أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زكي رضا - رجال دين ام وعاظ سلاطين















المزيد.....

رجال دين ام وعاظ سلاطين


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 2726 - 2009 / 8 / 2 - 10:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لست عالم دين ولا فقيها ولا مهتما بالتفاسير العديدة للقرآن الكريم . وليس لدي ميل للبحث والاستقصاء في اي دين او مذهب ، لانني اعتبر الاديان بشكل عام السماوية منها وغير السماوية ، ما وجدت الا لتسهيل امور البشر على هذه الارض . ولذا أرى ان هناك امورا مشتركة كثيرة بين هذه الاديان ، كما وتبشر جميعها بمجموعة من القيم والاخلاق بين البشر ، لتسهيل بناء المجتمعات على اسس سليمة . وتشارك هذه الاديان مع مجموعة من القوانين الوضعية ، في رسم اشكال مختلفة للمجتمعات البشرية اليوم . ومن خلالها نستطيع ان نرى مدى الفرق بين هذه المجتمعات ، ليس تبعا لاديانها بل تبعا لتفسير ما جاء في هذه الاديان ، وتطور قوانين الدول . اي ان تخلف بعض المجتمعات عن الاخرى ،هو ليس بسبب الدين ، بل بسبب اقحام الدين في امور السياسة والتفسير الانتقائي له " القرآن حمال ذو وجوه كما يقول الامام علي (رض) " ، من الذين يتصدون لامور العامة .

ومن الامور البديهية في الاديان ومنها الاسلام ( لاننا نتحدث هنا عن العراق وحكومته الاسلامية ) ، والتي تعلمناها منذ ان كنا صغارا ، سواء في البيت او المدرسة او في المجتمع . هي الصدق وعدم الكذب ،والامانة وعدم السرقة ، وعدم تقبل الرشوة والنظافة ، وهذه الخصال يتحلى بها الانسان السوي في اي مجتمع كان ، مع الاخذ بنظر الاعتبار تطور المجتمعات اقتصاديا واجتماعيا ، ودور هذين العاملين في الحد من الكذب والسرقة والرشوة ، ودور الدولة في نظافة بيئتها ومدنها . ولاننا مسلمون ونعيش في مجتمع اسلامي ، وحكومتنا ودستورنا وبرلماننا ، وجميع ما له علاقة بحياتنا اليومية ينهل من الاسلام فكرا وممارسة ، او هكذا يقولون . لذا فمن واجب ائمة الجمعة ، ان يحثوا الناس على هذه الخصال وامثالها . لا ان يستغلوا خطب الجمعة ، للتهجم على احزاب معينة ومذاهب معينة (ناسين دورهم في حث الناس على الاخلاق الحميدة او شارحين لهم سماحة الدين) في عملية ، هي ضد الاسس الديموقراطية اساسا . هذه في حال امكان تسمية الحياة السياسية في العراق بالحياة الديموقراطية . لان النظام الذي يدّعي الديموقراطية ولا تستطيع ديموقراطيته القسمة الا على نفسها ، هو نظام ديكتاتوري قمعي كأيران والسعودية الاسلاميتين . والنظام الذي ديموقراطيته لا تقبل القسمة الا على ثلاثة ، هو نظام مليء بالفوضى كالنظام في العراق. لانه في حالة عدم قبول اي قرار برلماني ، من اية جهة من هذه الجهات الثلاث ( شيعة ، سنة ، كرد ) فان النقض ( الفيتو ) يكون جاهزا ، في مجلس الرئاسة لنقض القرار . وهذا ما يفسر لنا عدم استطاعة العملية السياسية في العراق ، من تحقيق نتائج مرضية ومعقولة بعد هذه السنوات الست .

ومن هنا وبدلا من استغلال منابر الجمعة من قبل ( رجال الدين ) ، بالاضافة الى العشرات من الفتاوى التي يطلقونها في تأييد هذا الطرف السياسي او ذاك ، او هذه القائمة الانتخابية او تلك . اليس من الانصاف ان يثير (رجال الدين) هؤلاء امورا ، تهم الناس وحياتهم اليومية ، بدلا من ان يكونوا وعاظا للسلاطين ارباب نعمتهم او شركائهم ، في ( فرهدة ) البلد واموال اليتامى والارامل . فلماذا مثلا لا يثقفون الناس على موقف الاسلام من الكذب ، والاشارة الى المسؤولين الكذابين الذين ملّ الشعب وعودهم ، لانهم احترفوا الكذب منذ التغيير ولليوم . متسترين على العديد من السلبيات التي يقترفها هؤلاء السياسيون ، وهم في الغالبية العظمى منهم اسلاميين ، والبعض منهم معممين وبغض النظر عن طوائفهم .

فما هو موقف الدين من ظاهرة الكذب ؟
الكذب خصلة ذميمة وصفة قبيحة وعمل مرذول ، والكذب بشكل عام دليل على ضعف الانسان وحقارة شأنه . والمسلم بشكل عام والمؤمن بشكل خاص ، عليه ان يتحاشى الكذب (جهد الامكان) . ولكننا نرى المسؤولين المؤمنين ومن المذهبين ، يكذبون في وعودهم على البسطاء من ابناء شعبنا ، منذ التاسع من نيسان 2003 وليومنا هذا . ففي عهدهم وعلى سبيل المثال ، بنيت عشرات محطات الطاقة الكهربائية ، وعشرات المستشفيات والمئات من المدارس ورياض الاطفال ، و شبكات الصرف الصحي . اما امدادات مياه الشرب ، فأنها اصبحت فائضة عن حاجة العراق لها ، ولذا بدأ العراق بتصديرها الى الدول المجاورة، وغيرها من المشاريع الكبيرة منها والصغيرة . ان ما ذكرته من انجازات هي التي ادعى المسؤولون المؤمنون ، انهم سينفذونها او نفذوها خلال السنوات الست المنصرمة . فهل تم تحقيق شيئا من هذا ؟ ام انهم كذبوا على البسطاء الذين صدقوهم . الجواب نستطيع ان نتوصل اليه ، من خلال هذا الكم الهائل من الخراب الذي حل بالبلد ، اذن فهم كذابون . و الاسلام شأنه شأن معظم الاديان يحرّم الكذب .

جاء في القرآن (إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب ) "غافر". وجاء ايضا (انما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله ، واولئك هم الكاذبون ) "النحل" . بالاضافة الى العشرات من الآيات التي حذرت المسلمين والمؤمنين من الكذب .
وقال النبي محمد ويقال الباقر ( ان الكذب هو خراب الايمان ). وروى مالك عن صفوان بن سليم : انه قيل لرسول الله ( ص ) : ايكون المؤمن جبانا ؟ قال نعم . فقيل له : ايكون بخيلا ؟ فقال نعم . فقيل له : ايكون كذابا ؟ فقال لا. وقال ايضا ( آية المنافق ثلاث ، اذا حدّث كذب ، واذا وعد اخلف ، واذا اؤتمن خان ) ووالله فقد حدثتم فكذبتم ، ووعدتم فأخلفتم ، واؤتمنتم فخنتم .

وقال الامام علي(رض) ( اعتياد الكذب يورث الفقر ) . وقال الامام الحسين ( من لقي المسلمين بوجهين ولسانين جاء يوم القيامة وله لسان من نار ) . وقال الباقر ( ان الله جعل للشر اقفالا ، وجعل تلك الاقفال الشراب ، والكذب شر من الشراب ) .وقال ايضا ( كان علي بن الحسين يقول لولده : اتقوا الكذب ، الصغير منه والكبير ، في كل جد وهزل ، فان الرجل اذا كذب في الصغير ، اجترأ على الكبير ، اما علمتم ان رسول الله (ص) قال : ما يزال العبد يصدق حتى يكتبه الله صديقا ، وما زال يكذب حتى يكتبه الله كذابا ). وقال المسيح عيسى بن مريم ( من كثر كذبه ذهب بهاؤه ) .

والان لماذا لايتناول ( رجال الدين ) في خطب الجمعة ، شرح مثل هذه الآيات والاحاديث والمئات غيرها للمصلين ، ويشيروا وبالاسماء للمسؤولين الكذابين ، لكي يكون الناس على بينة . الم يقل النبي ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، ومن لم يستطع فبلسانه ، وان لم يستطع فبقلبه ، وذلك اضعف الايمان ) . والسؤال هو ، اين ايمانكم ايها الاسلاميون ويا رجال دين العراق . وانتم ترون ( وتشاركون ) المسؤولون وهم يكذبون على المواطن البسيط وفي مختلف المجالات .

اما الرشوة فتعرف من انها ، اساءة استغلال السلطة المرتبطة بمنصب ، سواء كان شغل هذا المنصب عن طريق التعيين او عن طريق الانتخاب ، واستغلال النفوذ والوساطة وهي وجه من اوجه الفساد . والرشوة كجزء من ثقافة الفساد موجودة في كل المجتمعات ، ولكن بنسب متفاوتة بين مجتمعات متطورة واخرى متخلفة . فالمساحة الكبيرة للديموقراطية في البلدان المتقدمة ، والشفافية والمساءلة ، هي التي حجمت الرشوة والفساد فيها . لان حكوماتها اعتبرت الامر ( الرشوة ) ظاهرة اجتماعية ، ذات اثار مدمرة على المجتمع ، وانتشارها سيعرقل في النهاية عملية التنمية . وفي مثل هذه المجتمعات ، لا فرق بين مسؤول واخر ، بغض النظر عن مركزيهما الوظيفيين ، ولا يوجد مسؤول اعلى من القانون .

اما في دول العالم الثالث او الرابع ، ومنها بلدنا العراق . فأن الدولة لا تنظر الى الرشوة والفساد على انهما ظاهرة اجتماعية ، بل عمل فردي . وبالتالي يقوم المسؤولون بالتعتيم على الرشوة ، والتستر على زميلهم (شريكهم) المرتشي . أو مقايضة عدم الكشف عنه وتقديمه للعدالة من قبل منافسيهم ( عصابة اخرى ) ، بالتستر على مرتشي اخر من اتباع خصومهم في جهاز اخر من الدولة . وفي هذه الحالة فان الفساد الاداري سينمو ويكبر ، وتمتد اثاره السلبية الى المجتمع ومرافق ودوائر الدولة كأذرع الاخطبوط . وهذا ما نلاحظه في الدولة العراقية الان ، فوزراء ومسؤولين اسلاميين وقوميين ، يسرقون الملايين بل المليارات من مبالغ المساعدات المقدمة للعراق ، ومن ثروات هذا الشعب الجائع والمشرد داخل وخارج ارضه . حتى وصلت الاموال المنهوبة الى ارقام فلكية . وعلى الرغم من كل هذا الدمار ، فأن وعاظ السلاطين في خطب الجمع لا يلتفتون ، الى فضح هؤلاء امام الناس . لانهم شركائهم اولا ، ومشغولون بتثقيف الناس على خطاب طائفي بغيض ثانيا ، كما وان بعضهم مشغول بتأليب الناس البسطاء على قوى وطنية ، يشهد لها الجميع بالنزاهة ثالثا . فهل حلل الاسلام الرشوة ام حرمها ؟ لنرى .

تعتبر الرشوة في احكام الشرع من كبائر الذنوب . فقد جاء في القرآن ( سماعون للكذب اكالون للسحت ) "المائدة" قال الحسن وابن جبير انه الرشوة . وجاء ايضا ( ولا تأكلوا اموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها الى الحكام لتأكلوا فريقا من اموال الناس بالاثم وانتم تعلمون ) "البقرة" .

عن ابي حميد الساعدي قال استعمل النبي (ص) رجلا من بني اسد يقال له ابن اللتيبه على صدقة . فلما قدم قال : هذا لكم وهذا اهدي لي ، فقام النبي ( ص ) على المنبر فحمد الله واثنى عليه ثم قال " ما بال العامل الذي نبعثه فيأتي فيقول : هذا لك وهذا اهدي لي ؟! فهلا جلس في بيت ابيه وامه فينظر أيهدى له ام لا ؟! والذي نفسي بيده . لا يأتي بشيء الا جاء به يوم القيامة ، يحمله على رقبته إن كان بعيرا له رغاء ، أو بقرة لها خوار ، أو شاة تعير " ثم رفع يديه حتى عفرتي ابطيه - يعني بياضهما - وقال " الا هل بلغت ثلاثا " . نعم بلغت ولكن اسلاميو العراق ورجال الدين فيه يرفضون السماع .

وعن امام الفقراء علي ( ايما وال أحتجب عن الناس ، احتجب الله عنه يوم القيامة ........وان أخذ الرشوة فهو مشرك ) ، فكم اسلامي مشرك لدينا في العراق يا علي ؟ وقال الامام الحسين لعمار بن مروان ( واما الرشا يا عمار في الاحكام فأن ذلك الكفر بالله العظيم وبرسوله ) . وسأل يزيد بن فرقد الحسين عن السحت فقال ( الرشا في الحكم ) .

ولان الدولة لا تحارب الرشوة بل هي جزء منها ، ولان رجال الدين مشغولون بالسياسة وتأجيج الطائفية وقضاء العطلات في لندن وغيرها من العواصم . فأن العراق ووفق صحيفة الانديبيندت اصبح يحتل المرتبة الاولى من حيث الرشوة والهوس بالسرقة . والا فهل من المعقول ان رجال الدين في العراق لا يعرفون من ان الوظائف تباع من قبل الاحزاب الاسلامية الى المواطنين ؟ ام انهم يعرفون ويسكتون لاسباب طائفية وتجارية ؟ ولماذا لا يتناولون هذا الموضوع في خطب الجمعة بدل نشر الكراهية بين الناس .

ولان العراق هو مهد الحضارات ، فان اولى القوانين التي عالجت الكثير من الامور قد سنت فيه ، ومنها القوانين التي جاءت في مسلة حمورابي . ففي القانون الثامن من المسلة جاء مايلي ( اذا سرق سيد ثورا او شاة او حمارا او خنزيرا او قاربا ، اذا كان ( المسروق ) يعود للاله او القصر ، فعليه ان يعطي 30 مثلا . اما اذا كان يعود الى مسكين ، فعليه ان يدفع 10 أمثال كاملة ، اذا لم يكن لدى السارق ما يعوض به فانه يقتل ) . ولخصت القوانين الوضعية السرقة في عصرنا الحالي كالتالي ، ( كل من اختلس شيء غير مملوك له فهو سارق ) . ويبقى الفقر والعوز هما العاملان الاساسيان للسرقة ، مع تلك السرقات التي تحدث اثناء الكوارث والحروب والاضطرابات . مثلما حدث في العراق عندما نهب الحواسم ممتلكات الدولة ، ليصبحوا الان من القطط السمان ، ويسيطرون على مفاصل كثيرة في السوق العراقية . وهم انفسهم الذين يبنون بيوت الله من الجوامع والحسينيات ، قربة له وكفارة عما سرقوه !! . كما وانهم يبيضون هذه الاموال بدفع جزء منها الى رجال الدين ، في عملية بائسة للتحايل على الله. والمشكلة في عراق اليوم ، هو ان السراق من الوزراء والبرلمانيين وغيرهم من المسؤولين . يسرقون سرا وعلانية دون ان يحاسبهم احد ، ولم يتطرق اي رجل دين الى هذا الامر من على منبره لاسباب طائفية . فان كان السارق شيعيا سكت رجال الدين الشيعة عنه ، وان كان سنيا سكت رجال الدين السنة عنه . والسبب الاخر هو ان يكون السارق شخصية سياسية معروفة ، وهذا مخالف لما قاله النبي محمد ( يا ايها الناس انما ضل من كان فيكم انهم كانوا اذا سرق الشريف تركوه واذا سرق الضعيف فيهم اقاموا عليه الحد ، وايم الله لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها ) . فكم يد يجب ان تقطع في العراق يا شيوخ الاسلام ، ولماذا انتم ساكتون ؟

وقد جاء في القرآن ( ان الذين يأكلون اموال اليتامى ظلما انما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا ) "النساء" وجاء ايضا ( والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما جزاء بما كسبت كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم ) "المائدة" . فهل الاموال التي سرقها الوزير الفلاني او المسؤول العلاني ، ليس فيها اموال يتامى ؟ ايها الشيوخ المبجلون اننا اكبر بلد اسلامي بعدد اليتامى والارامل ، فأتقوا الله فينا .

كما انني لا اجد سببا واحدا يمنع شيوخ المسلمين ، من ان يتناولوا مفهموم النظافة وضرورتها في خطب الجمعة ، بدلا عن الحديث عن امور مكررة لاهدف لها الا الكسب الحزبي والطائفي والانتخابي الرخيص . لان هناك علاقة واضحة بين الاسلام والنظافة ، نشاهدها من خلال تأكيد العديد من الآيات القرانية على نظافة المؤمنين . وما الوضوء لخمس مرات في اليوم الا رسالة للمسلمين ان تنظفوا، ليس في اجسادكم وملابسكم فقط بل في منازلكم ومدنكم وشوارعكم , لان النظافة من اداب الاسلام .

النظافة من الايمان ؟ هل هي مقولة ام حديث نبوي ، الفرق بينهما لا يهمنا هنا . ولكننا اذا اخذنا الموضوع من الناحية العقلية والنقلية . نستطيع ان نرى صحتها وصدقها . عن ابن المسيب عن الرسول ( ان الله طيب يحب الطيب ، نظيف يحب النظافة ، كريم يحب الكرم ، جواد يحب الجود ) . وعن النبي ( الايمان بضع وسبعون شعبة اعلاها لا اله الا الله ، وادناها اماطة الاذى عن الطريق ) . واماطة الاذى عن الطريق هنا يعني ، تنظيف الطرقات والشوارع من الازبال و الاوساخ . وهذا هو واجب الدولة والمجتمع . فالدولة هي التي توفر ادوات التنظيف والايدي العاملة , والمؤسسات التربوية تتحمل تربية النشأ على النظافة . اما رجال الدين الذين يفتون بسير المؤمنين على اقدامهم ، لمئات الكيلومترات ولعدة مرات في السنة ( وهذه جزء من طقوس ليس لنا الحق التدخل فيها ) . فعليهم تقع مهمة كبيرة ، وهي ان يفتوا او ينصحوا على الاقل المسلمين في العراق ، بعد عودتهم من هذه المسيرات. بان ينظف كل مسلم مترا مربعا واحدا مثلا ، من الشارع الذي يسكن فيه عندها سنرى مدى الفرق بين الحالتين . وهذا هو ما قاله النبي محمد تحديدا . فهل يفعل رجال الدين هذا ؟

قال الامام علي ( من نظف ثوبه قل همه ) وقال الامام الحسين بن علي (اغسلوا ايديكم قبل الطعام وبعده فانه ينفي الفقر ويزيد في العمر ) . ولعدم توفر الماء والطعام لعشرات الاف الاسر الفقيرة الا نزرا ، نستطيع ان نتعرف على سبب فقرنا وموتنا المبكر ، استنادا على هذا الحديث !! . وعن الكراجكي في كنز الفوائد ( كان النبي يحث امته على النظافة ويأمرهم بها ) . فحثوا على نظافة مدننا وشوارعنا وازقتنا من على المنابر يا شيوخ الاسلام اسوة بالنبي ، فانتم لستم افضل من النبي على اية حال .

يروى ان المهدي العباسي ، الذي قال بلهجة المستغرب ، لابن جامع المغني : قبحك الله ، رجل من قريش يغني ، كان جاهلا بما خبأه له القدر في باطن علم الله ، فنشأت له ابنة تغني وهي علية ، وابن مغن ، وهو ابراهيم ، حتى عُيًر بهما بنو العباس ، فقال ابو فراس الحمداني :

بنو علي رعايا في ديارهم والامر تملكه النسوان والخدم
منكم علية ام منهم وكان لكم شيخ المغنين ابراهيم ام لهم

والان ما لهذا الشيخ اللندني يحرّض الناس في خطب الجمعة ، على ( الملحدين ) والديموقراطيين والعلمانيين في تلك المدينة الجنوبية ، المحرومة من كل شيء تقريبا .
هل قتلة الناس في الشوارع على اساس طائفي منهم ام منكم ايها الشيخ ؟
هل مفجري جوامع السنة وحسينيات الشيعة منهم ام منكم ايها الشيخ ؟
هل المرتشين منهم ام منكم ايها الشيخ ؟
هل عبد الفلاح السوداني منهم ام منكم ايها الشيخ ؟
هل من يجلس الفتيات في حجره شاربا الخمر وضاربا على الطنبور منهم ام منكم ايها الشيخ ؟
هل من يبيع الوظائف الى الشباب العاطل منهم ام منكم ايها الشيخ ؟
هل من يمنح رتبة عسكرية عالية لأمي ، منهم ام منكم ايها الشيخ ؟
وهل.................... ؟
وهل ...................؟


حكمة
من ينصب نفسه للناس إماما
فليبدأ بتعليم نفسه قبل غيره
وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه
"الامام علي بن ابي طالب "




الدنمارك
1/ 8 / 2009





#زكي_رضا (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- شاهد.. مسيرات حاشدة في محافظات يمنية تبارك انتصار الجمهورية ...
- عيد النائمين السبعة: قصة مسيحية تنبئ الألمان بالطقس
- الاحتلال يعتقل شابا من -الأقصى- ويبعد أحد حراس المسجد
- 45 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- ما مستقبل المسيحيين في سوريا في ظل السلطة الجديدة؟
- خطيب الأقصى: ظهور نتنياهو في أنفاق المسجد تحد لإثبات السيادة ...
- الأرجنتين: القضاء يعتزم محاكمة مسؤولين إيرانيين سابقين غيابي ...
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي نايل سات ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 شغله على نايل وعرب سات بكل ...
- حبس رئيس الأساقفة في أرمينيا بتهمة تنفيذ محاولة انقلاب


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زكي رضا - رجال دين ام وعاظ سلاطين