كأس القارات وراية العراق

أزهر بتي

الحوار المتمدن-العدد: 2689 - 2009 / 6 / 26 - 05:54
المحور: عالم الرياضة
    

تابع العراقيون بأطيافهم المتعددة قومياً ودينياً المنتخب العراقي في كأس القارات الثامنة والتي تستضيفها جنوب أفريقيا حالياً، من يقرأ العنوان قد يتصور إن خبيراً أو محللاً رياضيا يكتب مقالاً عن المشاركة العراقية في هذه المنافسة العالمية وسوف يتطرق إلى تحليل رياضي صرف للمنتخب العراقي من حيث إدائه وطريقة لعبه وما شابه ذلك ليقف على الأسباب التي كانت وراء النتائج الغير مرضية للجماهيرالرياضية العراقية من شماله إلى جنوبه.
في واقع الأمر أنا هنا بصدد الكتابة عن موضوع أخر هو بعيد كل البعد عن التفاصيل الرياضية وله علاقة مباشرة بالسياسة ولنطلق عليها هنا (السياسة الرياضية)، منذ الأيام الأولى لكأس القارات الثامنة وقبلها كذلك بعدد أخر من الأيام كانت الإعلانات عن هذه هذه البطولة والفرق المشاركة فيها تتخلل البرامج المختلفة والمتنوعة على أكثر من قناة واحدة تباينت بين القنوات الرياضية والسياسية والفنية كذلك، وما جذب إنتباهي في هذه الإعلانات كان العلم العراقي.
علم الدولة هو هوية لها في المحافل الدولية والعديد منا يعرف الدول من خلال إعلامها وعلم العراق في هذه الدورة كان علم النظام السابق (النجوم الثلاثة وكلمة الله أكبر) وهذا العلم كان ينشر في الإعلانات لهذه الدورة ممثلاً للعراق في عهده الجديد الذي هو مختلف كلياً عن عهده السابق ولقد إستوقفني هذا الأمر وبدأت أطرح على نفسي مجموعة من الأسئلة كان في مقدمتها:
من تولى مهمة متابعة إعلام منتخبنا وأين كان الأخوة المسؤولين على المنتخب من وزارة الرياضة والشباب واللجنة الأولمبية وحتى السادة المستشارين الرياضيين (إذا كان هناك مستشارين) للسييد فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس الوزراء، أم أن الأمر هو مقصود بشكل متعمد وهل يعقل أن الدولة المنظمة لا تعرف علم العراق الجديد وإنها لم تسمع بالتغيير الذي حصل في العراق بعد التاسع من نيسان 2003، وأسئلة كثيرة أخرى قد تتبادر الى ذهن المتتبع لهكذا مواضيع.
نعم ،بقدر ما أفرحني مشاركة منتخب بلادي ،منتخب العراق، في هكذا مهرجانات رياضية عالمية وكانت فرحتي ومعي الملايين من العراقيين ستكون أكبر لو تمكن المنتخب من الإنتقال للدور الثاني ولكن هذا هو حال كرة القدم فوز وخسارة والفريق ،أي فريق، يحتاج للجمهور في الملعب لكي يشجعه ويقف وراءه وحتى أبقى ضمن موضوع العلم العراقي كان البعض وهو كثير من الجمهور الذي ان يوازر المنتخب العراقي خلال مبارياته يحمل راية العراق القديمة وهو بكل تأكيد جمهور عراقي بمعنى أنه على علم ودراية بالتغيرات التي حصلت وتحصل في العراق الجديد ورغم ذلك كانت الأعلام القديمة ترفف في جنوب أفريقيا (لربما لم تصلهم الأعلام الجديدة) وهو أمر أحزن الكثير من الجماهير التي كانت تتابع وتشاهد منتخبنا في جنوب أفريقيا ومرة ثانية دارت في ذهني أسئلة أخرى مشابهة للأسئلة السابقة وفي كلا الحالتين كانت الإجابات مشوشة وغير واضحة لدي خاصة ويكل تأكيد معي ملايين أخرى ممن إنتبهو لهذا الموضوع المهم والحساس للحفاظ على الروح الوطنية للإستمرار في بناء العراق الجديد الذي يمتلك علم وراية نتمنى أن ترفف عالياً في جميع المحافل الدولية فمن غير المعقول أن تمتلك دولة أكثر من علم أو راية هنا يرفف علم وهناك يرفف علم أخر وأحيانا في نفس المكان والحدث ترفف لدولة واحدة رايتين أو أكثر ربما في المستقبل فالإنتياه لهكذا أمور أمر مهم جدا وأجد أن المسؤولية الكبيرة للمتابعة تقع على عاتق الحكومة ممثلة بمجلس الوزراء الذي نتمنى أن لا تتكرر مثل هذه الأحداث في المهرجانات القادمة التي سوف يشارك فيها العراق سواء كانت رياضية أو غير رياضية..

#أزهر_بتي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل