أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد خليل بِله - ربيع طهران قد هبت نسائمه فمتى يابغداد يلتحق الركب














المزيد.....

ربيع طهران قد هبت نسائمه فمتى يابغداد يلتحق الركب


عماد خليل بِله

الحوار المتمدن-العدد: 2690 - 2009 / 6 / 27 - 08:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد يصح القول ان مايحدث في ايران يجد صداه في العراق قديما، لكن من الواضح انه صحيح ومتبادل بعد دخول البلدين في الاسلام.
تمكنت حركة رجال الدين من قطف ثمار ثورة الشعب في ايران 1979 وتحكمت منذ ذلك الوقت بالسلطة فيه، وليس ما يتناقض بهذا مع مسيرة التاريخ فالاسلام مكون اساسي من المكونات الاجتماعية الثقافية في ايران، ويعتبر كثير من المتابعين ان القيادة الاولى للسلطة كانت تهدف بقناعاتها الى بناء نموذج دولة اسلامية تحقق درجة واضحة من العدالة الاجتماعية مستلهمة الثقافة والفقه الشيعيين، غير انه وكما يحدث غالبا في تجارب الشعوب تنحرف الثورة عن اهدافها عندما يتمكن منها المتطرفون والانتهازيون لتبتعد في ممارساتها عن مصالح الشارع الواسع وفي واحدة من صورها تستبدل بناء الانسان والاقتصاد لترفيه حياة المواطن بمشاريع التسليح والعظمة الفارغة ، لتتشكل عوامل الصراع بين السلطة والشعب الذي يشعر بالخداع، وفي ايران لم يبتعد الزمن كثيرا منذ سقوط الشاهنشاهية لتنطلق مظاهرات الاحتجاج ضد حكومة الولي الفقيه وتمثلت بتظاهرات فقراء طهران ضد قرار السلطة المرتجل بازالة مساكنهم عام 1989 .
في سنوات البداية للتغيير الثوري يمكن تبرير الاخطاء تحت يافطة عدم وجود خبرات كافية في ادارة الدولة ولعدم امتلاك برنامج سياسي لقيادة البلاد كمعظم التنظيمات السياسية ذات الطابع الديني غير ان استمرا رالمسيرة وباصرار على الاخطاء وتراكمها يؤدي الى تاكل الاسناد الشعبي للقوى الحاكمة. ان رياح التغيير اخذت طابعا منظما منذ رئاسة خاتمي وان كانت ضمن حركة اصلاحية داخل محيط الثورة -ان صح التعبير- وكان لهذه الحركة ان تحد من امكانية ظهورتيارات تمتلك توجها كامل الاختلاف لو تمكنت من قيادة البلاد. وحدث العكس اذ ازداد التطرف منذ تسلم نجاد لرئاسته الاولى وكثرت الازمة بين حكومة ايران والمجتمع الدولي كما تفاقم الصراع الداخلي ليجد له تعبيرا متقدما في احتجاجات الرفض المتواصلة لنتائج الانتخابات الاخيرة وحتى لو صح وفاز احمدي نجاد ب60% من الاصوات فان باقي المئة يقترب من نصف الشعب ويؤشر الى تصاعد مستقبلي لحجم قوى الاصلاح.

يقول الولي الفقيه في رده على التظاهرات هي تحركات لعملاء الغرب ، وقد تلقف رجال السلطة العبارة ليبدؤا تحضيراتهم لعمليات قمع تفاقم من عدد الضحايا وعمليات التخريب اذا ما تمت في الايام القريبة. اذن هي نفس التهمة الجاهزة للاستخدام من قبل الانظمة الشمولية للهروب من مواجهة الحقيقة وعدم رؤية الاخطاء في البلد ، اذ ليس من المعقول ان تتحرك كل هذه الالوف من المواطنين بتوجيه اجنبي ويفضح ذلك قول خامنئي نفسه بان كل المرشحين للرئاسة هم ضمن خط الثورة، بمعني لا عميل للاجنبي بينهم. وما هذا بغريب فدائما ما يلجأ الحكام الى الهروب من معالجة الواقع باتهام الاخر والاساءة اليه ان كان محليا او غير محلي ، فقد اتهم انور السادات احتجاجات فقراء مصرعام 1978 وسمى متغابيا ثورتهم بانتفاضة الحرامية ، وليس صدام عنكم ببعيد فقد كانت انتفاضة الشعب العراقي في 1991 في تصوره حركة غوغائية.
من المؤكد ان توازن القوى الحالي ليس لصالح الشارع التحرري فما زالت جبهة المحافظين تمتلك ادوات قمع قوية كافية لقمع الحركة التي يمكن وصفها بالتمرين الكبير قبل التغيير المنتظر. ينسى المتسلطون دائما ان تحكمهم لن يدوم الا سنوات هي في عمر الشعوب قصيرة. ورغم ان حركة المعارضة ممثلة يقياداتها محاولة اصلاحية في مسيرة الثورة لكنه ايضا من الواضح الانشقاق الفكري بين اركانها ولقد اخطأ الولي الفقيه بانحيازه الى جانب صناع المخاطر التي نتيجتها خراب البلاد وفقد امكانية لعب دور الوسيط للخروج من المازق.

وبما ان التشابك بين وضعي العراق وايران على سعة كبيرة فهل يتعض لاعبوا السياسة العراقيون مما يحدث في الدولة الجارة ، خاصة مستخدموا الغطاء الديني ليتجنوا خسران التاريخ؟ هل من الممكن ان يكون التحرك الجاري لاعادة تشكيل الائتلاف بداية للاصلاح؟ هذا الاصلاح الجد ضروري لاستعادة المصداقية و استعادة الثقة التي احرقت معظم وشائجها مع الشارع. والاصلاح بحاجة الى شروط عدة وصعبة القرار يمكن ان يكون منها الانتماء الثابت الى العراق شعبا وارضا ، و العمل خلال برنامج يخدم مصالح الشعب العراقي نصا وروحا ، والتخلص من السيطرة الغاشمة لعنصرية قومية ضيقة فرضت بدون حق تمثيلها لشيعة العراق، وعدم حصر تمثيل المكونات العراقية الاخرى بتشكيل سياسي واحد، ومن المهم اعادة واستعادة ثروات العراقيين المنهوبة خلال الحكم الحالي والسابق والبدا بالنفس اولا. قد تكون هذه من مقومات السير في الطريق الفعلي لاستعادة الذات الفكرية والعقائدية المغيبة وليس الترقيع التضليلي.
ورحم الله الراحل رشدي العامل حين قال ( والشارع مهما يندحر الشارع ينتصر... والموت)

عماد خليل بله
حزيران 23 2009





#عماد_خليل_بِله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكوتا ملائمة للظروف الانية للعراق


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد خليل بِله - ربيع طهران قد هبت نسائمه فمتى يابغداد يلتحق الركب