أحمد عبد الحسين بين ثقافة البسطال وثقافة العمامة

علي عبد العال

الحوار المتمدن-العدد: 2735 - 2009 / 8 / 11 - 07:43
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

ضاع المثقف العراقي الصادق والحقيقي بين ثقافة سابقة تتمثل بثقافة البسطال العسكري والحكم الدكتاتوري المطلق وبين عهد جديد تتوجه العمامة الدينية على مختلف عناوينها الطائفية. ذوو البسطال سحقوا المثقف العراقي ومسخوه إلى أبعد حدود المسخ، بحيث لم يعد المثقف مثقفا بل مجرد ألعوبة بيد الجلادين. ونحن نعيش مرحلة العراق "الديمقراطي" نشاهد بام العين كيف يجري التعدي على رسالة المثقف العراقي ودوره الهام في المجتمع، بل ونرى مقدار الخطر الذي يهدد حياته تحت ظل حكومة تدعي الديمقراطية وضمان حرية التعبير عن الرأي. الطرد من العمل بقرار غامض مجهول الهوية، التهديد بالتصفية وهدر الدم. كل هذا يتم في عراق اليوم الذي تقوده العمائم من تحت الغطاء وأصحاب الكساء.
الشاعر الأديب والمثقف العراقي رئيس تحرير القسم الثقافي في أهم صحيفة يومية في العراق"الصباح" الصحقي الجاد أحمد عبد الحسين يقع اليوم ضحية الإرهاب الفكري الظلامي لرجال الدين وللدولة العراقية الحديثة التي يقودها من طهران العصابي الفارغ والدجال أحمدي نجاد وزمرة العمائم الذين بانت ظاهرة للعيان دمويتهم وكراهيتهم المقيتة للرأي الآخر إلى درجة يخجل منها نظام الشاه السابق.
العراق كدولة "جديدة" يسير، بحكم التبعية الطائفية الدينية، على هدى الثورة "الإسلامية الإيرانية" التي أفلست سياسيا واجتماعيا واقصاديا بحكم الجهلة من المعممين الذين لا يفقهون لا في العلم ولا في الدين. ثورة قيض لها الأستمرار بهذا النمط الجائر من الحكم الكتاتوري حتى السقوط المحتم، لكن كم سوف يكلف ذلك الأمر من تضحيات بشرية ودماء حتى يُصار إلى إزالة كل هذا الركام من الزبائل السياسية والدينية الفاسدة؟ الشعب وحده من يدفع الثمن الباهظ.
قلم الشاعر والمسؤول الثقافي في جريدة الصباح البغدادية اليومية أحمد عبد الحسين قلم باشط غير هياب وغير مداهن وغير منافق، كسيف الأمام علي بن أبي طالب. هل يكون جزاءه، بدل الشكر والترحيب هو الفصل من الوظيفة والطرد من ساحة العمل بين الشعب وتهديد حياته بالخطر أم يجب الترحيب بهذه الأقلام الحرة الجريئة التي تكتب في مصلحة الدولة ومصلحة الشعب وبالتالي مصلحة العراق القادم؟
من هذا المكان ومن هذا البعد الشاسع عن ماكنة الإرهاب ومن موقع الصدق والحقيقة أعلن تضامني مع الشاعر أحمد عبد الحسين واطالبه ان يكون مرفوع الرأس ولا يداهن الصغار من الذين وفقتهم أقدار الذل ليحكموا العراق الذي لا يحكمه إلا الشرفاء والحكماء، أما الزبد فيذهب جفاء.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل