|
نواب البرلمان العراقي صاموط لاموط
زكي رضا
الحوار المتمدن-العدد: 2739 - 2009 / 8 / 15 - 06:57
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
صاموط لاموط كناية بغدادية عن وجوب السكوت وعدم التعرض للسلطة الحاكمة. وصاموط : اصلها صاموت من الصمت ، ولاموط اصلها : لا موت ، فتكون الكناية : صاموت لا اموت ، وسمعت بعضهم يتم الكناية بحيث تكون : صاموط لاموط كلمن يحجي ( يحكي ) يموت .(1 )
الصحافة والاعلام في الدول الديموقراطية هي السلطة الرابعة ، التي تاخذ على عاتقها مراقبة السلطات الثلاث ، التشريعية والتنفيذية والقضائية . ليس في نقل ما يعزز من مركز هذه السلطات ، في نشر وتثمين ايجابياتها فقط ، بل والكشف عن سلبياتها ايضا . وهذا هو دورها في ايصال المعلومة الصحيحة الى المواطن ، الذي شارك في الانتخابات لايصال نوابه الى هكذا برلمان ، لينتخب بدوره ( اي البرلمان ) الحكومة . وعليه لا اظن ان هناك شعبا على الارض ، ينتخب نوابا لصوصا او يمتازون بالخوف في الدفاع عن مصالح ناخبيهم عند الحاجة ( وما احوجنا في عراق اليوم ) . الا اذا كان هذا الشعب جاهلا بمصالحه ، او ضربت الامية فيه اطنابها ، بحيث لايستطيع ان يفكر ويجعل الاخرين ان يفكرو بدله . والاخرون في حالة العراق اليوم ،حيث يتمتع العقل بأجازة مفتوحة ، هم رجال الدين . الذين اوصوا مريديهم بانتخاب القوائم المغلقة في الانتخابات السابقة . لتكون ثمرة عملهم ، نواب برلمان على شاكلة ، شعيط ومعيط وجرار الخيط . الذي عانى ويعاني العراقيون لهذه اللحظة من ادائهم السيء ، والذي وصل الى صاموطهم ولاموطهم عن كل الموبقات و الكوارث التي حلت ولازالت بهذا الشعب .
واخر هذه الكوارث ، هي سرقة مصرف الزوية وقتل حراسه ، وسرقة 8 ميليارد دينار فقط لاغير . من قبل عناصر تابعة للمجلس الاعلى وفي منطقة نفوذه ( احدى الجهات المتنفذة حسب الاعلام الرسمي ) . وهذه الجريمة شغلت الرأي العام العراقي ، ليس بسبب الجريمة نفسها على الرغم من بشاعتها . بل بسبب ضلوع عناصر من قائمة الائتلاف الاسلامي ، التي زكتها المرجعية حينها في هذه السرقة المسلحة ، وعدم تسليم المجرمين الى العدالة ، من قبل الجهة التي نفذت العملية ( المجلس الاعلى ) حسب تصريحات رئيس الوزراء السيد نوري المالكي ، في عملية تحدي لسلطاته ولدولة قانونه !! .
وانبرى للكشف عن هذه الجريمة ومتابعة حيثياتها ، عدد من الصحفيين كان اكثرهم جرأة وشهامة . هو محررفي صحيفة الصباح ، الشاعر والصحفي احمد عبد الحسين . الذي نشر مقالا تهكميا حول حادث السرقة والقتل ، ما اثارة حفيظة احد اعضاء البرلمان ، والقيادي في المجلس الاسلامي الاعلى وقائمة الائتلاف الاسلامي الشيخ الصغير . الذي وقف يهدد وبشكل مخالف لكل الاعراف والاصول والقوانين ، ومن على منبره في جامع براثا ، الصحفي احد عبد الحسين داعيا بشكل غير مباشر، الى قتله لتجاوزه على ذات السادة في المجلس الاعلى . ما حدا بالصحفي الى الاختفاء ، خوفا من هذا التهديد ومن بعض البلطجية ، الذين عاثوا في الوطن و الجادرية فسادا . ومنذ ان اطلق الشيخ الزغير تهديده ولليوم ، لم تتحرك قيادة البرلمان ولا اعضاءه النشامى ، للدفاع عن حرية الصحافة ومساءلة هذا الشيخ الشقي ، الذي يذكرنا بشقاوات بغداد في النصف الاول من القرن المنصرم . اما خوفا منه ومن كتلته البرلمانية ، او تواطيء البرلمانيون معه على قاعدة ( شيلني واشيلك ) .
ان موقف البرلمانيين هذا يعتبر امرا غريبا ، ولكن الامر الاكثر غرابة هو سكوت لجنة الثقافة والاعلام داخل البرلمان ، في الدفاع عن حرية الصحافة . خصوصا وان رئيسها هو احد الاعمدة الثقافية في البلد ، ومن احدى اهم مهامه الدفاع عن زملاءه من الصحفيين والادباء وباقي المثقفين ، امام هذه المدارس الظلامية . واذا لم يكن له وللجنته هذه موقفا في مثل هذه القضية ، فمتى وكيف واين سيكون الموقف ؟ ايتها السيدات والسادة اعضاء برلماننا العتيد ، ان الوطن ومصلحة وحرية المواطن ، اهم بكثير من الكراسي التي تعبدونها .
شعار انتخابي
أنتخبوا قائمتكم الوطنية ، أنتخبوا حرامية مصرف الزوية
( 1 ) الكنايات العامية البغدادية الجزء الثاني .
زكي رضا
14 / 8 / 2009
#زكي_رضا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رجال دين ام وعاظ سلاطين
المزيد.....
-
شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي
...
-
العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي
...
-
مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في
...
-
استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟
...
-
سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي
...
-
بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير
...
-
ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته
...
-
لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
-
خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني
...
-
لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|