أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أحمد أبو مطر - ديكتاتور ملوك أفريقيا في مواجهة الصحافة المغربية















المزيد.....

ديكتاتور ملوك أفريقيا في مواجهة الصحافة المغربية


أحمد أبو مطر

الحوار المتمدن-العدد: 2702 - 2009 / 7 / 9 - 10:27
المحور: كتابات ساخرة
    


من هو ( ديكتاتور ملك ملوك أفريقيا ) ؟. إنه صاحب المواصفات التالية :

1 . هو من يحكم بالقمع والاستبداد وأجهزة المخابرات ( المملكة الليبية ) سابقا ، الجماهيرية العربية الشعبية الديمقراطية الخضراء العظمى ، منذ سبتمبر عام 1968 بعد انقلاب عسكري على الملك الليبي محمد بن إدريس السنوسي ، ملك ليبيا منذ استقلالها عن إيطاليا في ديسمبر عام 1951 ، وهو حفيد محمد بن علي السنوسي مؤسس الطريقة السنوسية ، وبعد الانقلاب العسكري المشؤوم الذي قاده الديكتاتور المعني ، عاش الملك في المنفى إلى أن وافته المنية في القاهرة في مايو 1983 .

2 . هو واضع اسمه على كتيب بحجم دفتر السجاير ( الكتاب الأخضر ) كتبه في جلسة فكاهة ساخرة اللاجىء السياسي السوداني آنذاك المرحوم ( بابكر كرار ) ، وقدمه أيضا بسخرية للديكتاتور المعني بحجة أن العالم شهد النظرية الماركسية والنظرية القومية وكلتاهما فشلتا في إنقاذ العالم ، فلا بد من نظرية ثالثة خضراء هي ما يتضمنها دفتر السجاير هذا ، فأعجب الديكتاتور المعروف بنرجسيته الفائقة بالكتيب ، وطلب طبعه باسم ( الكتاب الأخضر ) ، وأسس مستقبلا مركزا باسم ( المركز العالمي لدراسات الكتاب الأخضر ) ، يرجى الانتباه للاسم ( المركز العالمي....) وله موقع على الانترنت باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية ، وكان يرأسه في بداية تأسيسه عام 1981 الليبي ( إبراهيم إبجاد ) وحاليا الليبي (أحمد إبراهيم ) .

3 . هدف هذه النظرية التي يعمل صاحبها الديكتاتور على تطبيقها محليا وإقليميا ودوليا هو ( ضرورة تسخير المعطيات الفكرية والمفاهيم الاستراتيجية والأساليب الديمقراطية الكامنة بفكر النظرية الجماهيرية ( الكتاب الأخضر ) ...تقديما لكل الحلول الجذرية التطبيقية لجميع المشاكل والإشكاليات المجتمعية على صعيد الساحة المحلية والإقليمية والعالمية ). - بصراحة أنا لم أفهم شيئا من هذه الهلوسات الخضراء ، فمن فهم شيئا منها فليكتب لنا جزاه الله خيرا -

4 . من نتائج هذا التطبيق لهذه النظرية العملاقة الخضراء مجزرة سجن أبو سليم بالعاصمة الليبية طرابلس في حزيران 1996 ، وتم فيها قتل 1200 معارض ومعتقل سياسي بإشراف مباشر من صهر الديكتاتور وابن عمه رئيس حرسه الشخصي . وكذلك خطف وقتل الإمام اللبناني السيد موسى الصدر ومرافقيه الشيخ محمد يعقوب والصحفي عباس بدر الدين في آب عام 1980 وهم في زيارة رسمية للعاصمة الجماهيرية الخضراء ، وغيره الكثيرون من المعارضين الليبيين منهم : جاب الله حامد مطر ، علي الكلحي ، منصور الكخيا ، و عزت المقريف . ومحاولة اغتيال العاهل السعودي التي كشف عنها القضاء البريطاني عام 2003 إثر اعتقال الموريتاني عبد الرحمن العمودي ، الذي صدر بحقه حكما بالسجن لمدة 24 عاما بعد اعتقاله في مطاردولس بولاية فيرجينيا الأمريكية بتهم تتعلق بالقيام بأعمال غير مشروعة لصاحب النظرية الخضراء . وكان قبل ذلك قد ألقت الشرطة البريطانية القبض عليه في مطار هيثرو وهو يحاول تهريب 330 ألف دولار أمريكي ، عرف فيما بعد أنها لتمويل عملية الاغتيال .

5 . هو من أطلق على نفسه ألقاب ( عميد الحكام العرب ) و ( ملك ملوك أفريقيا ) و ( إمام المسلمين ) أي المليار وربع مسلم في كافة أنحاء الكرة الأرضية .

