أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم سوزه - النظام الاسلامي في ايران والثورة الخضراء














المزيد.....

النظام الاسلامي في ايران والثورة الخضراء


سليم سوزه

الحوار المتمدن-العدد: 2690 - 2009 / 6 / 27 - 08:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تداعيات الازمة الايرانية الداخلية او ماتعرف بالثورة الخضراء كناية ً عن الخرق الخضراء التي استخدمها انصار المرشح الاصلاحي مير حسين موسوي وما اعقبها من مظاهرات ومسيرات احتجاجية هي الاولى في قوتها منذ تاريخ انتصار الثورة الاسلامية بقيادة الراحل آية الله الخميني، لم تأت ِ اعتراضاً على نتائج الانتخابات الرئاسية التي افرزت فوز احمدي نجاد بولاية ثانية متقدماً على اقرب منافسيه موسوي باكثر من 13 مليون صوتاً .. بل بصراحة هي انتفاضة شعبية لها دلالات سياسية كبيرة اخذت من النتائج الانتخابية ذريعة فقط لتكون الشرارة الاولى في ايقاد شعلة تلك المظاهرات.

طبيعة هذه المظاهرات رغم المطالب الظاهرية التي حملتها شعارات المتظاهرين الراغبين باعادة الانتخابات بسبب التزوير التي تعتقدها تلك الجماهير الغاضبة، لم تكن الاّ بوادر ظهور حركة تصحيحية كبيرة للسياسة الايرانية خصوصاً السياسة الخارجية .. فالمتظاهرون ومعهم قياداتهم الميدانية من كبار الاصلاحيين كمير حسين موسوي وخاتمي ورافسنجاني وكروبي والذين كانوا اعمدة الثورة الايرانية وقادتها طوال عمر الثورة، لم يعد يخفون حقيقة ما يصبون اليه من خلال تأكيد بعضهم بان القضية لم تعد قضية تزوير في الانتخابات، بل قضية نظام سياسي يحتاج الى التصحيح والتقنين نحو المدنية والاعتدال في الخطاب السياسي العام وبناء علاقات متزنة ومرنة مع العالم، وان شكل النظام الاسلامي الحالي بخطابه المتطرف لم يعد الآن مقبولاً من الايرانيين انفسهم قبل غيرهم .. وهو بلاشك تطور جريء في خطاب المعارضين وتمرد واضح على المبادئ الاساسية لبنية النظام الاسلامي والثورة الايرانية التي يقودها احد اكبر مراجع التشيّع في العالم آية الله علي خامنئي.

باعتقادي لم يكن يجرؤ الاصلاحيون طرح مثل هذه الملاحظات القوية، بل لم يفعلوها قبل الانتخابات ولا حتى التلميح لهذه المفردات في برامجهم السياسية وقت المنافسة .. وفي ذلك اسباب كثيرة اهمها حسب تصوّري، لم يتوقع الاصلاحيون حجم التأييد الشعبي لتلك المطالب الاّ بعد الاحتكام الى الشارع الذي افرز بشكل قاطع ان نسبة كبيرة من الايرانيين يرغبون بتجديد الخطاب الديني ليوائم الجيل الايراني الحالي والتغيّرات العالمية الالفينية .. مما الهم قادة الاصلاح في ايران الى مواصلة اللعبة والانتقال من المطالب الجزئية الى مطالب عامة تمس كينونة النظام الاسلامي نفسه ولو بشكل دبلوماسي سياسي غير صريح احياناً خشية استفزاز مراجع الدين المحافظين الذين يمتلكون مفاتيح قلب المعادلة في اي لحظة وبفتوى واحدة فقط لتكون النهاية المأساوية لمشاريعهم وخططهم لحساب المحافظين من معسكر نجاد ورفقائه.

سبب آخر مهم في تطور مطالب الاصلاحيين، هو وصول باراك اوباما الى البيت الابيض لكن ليس على طريقة نظرية المؤامرة بانه وراء ما يجري في ايران كما يراها معسكر المحافظين وكعادة دولنا في الشرق الاوسط التي ما انفكت تتهم الغرب في كل مشكلة داخلية صغيرة كانت ام كبيرة .. اوباما الرئيس ومن خلال سياساته وخطاباته ورغبته المميزة في اقامة علاقات ممتازة مع المحور العربي والاسلامي، اشعل لهيب الجمهور الايراني المتحمس بانها الفرصة الممتازة في تحسين العلاقات الايرانية الامريكية وبالتالي مع دول العالم الاخرى .. وان وجود رجل في السلطة مثل موسوي (على الاقل كخطوة اولى في هذه الفترة) يجعل الامور اسهل في التعاطي مع هذا الملف الشائك، ملف العلاقات الايرانية الامريكية.

اما نجاد فسوف يقضي على ما تبقى من بصيص امل تترقبه الجماهير الايرانية في استغلال الفرصة المؤاتية لتحسين دور وصورة ايران الخارجية التي اتسمت بدعم منظمات وحركات كان لها باع طويل في خلط الاوراق والعبث باستقرار الآخرين في عقر دارهم والتجربة العراقية خير برهان على مانقول ...

ثمة امر مهم يجب التنويه له وهو ان الاصلاحيين ليسوا دعاة تحوّل راديكالي جذري على النظام الاسلامي الذي ينتمون له .. بل هم نقطة اتصال بين جيلين مختلفين في فهم الثورة وتصدير ادواتها الى العالم، جيل كان يرى شعارات الشيطان الاكبر وتحرير القدس وتصدير الثورة وكل يوم عاشوراء وكل ارض كربلاء هي ما تصلح لكل مرحلة وزمان، وآخر يرى بان التاريخ غير مقدس، بل من صنع البشر وثمة تاريخ لكل مرحلة لابد ان يستجيب للواقع في نهاية المطاف.
باختصار شديد جيل واقعي يرى بان السياسة ليست امراً مطلقاً انما شيء نسبي تحكم نظريات الورق وتوجّهاتها.

من هنا جاءت ملامح توجّهات الاصلاحيين التي شددت على شعار "ايران اولاً" والتي تضمر الاستياء من دعم اصدقاء الخارج حيث لا ضرورة كما يرون في دعم فلسطين ولبنان ومنظمات حماس وحزب الله وفصائل المقاومة العراقية للاحتلال الامريكي .. كما لا ضرورة ايضاً في انفاق ملايين الاموال على السياسة الخارجية في حين مازالت ايران تدور في فلك الدول النامية على رغم من تطور صناعاتها ونتاجاتها في كل المجالات. ايران اولى باموالها من غيرها ولا داعي في الاستمرار بسياسة العداء للغرب الى مالانهاية، هذا ما يؤمن به الاصلاحيون.

انها ثورة خضراء فعلاّ لكني اعتقد بانها ليست قوية بما يكفي للتأثير على النظام القائم في ايران، فمازالت ايران المحافظة تمتلك عناصر قوة كثيرة في ردع اي ثورة او انتفاضة تسعى النيل من شكلها وفلسفتها وطريقة ادارتها للحكم .. واهم تلك العناصر الطاقة الروحية الدينية الموجّهة باتقان وحرفنة للدفاع عن الثورة الاسلامية وقادتها الحاليين في ايران.





#سليم_سوزه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى دولة رئيس الوزراء ووزير المُهجّرين المحترمين
- وَحدَه أدونيس يُلهمني
- الى الحركة الشعبية لاجتثاث البعث، البعثي بعثي ولو طوّقته بال ...
- معسكر اشرف يُطيح برأس الربيعي
- بعيداً عن السياسة وقليلاً من الفكاهة، هادي ابو رجل الخضرة
- امتيازات اعضاء مجلس النواب العراقي
- محكمة الفيليين ام محكمة سامية عزيز؟
- الدويتو، ظاهرة جديدة في عالم الكتابة
- صراع اتحاد كرة القدم، الى اين!!!
- ايرانيون وان لم ننتم
- ثقافة الاستقالة ودورها في تأصيل المجتمعات المسؤولة
- حزب الدعوة يُشهر كارته الاصفر بوجه المجلس الاعلى
- وجهة نظر في المُعترك الانتخابي القائم
- -مدنيون- في مدينة الصدر
- انبثاق الاتحاد العراقي لاساتذة الجامعات والكفاءات المستقل
- (قندرة) تصنع بطلاً قومياً جديداً
- هل هي مرحلة الشيوعيين الآن؟
- الحوار المتمدّن، اَلَق مستمر وروح متجدّدة
- قريب جداً من سيد القمني
- مَن هم الرافضون للاتفاقية الامنية


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم سوزه - النظام الاسلامي في ايران والثورة الخضراء