مبروك للعراقيين ما حققوه بالدم

نوري جاسم المياحي

الحوار المتمدن-العدد: 2695 - 2009 / 7 / 2 - 06:56
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

مبروك لكل عراقي حر وشريف ان يفرح بيوم 30 حزيران 2009 وماتحقق فيه من انسحاب للقوات الامريكية خارج المدن .. ان هذه الخطوة هي الخطوة الاولى على الطريق لاستعادة العراق سيادته واستقلاله .. قد لايدرك البعض ممن لايعيش في العراق اهمية هذه الخطوة وناثيرها النفسي على العراقيين .. فالعراقي كان عندما يشاهد الدوريات الامريكية وهي تجوب الشوارع بتحدي وحرية يشعر بالذل والمهانة .. لان وطنه الحبيب محتل .. بالرغم من أن البعض يطيب له تسميتها القوات المحررة والصديقة .. اما غالبية المواطنين يتملكهم الخوف عندما يشاهدوها فعليهم التوقف وفي بعض الاحيان لساعات كي يمر الرتل العسكري حتى لو كان هذا الرتل لشاحنات فارغة .. كما يتملكه الخوف من ان يفتحوا النار عليه وعلى عائلته في حال تعرضهم لاي حادث طاريء لاعلاقة للمواطن وعاثلته به .. كما يتمزق داخليا عندما يشاهد الدبابات وهي تتلف الجزرات الوسطية والارصفة للشوارع .. ويتألم عند مشاهدته ابن البلد سواء من الجيش او الشرطة وهو يقدم فروض الطاعة والاحترام للجندي المحتل .. كما يتألم عندما يتذكر انهم من دمروا البلاد وتسببوا في قتل وتشريد العباد .. كما يتألم عندما يتذ كر ان حرمة البيت العراقي والعائلة العراقية قد انتهكت تحت مختلف الذرائع .. يتألم عندما يتذكر ان المحتل وعملائه هو من اجج الفتنة الطائفية والعرقية .. يتألم عندما يتذكر عشرات الالوف من العراقيين قدمهم الشعب العراقي شهداء ولا زال على مذبح الحرية
ويتألم عندما يتذكر الجيش العراق العظيم والقوي اصبح اليوم بلا دبابة او طائرة او صاروخ او قوة بحرية .. سوى بندقية الكلاشنكوف القديمة والتي اكل عليها الدهر وشرب .. يتألم عندما يشاهد المليشيات المسلحة تطرد الجيش وتمنعه من تأدية واجباته الوطنية والعراق فيه دولتين ودستورين .. ودول الجوار تفتي بقتل شعبه واباحة دماء ابناءه .. كيف لايتألم وقد قاتل ثماني سنوات ودفع مليون شهيد في حربه مع ايران من اجل الدفاع عن الحدود الشرقية للامة العربية .. وهم الذين تامروا على الشعب العراقي وشجعوا وساعدوا المحتلين على تدمير العراق وشعبه ولا زالوا يرسلون انتحاريهم لقتل الفقراء والمساكين الابرياء يحجة الجهاد ضد الامريكان .. اليوم خرج الامريكان من المدن العراقية وغدا بعون الله ومساعي الغيارى والنشامى من العراقيين سيخرج المحتلين من كل العراق مشكورين لتخليص الشعب العراقي من دكتاتور احمق كانت سياسته الحمقاء هي السبب في ما اصاب الشعب العراقي من ذل وهوان .. وبهذا اليوم المبارك اناشد الساسة العراقيين الاستفادة منه بالتفكير بحماية وحدة العراق والضرب بيد من حديد على ايدي الفاسدين وتطبيق العدالة والحرية والمساواة لكل العراقيين وبلا استثناء ومحاربة الطائفية والطائفين ونبذ المحاصصات .. واذكرهم ان لاسيادة للعراق مادام العراق خاضع للفصل السابع من قرارات الامم المتحدة .. فلولا شروط هذا الفصل الظالم لما احتل العراق .. ان فرحتنا لن تكتمل الا بالضغط على حلفائنا واصدقائنا الامريكان والانكليز لاخراجنا من هذا الفصل الملعون
مبروك على ابناء شعبا الخطوة الاولى على طريق الاستقلال ..والى مزيد من الخطوات

#نوري_جاسم_المياحي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل