أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - فاطمة الزهراء طوبال - إستراتيجية الثورة الجزائرية في القضاء على الإستعمار الفرنسي















المزيد.....

إستراتيجية الثورة الجزائرية في القضاء على الإستعمار الفرنسي


فاطمة الزهراء طوبال

الحوار المتمدن-العدد: 2701 - 2009 / 7 / 8 - 08:26
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


نعلم أن جيش التحرير الوطني قد ولد في ظروف جد خاصة لم تسبقها أية مرحلة تحضيرية إذ تمكن في ظرف وجيز جدا من إحداث المفاجأة بقلب موازين القوى بانتصاراته العسكرية على أكبر قوة أروبية في العالم و المتمثلة في قوة الجيش الفرنسي الذي أبرز إصرارا قويا للقضاء على الثورة من خلال إستراتيجياته و مشاريعه السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و قوة شكيمته و خططه و تقنياته إلا أن كل ذلك جوبه باستراتيجية ثورية لصد تداعيات الاستعمار الشرسة، تجعلنا نجملها في الإشكاليات التالية: ماهي الخطة التي اتبعتها جبهة التحرير الوطني لإلحاق الهزيمة بالحكومة الفرنسية و في العديد من المحطات التاريخية الكبرى ؟ و إلى أي مدى تمكنت الإستراتيجيات الفرنسية الحربية من عزل الثورة عن قاعدتها الشعبية ؟
إستراتيجية الثورة : لقد أولت الثورة الجزائرية اهتماما كبيرا للعمل الفدائي الذي من خصائصه الكتمان و السرية و الحيطة و الحذر الدائم حيث كانت تلك الأعمال الفدائية موجهة إلى تصفية غلاة المعمرين و الخونة و بث الرعب في نفوس الفرنسيين ، بالإظافة إلى قيام اللجان الثورية بالتوعية السياسية و التعبئة الشعبية مما أدى إلى ارتفاع عدد المجاهدين .
هذا ، وقد لعب مكتب جبهة التحرير الوطني في القاهرة الذي كان يشرف عليه أحمد بن بلة ، آيت أحمد ، محمد خيضر دورا كبيرا في إقناع الدول العربية بضرورة الإسراع في تقديم العون لدعم الثورة و مدها بالسلاح إذ وصلت أول شحنة من سفينة مصرية " انتصار " في ديسمبر 1954 م حيث أنزلت حمولتها بالقرب من مدينة طرابلس و أخذت طريقها إلى الجزائر على ظهور الجمال و عبر الجنوب التونسي و استطاع محمد بوضياف من خلق شبكة نشطة في مدينة برشلونة لشراء الأسلحة و إرسالها إلى الشمال المغربي مخبأة في براميل الطلاء و من هنا تأخذ طريقها إلى الجزائر بعدما شددت الرقابة الفرنسية على الحدود الشرقية ، أما بخصوص المؤن فلقد بادر جيش التحرير الوطني إلى حفر مخابىء و مغارات لخزنها في أماكن يصعب على قوات العدو الوصول إليها بعدما تخضع لجمع الإشتراكات و الزكاة .
هذا ، و في الحديث عن الأساليب القتالية لجيش التحرير الوطني ففي ظل انعدام التكافؤ في موازين القوى بين وحدات الجيش و القوات الفرنسية إعتمدت إستيراتيجية الجبهة على انتهاج أسلوب حرب العصابات من أجل تفادي المواجهة الكلاسيكية المباشرة مما يقلل من خسائر جيش التحرير و يلحق أضرارا بالغة بالجانب الفرنسي ، كما اعتمدت على الهجمات الخاطفة و أعمال التخريب لخطوط المواصلات مع نصب الكمائن للقوافل المدنية و العسكرية و قد اختير لهذا الأمر أفواجا تتميز بخفة الحركة و المرونة في التخطيط و لقد أحدث مؤتمر وادي الصومام 20 أوت 1956 نقلة نوعية في المسار التطوري للجيش بتوحيد النظام السياسي و العسكري عند كل مسؤول محددا هدف الثورة المتمثل في الإستقلال و طريقها إليه العمل المسلح ، كما وضع نظام عسكري من خلال هيكلة تنظيمية واحدة من القاعدة إلى القمة و قام بتوحيد هذا النظام من حيث تشكيلاته و رتبه وقياداته .
و لم تقتصر قيادة الثورة على العمل العسكري و إنما تعدته إلى ميادين سياسية و تنظيمية و ذلك بإنشاء خلايا و لجان و مراكز من أجل عزل الجماهير عن الإدارة الإستعمارية فنصبت " المجالس الشعبية " على مستوى القرى و الدواوير و عينت مسؤولين عليها مركزة في اجتماعاتها على الطابع الديني أما الطابع المالي فقد خصته " للجان الشرعية " من أجل فض الخصومات بين المواطنين و اعتمدت على نظام " المرشدين السياسيين " الذين يشرفون على تلك اللجان و هدفها القيام بالدعاية المضادة للإستعمار من أجل رفع معنويات المجاهدين و المواطنين كما وضعت جهاز مهمته التكفل بالإستعلامات و الإعلام من أجل كشف الخونة بين الأوساط الشعبية و مراقبة تحركات العدو و خاصة من أجل القضاء على قانون " السلطات الخاصة " في عهد " روبير لاكوست " و الذي يعد بمثابة وسيلة للحرب الدعائية النفسية للتغرير ببعض الجزائريين و لقد عمل لقاء الصومام لتفادي ذلك بتشكيل قيادة جماعية للثورة و ذلك بإنشاء هيئات قيادية عليا تمثلت في " المجلس الوطني للثورة الجزائرية " و " لجنة التنسيق و التنفيذ " فأقر مبدأ إشراف و أولوية الهيئة السياسية على الهيئة العسكرية كما أعطى أهمية للحركات النسائية و النقابية و الفلاحية في دعم الثورة التحريرية و بعد هذه الهيكلة التي تمخض عنها المؤتمر تحددت أهداف إستيراتيجية الثورة في السعي للحصول على أقوى ما يمكن من التأييد المادي و المعنوي و النفسي بتدويل القضية الجزائرية في المحافل الدولية فأسند ذلك إلى لجنة الخمسة المنبثقة عن اجتماع 22 و أسند أمر تنظيم الحملات الإعلامية و التظاهرات و الإضرابات إلى التنظيمات النقابية و الجماهيرية من أجل تكذيب الدعاية الفرنسية بوصف الثورة بالأعمال الإجرامية أمام الهيئات العالمية و عرض القضية الجزائرية على هيئة الأمم المتحدة حيث أثارت حادثة العدوان الثلاثي على مصر 1956 و اختطاف قادة الثورة 22/10/1956م و حادثة ساقية سيدي يوسف 08/02/1958م موجة من التنديد في العديد من الدول مثل الو.م.أ و بريطانيا ففرضت القضية الجزائرية نفسها على جلسات الدورة 11 لهيئة الأمم المتحدة فأدرجت في جدول أعمال هذه الجلسة ، فنجحت دبلوماسية الجبهة بتدويل القضية في 15/02/1957م الأمر الذي أدى إلى استقالة غي موليه 21/05/1957م .
و لقد أدركت الثورة أهمية سلاح الإعلام في كسب حربها ضد العدو الفرنسي فلعبت صحافة التيار الإستقلالي الممثلة لحزب الشعب دورا هاما في تأدية رسالتها الوطنية و انتهجت الجبهة أسلوب الإعلام الشفهي لشرح أهداف الثورة و إطلاع الشعب على انتصارات وحدات جيش التحرير الوطني و النشريات المحلية مثل " الوطن " 195م و صوت الجبل و صدى التيطري ، أما الإعلام الموجه للخارج فلقد تم عن طريق الندوات التي يعقدها ممثلوا الجبهة حيث يتم نشرها عن طريق وكالات الأنباء الدولية فلعبت جريدة الأهرام المصرية دورها للتعريف بالثورة الجزائرية بالإظافة إلى الإذاعات كصوت العرب و القاهرة مشيدة بانتصارات الجيش و نجحت الجبهة بإصدار أول صحيفة " المقاومة الجزائرية " في أواخر 1955م لتكون أول صحيفة ثورية ذات طابع وطني ناطقة باسم الثورة حيث كلف مؤتمر الصومام " محافظون سياسيون " للقيام بدور رجال الإعلام و عين عبان رمضان مسؤولا عن ذلك .
الخاتمة : لقد أثبتت هذه المحطات في أن الجزائريين لم يكونو أقل كفاءة و مقدرة من الفرنسيين في استنباط الأساليب و التكتيكات و الحلول و التي مكنتهم من تجاوز كل العوائق و الصعاب فحققوا الإستقلال الوطني.



#فاطمة_الزهراء_طوبال (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- نجا بأعجوبة.. صاعقة تضرب قريبًا جدًا من رجل توصيل
- -هذا هو الهدف الاستراتيجي الأكبر لإسرائيل في سوريا- - مقال ر ...
- كل ما تريد معرفته عن خليفة حفتر.. رجل ليبيا القوي وحلفاؤه في ...
- أضرار بالغة.. الهجوم الإيراني على مصفاة حيفا كبّد إسرائيل خ ...
- لوحة جدارية عملاقة في فرنسا تنتقد سياسات ترامب في مجال الهجر ...
- اكتشاف علمي سويدي يعيد الجدل حول تجدد خلايا المخ البشري
- فرنسا تطوي وجود عسكري استمر 65 عاما في السنغال
- القوات السورية تنسحب من السويداء وإسرائيل تقصف دمشق.. ما الت ...
- قتيلان وجرحى إثر هجوم على كنيسة كاثوليكية في غزة والبابا يدع ...
- ماذا تريد إسرائيل من قصف دمشق؟


المزيد.....

- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - فاطمة الزهراء طوبال - إستراتيجية الثورة الجزائرية في القضاء على الإستعمار الفرنسي