تغيير نظام.. الغاء مقومات دولة ..فوضى القوانين

نوري جاسم المياحي

الحوار المتمدن-العدد: 2680 - 2009 / 6 / 17 - 09:10
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

ربما الكثير من العراقيين لايدركون الظلم الذي لحق بالمتقاعدين ..والمعاناة التي لحقت بهم ولاسيما بعد ان فرضت الولايات المتحدة الامريكية الحصار على العراق.. ولكي اوضح الصورة للقاريء الكريم ..سأذكر بعض الامثلة ليدرك المعاناة التي المت بالمتقاعدين وعوائلهم كشريحة معينة من فقراء العراق الغني.. التي يمكن وصفها بالنكبة ..بل بالكارثة ..
كان الموظف المدني يشمل بقانون الخدمة المدنية اما العسكري فكان مشمولا بقانون الخدمة والتقاعد العسكري ..وهذين القانونين وضعا في ظروف مناسبة ومدروسة وفق متطلبات المتقاعدالمعاشية والظروف الاقتصادية للبلد .. سنت هذه القوانين في العهد الملكي وأجريت عليه التعديلات المتعاقبة وصولا الى التعديلات الاخيرة التي اجريت عليهما في العهد الصدامي ..
عندما احلت على التقاعد في بداية عام 1989 احتسب الراتب التقاعدي وكان اكثر من 700 دينار وهوراتب محترم انذاك وربما يعادل او يقترب من راتب وزير انذاك .. ان فكرة صدام عن المتقاعدين نظرة دونية ويعتبرهم من الاموات ولايستحقون راتبا لانه لايستفيد منهم.. وبعد الحصار اصدر تعليماته بمنح المتقاعد العسكري 3000 دينار وهو ما اصبح يعادل دولارواحد لمن تجاوزت خدمته 30 سنة و2000 دينار للموظف المدني ... اما بقية الرواتب لمن لم يكمل 20 سنة خدمة فحدث ولاحرج حتى ان بعضها لاتستطيع شراء علبة سيكاير او دفع اجرة التاكسي للذهاب الى المصرف لاستلام الراتب التقاعدي..ولكي اقرب الصورة كان الراتب التقاعدي لزوجتي 150 دينار واجرة التاكسي هي 250 دينار اما راتب زوجة اخي الارملة فكان 48 دينار .. مما دفع بشريحة المتقاعدين للتخلي عن رواتبهم التقاعدية .. وقد عدلت هذه الرواتب بعد عدة سنوات وبشكل طفيف حيث رفع راتبي من 3000 دينار ليصبح 9000 دينار ..
وحل عام 2003 واحتل الامريكان العراق الحبيب .. وسموا الاحتلال تحرير .. تحريره من نظام صدام الدكتاتوري الشمولي ..ونصبوا بدلا عنه دكتاتورهم الجديد بريمر محملا باجندة تدمير العراق بلدا وشعبا .. فلم يقصر الرجل حيث الغى دولة العراق .. وبجرة قلم الغى القوانين التي سنت خلال 80 سنة .. وساعده على ذلك25 شخصية عراقية سموها مجلس الحكم ومعظمهم لايمتلكون الخبرة والمؤهلات والشجاعة للوقوف بوجه بريمر ...الذي كان يلعب بالعراق (شاطي شباطي )كما يقول العراقيون ..وتوالت الماسي وحتى يومنا هذا.. وستستمر الفوضى الخلاقة في كل مجالات الحياة العراقية .. مادام التقسيم الطائفي والعرقي ...مادامت المحاصصة معمول بها .. مادامت ديمقراطيتهم التوافقية مستمرة ..فلن يكون هناك عراقا مستقلا موحدا.. ان من يدافع عن تدمير العراق ..ليس عراقيا .. ومن يدعي ان العراق هو صدام فهو ظالم ومن يدعي ان حزب البعث هو الشعب العراقي يهين هذا الشعب ..
ان قوانين العراق كتبها خبراء ومختصين ومخلصين ولاسيما في العهدين الملكي والقاسمي .. اما التعديلات التي اجريت على القوانين في زمن صدام فبالامكان الغاءها اذاكانت تتعارض مع مصلحة الشعب العراقي واستقراره ..ومنها قوانين التقاعد ..ان الدوامة التي تمر بها القوانين بين الكتل الحاكمة والتسويف والتهميش ومهما كانت الاسباب لهي ضد مصلحة العراقي المسكين ..والمغلوب على امره..
يدعي البعض ان النظام الجديد ديمقراطي (للكشر).. اية ديمقراطية يتكلمون عنها ؟؟؟الديقراطية وبكلمات بسيطة هي الحرية .. العدالة .. المساواة ..المسؤلية ..لنسأل اي عراقي بسيط ..هل تحقق شيء من ذلك ؟؟ الاجابة اتركها للقاريء الكريم .. والا اين العدالة ؟؟ موظف يخدم الدولة لمدة لاتتجاوز عدة اشهرحقيقية يستلم راتب تقاعدي مقداره 40000 دولار اضافة للامتيازات الاخرى وموظف يقضي 35 سنة من عمره في خدمة متواصلة وباتعس الظروف.. ومن الرتب العالية يستلم 300 دولار !!!!
انني اتساءل الم ينهار الاتحاد السوفيتي والانظمة الشيوعية في اوربا الشرقية واندحار الاحزاب الشيوعية فيها ؟؟ الم ينهار نظام شاوشسكو الدكتاتوري واعدم وانهار الحزب الشيوعي الروماني ؟؟ وبقيت روسيا الاتحادية وبقيت رومانيا موحدتين قويتين ويطبقون الديمقراطية ... لماذا لانتعلم من تجارب الشعوب ونتحرر مما فرضه ولازال يفرضه علينا المحتل ومن استغل ظروف الاحتلال .. متى سيشعر المواطن ان القوانين موجودة وتحفظ له حقوقه وتحدد له واجباته ؟؟؟ العلم عند جهين ؟؟؟؟؟

#نوري_جاسم_المياحي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل