أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - انتصار السعداوي - يوميات زوجة عاملة ..البطيخة المدللة














المزيد.....

يوميات زوجة عاملة ..البطيخة المدللة


انتصار السعداوي

الحوار المتمدن-العدد: 2688 - 2009 / 6 / 25 - 09:52
المحور: الادب والفن
    



بدأت نهارات الصيف الطويلة المحملة برائحة التعب من مسيرة العمل اليومي وحرارة الشمس الظهرية والتي تلوح لنا بمتاعب النصف الثاني من اليوم الصيفي ونحن نبحث عما يطفئ هذه الحرارة كل يوم بعد انتهاء مسيرة العمل بعلبة مثلجات عائلية او كيس من الفاكهه ,وأنا خارجة يوم أمس من عملي قررت ان اشتري بطيخة ,قال البقال ان اصغر بطيخة بسعر أربعة آلاف دينار وترددت قليلا ثم ساومت الرجل وحصلت عليها ب3500 دينار .
وأنا في الحافلة بين كربلاء والهندية كنت احضن البطيخة كطفل خوفا من ان تنزلق وتنكسر ,سألتني سيدة بجواري عائدة من عملها هي الأخرى .بكم كيلو البطيخ اليوم ؟وكأنه دولار قلت لها ب750 دينار .قالت السيدة بحزم :(بعد وكت هسه الفقير مايكدر ياكل بطيخ عود من يرخص نكوم نجيبة كواني وتاكل الجهال )انزعجت قليلا وشعرت بالحرج وأردت أن أتبرع لها بالبطيخة .فتناولت طرف الحديث سيدة اخرى في المقعد الخلفي ولماذا لاياكل الفقير والغني في وقت واحد .السنا من بني آدم ؟ومن يضمن اننا نستطيع ان نأكله بعد شهرين ومن يضمن حياتنا بعد شهرين ؟
فالتفتت أليها السيدة ذات الزنابيل المصنوعة من سعف النخيل وقد أفرغت مابها في سوق شعبي في كربلاء .قالت ببساطة (لان الدنيا لازم يصير بيها فقير وغني ويكدر وما يكدر وعنده ومعاندة .هاي هي سنة الحياة .والله خلقها مثل الميزان بيها زايد وناكص وإحنا شغلنا نزود الناكص حتى ينعدل الميزان )
فقالت لها السيدة الأخرى وماذا يأكل الفقير في هذا الحر ليطفيء حرارته ؟
فأجابت السيدة ذات الأربعينات من عمرها (.ياكل خيار. الخوير رخيص والطميطة رخيصة .لو ياكل غنصين باكلا هم رخيصة والخضرة هواي ورخيصة .الفغير ياكل الرخيص وينتظر الغالي من يرخص بس مايرخص عركة جبينة )
صمتت السيدة المناظرة الأخرى وكرهت تلك البطيخة وأردت التخلص منها بأي طريقة .فكيف أقدمها لامرأة تحمل فلسفة العراقيات الشجاعات المتواضعات ؟ ووجدت السيدة الأخرى لاتستحقها .فقلت للمرأة ذات الزنابيل :ياأخت كلامك هذا فلسفة وبفلسفتك هذه حتما أنجزت شيئا مها للوطن .قالت أنها ربّت أولادها السبعة على هذا المبدأ وكلما كبر احد أولادها من البنين أو البنات وبلغ العاشرة من عمره قالت له احمل سلاحك وقاتل من ا جل لقمة العيش وهي تقصد ان يحمل (الكرك) ويحرث الأرض ويرعاها لتسفر عما يأكله ويحفظ كرامته وتحميه من الضعف والعوز والمذلة .
تلك الأرض الطيبة مهما كانت صعبة أنجبت هذه السيدة القوية والتي أنجبت هؤلاء الرجال المتماسكين وستنجب مرة اخرى للتأريخ ماينظفه من الشوائب التي تعكر صفوه وتشوه الحقيقة .
انقضى طريق كربلاء طويريج .وحين دخلت بيتي استقبلني ابني قائلا الله يساعدك ماما فانفرطت البطيخة من حوزتي الى ذراعيه بسهوله




#انتصار_السعداوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات زوجة عاملة


المزيد.....




- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - انتصار السعداوي - يوميات زوجة عاملة ..البطيخة المدللة