحليل بين مختلف هذه المرجعيات النظرية والفكرية ؟ أو بعبارة أخرى كيف يستطيع الباحث السوسيولوجي انتزاع هذه العلاقات من المجتمع المعطى ، إلى المجتمع المدروس ، و تنظيمها وإعطائها معنى قابل للدراسة ؟
يبدوا أن تناول موضوع كالمجتمع للدراسة هكذا ، هو أمر غاية في الصعوبة ، وهو ما جعل باحثا بالرغم من أن "لا علاقة له بمجال السوسيولوجيا"25 طوماس كوهن من خلال كتابه "بنية الثورات العلمية"26 يساعدنا في الانتقال من المجتمع المعطى إلى المجتمع كموضوع للدراسة السوسيولوجية ، فكيف ذلك ؟
طوماس كوهن يشبه المعرفة العلمية بالمجتمع فيسمي هذا الأخير بالمجتمع العلمي . وهذا المجتمع العلمي بالنسبة إليه ، يتميز بتنظيم خاص ، وله قواعد محددة يخضع لها كل العلماء ، في كل الأزمنة وفي كل الأمكنة ، وهذه القواعد هي التي تشكل العلم العادي/الاعتيادي ، أي العلم الخاضع للقيم والمعايير المتعارف عليها ، وهذه القيم و المعايير المتعارف عليها هي وجود اتفاق على مجموعة من القواعد/المفاهيم وهي ما يسميها طوماس كوهن بالباراديكم 27.

محاولة تعريف المجتمع المغربي
إن المنعرج الذي سلكناه في الفصل السابق ، لا يميل إلى إضفاء طابع من المماثلة بين جل المجتمعات الإنسانية بل سيساعدنا أن نفهم بطريقة أفضل ، ما الذي يجعل من مجتمعا محافظ على بقائه و استمراريته ؟ وما هي الآليات التي تمكنه من ذلك ؟
فما هو المجتمع المغربي ؟ هل نقصد به التراب بحدوده الجغرافية أو البشر الذي يوجد فوق هذا التراب ، أم شيئا آخر ؟ 28.
إن صعوبة تحديد مفهوم دقيق لأي مجتمع ، هو أمر مشروع لاسيما إذا كان تاريخ هذا المجتمع هو" تاريخ السلالات الحاكمة والملوك" 29 ، وهو ما يجعل مفهومنا لهذا المجتمع محدد انطلاقا من وجهة نظر مؤرخي الحكام ، إلا أن بول باسكون اعتبر أنه يمكن إعادة كتابة تاريخ مجتمعنا انطلاقا من أيديولوجية مخالفة ، تساعدنا على فهمه أكثر وتحديد أهم ميكانيزمات تغيره وتحوله ، وتسمح لنا أيضا بالتخلص من الأيديولوجية المعتمدة في كتابته ، فيتساءل باسكون ، لماذا المجتمعات مختلفة بعضها عن بعض ؟ أي ما هي الآليات التي تميز كل مجتمع عن الآخر ، و تضمن بقائه و استمرار يته ؟
التمييز بين المجتمعات ، بالنسبة لباسكون هو حكم مستمد من الخلفية النظرية التي تحدد أسباب اختلاف هذه المجتمعات بعضها عن بعض . فالنظرية الإثنية تعتبر أن سبب الاختلاف بين مجتمع وآخر ، هو نتيجة للاختلافات بين الأفراد والعناصر المشكلة لكل مجتمع على حدة . و بالنسبة للنظرية الجغرافية فتعتبر أن المجتمعات مختلفة بعضها عن بعض لأنها تنتمي إلى مجالات طبيعية مختلفة ، والمجال الذي يعيش فيه السكان له تأثير على العادات والقوانين وعلى نظام الحكم ، ثم في النهاية على درجة التحضر . أما بالنسبة للنظريات التطورية ، فتعتبر أن المجتمعات مختلفة فيما بينها ، لأنها في مراحل تطورية مختلفة ، وتسير كلها في اتجاه وحيد وخطي للتقدم .
ويستمر باسكون30 في سرد النظريات الأخرى كالوظيفية أو البنيوية ... التي تبرر الاختلافات بين المجتمعات الإنسانية . وانطلاقا من ذلك بالنسبة لباسكون : "ليس العرق ولا المجال هو من يحدد طبيعة المجتمع ، ولكن التاريخ الخاص لهذا المجتمع هو الذي يسمح له بمراكمة تجاربه واتجاهات تقدمه المختلفة . فالمجتمع المغربي الحالي مع باسكون متفق على كونه "مجتمع غير منسجم ، أي مجتمع مركب ، وكشف متناقضاته في مختلف مستويات الحقيقة الاجتماعية يتم انطلقا من منطق داخلي مبرر ، أو انطلاقا من مبرر خارجي أيضا مبرر ، أو انطلاقا من سيرورة تاريخية بدورها مبررة" .
وتكمن هنا الأهمية الكبرى لباسكون في صياغته نموذج متميز لفهم المجتمع المغربي يختلف ويتجاوز سابقيه لاسيما التراكمات المعرفية الكبيرة للدراسات الكولونيالية التي تناولت المجتمع المغربي قبل وإبان الفترة الاستعمارية . وإن اختلفت من باحث إلى آخر فالأنتروبولوجين حسب جيرتز "لا يعملون بدراستهم الضيقة في الواقع ، أكثر من محاولة اكتشاف الإسهامات التي يمكن أن تقدمها محاولات الفهم المحدودة للتفسيرات الشاملة . وقد سقطت في شرك التعميم الدراسات الانقسامية حول المجتمع المغربي ، إذ من المعلوم أن جيلنر وهارت وكل الباحثين الذين حدوا حدوهم عملوا على اختيار مناطق قبلية معينة ، معزولة وبعيدة عن كل أشكال التأثير الخارجي ، بما فيها تأثير المخزن ، وذلك من أجل تحقيق الشروط المثالية لتطبيق النظرية الانقسامية "31 .
في حين حرص الباحثون التأويليون وفي مقدمتهم جيرتز و أيكلمان على اختيار مناطق حضرية وأخرى قبلية كانت تقع تحت النفوذ المباشر للمخزن ....صفروا بالنسبة لجيرتز وتلامذته و بالجعد بالنسبة لأيكلمان.32 .
ولا يمكن أن نغفل الدور الأساسي لتأثير المخزن في تشكيل النظام الاجتماعي المغربي ، فيقترح كليفورد كيروز "النموذج المركزي"33 كمفهوم محوري لفهم التصور الذي يرسخه المخزن داخل المجتمع ، وتبدو إجرائيته في عدد من مجالات المؤسسة المخزنية ، سواء في التعامل الداخلي بين أعضاء المخزن ، أو في ممارسات بعض القواد الذين يتوقون إلى نهج نسخة مصغرة من حياة البلاط السلطاني ، "وذلك حتى في مستوى محاكاة الأسلوب المخزني في كتابة الرسائل"34 ، فالسلطان35 من موقع النموذج المركزي الذي كان يضع نفسه فيه ، كان أيضا يتقدم كأب للمخزن كله ، ولبقية المجتمع برمته36 . ولعل هذا النموذج للدولة هو سمة معظم الدول التقليدية(إن اعتبرنا الدولة المغربية دولة تقليدية وذلك أمر مرجح لاعتبارات عدة لا سبيل لذكرها الآن) حسب A.Southallسوتهال37، غير أنه "إلى جانب هذه البنية الهرمية للسلطة ، نجذ ثمة سلطات مماثلة تتركز على مستويات عدة" ، أما بالنسبة لجورج بالاندييه ، فغالبا ما "يظهر النظام الكلي أكثر مركزية على صعيد الطقوس منه على صعيد العمل السياسي "38 ، ويظل فهم البنية الداخلية للمجتمع المغربي وحركية اشتغاله من بين أهم المواضيع الجديرة بالاهتمام والدراسة .

علاقة المدن بالبوادي داخل المجتمع المغربي.
مدخل عام
إن العلاقة بين البادية والمدينة ، كعلاقة محددة بين موضعين مختلفين لتقطيع المجال ارتبط باختلاف المرجعيات التي ينظر من خلالها لهذه العلاقة ، فالنظرية الماركسية تحدثت عن طبيعة معينة لهذه العلاقة تنم بالخصوص على "إخضاع البرجوازية الريف للمدينة"39 أي علاقة هيمنة واستغلال المدينة للأرياف أو البوادي المجاورة لها ، وأن المدينة " مجال لتمركز السكان ووسائل الإنتاج والرأسمال واللذة والحاجيات ، بخلاف البادية التي ليست إلا مجال للعزلة والتشتت"40 وأن توسع المدن لم يكن فقط نتيجة السيرورة الديمغرافية لنمو المدن والهجرات من الريف إلى المدينة ، وإنما هو بالضرورة مع رواد الطرح الماركسي " عملية تطور اجتماعية واقتصادية أثرت تأثيرا عميقا في البنى الاجتماعية –الاقتصادية التقليدية ، وضمن إطارها ظهرت البنى الاجتماعية الجديدة "41 (وإن كان ذلك لا يمتاز بنفس الخصائص بين مدن الشمال ومدن الجنوب وحتى داخل البلد الواحد) . والبعض الآخر ينظر إلى هذه العلاقة كنوع من تقسيم العمل بين المجال الحضري والمجال القروي ينم بالضرورة على التكامل وليس على الاستغلال ، "إذ تخصصت البادية عادة في الإنتاج الفلاحي ، والمدينة في الإنتاج الصناعي ، لتكون العلاقة بينهما علاقة تبادل اقتصادي"42 ، أي علاقة منفعة . وتحديد أو بالأحر دراسة علاقة المدن بالبوادي داخل المجتمع المغربي ، يصدم الباحث مند الوهلة الأولى بعثامة عميقة لا يمكن تحويلها إلى شفافية قابلة للتحليل ، إلا إذا ثم الاقتصار على مجال محدود وعلى حقبة تاريخية محددة ، للاقتراب أكثر من معرفة القنوات والمستويات التي تتمفصل عبرها هذه العلاقة . فعلاقات بادية/مدينة لا يجب أن ينظر إليها مثلا مع الباحث "عبد الفتاح الزين"43 بمنظور ثنائي ، إذ أن البادية و المدينة لا يمكن تحديد كل منهم بمعزل عن الآخر ، بمعنى أن الزوج هو السابق وليس الحدود التي تكونه ، وبالرغم من ذلك سنسعى ولو بعجالة ، التطرق إلى تطور هذه العلاقة ضمن مستويات محددة ، شريطة تبادل التأثير بين بعضها البعض ، بدءا بتطور نمو ساكنة الحواضر والبوادي وتأثير الهجرة القروية في ذلك ، تم تطور نسبة الاستثمارات ، وكذا نسبة الضرائب التي تؤديها البوادي إلى السلطة السياسية المتمركزة في المدن بالأساس ، لنتدرج بعد ذلك لتحديد أهم التحولات الاجتماعية التي عرفتها علاقة المدن بالبوادي ، انطلاقا من عودة الهيمنة للمدن أو تهميش البوادي ضمن السياسة العامة المعتمدة ، من أجل ضمان حيادها في الصراعات السياسية ، سواء بين المقاومة الوطنية والنظام الكولونيالي خلال مرحلة الحماية ، أو بين القصر والحركة الوطنية في المرحلة التي ثلث الحماية الفرنسية ، وذلك من خلال نموذجين أساسيين أحدهم يشكل مركز السلطة قبل الحماية ، والثاني يشكل مركز السلطة بعدها .
وما اختيارنا لدراسة علاقة مدينة فاس بالبوادي (القبائل) المجاورة لها ، إلا للأهمية التي كانت تحظى بها هذه المنطقة قبل فترة الحماية ، وللدور الذي تلعبه مدينة فاس باعتبارها من أقدم التجمعات الحضرية بالمغرب ، وسنعتمد في ذلك على الدراسة44 القيمة التي أنجزها الباحث التاريخي عبد الرحمان الموذن ، معتمدا بالأساس على تأثير السلطة بالدرجة الأولى في هذه العلاقة . أما بالنسبة لمدينة الرباط وعلاقتها بالبوادي المجاورة لها ، فما اختيارنا لها إلى للأهمية التي أصبحت تحظى بها باعتبارها مركز السلطة السياسية خلال مرحلة الحماية وما بعدها ، وسعي النظام السياسي في جعل منها مطربول وطني إلى جانب المحور الرئيسي للدار البيضاء-المحمدية ، وسنعتمد في تحديدنا للعلاقة بينها وبين البوادي المجاورة لها على الأطروحة المهمة للباحث الاجتماعي عبد الفتاح الزين .
لكن قبل التطرق إلى دراسة هذه العلاقة لابد من إبراز السمات العامة للسياسة الكولونيالية في تقسيم المجال المغربي ، عرب/بربر ، سهول/جبال ، بوادي/مدن . والانتقال به من مجتمع كانت فيه الهيمنة للبوادي (القبائل) ، وشجعت بدورها على ذلك في المرحلة الأولى من الحماية ، إلى مجتمع مستقر نسبيا وبه تجمعات سكنية حضرية نشيطة تلعب دور الوسيط في إعادة إنتاج سلطان القوة ، وضمان تكريس تبعية هذه المدن ومحيطاتها إلى الرأسمال الكولونيالي ، خلال فترة الحماية وبعدها . كما أنه بالرغم من غياب علاقة وثيقة بالنسبة للتشكيلة السياسية في المغرب بين السلطان السياسي والسلطان الاقتصادي ، في فرز نخب سياسية قوية تستطيع التأثير في تحويل مراكز القوة من جهة إلى أخرى ، والمساهمة في إنعاش وتقوية منطقة على حساب منطقة أخرى ، فذلك لم يمنع من التأثير الذي حدثته نسبة الاستثمارات الموجهة إلى المدن (الحواضر) ، بالمقارنة مع النسبة الموجهة إلى البوادي ، في مقابل نسبة الضرائب المؤذاة من طرف البوادي بالمقارنة مع المدن . فكيف ساهم الفرق في نسب الاستثمار والضرائب بين المدن والبوادي في إضعاف هذه الأخيرة ؟ والحد من نفوذ تأثيرها ؟ وهل ساعد ذلك بالفعل على تقوية المدن الموجودة سابقا ، و خلق أخرى جديدة استطاعة استيعاب تزايد نسبة سكانها ؟ وهل نسبة سكان البوادي المرتفعة بالمقارنة مع المدن ، يؤثر في اختلال العلاقة بينهما ؟

تطور عدد سكان المغرب مند 1900 إلى 2004 45
السنوات القرويون النسبة المئوية الحضريون النسبة المئوية المجموع
1900 4.650.000 93 350.000 7 5.000.000
1912 4.900.000 90,7 502.425 9,3 5.402.425
1936 6.050.000 85,2 1.050.938 14,8 7.100.938
1952 7.450.000 78,9 1.992.332 21,1 9.442.332
1960 8.237.000 70,85 3.389.000 29,15 11.626.000
1971 9.969.000 64,82 5.410.000 35,18 15.379.000
1982 11.689.000 57,25 8.730.000 42,75 20.419.000
1994 12.666.000 48,58 13.408.000 51,42 26.074.000
2004 12.818.000 41,97 17.723.000 58,03 30.541.000

نلاحظ من خلال الجدول الموجود أعلاه أنه في بداية القرن العشرين يغلب على سكان المغرب الطابع القروي ، حيت تشكل نسبة القرويين 93 % من مجموع السكان ، واستمرت هذه النسبة مرتفعة إلى ما بعد (استقلال)المغرب لتنخفض نسبيا بالمقارنة مع ما كانت عليه سابقا ، بالرغم من الجهود الجبارة المبذولة من طرف السياسة الكولونيالية للتخفيض من هذه النسبة ، فالتوجه العام الذي كانت تهدف إليه السياسة الكولونيالية يهدف إلى استغلال البوادي والمدن على حد سواء ، إلا أنه ونظرا لعدة أسباب سنلمس الاستغلال العميق للبوادي وعلى عدة مستويات ، فنسبة الاستثمارات بالعالم القروي خلال المخطط الأول الرباعي بين سنة 1949 و1952 ، لم تشكل إلا 4,5 % (226 مليار فرنك) من النسبة العامة للاستثمار بالمغرب ، وهي تعادل النسبة المخصصة للتجهيز الإدارات العمومية فقط 46 ، تم البنية العقارية المشتتة في الوسط القروي ، وصدور ظهير 27 أبريل 1919 المتعلق بالوضع الجماعي للأراضي وتجميعها من أجل استصلاحها ، "والذي سينحرف عن أهدافه لصالح الاستعمار وأذياله"47 ، ويسعى من خلاله الاستعمار إلى " تكسير القبيلة بنزع الملكية"48. وكذا ضريبة الترتيب لما كان فيها "من العسف والحيف على السواد الأعظم من الطبقة الفلاحية المغربية" 49حيت مند 1917 ، قفز المبلغ المجبى من الترتيب من 20.751.322 فرنك (منها 410.122 أداها الأوروبيون ) سنة 1915 إلى 27.005.250 (منها 1.287.972 على حساب الأوروبيين ) سنة 1917 ، ثم إلى 64.990.311 ( منها 1.659.215 من جهة الأوروبيين ) 50 سنة 1923 . وقد عرفت ضريبة الترتيب زيادة مهمة" نتيجة لظروف الاستقرار واستحداث الإحصاء السكاني العام الذي يسر المزيد من تعميمها وتنظيمها ، وقد كانت تتقل كاهل الفلاحين بالمنطقة إذ كان معدلها السنوي يصل إلى 5000 ريال لدى الفلاحين المتوسطين ، في حين كان يصل لدى الفلاحين المعمرين 400 ريال حوالي 1935 ( المبلغ حسب المستجوب كان يؤديه الفلاح وحماره مرجع شفوي سنة 1981)".51
وهو ما سيؤدي إلى التعجيل بتفقير الفلاح المغربي الصغير ، وظهور فلاحين بدون أراضي "وصار فلاحا مقتلعا من جذوره التاريخية-Dépaysann ، وحتى منسحبا بصفة كلية عن النشاط الفلاحي"52 ، وبالإضافة إلى المجاعة التي عرفها المجتمع المغربي أواخر نهاية الحرب العالمية الثانية . سيساهم كل هذا في إضعاف وتهميش البوادي ، و تزايد الهجرة الفردية والجماعية نحو المدن المجاورة ، وكان هدف السياسة الاستعمارية بعد "إفلاس السياسة البربرية على الصعيد النظري والعملي"53 ، من خلال التفرقة بين العرب/البربر ، البوادي/المدن ، بإنشاء المحاكم العرفية سنة 1914 ، وصدور الظهير البربري سنة 1930 . إلى "ترك المجال إلى الورقة الاستعمارية الثانية ، ورقة التصنيع والتحديث" 54 ، "من أجل ضمان استمرار مصالح الحماية"55 . عبر "رسملة وتصنيع المغرب ، حتى يسقط المغرب ، اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وفكريا في التبعية ، أي في شكل جديد (وأخطر) من الاستعمار لا يكفي (الاستقلال السياسي) الشكلي لمواجهته بنجاح "56 .
إلا أن لهذه الهجرة الفردية والجماعية من البوادي إلى المدن دور في بروز طبقة من العمال والبرجوازيين الصغار في المدن ، ستتكتل لاحقا في تنظيمات حزبية (كتلة العمل الوطني سنة 1934 ، كرد فعل على صدور الظهير البربري ، لتنقسم بعد ذلك إلى حزب الاستقلال سنة 1944 ، وحزب الشورى والاستقلال سنة 1944 ، وكان قبلها قد تأسس الحزب الشيوعي المغربي سنة 1943 ) ، و ستساهم في بروز تنظيم نقابي مستقل عن CGT57 ، كان له دور طليعي في تقوية وتعزيز كفاح الحركة الوطنية من أجل التسريع ب (الاستقلال ) ، ومن أبرز مظاهر هذا الكفاح هو الاحتجاجات القوية التي عرفتها شوارع مدينة الدار البيضاء 58 في 08 دجنبر 1952 ، كرد فعل على اغتيال الزعيم النقابي التونسي فرحات حشاد ، وكانعكاس للأوضاع المتردية ، التي عرفتها الفئات الاجتماعية المهمشة ، والمهجرة قسرا من البوادي إلى الحواضر ، وكذا غياب فضاءات إنتاجية تسمح باستيعاب هذه السواعد المتزايدة والغير مؤهلة ، بيد أن "إقامة بنيات اقتصاد رأسمالي في المغرب من طرف الرأسمال الأجنبي خلال فترة الحماية بإنشاء فروع المؤسسات الصناعية الكبرى ، استوجب أيدي عاملة متخصصة ، استجلبت بتشجيعات وإغراءات من طرف روسيا وأوروبا إلى جانب تأهيل البروليتاريا المحلية الناشئة"59 غير أن ذلك التأهيل ظل محصورا على فئة محدودة ممن تلقت تكوينها في المدارس المنجزة في المدن بالأساس ، لا سيما مدينة الرباط ومدينة فاس مع الباحث عبد الله العروي، حيث كانت فاس إلى جانب كونها من أهم المدارس التي استطاعت تأطير رواد الحركة الوطنية خصوصا المنضوية تحث لواء حزب الاستقلال ، فإنها مع جاك بيرك ،" لعبت دورا أساسيا في ضمان حفظ واستمرارية التقاليد المغربية "60 . غير أن هذه "الأقلية المحظوظة من المغاربة الذين تمكنوا من متابعة دراستهم خلال حقبة الحماية"61 ، ستساهم في تشكيل طبقة حاكمة بعد الاستقلال لا تتكون في جوهرها مع واتربوري من كبار الملاكين العقاريين أو من طبقة برجوازية منسجمة ، بل من كمبرادورية انتهازية مختلفة لا من حيث الأهداف ولا من حيث الأسلوب . إلا أن الأكيد هو ارتباطها وديليتها للنظام الاستعماري ، الذي له مصلحة في توسيع مجال الاستغلال ليشمل البوادي جانبا إلى جنب مع المدن . وبالرغم من إعادة نظر سلطات الحماية في " رفع نسبة الاستثمارات الفلاحية في المخطط الثاني (من 1954 إلى 1957) إلى 12% " 62 ، أي تركيزه على ضرورة التطور الفلاحي .فأن ذلك لم يحدث تأثيرا عميقا في مجريات الأحداث ، وبالرغم مما ا لحق البوادي المغربية من تهميش فستبقى"مركز أي رهان اجتماعي أو سياسي" 63.
كما أن تهميش البوادي لا يعود إلى فترة الحماية وكفى ، بل هو أسلوب ينتهجه المخزن المغربي منذ سنيين عديدة ، وذلك ب"جمع الخيرات ومركزتها64، وإعادة توزيع قسط منها عند الحاجة ، بكيفية متفاوتة وفي مناسبات مختلفة بين الحاضرة والبادية "65 .
فالسلطان والمخزن بكيفية عامة ، يجمع خيرات البوادي بشتى الوسائل "هدايا وجبايات و دفوع و ذعائر و مصادرات و تسخير...ويوزع منها نصيبا على أعضاء المخزن ذاته وعلى الأشراف والفقهاء ، في شكل صلات وتنافيد ...الخ"66. ويرجع ذلك إلى سنيين مضت ، فالسلطان إسماعيل مثلا ، عمل على ترسيخ دعائم الدولة بالبادية المغربية عبر أشكال مختلفة منها : "بناء سلسلة من القصبات إما على المحاور الأساسية للمواصلات أو في عمق قدم الجبل ، في مواجهة الخطوط الأساسية لزحف القبائل الجبلية ...ثم عمد إلى نزع سلاح القبائل ، بل حاول شدها إلى ركاب الدولة بأواصر الزواج والمصاهرة "67.

العلاقة بين فاس وضواحيها
إن ما طبع العلاقة بين فاس و البوادي (القبائل) المجاورة لها هو "التعارض والمواجهة"68 ، ويعود أصل هذه المواجهة إلى عدة اعتبارات ، منها أن فقهاء فاس يكفروا قبائل الحياينة المجاورة لها ، فنقرأ مثلا عند علي السوسي السملالي في مطلع الحسن : "واعلم أنني وقفت على فتاوى من علماء فاس بتكفير لحيين [كذا] أي بحيث تباح دماؤهم وأموالهم ويخلدون في النار منها فتاوى اثنا عشر عالما أفتوا بتكفير لحيينا [كذا] في أيام مولانا سليمان ، وفتاوى أخرى في أيام مولاي إسماعيل"69. وقد أصدر علماء فاس النسخة الأولى من هذه الفتاوى في رجب 1062/1652 ، أي في سياق ما صاحب انهيار الحكم السعدي من اضطراب ، غير أن الشعور بأهميتها من طرف فقهاء فاس "استمر على الأقل حتى القرن 19"70 . وكان هذا التكفير لما تقوم به قبائل الحياينة من قطع الطريق ، وعرقلة التجارة"71، فقبائل الحياينة بصفة خاصة والأعراب المحيطين بها بكيفية عامة ، من "المحاربين" ، "القاطعين للطريق"72 . والواقع أن "الحياينة كانت تقبض على مخنق فاس ، لأنها كانت تسيطر على كل مسالكها نحو الشرق والشمال الشرقي . ومن ثم فإن القبيلة ، إذا ما قطعت طريق التجارة على المدينة في هذه الاتجاهات ، كانت تلحق الضرر بالنصيب الأوفر من التجارة الفاسية ، سيما قبل القرن 19"73 ،لما لهذه المسالك من أهمية تتمثل بالأساس في "مرور الموكب الحجي"74 ، و"الربط بينها وبين الشرق والشمال الشرقي"75 . كما أن مسالك العبور بين فاس ومناطق الريف لا يمكن أن يتم إلا بالعبور عبر قبائل الحياينة، أو عبر ما سمي لاحقا" بطريق الوحدة "76 ، ولعبت هذه المناطق أيضا دور " الحاجز الواقي ضد الوجود الفرنسي بالجزائر"77. وهكذا يتضح أن للتجارة بين فاس والمدن القريبة منها لاسيما تازة من الجهة الشمالية ومكناس من الجهة الغربية دور كبير ، وهي أحد الأسباب في توتر العلاقة بين فاس والقبائل المجاورة لها لا سيما قبائل الحياينة لاعتبار أن هذه التجارة ، "ثروة تمر على أرض الحياينة ، دون أن تستفيد منها كثير استفادة ، مما يفسر معاداتها لها ،" 78كما أن نفس الأهمية التي لهذه التجارة هي من تفسر" مدى حقد فقهائها على قاطعي طريقها . ونادرا ما لم يقدم ناسخو هذه الفتاوى لها ، بالسباب والشتم في حق الحياينة"79. كما أن هذا الحقد شمل أيضا "الأمثال الشعبية الرائجة بفاس" ، مثل " الحياني هم عياني "80 وهو ما يبرز تخوف أهل فاس من غارات وهجمات الحياينة ، ويكون بمثابة الصدى الشعبي لفتاوى الفقهاء . أو أمثلة شعبية أخرى توضح عدم التساوي وعدم التكافؤ على صعيد الملكية العقارية وعلاقات الانتاج عليها مثل "ما تيخلاق فاسي حتى تيخلاقوا اربعين ديال العروبية تيخدموه " 81 ، والأكيد أن ما يقصد "بالعروبية" هم سكان قبائل الحياينة ، ولعل أن عدم التساوي في الملكية العقارية احد الأسباب أيضا في احتداد المواجهة والصراع بين مدينة فاس والقبائل المجاورة لها ، خصوصا قبائل الحياينة . بالإضافة إلى ذلك نجد أنه من الناحية الإدارية فإن القائد الذي يحكم القبيلة فغالبا ما كان يوفد من المدينة وفي بعض الأحيان يقطن بها ، ويروي الضعيف " أن السلطان سليمان عين القائد أحمد الياموري ، قائد فاس مع 700 من عبيد مكناس ، وخرج بها (إلى الحياينة) ليقبض الزكوة والأثمار ( الأعشار) "82 غير أن بطش اليموري جعل السلطان يعزله بعد أن ظهر تعسفه على الحياينة ، أو بالأحرى بعد احتجاج هؤلاء الأخريين لتضلمه عليهم ، وتم تعيين بعده القائد (محمد بن المانع الحياني ) من طرف السلطان سليمان ، غير أن هذا الأخير بدوره" لم يدم حكمه أزيد من ثمانية أشهر، إذ انتفضت القبيلة عليه فقتلته بأحد الأسواق نظرا ولا شك ، لارتكابه ما سبقه الياموري إليه : مضاعفة القبض والتعسف"83 . فإذا كانت الأمثلة السالفة الذكر تبرز رد فعل قبائل الحياينة اتجاه المدينة ، فإلى جانب ذلك نجذ حسب شارل دو فوكو "أن ثروة الحياينة الفلاحية والحيوانية كانت لابد أن تجلب إليها أطماع الجيران ، كما أن موقعها على مسلك مخزني رئيسي كان يجر القبيلة بدورها إلى ارتكاب بعض الاعتداءات في حق القوافل".84
يتضح مما سبق أن مدينة فاس شكلت وسيلة للسيطرة على القبائل المجاورة لها باعتبارها سلطة للسلطة المخزنية في مستويات مختلفة ، أهمها من الناحية الادارية ، حيث كان القائد يسكن ويعين من المدينة ، ويحكم القبائل المجاورة لها . تم من ناحية التراتب الاجتماعي والديني ، حيث كانت المدينة تكفر القبيلة فتعطي بذلك للحاكم استباحة ممتلكاتها . وبالإضافة إلى العديد من الأسباب الأخرى يبدو أن " حيف المدينة كان يلحق البادية على كل من الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والجبائية والمالية ".85

العلاقة بين مدينة الرباط وأحوازها
اعتمد الباحث عبد الفتاح الزين في تحديده لعلاقات مدينة الرباط مع القبائل المجاورة لها على التطور التاريخي بدل التصور الجغرافي للمنطقة . وثم اختيار مدينة الرباط في بداية القرن العشرين كعاصمة لدولة المغرب لعدة اعتبارات ، منها أن "الهيئة الفرنسية تحث إشراف اليوطي ، كانت تعتبر فاس مصيدة على عكس الرباط المدينة الشاطئية المحصنة بفضل عمقها البحري الذي يسهل الاتصالات بفرنسا"86 . وتحيط بمدينة الرباط العديد من القبائل المجاورة وهي الاوداية والحوزية والمعاضيد والفقراء موساوي ، "أصبحو يشلون كونفدرالية قبلية مع دخول الاستعمار تحمل اسم الحوزية"87 .وعرفت هذه القبائل عدة تحولات في حياتها اليومية إذ " تفككت نظمها الاجتماعية ومعاييرها الأخلاقية وبنياتها ومؤسساتها ووسائل تنشئتها الاجتماعية في الحفاظ على استمراريتها عبر الزمان والمكان . وقد تزامن هذا التحول مع دخول الاستعمار وتسارع مع الإشعاع الحضري والهيمنة السياسية والاقتصادية للعاصمة السياسية للبلاد في إطار مجتمع مستعمر ."88 ، والعلاقة بين هذه القبائل ومدينة الرباط ظلت "متأثرة بالنظام الاجتماعي السائد والتي شكلت القبيلة وحدته الأساسية ، في حين ظلت المدينة تلعب دور الوسيط بين القبائل باستقطابها للعلم والتجارة وثكنة مخزنية تستقر بها الجيوش السلطانية ، في انتظار انطلاق الحركة أو نقطة استراحة"89 ، و طوال "الفترة الماقبل الاستعمارية شكلت البوادي تهديدا دائما للمدن وللحكم المركزي"90 ، وإن لم يكن نفس الأمر ينطبق على البوادي المجاورة لمدينة الرباط ، أو على الأقل لم يرد ذلك بشكل واضح من خلال أطروحة الباحث عبد الفتاح الزين ، أو بالأحرى عرفت البوادي المجاورة للرباط استغلال تجلى في تهجير العديد من الفلاحين وهو ما " سيجعل الفارين من لهيب الحرب وقهر القواد ومن انتزعت منهم أراضيهم سواعد مهمة ستشثغل في بناء المدينة الجديدة"91 ، وعرفت المدينة حينها "ورشا كبيرا"92في عهد الحماية الفرنسية ، كما أن "المدينة القديمة عرفت اكتظاظا سكنيا وتدهورا في مرافقها الصحية والحيوية ( الوادي الحار . الماء .الانارة...) ولم تستفد من مشاريع تذكر إلا ما كان من تيسير حركة المرور بترصيف ممرات السويقة والاعتناء بزنقة القناصل وشارع لعلو والتي تستفيد منها السلطات بشكل أكبر ". "وما عدا ذلك فإن المدينة بقيت على حالها ، إذ أن ميزانية البلدية كانت تصرف على المدينة الجديدة"93 . وبدأت تتشكل خارج أسوار المدينة كل أحزمة الفقر التي تتكدس فيها الفئات العاملة في ظروف سكنية مزرية ومعيشية قاسية ".وقد تشكلت أحياء الدوار وهي أحياء توجد بهوامش المدينة حسب الأصول القبلية والجغرافية وهكذا نجد دوار صحراوة ودوار سواسة ودوار دكالة ودوار الشاوية"94 ، وأهم ما يجمع هذه الدواوير هو" الاستغلال الفاحش الذي تتعرض له اليد العاملة القاطنة بها ، ذلك أن اليد العاملة القروية مفضلة على اليد العاملة الحضرية المحلية في تشييد المدينة الجديدة . لأنها أقل تنظيما ، وأكثر إذعانا وسهلة الانقياد وبالتالي اقل كلفة من أهل الحرف"95 ، وعملت المدينة على إدخال " فكرة جديدة للعمل إلى العالم القروي ، أعطت المدينة لهذا العمل قيمة جديدة ، ودفعت القبيلة من جراء ذلك إلى تحويل اهتمامها من الماضي إلى الحاضر أو المستقبل "96، و سيتم التحول من العمل من أجل العمل إلى العمل من اجل النقد ، باعتبار هذا الأخير حسب "زيمل" رمز للحرية ، فيمكن من النفوذ الاجتماعي والإثراء الحضري . كما عرفت فترة الاستعمار "تقلص المجال القبلي وتحدد بفعل التنظيم الإداري الجهوي الذي أفرزته السياسة الأهلية ، حيث أصبح الرباط محور الإقليم الإداري الجديد داخل المنطقة المدنية "97، وفي إطار هذا التحول الشامل تسارعت وثيرة ابتلاع المجال القبلي واكتساحه من طرف المدينة ، واتساع مدارها الحضري ، "حيث لوحظت بداية الانتقال من الحياة الجماعية والقبلية إلى الحياة الفردية والحضرية ضمن الأحياء السكنية التي بدأت تنتشر خارج أسوار الرباط بمختلف أشكالها والتي شكلت قرية التقدم آنذاك النواة الأولى إضافة إلى بداية بروز أحياء هامشية تتكدس داخلها اليد العاملة المهاجرة خاصة في أراضي قبيلة المعاضيد "98 ، وأهم ما يميز قبيلة الحوزية حاليا أنها "قبيلة حضرية في طريق الاندثار "99.
"وستقدم المدينة للقبيلة ملاذا في حالات الإغارة عليها بكل من شالة وداخل أسوار الرباط بالموضع الذي بنيت فيه الإقامة العامة والوزارات حيث كانت توجد دار سعيد بن صالح "100، حيث عرفت قبيلة الحوزية تهديدات عديدة من طرف القبائل المتاخمة لها ( زعير خاصة) ،و ستجد القبيلة نفسها مضطرة للمهادنة . إذ غالبا ما كانت ترد غارات القبائل بصعوبة كبيرة . ولولا "اعتصامها داخل أسوار الرباط وشالة أثناء الهجومات لتلاشت"101 .
وعندما توفي سيدي محمد بن عبد الله اضطرمت نار الفتنة من جديد في أنحاء المغرب . "فاتفق أهل الرباط وسلا على بيعة المولى اليزيد ، في حين حاصرت قبائل الضاحية المدينة منادية على بيعة مولاي هشام"102 ، وبعد موت المولى الحسن ...."ستحاصر الرباط وسلا القبائل المتمردة من زعير و زمور مدة ستة أيام سنة 1907 "103، مما سيدفع "بموظفي المخزن بالرباط إلى الانتقام من هجمات القبائل بمعاقبة أفرادها الوافدين على المدينة وسوقها قصد المتاجرة "104، ويتم ذلك بأبواب المدينة ، وقد سميت هذه النقط ب"القامرة" وهو " اشتقاق من كلمة قمار (اللص) أي كانت تتم عند هذه النقط سرقة عرق جبين الفلاحين من طرف المشرفين على جبي واجبات دخول السلع إلى المدينة "105 ، ومن بين الضرائب التي كان يؤديها الفلاح نجد ضريبة "المكس وكانت تؤدى عند أبواب المدينة "106، إلى جانب الضرائب الدينية من أعشار وزكاة ، وضريبة الإذن وهي ضريبة كانت تؤدى على الراشدين " تقدر ب200 ريال في العام للفرد الراشد" إضافة إلى ذلك بطبيعة الحال كما سبقت الإشارة ، نجد ضريبة الترتيب " وهي ضريبة على الحرث ، وقد كانت تجبى هذه الضرائب من طرف أعوان المخزن ثم بعد ذلك أصبحت تتم الجباية تحث مراقبة الحكام الفرنسيين "107.
ويسجل الباحث العديد من مظاهر التحول في الحياة اليومية للسكان البوادي المجاورين لمجال مدينة الرباط ، ويتجلى ذلك بالأساس في "نظام العبودية ( فلم يعد إلا ثلاثة عبيد وجارية في مرحلة الحماية) "108 ، كما سينحل الدوار بشكل "تدريجي ليعيش كل فرد على أرضه ويعتمد على الطاقة العضلية لأفراد أسرته وما يوظفه من عمال فلاحين وأجراء وطقوس مثل العنصرة أو الدزازة ...ستحل وتندثر "109 ، كما أن "المواسم ستنحرف عن مضامينها ويصبح حضورها ممارسة سياحية بالمعنى العام"110. وإذا كان نموذج علاقة مدينة الرباط بالقبائل المجاورة لها يبرز مدى تأثير تدخل هذه الأخيرة وهيمنتها على القبائل المجاورة لها فإن هذا التحول لم يتم بشكل طبيعي ومحايث ، بل إن الهيمنة التي عرفتها البوادي من جراء تدخل المدن المجاورة لها لم "يكن يشير إلى وجود برجوازية وإنما فقط إلى سلطة أرستقراطية عسكرية" 111 .
1 عبد الرحيم العطري ، عرض تحث عنوان "مقدمة في السوسيولوجيا القروية" غير منشور ، ص . 8 .
2 الهادي الهروي ، القبيلة ، الإقطاع والمخزن . مقاربة سوسيولوجية للمجتمع المغربي الحديث 1844-1834 ، أفريقيا الشرق – المغرب طبعة سنة 2005 ، ص . 135 .
3 نفس المرجع السابق ، ص . 156 .
4 جون واتربوري ، أمير المؤمنين ، الملكية والنخبة السياسية المغربية . المترجمون ، عبد الغني أبو العزم ، عبد الأحد السبتي ، عبد اللطيف الفلق . الناشر : مؤسسة الغني للنشر ، 18 زنقة البريهي –الرباط-المغرب . الطبعة الثانية سنة 2004 ، ص .269 .
5 ألبير عياش ، الحركة النقابية في المغرب ، الجزأ الأول ص. 69 .
6 د. رحمة بورقية ، الدولة والسلطة والمجتمع ، دراسة في الثابت والمتحول في علاقة الدولة بالقبائل في المغرب ، دار الطليعة ، الطبعة الأولى ، 1991 ، ص . 135 .
7 نفس المرجع السابق ،ص . 135 .
8 عبد الفتاح االزين ، العلاقة بين المدينة والبادية بحوز الرباط ، الكتاب الثاني ، رسالة جامعية غير منشورة سنة 1986/1987 ، تحث إشراف الدكتور المكي بنطاهر ، ص . 322 .
9 Jacques Berque , structures sociales du haut-atlas , suivi de retour aux seksawa , par Jacques Berque et Paul Pascon , Puf ,sociolodie d’aujourd’hui ,2eme édition 197, p.4.
10 عبد الغني منديب ، التدين بالمجتمع القروي المغربي، التصورات والممارسات بمنطقة دكالة ، أطروحة لنيل الدكتوراه في علم الاجتماع 200/2001 ، ص . 156 .
11مرجع سابق للهادي الهروي ، ص . 18 .
12 أنظر في المرجع السابق للهادي الهروي ، تعريف القبيلة مع كل من ، إدمون دوتي ، ص . 54 ، وميشو بلير ، ص . 56 ، وكيلنر ، ص. 57 ، وريمون جاموس ، ص .59 ، وروبير مونتاني ، ص . 60 ، وجاك بيرك ، ص . 61 . تم التعريف المختصر لبول باسكون وهو أن القبيلة " بمثابة جمعية سياسية مبنية على عوامل اقتصادية جغرافية : أي علاقات الإنسان بالأرض والطاقة البشرية والثروة الطبيعية لفضاء ما في مستوى تكنولوجي معين " وهو وارد في مجلة العلوم الإنسانية والاجتماعية ، عدد 48 ، 2004 وهو عدد خاص ب : الدكتور عبد الكبير ألخطيبي ، تحث عنوان ، مقاربات سوسيولوجية وثقافية ، فصل "المراتب الاجتماعية بالمغرب قبل الاستعمار" ، ص . 89 .
13 مرجع سابق لعبد الفتاح الزين ، ص . 125 .
14 قيس مرزوق ورياشي ، "التراتبات الاجتماعية والتراتبات المجالية" ، منشور ضمن منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط ، رقم 10 ، في عدد خاص بتطور العلاقات بين البوادي والمدن في المغرب العربي ، ص . 69 .
15 من مقالة لويس وورث "التحضر كنمط عيش" ترجمة عبد الرحمان المالكي ، وزعت على الطلبة الجامعين لكنها غير منشورة ، ص. 4 .
16 نفس المرجع السابق لعبد الفتاح الزين ، ص .133 .
17 Lefevre Henri , « La production de l’espace » , Antropos , Paris 1974 dans , Mohamed Refass , L’organisation Urbaine de la Péninsule Tingitane , p . 25 .
18 نفس المرجع السابق لرحمة بورقية ، ص . 136 .
19 نفس المرجع السابق لرحمة بورقية ، ص . 135.
20 Mostafa kharoufi , « contextes et etat d’une recherche : les etudes urbaines au Maroc . p. 2 .
21 Alain Touraine , Production de la société , Editions du Seuil , 1973 . p.44 .
22 Idid . p.25.
23 نسبة إلى ماكس فيبر.
24 محمد جسوس ، رهانات الفكر السوسيولوجي بالمغرب ، أعده للنشر وقدم له إدريس بن سعيد ، منشورات وزارة الثقافة المغرب ، سحب : مطبعة دار المناهل – الرباط ، الطبعة الأولى 2003 ، ص . 23 .
25 إيان كريب ، النظرية الاجتماعية من بارسونز إلى هابرماس ، ترجمة د . محمد حسين غلوم ، منشور بسلسلة عالم المعرفة العدد 244 ، ص . 32 .
26 كتاب مترجم من طرف شوقي جلال وصادر بعالم المعرفة عدد 168 .
27 البراديكم حسب طوماس كوهن هو : مختلف الأدوات والعادات والنتائج التي تجعل من ممارسة العلم ممارسة ممكنة ، أي مختلف النظريات والمناهج والأدوات والنتائج ، وهذه هي ما يسميه كوهن بالعلم العادي ، وهكذا فإن مختلف الأدوات والمناهج والنتائج والنظريات المتبعة داخل علم ما ، و كل ما ينتج علما أو ينتج عن علم هو ما يسمى بالباراديكم حسب طوماس كوهن ، كما أن الباراديكم أو كما يترجمه شوقي جلال بالنموذج المركزي ، في كتاب توماس كوهن السالف ذكره ، والمنشور بالعدد 168 لعالم المعرفة ، يمكنه أن يوجه البحوث حتى وإن لم ييسر لنا تفسيرا معياريا أو قواعد أساسية متفق عليها ، ص 78 . غير أن ما يعاب على تخصص السوسيولوجيا هو غياب باراديكم موحد ومتفق عليه من طرف جل الباحثين المشتغلين في هذا الحقل المعرفي ، ولعل ذلك وارد بكيفيات مختلفة سواء حاليا مع الأستاذ محمد كسوس ، أو سابقا مع ريمون آرون ، أو مع ريمون بودون ، فهذا الأخير مثلا عمل جادا على حث الباحثين الاجتماعيين على الأقل ، الاتفاق على تعريف موحد للمصطلحات قاموس هذا التخصص الذي يعتبره حديثا ولا يتناول قضايا محددة كتلك الموجودة في علم الاقتصاد مثلا ،(ريمون بودون ، مناهج علم الاجتماع ، ترجمة ، هالة شبوون الحاج ، منشورات عويدات ، الطبعة الأولى ، 1972 ، ص . 152 .) تم وضع معجما للمصطلحات المتداولة في هذا التخصص . لكن لكلود ليفي ستروس رأي آخر ، حيث يحث كل باحث على تحديده للمفاهيم التي سيستعملها عند بداية اشتغاله في كل بحث ، وهو الأمر المعتمد في جل البحوث ، بيد أن هذه الأخيرة حتما تتضمن تحديدا في البداية لأهم المفاهيم المستعملة تم بعد ذلك المنهجية المستعملة ، وهو ما يمكنني من القول بأن لكل باحث سوسيولوجي باراديكمه السوسيولوجي .
28 نفس المرجع السابق لرحمة بورقية ، ص . 25 .
29 Paul Pascon , Etudes Rurales , idées et enquêtes sur la campagne marocaine , Société Marocaine des Editeurs Réunie , Rabat 1980 . p 189.
30 Idid , p. 190,191,192,193,194195,196,197 ,198,199.

31 نفس المرجع السابق لعبد الغني منديب ، ص . 144 .
32 نفس المرجع السابق لعبد الغني منديب ، ص . 145 .
33 يبدو أن هناك لبس بالنسبة للباحث عبد الرحمان الموذن ، فعند عودتنا لكتاب كليفورد غيرتز "الإسلام من وجهة نظر علم الإناسة " التطور الديني في المغرب وإندونيسيا ، ترجمة أبو بكر أحمد باقادر ، دار المنتخب العربي ، الطبعة الأولى ، 1993 ، ص .44 . نجد أن غيرتز يتحدث عن "النموذج المركزي" المترجم ب"المركز القدوة" بالنسبة للنظام السياسي الأندونيسي وليس المغربي . وسأحتفظ به كما هو لأنه نموذج ملائم في سياق تحليل الباحث .
34 عبد الرحمان الموذن ، البوادي المغربية قبل الاستعمار ، قبائل إيناون والمخزن بين القرن 16 و 19 ، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية ، عدد 25 ،الطبعة الأولى 1995 ، من تأطير جرمان عياش بميزة حسن جدا ، في التاريخ ، ص . 233 .
35 بقي لقب السلطان التسمية الرسمية لأي حاكم مغربي إلى حين صدور دستور سنة 1962 ليعوضها بلقب "الملك" .
36 نفس المرجع السابق لعبد الرحمان الموذن ، ص . 233 .
37 جورج بالاندييه ، الأنثروبولوجيا السياسية ، ترجمة جورج أبي صالح ، منشورات مركز الانماء القومي –بيروت ،الطبعة الأولى 1986 ، ص . 110 .
38 نفس المرجع السابق ، ص . 111 .
39 ماركس ، أنجلز ، البيان الشيوعي ، ترجمة خالد بكداش ، ص . 55 .
40 Marx ,Engels . L’idéologie allemande , 1968, édition sociales, Paris, p . 82 .
41 رودولفو ستافنهاغن ، الطبقات الاجتماعية في المجتمعات الزراعية ، مكتبة العالم الثالث ، دار الحقيقة للطباعة والنشر في بيروت ، نقله الى العربية ، ناجي ابو خليل ، الطبعة الأولى –نيسان 1972 ، ص . 60 .
42 نفس المرجع لرحمة بو رقية ، ص. 136 .
43 نفس المرجع السابق لعبد الفتاح الزين ، ص . 123 .
44 هناك دراسة لباحثة سوسيولوجية ، زينب نجاري ، العلاقات بين المدينة والبادية : فاس وقبيلة الحياينة ، من تأطير الأستاذ المقتدر ، المكي بن الطاهر ، لنيل دبلوم الدراسات المعمقة ، سنة 1995 ، لكن للأسف غير موجودة في المكتبة . وكان بودنا الاعتماد على المعطيات الواردة فيها .
45 الاحصائيات الواردة من سنة 1960 إلى سنة 2004 ، تم الاعتماد على النشرة السنوية لمديرية الاحصاء برسم سنة 2005 ، ص . 17 ، أما بالنسبة لإحصائيات السكان من سنة 1900 إلى سنة 1960 ، فتم الاعتماد على :
Driss Khrouz , l’économie marocaine , les raisons de la crise , Editions Maghrébines 1988 , p . 89, 90 .
46 Abdel Aziz Belal , L’investissement au Maroc (1912-1964) 2ème Edition les Editions Maghrebines Casablanca 1980 , p.12.
47 صدور ظهير 27 أبريل 1919 المتعلق بالوضع الجماعي للأراضي وتجميعها من أجل استصلاحها والذي سينحرف عن أهدافه مع الهادي الهروي ، لصالح الاستعمار وأذياله ، وتم بموجب ذلك الاستيلاء على الأراضي الزراعية من طرف الفرنسيين أو المغاربة أو شركات بدعوى استصلاحها أو من أجل المصلحة العامة ، إلا أن ذلك عجل بتفقير الفلاح الصغير وتحويله إما إلى خماس أو رباع أو عزاب ، وإما إلى عامل مهاجر يزيد في تعميق مشاكل المدينة . أنظر مرجع سابق للهادي الهروي . ص . 8 . و مرجع سابق لواتربوري ص . 85 .
48 نجيب بودر بالة ، " من أجل رؤية هادئة حول الاستعمار (ادراك الاستعمار في حقل الفكر المتخلص من الاستعمار ) ، حالة المغرب" ، تعريب محمد شقرون ، صادر بالمجلة المغربية للاقتصاد والاجتماع ، عدد 7-1984 ، ص . 33 .
49 إبراهيم بو طالب ، "نازلة الترتيب" ، صادر بهسبيريس تمودا ، مجلد 1 ، العدد XXXIX ، 2001 ، ص . 29 .
50 نفس المرجع السابق لأبراهيم بوطالب ، ص . 43
51 نفس المرجع السابق لعبد الفتاح الزين ، ص . 217 .
52 محمد شقرون ،" أزمة علم الاجتماع أم أزمة المجتمع "، نشر في المستقبل العربي ، عدد 76 ، وأعاد نشره في كتاب ، نحو علم اجتماع عربي ، علم الاجتماع والمشكلات العربية الراهنة ،صادر عب مركز دراسات الوحدة العربية ، الطبعة الثانية ، 1989 ، ص . 70 .
53 عبد الصمد الديالمي ، القضية السوسيولوجية ، نموذج الوطن العربي ، إفريقيا الشرق ، 1989 ، ص . 51 .
54 نفس المرجع السابق ص . 51 .
55 نفس المرجع السابق ص . 52 .
56 نفس المرجع السابق ص . 55 .
57الكنفدرالية العامة للشغل وهي منظمة نقابية فرنسية كانت تلزم العمال المغاربة الانخراط فيها ولم تسمح لهم بتأسيس تنظيم نقابي مستقل إلى في 20 مارس 1955 ، أي قبل الاستقلال الرسمي للمغرب .
58وأمر بديهي أن تكون هده الاحتجاجات في المدينة التي عرفت قبول أكبر نسبة من الهجرة ،(انظر المرجع السابق لواتربوري ص.48) واهتمام كبير من طرف السلطات الاستعمارية .
59 عبد الطيف المانوني ، محمد عياد ، الحركة العمالية المغربية ، دار توبقال ، ص . 32 .
60 Abdallah Laroui , Les origines sociales et culturelles du nationalisme marocain (1930-1912) 2eme édition – 2001 le Centre Culturel Arabe . p. 194 .
61 نفس المرجع السابق لواتربوري
62 Abdel Aziz Belal , L’investissement au Maroc (1912-1964) 2ème Edition les Editions Maghrebines Casablanca 1980 , p.12.
63 Idid , Mostafa kharoufi , p . 1 .
64 ربما حرص (الدولة) المغربية على تمركز هذه الخيرات في مخازن محددة ، هو ما سيجعل أغلب الباحثين ينعتون المغرب بدولة المخزن .
65 نفس المرجع السابق لعبد الرحمان الموذن ، ص. 233 .
66 نفس المرجع السابق ص . 233 .
67 نفس المرجع السابق ، ص . 94 .
68 نفس المرجع السابق ، ص . 365.
69 نفس المرجع السابق ، ص . 365 .
70 نفس المرجع السابق ، ص . 366 .
71 نفس المرجع السابق ، ص . 367 .
72 نفس المرجع السابق ، ص . 367 .
73 نفس المرجع السابق ، ص . 367 .
74 نفس المرجع السابق ، ص . 20 .
75 نفس المرجع السابق ، ص . 367 .
76 وهو الطريق الذي كان المهدي يشرف على إنجازه سنة 1958 ليربط المنطقة الشمالية التي كانت تستعمرها اسبانيا بالمنطقة الجنوبية الخاضعة للحماية الفرنسية . أنظر في ذلك ، محمد عابد الجابري ، العدد السادس من مواقف ، الطبعة الأولى ، ص . 22. (وقد لقي بناء هدا الطريق معارضة قوية ، لاسيما من طرف حزب الشورى والاستقلال والحزب الشيوعي المغربي لأسباب لا داعي لذكرها الآن )
77 نفس المرجع السابق ، ص . 45 .
78 نفس المرجع السابق ، ص . 367 .
79 نفس المرجع السابق ، ص . 367 .
80 نفس المرجع السابق ، ص . 368 .
81 نفس المرجع السابق ، ص . 368 .
82 نفس المرجع السابق ، ص . 250 .
83 نفس المرجع السابق ، ص . 250 .
84 نفس المرجع السابق ، ص . 183 .
85 نفس المرجع السابق ، ص . 377 .
86 عبد الفتاح االزين ، العلاقة بين المدينة والبادية بحوز الرباط ، الكتاب الثاني ، رسالة جامعية غير منشورة سنة 1986/1987 ، تحث إشراف الدكتور المكي بنطاهر ، ص . 311 .
87 نفس المرجع السابق ، ص . 139 .
88 نفس المرجع السابق ، ص . 238 .
89 نفس المرجع السابق ، ص . 146 .
90 نفس المرجع السابق ، ص . 133 .
91 نفس المرجع السابق ، ص . 315 .
92 نفس المرجع السابق ، ص . 315 .
93 نفس المرجع السابق ، ص . 320 .
94 نفس المرجع السابق ، ص . 322 .
95 نفس المرجع السابق ، ص . 324 .
96 نفس المرجع السابق ، ص . 234 .
97 نفس المرجع السابق ، ص . 148 .
98 نفس المرجع السابق ، ص . 148 .
99 نفس المرجع السابق ، ص . 138 .
100 نفس المرجع السابق ، ص . 255 .
101 نفس المرجع السابق ، ص . 257 .
102 نفس المرجع السابق ، ص . 301 .
103 نفس المرجع السابق ، ص . 309 .
104 نفس المرجع السابق ، ص . 309 .
105 نفس المرجع السابق ، ص . 216 .
106 نفس المرجع السابق ، ص . 216 .
107 نفس المرجع السابق ، ص . 216 .
108 نفس المرجع السابق ، ص . 237 .
109 نفس المرجع السابق ، ص . 235 .
110 نفس المرجع السابق ، ص . 235 .
111 المختار الهراس ، السلطة والقبيلة ، ص. 61 .






#عمر_حمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- محكمة العدل الدولية تعلن انضمام دولة عربية لدعوى جنوب إفريقي ...
- حل البرلمان وتعليق مواد دستورية.. تفاصيل قرار أمير الكويت
- -حزب الله- يعلن استهداف شمال إسرائيل مرتين بـ-صواريخ الكاتيو ...
- أمير الكويت يحل البرلمان ويعلق بعض مواد الدستور 4 سنوات
- روسيا تبدأ هجوما في خاركيف وزيلينسكي يتحدث عن معارك على طول ...
- 10 قتلى على الأقل بينهم أطفال إثر قصف إسرائيلي لوسط قطاع غزة ...
- إسرائيل تعلن تسليم 200 ألف لتر من الوقود إلى قطاع غزة
- -جريمة تستوجب العزل-.. تعليق إرسال الأسلحة لإسرائيل يضع بايد ...
- زيلينسكي: -معارك عنيفة- على -طول خط الجبهة-
- نجل ترامب ينسحب من أول نشاط سياسي له في الحزب الجمهوري


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عمر حمداني - -من الاعتماد على البوادي للهيمنة على المدن إلى الاعتماد على المدن لتمريس تبعية البوادي-