قمر الكرخ ، ينحدر جنوباً

كاظم اللايذ

الحوار المتمدن-العدد: 2729 - 2009 / 8 / 5 - 10:07
المحور: الادب والفن
    

( أستاذتي نازك الملائكة )

قمرٌ، منفردٌ في الصفرةِ
من فوق الكرخ
يطلّ على مملكةٍ عمياءْ
ويريقُ على النهر الأزليِّ الجريانِ جنوباً
أرديةً صفراً
و تصاويراً شوهاءْ
******

تتململُ ( أمُّ نزارٍ )1 في رقدتها
فلقد داهمها وجعٌ همجيٌّ
وتفجّرَ من تحت وسادتها نبعٌ من ماءْ ..
........
تركتْ غرفتَها
واقتربتْ من جذع النخلةِ
هزّتها ...
فتدلتْ منها سلّةُ خوصٍ
وبها نِمرقةٌ وثيابْ
وعليها دميةٌ قطنٍ
تعقصُ نحو الخلف جديلتها
وتضمّ كتابْ
******
يدركُها
ما يدركُ أهلَ العرفانِ
من الهيَمان بهذا الملكوتِ
وعشقِ التجوال
فتغرّبُ في الأرض سنيناً
يدفعها القدرُ الأرعنُ حيناً
وفي حينٍ تدفعها الصبواتْ ..
وهي هنالك في كلّ الأوقاتْ
تحملُ فانوساً
وتعقصُ نحو الخلف جديلتها
وتضمّ كتاب
******

في بعضٍ من تلك الأسفار
يحملها الماءُ جنوباً
نحو بلاد الرُّقُم الطينيةِ ، والأنهارْ
ترقبُ من زورقها الفضيِّ تلالاً
من تحت خرائبها
انبلجتْ أولُ كفٍّ للتكوين
وتُراجعُ في الرُّقُم الطينيةِ
تاريخَ الطوفان
وتجيء إلى مسمعها
أنّاتُ رجالٍ ذُبحوا في الغزوات
وصاروا أرواحاً هائمةً
فوق ضفاف الأنهار
******
تدنو من شطآن البصرة
يُهرعُ أحفاد (الحسن البصري ) إليها
وبأيديهم سعف النخل
وقراطيس الأجداد
ويرشون لها عتبات منازلهم بالورد
........
تنزلُ حافيةَ القدمين
كي لا يفزع من كان هنالك منهمكاً
عند حوانيت الورّاقين
تسأل عن بيت ( ابن قريبٍ )2
وعن قمر الألف الثالث (ابراهيم النظّام )
تسأل عن طفلٍ
كان يبيع الأسماك َ
على شاطيء (سيحانَ )
ويقضّي الليلَ حبيساً
خلف رتاجات دكاكين الوراقين
........
تسأل عن حي ( البستيِّ ) سليمانْ 3
في منزلهِ
يجتمع الأخوةُ في الحكمةِ
والأخوةُ في الإنسانْ
أخوانُ صفاءٍ في العقلِ
وخلاّنُ وفاءٍ في الوجدانْ
الرجلُ الكاملُ فيهم
عربيُّ الدين
عراقيُّ الأخلاقِ
ويونانيّ الفكرِ
وهندوسيّ الحسبانْ
نصرانيّ النهجِ
وعبرانيّ المخبر
ساسانيّ الأصلِ
الهيُّ العرفانْ
.........
الرجلً السوبرمان
إنسانٌ من عدّةِ إنسانْ
******

تدخلُ بستان الحكمةِ
لا يسألها أحدٌ
أو يجهل طلعتها بوّابْ
تحملُ فانوساً
وتعقص نحو الخلف جديلتها
وتضمّ كتاب .


ايلول 2007

#كاظم_اللايذ (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل