يميات زوجة عاملة /اسئلة امتحانية

انتصار السعداوي

الحوار المتمدن-العدد: 2689 - 2009 / 6 / 26 - 08:14
المحور: الادب والفن
    

يوميات زوجة عاملة (2 )

كلما رأيت جارتي أم علي وأنا عائدة من عملي ظهرا ,وهي تتحرك في المطبخ تصنع العصائر والمثلجات وتحضر النواشف لغذاء العصريات . اشعر بالغيرة والحسد وأنا اكلم نفسي بلغة ( الليش وما الفرق بيني وبينها ؟) .وهي تلوح لي بحركتها خلف ستار ة الشباك القريبة من الشارع وقد انصرفت من دوامها في المدرسة قبلي بساعات وشبعت نوما وترطيبا وتبردا .وهي تشير لي بيدها من وراء الستار(دوري )وتشير لي بقدح عصير . لا استطيع مقاومة إغراء المثلجات وأدور للتوقف عندها دقائق لإلقاء التحية والاطلاع على آخر إبداعاتها الغذائية والسياحية .
كانت ترتدي دشداشة (كودري )بلون وموديل جذاب يعكس ذوقها الرفيع رافعة شعرها بتسريحة بسيطة وتتزين بماكياج بسيط .وصادف عودة أطفالها من المدرسة ولم يتعدى استقبالها لهم بكلمة شلونك بالامتحان ؟ وهي تدخل قدميها بجورب اسود سألتني :هل تأتين معنا سنذهب اليوم الى القاسم نزور ونصلي ونتسلى ومثل مايقول المثل( زيارة وتسيارة) . قلت لها أنت تعرفين شغل البيت والجريدة وامتحانات الجهال ليس لي متسع من الوقت .قالت لي بتذمر وهي ترتدي حذاءها العالي الأنيق واللامع وتضع عباءتها على رأسها :اووووووووووووه( لا شغل البيت يخلص ولا شغل الدائرة يخلص ولا مشاكل الجهال تخلص ) .تأملت طريقتها المتذمرة بالتعبير عن مشاعرها تجاه الالتزام المفرط بالجانب العملي والمادي من الحياة .
ترى مالذي نتميز بت عن هذه المراة البسيطة ،عالية الذوق والأناقة ،متعلمة مقبولة اجتماعيا .لها عمل أيضا وأولادها يشبهون أولاد الموظفات وزوجها طيب متفهم مثل أزواج النساء العاملات وبيتها بسيط مثل بيوتنا جميعا .إذن لماذا لااستطيع الذهاب معها للزيارة والتسيارة والاستمتاع بقدسية الأثر الروحي لهذه المزارات .لماذا اشتري المثلجات والعصائر والمعجنات والأكلات الخفيفة من الخارج ولا اخصص وقتا لصناعتها في البيت ؟ لماذا لا اسمع لأولادي دروسهم وأراجع مايكتبون في امتحاناتهم ؟لماذا لا اخرج بهم في نزهى بين أوقات مراجعتهم لدروسهم لتخفيف التوتر والقلق على مصيرهم العلمي ؟ماذا لو ساعدت وجي في عملية التسوق ؟وماذا يحصل دعوت صديقة اوقريب على موعد غداء اوعشاء لاعلاقة له بالعمل ؟وماذا يحصل لو رافقت جارتي ام علي الى زيارة القاسم ؟أسئلة امتحانيه.تنتظر أجوبتها بدون خيارات

#انتصار_السعداوي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل