أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية ودور اليسار في المرحلة الراهنة - ملف 1 ايار 2004 - امال الحسين - الحركة العمالية و النقابية و دور اليسارفي المرحلة الراهنة















المزيد.....



الحركة العمالية و النقابية و دور اليسارفي المرحلة الراهنة


امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)


الحوار المتمدن-العدد: 821 - 2004 / 5 / 1 - 08:13
المحور: الحركة العمالية والنقابية ودور اليسار في المرحلة الراهنة - ملف 1 ايار 2004
    


1 ـ تطور التكوينات الإجتماعية و نشأة الحركة العمالية :

عرف تطور التنظيمات الاجتماعية عبر المراحل التاريخية التي عرفتها الإنسانية صراعا مريرا من اجل التغيير و خاصة في مراحل معية من تاريخ البشرية، وذلك من خلال التحولات المتواترة التي طرأت على المجتمعات البشرية عندما وصل التناقض مداه بين الطبقات الشعبية و الأنظمة الحاكمة ، فباستثناء عصر المشاعة الذي شهدت فيه الإنسانية تكافؤ نسبيا للفرص، فإن نظام الرق و النظام الإقطاعـي اللذان يتميزان بالملكية الفردية لوسائل الإنتـاج و العبودية في علافات الإنتاج قد عرفا عبر امتدادهما استغلالا واضحا للعاملات و العمال الزراعيين الذين استعبدهم الإقطاع ، و عاشت المرأة العاملة استغلالا مزدوجا بالبيت و المزرعة بعدما فقدت مركزها الاقتصادي و الاجتماعي الذي احتلته في عصر المشاعة ، و استمر النظام الإقطاعـي لعدة قرون تم فيها تركيز صفة الملكية الفردية لوسائل الإنتاج في يد الإقطاع الذي يستغل الإنسـان و الأرض .
ومع حلول القرن 14 تطور نظام العمل المأجور في أوربا مع الثورة الصناعية وذلك نتيجة التحول الهائل في وسائل الإنتاج ، مما نتج عنه الإنتقال من الإقتصاد الحرفي الذي يعتمد على العمل اليدوي إلى إقامة مصانع كبيرة مجهزة يالآلات العصرية ، ومن الإقتصاد الفلاحي الذي يستخدم أدوات إنتاج بدائية في استغلال الأراضي لصالح الإقطاع إلى الاقتصـاد الرأسمالــي الذي يعتمد على التقنيــة الزراعيــة المجهزة بالآلات العصرية ، مما يتطلب من العاملات و العمال نسبة من المعرفة العلمية للتأهيل للعمل في المجالين الصناعي و الفلاحي اللذين برى فيهما الرأسمال مشاريع استثمارية من أجل الريح الوفير ، مما أثر على علاقات الإنتاج السائدة في النظام الإقطاعي و فرض عليها تحولات جذرية و ذلك بالإنتقال من العبودية الإقطاعية إلى النظام الرأسمالي الذي يتطلب طبقة عاملة متحرر نسبيا تتوفر على مستويات ثقافية كافية لآستعمال الآلات الحديثة .
و هكذا ظهر النظام الرأسمالي الذي احتفظ على الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج و نشأت معه طبقة عاملة بالمدن الصناعية ، والمنحدرة أصلا من البوادي التي هاجرها العاملات و العمال الزراعيين الذين يفرون من قيود العبودية الإقطاعية و خاصة النساء منهم و من الفلاحين الفقراء الذين تم انتزاع أراضيهم من طرف الإقطاع و المستثمرين الرأسماليين الجدد، و كان لركود الرأسمال وراء الربح و جشعه البشع التأثير الكبير في تحويل جماهير العمال باالمعامل إلى عبيد يتم استغلال قوة عملهم مقابل أجر زهيد لتنمية الرأسمال ، الشيء الذي ضرب في الصميم شعارات البورجوازية التي طالمـا بشرت بالرفاهيـة للإنسانيـة بعد انتصار مفاهيم البورجوازية على مصالح الإقطاع ،و شكلت جماهير العمال بالمدن قوة في مواجهة استغلال الرأسمال مع بروز مفاهــيم الاشتراكيــة التي تعتمد الصراع الطبقــي في النضــال من أجــل تحرر الطبقة العاكلة من قيود الرأسمـال .
و مع انتصار مفاهيم البورجوازية على مصالح الإقطاع نشأت علاقات إنتاج رأسمالية توافقت في حينها مع القوى المنتجة ، و إلى جانب الطبقة العاملة نشأت طبقة بورجوازية بالمدن الصناعية تدافع عن تصورات النظام الرأسمالي في مواجهة مخلفات الإقطاع ، لكن سباق الرأسمال وراء الربح بشكل جشع و غير إنساني انتج علاقات إنتاج لا تتوافق و الصفة الاجتماعية للعمل الذي يقوم به جماهير العاملات و العمال بالمعامل ، حيث إن وسائل الإنتاج ظلت حبيسة الملكية الخاصة التي ورثها الرأسمال من بقايا الإقطاع ، رغم أن النظام الرأسمالي قضى على الآساليب التقليدية للإنتاج التي تطبع النظام الإقطاعي.
و عرف القرن 19 حركة عمالية متصاعدة نتيجة إشاعة المفاهيم الإشتراكية التي ترتكز إلى الصراع الطبقي الذي وضع ماركس و إنجلس أسسه النظرية بصياغة مفهوم الحركة التطورية الضرورية لتطور المجتمعات البشرية ، و ذلك بوضع مفهوم التكوين الإقتصادي للمجتمع الذي يرتكز إلى مجموعة معينة من وسائل الإنتاج و علاقات الإنتاج والتي تحدد صفة الصراع الطبقي القائم بين العمل و الرأسمال ، و صاغا معا الأسس التاريخية و الإجتماعية لهذا الصراع في نظريتهما حول المادية الجدلية و المادية التاريخية من خلال كشف الصفة التناحرية التي تميز علاقات الإنتاج في النظام الرأسمالي ، باعتباره نظاما يستمد فوته و استمراريته من استمرار استغلال الإنسان للإنسان.
2 ـ تطور التكوينات الإجتماعبة و نشأة التنظيمات النقابية :
في نهاية القرن 18 بدأت المراحل الأولى من النضال البرولتاري في مواجهة الإستغــلال الرأسمالي مع شيوع المفاهيم البورجوازية التحررية ، و قام العاملات و العمال بتأسيس التنظيمات النقابية بعد الإنفراج الذي عم أوربا مع انتصار الثورة البورجوازية ، لكن نضالات الطبقة العاملة لم ترق إلى مستوى بلورة مفهوم الصراع الطبقي حيت إن العاملات و العمال في احتجاجاتهم على أوضاعهم الإقتصادية و الإجتماعية يتمردون على الآلات باعتبارها مصدر معاناتهم ، وذلك ناتج عن تخلف الوعي الطبقي لديهم حيث ما زالوا لم يستوعبوا بعد الوعي بأعدائهم الطبقييـن .
وبرزت الروابط المهنية و الحرفية و الفكرية في أوربا و واجهها نظام الحكم المطلق بالمنع و القمع ، و شهدت تلك المرحلة التاريخية منــع الحريـات الشخصية و حرية الإعتقاد و الرأي و بالتالي ضرب الحقوق الإقتصاديــة و الإجتماعية و الثقافية ، و وصل التناقض مداه بين علاقـات الإنتــاج المتخلفة و القوى المنتجة المتقدمة ذات الصفة الإجتماعية التي توفرها الآلات و جماهير العاملات و العمال ، الشيء الذي يشكل تناقضا صارخا بفعل الصفة الخاصة لوسائل الإنتاج في ظل النظام الرأسمالي حيث أصبحت الثروات التي يبتدعها العاملات و العمال في أيدي أقلية تملك وسائل الإنتاج و تحصد أموالا طائلة على حساب بيع قوة عمل الطبقة العاملة و تراكم القيمة المضافة .
في ظل هذه الظروف الإقتصادية و الإ جتماعية قامت الثورة البورجوازية التي أفرزت أروع إعلان عالمي لحقوق الإنسان و الأول من نوعه و الذي توافق في حينه مع مطالب الطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء ، و الذي يرتكز أساسا إلى الحقوق الفردية و فتـح المجال أمام مزيد من ممارسة الحريات الفردية ، و انهار المذهب الفردي الذي يمنع تدخل الدولة في الأنشطة الإقتصادية و الإجتماعية نتيجة صعود الطبقة البورجوازية إلى الحكم و بروز المباديء الإشتراكية ، و طالبت النقابات يتدخل الدولة في المجالات الإقتصادية و الإجتماعية و حماية الحريات الفردية و فتح المجال أمام حرية التنظيم التي تعتبر الركيزة الآساسية في الدفاع عن الحقوق السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية و الثقافية و صيانتها .
و بالموازاة مع الحركة العمالية تمت حركة نقابية تنظم نضالات الطبقة العاملة عبر العالم ، فبعد الصيحة التاريخيى التي أطلقها ماركس " يا عمال العالم اتحدوا "التي تبرز أهمية التنظيم في مواجهة استغلال الرأسمال ، شهدت سنوات 1919 إلى 1921 حملة شرسة ضد العمال الثوريين من طرف زعماء الإصلاح في النقابات الغربية مما دفع بالطبقة العاملة إلى تأسيس الأممية النقابية ، التي ساهمت في تكتل الطبقة العاملة في البلدان المساندة للثورة البولشيفية و التي تهدف إلى وحدة الحركة النقابية العالمية في مواجهة الرأسمالية الإمبريالية ، تحالف فيها العمال الشيوعيون و الإشتراكيون و الديمقراطيون و المستقلون و استمرت إلى حدود سنة 1937 ، و في المقابل تأسست أممية أمستردام لمساندة البورجوازية و الإمبريالية من طرف الأوساط الرجعية بالنقابات الغربية .
و كان للإعلان العالمي لحقوق الإنسان بعد نهاية الحرب الإمبريالية العالمية الثانية أثر كبير في إبراز الصراع بين المنظومتين الإشتراكية و الرأسمالية ، و ذلك حول أهمية الحقوق الإثتصادية و الإجتماعية و الثقافية التي تنادي بها الأنظمة الإشتراكية و محاربتها من طرف الرأسمال الذي يعطي الأولوية للحقوق السياسية و المدنية في مستواها الشكلي ، و كان لمنظمة العمل الدولية دور هام في بلورة مجموعة من الإتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الطبقة العاملة خاصة بعد إصدار العهد الدولي الخاص بالحقوق الإقتصادية و الإجنماعية و الثقافية منذ سنة 1966 ، إلا أن الحقوق المعترف بها للطبقة العاملة بفضل نضالاتها يتم التراجع عنها في ظل هجوم العولمة الليبرالية المتوحشة على القوت اليومي للطبقات الشعبية و على رأسها الطبقة العاملة .
و يتم اليوم سن قوانين تراجعية ضد حقوق الطبقة العاملة في جل الدول التابعة و بإملاءات من الإمبريالية الأمريكية و التي تنص على مرونة الشغل و النقابة المواطنة ... و ذلك لضرب الحق في الشغل القار و تسهيل تسريح العاملات و العمال و تفويت المؤسسات الوطنية الصناغية و الفلاحية لوكلاء العولمة الليبرالية المتوحشة و انتقال الرساميل عبر العالم و استغلال ثروات الشعوب دون قيد و لا شرط ، و منع الأفراد من حرية التنقل من الجنوب إلى الشمال ، و تعتبر سياسة مناطق التبادل الحر شكلا من إشكال الأستعمار الجديد الذي تقوده أمريكا ضد الشعوب خاصة فيما تسميه بالشرق الأوسط الكبير ، و التوقيعات/ التجربة بالدول الثلاث المغرب و الأردن و الكيان الصهيوني ليست إلا مدخلا لتطبيق المشروع الإستعماري الإمبريالي الصهيوني ، و الذي يستهدف ضرب الحقوق الإقتصادية و الإجتماعية و الثقافية و الثقافية و السياسية للطبقات الشعبية و على رأسها الطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء .
3 ـ الحركة العمالية الإشتراكية في مواجهة الرأسمال :
و قامت عدة ثورات و انتفاضات عمالية أبرزها ثورة 1848 التي يقول عنها إنجلس :"لقد انطلق غضب الشغيلة على مداه ضد الوزارة و البرلمان اللذين لم يلبيا أيا من آمال الشغيلة ، بل كانا يتخذان كل يوم قرارات لصالح البورجوازية و معادية للعمال " ،و قد تميزت ثورة حزيران هذه بكونها محض عمالية و تختلف عن سابقاتها التي رفعت شعار:" الموت في سبيل الوطن"، حيث إن شغيلة حزيران " كانوا يقاتلون في سبيل حقهم في الحياة "،و تمت مواجهتهم بالرصاص ، و منذ ذلك التاريخ لم تكن هناك ثورة لم تقدها الطبقة العاملة كما هو الشأن في سنوات 1871 و 1905 و أروعها ثورة أيلول 1917 التي أحدثت تحولات جذرية في تاريخ البشرية مع انتصار الثورة العمالية بقيادة الحزب الشيوعي في أفقر دولة في أوربا ، و رغم هجوم الإمبريالية و أخطاء البيرفراطية الحزبية فقد استطاعت بلورة حركات اجتماعية عبر العالم لمناهضة الرأسمالية و نجحت عدة تجارب في أماكن مختلفة من العالم في آسيا و أمريكا اللاتينية .
و بعد تجربة الدول الإشتراكية التي أقرت دساتيرها حقوقا اقتصادية و اجتماعية واسعة النطاق بادرت الدول الرأسمالية الغربية بالتدخل في الفعاليات الإقتصادية و الإجتماعية دون أن يصل ذلك إلى إلغاء الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج ، لكن تناقضات الرأسمالية باعتبارها نظاما تناحريا أدت إلى الحرب الإمبريالية العالمية الثانية و التي دفعت فيها الطبقة العاملة الثمن غاليا حيث تحول العمال إلى جنود للإمبريالية يقاتلون بعضهم بعضا ، و لم يسترجعوا حيويتهم إلا أثناء حركة التحرر الوطنية ضد الكولونيالية الإمبريالية في آسيا و أفريقيا و الثورات الإشتراكية بأمريكا اللاتينية ،إلا أن القيادات البورجوازية التي تسلمت السلطة بالدول المتحررة من الإستعمار المباشر أصبحت عرقلة أمام تقدم الطبقة العاملة و تطورها من أجل الوصول إلى الحكم .
كان لنشر الأفكار الإشتراكية يعد نجاح الثورة البولشيفية دورا هاما في التأثير على الرأسمالية الإمبريالية في الدول الغربية التي سارعت إلى إدخال إصلاحات شكلية على أنظمتها ، خاصة في المجالات الإقتصادية و الإحتماعية من أجل حماية الرأسمال من الإنهيار و الحفاظ على جوهر النظام الرأسمالي و تشجيع الطبقة العاملة و تحفيزها على العمل ، كما عملت على تشجيع المبادرة الحرة و تقويتها و تحفيزها على المزيد من المغامرة من أجل المزيد من الربح و تراكم الأموال ، و كان للصناعة الحربية أثر كبير في تنمية الرأسمال بفعل إفتعال بؤر التوتر و خلق الصراعات في مختلف بقاع العالم خاصة بالدول النامية ، وذلك من أجل إيقاف إمتداد حركات التحرر الوطنية عبر العالم و إسقاط الأنظمة الإشتراكية الناشئة لإضعاف المنتظم الإشتراكي بصفة عامة و على رأسها الإتحاد السوفياتي و الصين الشعبية ، و استطاعت الرأسمالية الحفاظ على توازناتها و تطوير آلياتها و محاربة نقيضها الذي يتجلى في الأنظمة الإشتراكية و المد الثوري للطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء ، و كان لانهيار الأنظمة الإشتراكية المطبقة بالإتحاد السوفياتي و أوربا الشرقية أثر كبير في التحولات التي عرفها العالم منذ بداية التسعينات مع بروز العولمة الليبرالية المتوحشة ،و طغيان الرأسمال المالي على حساب تصفية المؤسسات الإنتاجية و خاصة منها الوطنية التي يتم تفويتها و تشجيع الخوصصة يضغط من المؤسسات المالية الدولية و الشركات متعددة الإستيطان.
إن النظام الرأسمالي باعتباره بتسم بالصفة التناحرية لا يرى إستمراريته إلا في استمرار التناحر بين الطبقات الشعبية و على رأسها الطبقة العاملة ، التي يتم توظيفها في الحروب اللصوصية التي تقودها الرأسمالية كما نرى اليوم في ظل العولمة الليبرالية المتوحشة التي تستهدف الثروات الطبيعية للشعوب خاصة بالشرق الأوسط ، و ليس بالغريب أن تكون الحرب الأولى التي دشنت بها الرأسمالية مرحلتها المعولة تدور رحاها بأرض العراق منذ أزيد من عقد من الزمن ، و التي تستهدف ضرب المقاومة الفلسطسنسة و اللبنانية اللتان تقودان الصراع ضد الهيمنة الإمبريالية الصهيونية مما يضع على عاتق الشعوب مساندتهما بقيادة قوى اليسار الجذري ، و ليس بالغريب أن تكون هذه المنطقة مستهدفة ليس فقط لكونها تتوفر على أكبر احتياطي عالمي من الطاقة بل كذلك نظرا لكونها عرفت تجارب بطولية في مواجهة الإمبريالية و الصهيونية ،خاصة تجربة الثورة الفلسطينية و المقاومة اللبنانية اللتا تعلران عن مدى قدرة الشعوب على التحدي و الصمود، رغم خيانة الأنظمة الرجعية العربية لقضايا شعوبها خاصة القضية الفلسطينية .
4 ـ دور اليسار في الصراع ضد هجوم العولمة الليبرالية المتوحشة :
في ظل الأوضاع الإقتصادية و الأجتماعية و الثقافية المزرية التي تعيشها الطبقات الشعبية يأتي اليشار في مقدمة النعنيين بالصراع الطبقي ، على اعتبار أن مشروعة في أن مشروعة في التغيير مرتيط بمصالح الطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء و الكادحين التي يمسها يشكل مباشر هجوم العولمة الليبرالية المتوحشة ، و هي لا تملك ألى حد الآن حزبها السياسي الذي يستطيع قيادة صراعها ضد الرأسمال ، و لأن جميع الطبقات الإجتماعية تملك تنظيماتها السياسية التي تعبر عن مصالحا بما في ذلك الطبقات الوسطى ، و التي لم تستطع بعد بلورة تحالف حقيقي مع الطبقات الشعبية ، و من هنا يمكن حصر مهام اليسار فيما يلي :
وعي الطليعة الثورية ووفاؤها لمبادئ التغيير الديمقراطي الجذري :

1. إن الحديث عن الوعي الطبقي خارج التحليل الماركسي اللينيني لهذا المفهوم لا يمكن أن يكون إلا ضربا من الكلام، وخارج المفهوم الطبقي للوعي لا يمكن الحديث عن الطليعة الثورية، لذا فالصراع الطبقي مرهون بامتلاك الوعي الطبقي الذي يتم بلورته عبر التحليل الملموس لواقع الطبقات الاجتماعية ومعوقات بروز الوعي الطبقي لدى الطبقات الشعبية،والتي تعتبر فيها الطبقة العاملة من الطبقات الاجتماعية الأساسية في الصراع الطبقي خاصة في المدن باعتبار نمط الانتاج السائد في الدول النامية نمط إنتاج ليبرالي تبعي وتقثيدي، وهو تبعي لأنه يخدم مصالح الرأسمال المركزي وتقليدي لأنه يحمل في علاقاته سمات الإقطاع ولا توجد بداخله طبقة بورجوازية وطنية ، لكون المتحكمين في الاقتصاد و السياسة تحكمهم عقلية إقطاعية تتعارض مصالحها ومفاهيم البورجوازية التي قطعت مع مصالح الإقطاع منذ زمن طويل. وتشكل طبقة الفلاحين الفقراء والعمال الزراعيين الحليف الأساسي للطبقة العاملة المستقرة بالمدن والمنحدرة من البوادي التي تربطها علاقات قبلية بالفلاحين الفقراء ، مما يجعل من البوادي السند النضالي للمدن، وتعتبر تجربة النضال ضد الاستعمار المباشر والذي تحالفت فيه البوادي والمدن بعد زمن من الفصل بينهما بعد القضاء على مقاومة الفلاحين ، وتفكيك الملكية الجماعية للأراضي وتركيز الملكية الفردية الرأسمالية وبالتالي تفكيك نمط الإنتاج الجماعي وتركيز نمط الإنتاج الرأسمالي وسيادة علاقات الإنتاج الليبرالية التبعية و التقليدية، وتعتبر تجربة تحالف المدن والقرى/الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء ضد تحالف الاستعمار والإقطاع من بين التجارب الرائدة والناجحة في تاريخ الصراع الطبقي ، لذا فالصراع القائم اليوم هو صراع طبقي على الرغم من أنه يحمل بداخله صراعات اجتماعية ذات صبغة ما قبل-طبقية ، نظرا لكون العلاقات الاجتماعية السائدة ليست بعلاقات اجتماعية رأسمالية محضة لكونها تحمل بداخلها علاقات اجتماعية ما قبل رأسمالية وما يصاحبها من علاقات التبعية التقليدية ، والتي تبرز تجلياتها أساسا لدى الفلاحين الفقراء والعمال الزراعيين في الصراع مع كبار الملاكين العقاريين بالبوادي ولدى الطبقة العاملة والكادحين بالمدن في الصراع مع الباطرونا وكيلة الليبرالية المتوحشة، و بناء التحالف بين الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء والكادحين سيقدم بشكل إيجابي الصراع الطبقي والذي يتطلب بناء التنظيـم السياسـي لهذه الطبقـات.

الارتباط الجذري بالطبقة العاملة والفلاحين الفقراء والكادحين :
إن امتلاك الوعي الطبقي لدى الطليعة الثورية لا يكفي عندما يفتقد للممارسة العملية للمحترفين السياسيين المرتبطين جذريا بالطبقة العاملة والفلاحين الفقراء والكادحين، أولا عبر تنظيماتهم الذاتية للدفاع عن المصالح الطبقية لهذه الطبقات في إطار بناء تحالف بين هذه التنظيمات من أجل مواجهة الهجوم العولمة الليبرالية المتوحشة ، و مناهضة الانحرافات ومفاهيم البورجوازية والسلوكات ما قبل-طبقية التي تبرز في الأوساط الشعبية من أجل تطوير الوعي لديها والإرتقاء بها إلى مرحلة الوعي السياسي والممارسة السياسية من الموقع الطبقي الذي تنتمي إليه هذه الطبقات، وثانيا عبر الممارسة السياسية بالانتماء إلى تنظيمها السياسي المنشود عبر تحمل المسؤوليات السياسية لتطوير الوعي السياسي لديها و الإرتقاء بها إلى الوعي الطبقي الأداة الوحيدة الكفيلة لحسم الصراع لصالحها، ولن يتم ذلك إلا في ظل التنظيم السياسي للطبقة العاملة والفلاحين الفقراء والكادحين الذي يجب أن يرتكز أولا إلى النضال الديمقراطي الجذري الذي تعتبر فيه الطليعة الثورية قائدة للصراع الطبقي، في ظل وضوح الخط السياسي الذي يجب أن يهدف إلى إشراك أوسع الجماهير لبناء قطب سياسي جذري وثانيا إلى استراتيجية الأفق الثوري لبناء المجتمع الاشتراكي بالارتباط الجذري بمصالح الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء والكادحين .
سداد القيادة السياسية والخط والاستراتيجية السياسيين :
و لإنجاح التنظيم السياسي المنشود لا بد من قيادة سياسية تمتلك الوعي الطبقي والنظرية الثورية اللذين يستمدان أسسهما من الماركسية اللينينية كفكر وممارسة، واللذين يجب أن يرتكزا إلى العلاقة الأفقية العمودية بالجماهير والارتباط اليومي بأوضاعهم وفق الأسس النظرية والعملية للإوضاع الإقتصادية و الاجتماعية و الثقافية والسياسية القائمة ، من اجل وضع الخط والاستراتيجية السياسيين السديدين وذلك بالممارسة الديمقراطية الاشتراكية الإطار الأساسي لفلسفة التنظيم السياسي للطبقة العاملة والفلاحين الفقراء والكادحين ، و فتح المجال أمام للتعبير عن آرائهم وبلورة أفكارهم التي يجب أن يرتكز عليها بناء الخط والاستراتيجية السياسيين لهذا التنظيم، وتعتبر حرية النقد التي تعتمدها نظرية الصراع الطبقي أساسية في الممارسة السياسية وفي التعامل مع القضايا الإقتصادية و الاجتماعية والثقافية والسياسية للجماهير والنضال من أجلها، وبلورة الخط السياسي من أجل تحقيق أهداف استراتيجية التصورات الإيديولوجية والسياسية لبناء تحالف أوسع في إطار القطب الديمقراطي الجذري ، وحشد أوسع الجماهير للالتفاف حول الخط والاستراتيجية السياسيين للتنظيم السياسي للطبقة العاملة والفلاحين الفقراء والكادحين ولن يتم ذلك إلا باقتناع الجماهير بصحة الخط والاستراتيجية السياسيين وبتجربتهما الخاصة. إقتناع الجماهير بالخط والاستراتيجية السياسيين :
تعتبر التنظيمات الذاتية للجماهير الحلقة الوسطى بين التنظيم السياسي للطبقة العاملة والفلاحين الفقراء والكادحين وأوسع الجماهير التي تناضل من أجل الدفاع عن مصالحها عبر هذه التنظيمات ، و التي يجب أن يرتكز داخلها العمل الجماهري الجذري من أجل بناء تحالف ديمقراطي جذري بين هذه التنظيمات، ويعتبر تواجد المناضلين المتشبعين بالنظرية الثورية والممارسة العملية أساسيا داخل هذه التنظيمات لبلورة الفكر الماركسي اللينيني في أوساط أوسع الجماهير، لتنمية الوعي الطبقي لديها و تحفيزها لتبني الخط والاستراتيجية السياسيين للتنظيم السياسي للطبقة العاملة والفلاحين الفقراء والكادحين، وذلك عبر النضالات الجماهيرية والحركات الاجتماعية التي يجب أن يشارك في إقرارها وتنفيذها أوسع الجماهير لتعميق الوعي الطبقي لديها ، و الذي يجب أن يدركه أوسع الجماهير وبتجربتهم الخاصة للانتقال من درجة العمل الجماهيري اليومي إلى الممارسة السياسية من أجل التغيير الديمقراطي الجذري في إطار الممارسة الديمقراطية الاشتراكية. ولن يتأتى ذلك إلا عندما تستطيع الطليعة الثورية أن تتجذر في أوساط أوسع الجماهير وعلى رأسها الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء التي يجب أن تفرز قيادات ثورية تشارك في صنع القرار السياسي وبلورة الخط والاستراتيجية السياسيين في أفق بناء المجتمع الاشتراكي.
حشد أوسع الجماهير حول البرنامج العام للتغيير الديمقراطي الجذري :
يعتبر وضع البرنامج العام للتغيير الديمقراطي الجذري أهم المراحل التي يجب الانطلاق منها بعد التحليل السياسي الدقيقة للمرحلة و وضع الأهداف الأساسية ذات الأولوية الإقتصادية و الاجتماعية والسياسية، وذلك انسجاما مع الخط والاستراتيجية السياسيين بهدف حشد أوسع الجماهير للنضال من أجل تحقيق المطالب الإساسية الملحة ، التي يجب أن تكونمن صنع القوى الجماهيرية المتحالفة عبر النظيمات الذاتية للجماهير بمختلف طبقاتها في إطار قطب سياسي اجتماعي ديمقراطي جذري. إن النضال من أجل الدفاع عن القضايا الجماهيرية المطروحة على الساحة النضالية يجب أن يكون ذو أهداف واضحة تلامس معاناة أوسع الجماهيري، والتي يمكن أن ترتكز إلى قضايا الطبقة العاملة في شقها الاقتصادي والاجتماعي وقضايا الفلاحين الفقراء في حقهم في الأرض والماء و الثروات الطبيعية والقضايا الثقافية واللغوية لتنمية الثقافات الشعبية ذات الخصوصيات المحلية ، إن بلورة البرنامج العام بالارتكاز إلى القضايا ذات الأولوية والتي تمس مصالح أوسع الجماهير يعتبر عاملا أساسيا في حشد تأييد قوى الجماهير الواسعة من أجل تبنيه والدفاع عنه والنضال من أجل تحقيقه ، مما يفتح المجال أمامها لباورة الصراع من أجل التغيير الديمقراطي الجذري والنضال من أجل تحقيق الديمقراطية الاشتراكية بالانضمام إلى التنظيم السياسي للطبقة العاملة والفلاحين الفقراء والكادحين في أفق بناء المجتمع الاشتراكي.

اتارودانت في : 22 أبريــل 2004





#امال_الحسين (هاشتاغ)       Lahoucine_Amal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إجلاء الحقيقة في ملف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان
- مشروع ورقة حول الامازيغية و الصراع الطبقي
- مكافحة الإرهاب وآثاره السلبية على حقوق الإنسان
- واقـع المتضرريـن من سـد أولـوز و حماية الحق في التنمية
- العمل التنموي بالبوادي والأحياء الشعبية وحماية الحق في التنم ...
- آفاق الحماية والنهوض في المرحلة الراهنة
- القوى المنتجة وعلاقات الإنتاج في التكوينات الاجتماعية التناح ...
- الأمازيغية و النضال الديمقراطي الجذري


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الطبقة العاملـة والعمل النقابي في فلسطين ودور اليسار في المر ... / غازي الصوراني


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية ودور اليسار في المرحلة الراهنة - ملف 1 ايار 2004 - امال الحسين - الحركة العمالية و النقابية و دور اليسارفي المرحلة الراهنة