أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمشيد ابراهيم - المبالغة ومدح الذات














المزيد.....

المبالغة ومدح الذات


جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 2714 - 2009 / 7 / 21 - 06:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المبالغة هي صفة من صفات البشرعامة وغالبا مايكون هدفها التأثير على الاخرين او جلب الانتباه و كسب المدح او لغرض اقناع الاخرين الخ. فكلنا نبالغ و نحتاج الى المدح لحد ما ولكن اذا تجاوزت المبالغة و الحاجة الى المدح حدود معقولة و اصبحنا نمدح انفسنا بأنفسنا تصبح مخيفة و تحتاج الى تصحيح لانها تؤذي النفس اكثر ما تنفعها و هناك مثل الماني يقول: لمدح الذات رائحة كريهة. فمثلا اذا سألنا احد: هل بلدنا جميل؟ او بالاحرى "هل يعجبك بلدنا؟" كان ذلك سؤال طبيعي يُوجه لكل سائح يزور بلد آخر فالناس تريد ان تعرف انطباعات الاجنبي فيما اذا يشعر بألارتياح و ما هي الاشياء التي اعجب بها و تفرح اذا كان الاجنبي صادقا في اقواله و مشاعره ولكن المشكلة في بلداننا الشرقية جميعا هي ان البعض لا يريد سماع الانطباعات التي قد تكون ايجابية او لا سامح الله سلبية لانها تكون عندئذ كارثة كبرى بقدر ما يحتاج الى المدح الزائد عن اللازم حتى اذا كان ذلك على سبيل المجاملة فقط و ليس صادقا.



حكت لي كلاوديا و هي فتاة المانية في الخامسة و الثلاثين من عمرها تدرس العربية في الجامعة بأنها عندما زارت سوريا سألها رجل هذا السؤال: هل سوريا جميلة؟ و كان جوابها: نعم سوريا جميلة. ولكن كان جوابها غير كافي بالنسبة له لانه اراد ان يسمع وكانما هو ممثل اوحد للبلد: نعم سوريا جميلة جدا جدا جدا.... و هي اجمل بلد رأيتها على وجه الكرة الارضية... اجمل من البلدان الاخرى بكثيييييييير.. لا يضاهيها بلد على وجه المعمورة. و لذلك كرر الرجل السؤال عليها: هل سوريا جميلة؟ انزعجت كلاوديا من هذا الالحاح و قالت بعد ما كرر الرجل سؤاله عدة مرات: احيانا سوريا جميلة و احيانا ليست جميلة و عندها غضب الرجل عليها و اخرج عصاه و هددها و شتمها و لاحقها و كأنها اقترفت جريمة كبرى لا تستغفر.


والمبالغة تأخذ ايضا اشكال و الوان عديدة اخرى فمثلا سمعت من يزعم بان جميع علوم الدنيا ترجع الىالامام علي ( رض) ولا ادري لو كان الامام علي (رض) على قيد لحياة و سمع ذلك ما ذا كان يقول و ربما كان يستغفر لربه لان هذه صفة الهية و ازداد دهشتي عندما قرأت نفس الشيء في كتاب للمستشرق الانكليزي W. Montgomery Watt يقول: لا يرتاح بعض المسلمين الا اذا ارجعوا جميع علوم الحياة للامام علي . وآخر يتباهى بأن اول لغة نطق بها اول انسان وهو آدم كانت العربية و هناك من يقول : بلدنا بلد عرييييق جدا جدا.... وصاحب حضارة عريقة و مهد الحضارات و له تأريخ عظييييم و كأنما حضارات العالم بأجمعها انبثقت من هذا البلد المسكين و بقية الناس همج بدون تأريخ او حضارة وليس لهم اصل ولا فصل ويمكن ان نضيف على ذلك بالقول: فلذلك حاضرنا بهذه الدرجة من الروعة و التقدم فانظر اليه و تأكد بنفسك. و للمبالغة ايضا درجات تصل الى اعلاها في بعض الاغاني الوطنية و غير الوطنية فمثلا هناك اغنية لبنانية تقول: اول انسان عمّر الدنيا كان لبناني. و حتما كل واحد منا يعرف امثلة اخرى كثيرة تستحق نشرها و النظر فيها و بالاخير توجيه السؤال الاتي : ماهي اسباب وجود المبالغة بهذه الدرجة و الكمية عندنا؟



#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يريد ان يكون كرديا؟


المزيد.....




- فيديو يُظهر ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت ...
- شاهد كيف علق وزير خارجية أمريكا على الهجوم الإسرائيلي داخل إ ...
- شرطة باريس: رجل يحمل قنبلة يدوية أو سترة ناسفة يدخل القنصلية ...
- وزراء خارجية G7 يزعمون بعدم تورط أوكرانيا في هجوم كروكوس الإ ...
- بركان إندونيسيا يتسبب بحمم ملتهبة وصواعق برد وإجلاء السكان
- تاركًا خلفه القصور الملكية .. الأمير هاري أصبح الآن رسميًا م ...
- دراسة حديثة: لون العينين يكشف خفايا من شخصية الإنسان!
- مجموعة السبع تعارض-عملية عسكرية واسعة النطاق- في رفح
- روسيا.. ابتكار طلاء مقاوم للكائنات البحرية على جسم السفينة
- الولايات المتحدة.. استنساخ حيوانين مهددين بالانقراض باستخدام ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمشيد ابراهيم - المبالغة ومدح الذات