6 . وأخيرا وليس آخرا دفع تعويضات مالية حوالي ثلاثة مليارات دولار لضحايا إسقاط طائرة بان أمريكان فوق قرية لوكربي الإسكتلندية عام 1988 ، بعد أن اعترف رسميا وعلنيا بأن أجهزة مخابراته هي التي فجرت الطائرة ، وراح ضحيتها 270 شخصا من بينهم 170 أمريكيا ، وذلك بواقع 10 مليون دولار عن كل ضحية .

من هو هذا الديكتاتور صاحب هذا السجل الحافل بالجرائم ؟

من يعرف اسمه فليكتب لنا وللقراء ، فأنا ربما أعرف اسمه بالكامل وتاريخ حياته الأحمر وليس الأخضر حسب لون نظريته ، ولكنني أحجم عن ذكر اسمه مباشرة وكاملا وصريحا كي لا يلاحقني قضائيا كما حدث في جريمته مع

الصحافة المغربية

وهذه الجريمة التي تتعارض كليا مع حريات الجماهيرية الخضراء التي يدّعيها ، ما كنت قد سمعت عنها لولا مقالة الكاتب المغربي ( رشيد نيني ) بعنوان ( قتل الميت والمشي في جنازته ) التي أرسلها لي مشكورا الزميل ( عبد الباسط البيك ) ، ثم اكتشفت لاحقا أن الزميل داود البصري قد كتب عن هذه الجريمة بعنوان (القذافي يخوض معاركه في بلاط صاحبة الجلالة المغربية ) - يرجى ملاحظة أن من ذكر الاسم صراحة هو الزميل داود البصري وليس أنا – رغم اطمئناني أنني كمواطن نرويجي من أصول فايكينجية محمي بالقانون النرويجي الذي يسمح حتى بانتقاد الملك النرويجي طالما النقد يعتمد على حقائق مثبتة .

هذه الجريمة خاضها ( ملك ملوك أفريقيا وإمام المسلمين ) مع الصحف المغربية اليومية الثلاث : المساء ، الجريدة الأولى ، و الأحداث ، حيث كان قد رفع ضدها قضية لأنها تعرضت لشخصه الملكي بالنقد ، ومطالبا بتعويضات قدرها تسعة ملايين درهم مغربي ، أي بواقع ثلاثة ملايين درهم من كل جريدة . وهذه القضية الجريمة تستدعي ثلاثة ملاحظات :

الأولى : أن ( ملك ملوك أفريقيا وإمام المسلمين وعميد الحكام العرب ) يعتبر نفسه فوق النقد ، رغم أنّ أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ،كان قد خطب في المسلمين قائلا : " إذا وجدتم فيّ اعوجاجا فقوموه " فوقف له رجل من بين المصلين يلوح بيديه كأنها سيف قائلا : " والله إن وجدنا فيك اعوجاجا لقومناه بسيوفنا هذه " . فلم يعاقبه عمر بن الخطاب ، ولكنه عقّب قائلا : " الحمد لله الذي أوجد في المسلمين من يقوّم اعوجاج عمر بسيفه ". و الإمام علي رضي الله عنه هو القائل . " إنما أنا رجل منكم لي ما لكم وعليّ ما عليكم ". فهل سمع ديكتاتور ملك ملوك أفريقيا والمدّعي بأنه ( إمام المسلمين ) بهذه المواقف من قادة عظام مؤمنين بالحق والعدل .

الثانية : الحكم الجائر الذي أصدرته الغرفة الجنحية بالمحكمة الابتدائية بالدار البيضاء لصالح ملك الملوك ، وتغريم كل جريدة من الجرائد الثلاث بمبلغ مليونين ومائة ألف درهم ، أي ما مجموعه ستة ملايين وثلاثمائة ألف درهم ، تساوي تقريبا ربع مليون دولار أمريكي ، وكانت سفارته قد رفعت القضية ضد الصحف المغربية. والغريب المثير للسخرية أن سفاراته تحمل اسم ( مكتب الإخوة....) فأية إخوة هذه التي ترفض نقد الأخ إذا كان ظالما فاسدا مفسدا ، أفسد بلدا بكامل ثرواته وجعلها مزرعة لأولاده التي شهدت أكثر من عاصمة غربية حالات وقضايا ضد فسادهم وعنجهيتهم وتحديهم لقوانين تلك البلاد معتقدين أنهم في مزرعة والدهم ملك ملوك أفريقيا ، وبذلك يحق لهم ما يرفضه ويدينه القانون .


ابتزاز معروف عنه ومنه

وهذا الابتزاز ليس غريبا ولا جديدا على ملك ملوك أفريقيا ومدّعي إمامة المسلمين ، ففي حربه المفتعلة ضد الجارة تشاد بين عامي 1980 و 1987 قام بابتزاز المنظمات الفلسطينية المتواجدة في العاصمة الجماهيرية بوقف دعمها المالي الشهري إن لم ترسل عددا من عناصرها للقتال مع جيشه كي يعطي الحرب ضد تشاد طابعا قوميا، وبالفعل فقد امتثلت بعض الفصائل الفلسطينية لابتزازه وأرسلت بعض مقاتليها للمشاركة في الحرب التي استمرت حوالي سبع سنوات ، انتهت بانسحابه المخزي من إقليم (أوزو ) معترفا أنه عائد لتشاد ، مما يدّل على أن حربه تلك كانت مفتعلة لحسابات شخصية ظالمة لا تليق إلا بشخص يعتقد حقيقة أنه ملك ملوك أفريقيا ، وبالتالي يحق له التصرف في القارة الأفريقية كما يريد.

الثالثة : هي حاجة ديكتاتور ملوك أفريقيا لربع المليون دولار هذا من الصحف المغربية ، كي يعوض ولو قليلا مبلغ المليارات الثلاثة التي دفعها لضحايا إسقاطه لطائرة بان أمريكان المعروفة باسم (جريمة لوكربي ) ، وكذلك مبلغ إل 170 مليون دولار التي دفعها لضحايا الطائرة الفرنسية التي اعترف بأنه أسقطها عام 1989 فوق صحراء النيجر .

خطورة الرضوخ لابتزاز عميد الحكام العرب

إن هذه الخطورة التي أجازها أو مرّرها القضاء المغربي لا تليق بحرية الصحافة المغربية التي تمارس النقد بحق كبار المسؤولين المغاربة ، ولا تليق بالصحافة العربية عموما التي حققت في الأعوام الأخيرة في العديد من الأقطار هامشا واسعا من الحرية تخافه غالبية الأنظمة ومسؤوليها . إنها سابقة ستشجع العميد وغيره من المستبدين على ممارسة هذا الابتزاز لإخافة منتقديهم ، كي تمرّ جرائمهم بدون نقد أو تعريف الشعب بهذه الجرائم ، خاصة أن العقيد تحديدا لن يعدم وجود ملف للابتزاز مع أية دولة عربية ، بينما هو لا يستطيع أن يحرك ساكنا ضد أية صحيفة غربية أو صحيفة عربية تخضع للقوانين الأوربية والأمريكية ، وهذه الصحف نادرا ما تخلو من نقد سياسات إمام المسلمين ملك ملوك أفريقيا ،خاصة في ملف حقوق الإنسان الليبي الذي يعتبر من الملفات القذرة في العالم من حيث مستوى القمع والاعتقال وإخفاء المعارضين أي قتلهم سرا.

إن التضامن مع هذه الصحف المغربية الثلاث واجب وطني وقومي وذلك ليس من أجلها فقط ، بل من أجل الصحافة العربية عموما في معاركها وتصديها للديكتاتوريين والمستبدين ، حتى لو انتحلوا صفات إمام المسلمين وملك ملوك أفريقيا وعميد الحكام العرب ، المتربع على قلب وثروة الشعب الليبي منذ سبتمبر عام 1968 ، فحرية الصحافة جزء أساسي من حرية الشعوب التي صادرها هذا العقيد وأمثاله.



#أحمد_أبو_مطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطاب مشعل الأخير
- دروس الانتفاضة الإيرانية الأخيرة
- استحالة الموافقة على الوطن البديل فلسطينيا وأردنيا
- خامئني في خطبة الجمعة
- مظاهرات الشعب الإيراني: رسالة للعرب الإيرانيين
- دويلة نتنياهو الفلسطينية : مجرد محمية إسرائيلية
- الوضع اللبناني بعد الانتخابات
- الحوار الفلسطيني: عظّم الله أجركم
- خطاب أوباما : وقائع جديدة أم مجرد علاقات عامة
- أنا والنظام الإيراني والسوري في الاتجاه المعاكس
- الحراك السياسي الأردني وتخوفات المستقبل
- إخوان سوريا: جرائم متبادلة وانتهازية استراتيجدية
- دعوة عامة لتشييع جثمان الحوار الفلسطيني
- زيارة البابا الأردنية
- البعد الإسرائيلي ليس غائبا ، لكنه شماعة تخلفنا وهزائمنا
- لماذا المزايدة على الجبهة المصرية دون باقي الجبهات؟
- قرارات حزبية سورية لم تجرؤ إسرائيل على التفكير فيها
- خلية تجسس حزب الله في داخل مصر
- تضامنا مع الشعب العربي الأحوازي
- حوار الطرشان وجنايات حماس


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أحمد أبو مطر - ديكتاتور ملوك أفريقيا في مواجهة الصحافة المغربية