أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مازن الوكيل - على هامش العلمانية (4)














المزيد.....

على هامش العلمانية (4)


مازن الوكيل

الحوار المتمدن-العدد: 2681 - 2009 / 6 / 18 - 10:41
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يصنف البعض ابا حيان التوحيدي بأنه أشهر مريض نفسي في تاريخنا. وبسذاجة غريبة يعللون شذوذه النفسي بأنه ناشئ من غيرته المفرطة من اصحاب الحكم والجاه والمال، وقد دفعه حرمانه وحسده الى حرق كتبه ومن ثم انتحاره.
اصحاب هذا الاتجاه في التعريف بابي حيان هم غالباً من مدرسة عصابات الفتوى الذين وصفوه بالزنديق والكافر، وهذا يؤكد ان اصحاب السلطة الدينية لا زالوا ملوكاً وهم في قبورهم، فما زالت سلطتهم قائمة وتتوالد باشكال مختلفة لتنتهي اخيراً الى تحقيق هدفها وهو تصفية خصومها بعصا الافتاء.
ولا شك ان ابا حيان لم يكن بالرجل السعيد، بل كان تعيساً يملوءه الالم، ولكن الالامه لم تكن ناشئة من مرض اخلاقي او نفسي كما يزعمون، وهذا ليس نقصاً فيه بل هو تعبير واضح ومؤكد عن صحة راي (لهمن): (ليس هناك حالة نفسية محضة الانفعال، وانما هناك حالات فكرية مقارنة دائماً للذة والالم) والتوحيدي مفكر حساس باحث عن اثار الحقيقة.
فسؤاله الى صديقه عن تفسير علاقته بأحد القضاة هو سؤال باحث عن السلوك البشري، فكيف يمكن ان يكون واحداً من نخبة الفكر صديقاً ونديماً لرجل سلطة تملؤه الانانية..؟
فللتوحيدي دوائر حيرة تحيط بحياته كلها.. ما الموت؟ ما الحياة؟ ما الظلم؟ ما العدل؟ ما الخوف؟ ما الحب؟ ما البغض؟ ما الجبن؟ ما الشجاعة؟ ما الجوع؟ ما الشبع؟ ما الالم؟ ما الموسقى؟ ما الغناء؟ ما العلم؟ وغير ذلك كثير، ليعثر التوحيدي على صديق ولكن بمواصفات خاصة تتيح له ان يكون مستمعاً واعياً لرأيه، فابن مسكويه الفيلسوف الاخلاقي هو ايضاً صاحب جاه ومال وسلطة ومع ذلك احبه التوحيدي ولم يحسده..!!!
فهو انسان، وهذا يكفي صاحبنا بان يكون صديقاً ومحاوراً فكرياً له، فالأبن مسكويه بعض من دوائر حيرته الانسانية، مما يؤهله لأن يكون شريكاً حميماً لأحلام التوحيدي فكان نتيجة هذه اللقاءات كتابه المهم (الهوامل والشوامل).
هذا الكتاب اكتشف من خلاله محمد اركون ضمن معاركه من اجل الانسنة، قيمة ابو حيان كمفكر وجودي قلق، وعمق احساسه كأنسان.
ومثل هذا الاحساس يقود الى احلام مكبوتة كانت هي السبب في احراق كتبه اخر حياته وان برر ذلك برسالة خلاصتها انه فجع بصديق له!!!
كم منا يحرق اشياءه العزيزة من اجل ذلك؟ اعتقد ان من يملك احساس ابي حيان سيعرف الجواب؟ ولعل هذا الاحساس المفرط يمكن ان يصور للبعض من غير اولئك الفئات الظلامية ذات الاهداف الاقصائية ان التوحيدي مات منتحراً.
فالانتحار جريمة دينية يكون بها الانسان كافراً وهذه طريقة اولئك العصابات الذين يحاولون ان يثبتوا هذه الحقيقة انتصاراً لمن يقول بزندقة التوحيدي وكفره، اما الاخرين الذين اعنيهم الان فهم اصحاب الاحساس الفني والجمالي للاشياء فضلاً عن احساسهم بالانسان، فهؤلاء قد يتصورون انه مات منتحراً نتيجة احساسه المفرط من الاخطاء التي حوله.
يبدو لي ان قصة الانتحار ليست واقعية فالرجل كتب (الاشارات الالهية) يوضح فيه تماماً عمق علاقته بالسماء والتي يملؤها الامل لانها علاقة مع الجمال اللا نهائي واللا محدود، ولذلك اصدق حديثاً اخر يروي قصة موته، حيث اجتمع الوعاظ من جلاوزة السلطة الدينية يذكرونه بشراسة الموت- القبر المظلم- والنار المستعرة في رحلة عذاب لا تنتهي، فسجل التوحيدي اعتراضه الرائع على هذا التراجيديا الساذجة، والتي تصور الاله العظيم الى ما يشبه الهالوين! قال التوحيدي ساخراً (كأني اقدم على شرطي وليس على رب غفور).
ولنا لقاء اخر



#مازن_الوكيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على هامش العلمانية (1)
- على هامش العلمانية (2)
- على هامش العلمانية (3)


المزيد.....




- بحشود -ضخمة-.. احتجاجات إسرائيلية تدعو نتانياهو للموافقة على ...
- -كارثة مناخية-.. 70 ألف شخص تركوا منازلهم بسبب الفيضانات في ...
- على متنها وزير.. أميركا تختبر مقاتلة تعمل بالذكاء الاصطناعي ...
- حملة ترامب تجمع تبرعات بأكثر من 76 مليون دولار في أبريل
- فضيحة مدوية تحرج برلين.. خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات سر ...
- هل تحظى السعودية بصفقتها الدفاعية دون تطبيع إسرائيلي؟ مسؤول ...
- قد يحضره 1.5 مليون شخص.. حفل مجاني لماداونا يحظى باهتمام واس ...
- القضاء المغربي يصدر أحكاما في قضية الخليجيين المتورطين في وف ...
- خبير بريطاني: زيلينسكي استدعى هيئة الأركان الأوكرانية بشكل ع ...
- نائب مصري يوضح تصريحاته بخصوص علاقة -اتحاد قبائل سيناء- بالق ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مازن الوكيل - على هامش العلمانية (4)