أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر فاضل - لنتعلم من أحمد عبد الحسين














المزيد.....

لنتعلم من أحمد عبد الحسين


حيدر فاضل

الحوار المتمدن-العدد: 2737 - 2009 / 8 / 13 - 04:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يكتب أحمد أكثر من 330 كلمة بسيطة وواضحة، في عمود صحفي قصير... لكنه كتب عن قضية خطرة وكبيرة، ذاهبا الى لبها دون مواربة. لم يثرثر وينظر، او يتميع ويحني الزوايا القائمة، قالها كما يجب.
ولم يذكر جهة سياسية باسمها... لكنه جعلهم يفضحون هويتهم و"يرفعون الراية"، معترفين بجريمتهم في بنك الزوية، وبأنهم هم من وزعوا البطانيات وجمعوا صكوك القسم بالعباس في الانتخابات النيابية السابقة.
أحمد لم يشتم ويسب ويقذف... ما كتبه كان بمنتهى الأدب والتهذيب، عرض بمسؤولية المثقف، أسئلة أبرياء العراقيين في عمود صحفي. لكن النائب عن الائتلاف الحاكم والقيادي الصقر في المجلس الأعلى، الشيخ ابن الشيخ، إمام الجامع "المؤسسة"، وفي خطبة صلاة الجمعة، سب وشتم وقذف من"لا أصل له ولا فصل"... وهدد وتوعد بالقتل الغادر "سنقاضيهم بطريقتنا الخاصة" وكلنا نعرف طرقهم الخاصة، ونموذجها ما جرى في مصرف الزوية من قتل غادر لثمانية حراس.
أحمد الذي وقف بوجه الإمبراطور الصغير ليقول له ببساطة "أنت عاريا"، نموذج للمثقف العراقي الذي يسأل الآخرون عن غياب موقفه... هذا هو موقف المثقف حاضرا بقوة غلبت قوة حزب من أكبر الأحزاب المتنفذة، مثقف تقزم الساسة الجناة أمام جرأة قلمه.
ثمة مثقف و... "مثقف".
الدكتور عادل عبد المهدي الحاصل على شهادته من باريس، الكاتب والصحفي ، "مثقف" أيضا لكن في رأس سلطة وحزب طائفي حاكم... يحميه لصوص وقتلة!
لم يقبل بتسليم قتلة حراس المصرف مكتفيا بالقبول بتسليم الأموال المسروقة فقط، كما ورد في تصريحات رئيس الوزراء الأخيرة... نائب رئيس الجمهورية يحمي المجرمين من قتلة الأبرياء ولصوص بنوك!
هل ثمة فضيحة أكبر من هذه، سواء للمجلس الأعلى او لعادل عبد المهدي شخصيا؟!

الملفت في قضية "أحمد عبد الحسين"، وهي قضية عامة بقدر ما لقضية المصرف من عمومية، هو تضامن ونجدة الكثير من مثقفي العراق لزميلهم وتبنيهم لقضيته باعتبارها قضيتهم، سواء اتفقوا مع موقفه أو اختلفوا. عشرات المقالات والنداءات، وحملات تضامن تتصاعد. نموذج مشرف لمعارك المثقفين مع القمع وعسف الساسة والأحزاب وارهاب الأجهزة الخاصة.
والملفت من جانب آخر، ان مجلس النواب، المرفهين، صامت كأن الأمر لا يعنيه وكأن "الصغير" ليس من أعضائه، بالذات النواب الذين لهم علاقة بلجنة الثقافة والاعلام في المجلس، بدءا برئيسها "المثقف"، كأنهم غير معنيين بالدفاع عن حرية الرأي والصحافة.
حياة "أحمد عبد الحسين" في خطر حقيقي، فما قاله الشيخ "الصغير" ليس محض تهديد، انه أقرب لقرار، ان نفذ سيخسر العراق واحدا من أشجع وأجمل مثقفيه.
لا نريد أحمد شهيدا، كمصير "كامل شياع" نخسره ونؤبنه بمناسبة وبدونها ويضيع دمه هدرا وسط صمت الصامتين.
نريده حيا يتألق، يرزقنا بشعره الجميل وكتاباته المسؤولة، جامعا ضمائر الضحايا في ضميره الحي الشجاع.
وهذه مسؤولية كل من يعنيه الأمر، السلطة أولا، تشريعية وتنفيذية وقضائية، ومثقفون وجمهور دافع عن حقهم أحمد.
ولنتعلم من أحمد كيف يكون الموقف.










ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تشكيل الميليشيات ونشرها ... دعوة مفخخة !
- عن موجة الارهاب الاخيرة : تعددت ِالغايات والمصير واحد
- في تفسير العنف الراهن في العراق ... لماذا نذهب بعيدا ؟


المزيد.....




- ترامب يهدد بـ-القضاء- على حماس إذا انتهكت اتفاق وقف إطلاق ال ...
- فيديو متداول لـ-جولة عمر البشير في شوارع مروي- بالسودان.. ما ...
- زياد زهر الدين.. قنصل سوري سابق يعلن توقفه عن العمل بالحكومة ...
- بعد الجدل حول تصريحاته عن الهجرة.. ميرتس يتعهد بإبقاء ألماني ...
- ملايين مستحقة لأندية ألمانية.. الديون تثقل كاهل فريق برشلونة ...
- الخط الأصفر.. ذريعة إسرائيل لانتهاك وقف إطلاق النار في غزة
- موريشيوس تجمّد أصول رجل أعمال مرتبط برئيس مدغشقر السابق
- الأوروبيون يناقشون العقوبات على إسرائيل بعد وقف إطلاق النار ...
- قبل سرقة المجوهرات الإمبراطورية.. محطات في تاريخ السرقات الت ...
- -ما خفي أعظم- يكشف أسماء وصور قتلة الطفلة الفلسطينية هند رجب ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر فاضل - لنتعلم من أحمد عبد الحسين