أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد محمد - المانيا - أوباما كالواعظ التقليدي للأنظمة الدكتاتورية الشوفينية التقليدية !















المزيد.....

أوباما كالواعظ التقليدي للأنظمة الدكتاتورية الشوفينية التقليدية !


محمد محمد - المانيا

الحوار المتمدن-العدد: 2678 - 2009 / 6 / 15 - 09:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نظرا الى الصعوبات والخسائر الكبيرة التي حدثت وألحقت بالقوات الأمريكية منذ تحريرها للعراق, وذلك لغياب التعاون الجدي الصادق اللوجستي االمعلوماتي من قبل الأطراف العراقية ذات المصلحة الأساسية في ذلك التحرير ( خصوصا الشيعة والكورد والسنة المعتدلين) مع تلك القوات لملاحقة ومطاردة المجموعات الارهابية هناك، من ناحية، وكذلك لعجز أطراف 14 آذار اللبنانية ميدانيا على الأرض مقابل حزب الله وحركة أمل، بالاضافة الى عدم تجاوب وقابلية حركات المعارضة الديموكراتية للشعوب المقموعة والمضطهدة في سوريا وغيرها مع الدعوات والتحريضات الأمريكية المشجعة لها لاستنهاض الجماهير للقيام بالعصيانات والانتفاضات المشروعة ضد تلك الأنظمة القمعية من ناحية أخرى، هذا ولغير ذلك من العوامل السلبية الأخرى، كظهور الأزمة المالية العالمية الخطيرة، قد أدت مجتمعة بالولايات المتحدة الأمريكية وحتى الاتحاد الأوروبي أن تعيد النظر بخططها الاستراتيجية والتكتيكية الخاصة منذ السنوات القريبة السابقة بمسائل احداث التغيير ونشر الحريات ومكافحة الدكتاتورية والشوفينية في المنطقة.
فمن خلال الزيارات الثلاثة التي قام بها الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما الى كل من تركيا، السعودية ومصر، وكذلك محاولاته المتكررة بالانفتاح على النظام البعثي الدكتاتوري الشوفيني في سوريا ومحاولاته لرفع العقوبات عنه ولاعادة تعيين سفير أمريكي هناك، وما قام ويقوم به من بث العظات والتوصيات الصوفية التقليدية المجربة وملاطفته ومجاملته لرموز الأنظمة الشوفينية والدكتاتورية والقبلية في تلك البلدان وغيرها بغية كسبها، يتبين على الأقل للكثير من السوريين الذين عاصروا مرحلة أحداث الثمانينات هناك، أن أسلوب أوباما هذا يشبه الى حد كبير أسلوب حافظ الأسد النظري الذي اتبعه مع السنة والسوريين الآخرين آنذاك، طبعا مع فوارق أن أوباما يمثل نظاما ديموكراتيا والأسد كان يمثل نظاما دكتاتوريا.
فخلال تلك المواجهة بين الاخوان المسلمين والسلطة البعثية في سوريا آنذاك، بدأ الأسد يخاطب بالدعاء والآيات والأحاديث النبوية ويتكرر الزيارات الى الجامع للصلاة, حتى أنه أمر لاحقا ببناء جامع في القرداحة أيضا، وذلك فقط لارضاء الآخرين ولتأمين كرسي الرئاسة له ولأفراد عائلته، علما أن أتباع الطائفة العلوية الكريمة يمارسون عادة ومنذ قرون طويلة عقيدتهم وطقوسهم الروحية وفق طرائقهم وداخل بيوت ومواقع روحية خاصة بهم، الأمر الذي أغضب الكثير من أولئك الأتباع، حيث بدا لهم وكأن الأسد فقط لقاء كرسييه الرئاسي يرتكب تحريف عقيدة طائفة كاملة التي حافظت بل ودافعت وضحت منذ قرون طويلة ضد السلطات والفرق المذهبية القامعة الأخرى من أجل المتابعة في ممارسة عقيدة الأجداد حتى يومنا هذا, فلكل عقيدته وطريقته الروحية الخاصة به, وعند ذاك وبكل بساطة يريد الأسد في أواخر القرن العشرين قلب كل شيء على عقب اشباعا لنزواته وطموحاته السلطوية النهبوية، وحتى دون جدوى في كسب رضى السنة وأغلب الجماهير السورية الأخرى أيضا, الا من بعض المرتزقة هنا وهناك. و في هذا الخصوص, على الأقل منذ مراحل الحكم السلجوقي التركماني والعثماني والى الوقت الحالي ورغم ارتكاب السلطات السنية والنقشبندية الملاحقات والفظائع الرهيبة ضد العلويين والآلويين الناطقين بالكوردية والتركية والعربية الذين يقارب عددهم الآن في تركيا عشرين مليون نسمة والذين يحرمون من المشاركة في احتراف الأكاديميات العسكرية وفي المناصب الوزارية والرئاسية المهمة - الا لأفراد تخلوا عن معتقداتهم وتراثهم ـ ويمنع دروس العقيدة العلوية والآلوية في المدارس بل يجبر طلبتهم على حضور الدروس السنية والنقشبندية هناك، وكذلك قيام دائرة قسم الشؤون الدينية وجهات مختصة أخرى ببناء الجوامع السنية في المناطق العلوية، كل ذلك بهدف تصهيرهم وتسنينهم وتتريكهم، ألا أنهم يرفضون ذلك بقوة ويتمسكون بعقيدتهم وثقافتهم وببوتهم وأمكنتهم الروحية بدلا من تلك الجوامع.
حيث أن مسألة الشرعية والترضية أو عدمها عن النظام من قبل الجماهير السنية- العلوية الناطقة بالعربية، الكوردية, الدرزية، والمسيحية هي متعلقة بطبيعة النظام ـ ان كان دكتاتوريا نهبويا أو ديموكراتيا عادلا ـ وليس متعلقا ببيع طريقة عقيدة وثقافة مجتمع طائفة كاملة! وهكذا فان تلك السياسة المشكوكة لم تقنع وترضي الغالبية العظمى من الشعوب السورية له, بل واصلت معارضتها لذلك النظام حتى الى يومنا الحالي. وبهذا الصدد يمكن تقييم مواعظ وملاطفات ومجاملات أوباما لرموز تلك السلطات بالتقليدية والعديمة الجدوى بخصوص المصالح والاستراتيجية الأمريكية في المنطقة بالنسبة الى الشعوب المعنية هناك. فقد كانت الولايات المتحدة الأمريكية تمارس تلك السياسة منذ عقود طويلة خلال الحرب الباردة السوداء السابقة, وهكذا الاتحاد السوفييتي السابق وبعدها أيضا ورغم ذلك تعرضت مصالحها الى الأحداث الارهابية المتعددة وخاصة في 11.09.2001 الرهيبة، عبر المجموعات الارهابية الممولة من قبل بعض تلك الأنظمة والموجهة والمحركة والمسهلة من قبل البعض الآخر منها. وكذلك كانت تلك السياسة المتبعة تزعج الشعوب المقموعة والمضطهدة وقواها الديموكراتية أيضا، وكان يؤدي ذلك الى التشكيك المتزايد بالمساعي الغربية الخاصة بمسائل الحريات والديموكراتية، فضلا عن حدوث اضطرابات وقلاقل كثيرة المسببة لتوتير الاستقرار في المنطقة في ظل دكتاتورية وشوفينية تلك الأنظمة أيضا. فبعد أن أرادت الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية، منذ انتهاء الحرب الباردة السوداء السابقة وبشكل أكثر بعد أحداث 11.09.2001 الارهابية، تصحيح تلك السياسة الضارة التقليدية الملاطفة والمدللة لتلك السلطات القمعية، وذلك بغية احداث تغييرات مهمة لصالح الشعوب المطالبة بالحريات والعدالة الاجتماعية ومكافحة الدكتاتورية وصنيعتها الارهاب، فاذا بسياسة أوباما الحالية المتبعة تعود مجددا وبمنتهى الخضوع الى تلك الحقبة الماضية البعيدة والمعتمدة على الانفتاح ودعم تلك الانظمة واهمال مصالح ومساعي الشعوب هناك، الأمر الذي يخالف المصالح والقيم الغربية أيضا. لأن كسب رضى الشعوب التواقة الى الحريات والرفاهية في المنطقة، هو الأساس الحقيقي لتأمين وتثبيت تلك المصالح والقيم النبيلة لكافة الأطراف الأقليمية والدولية الديموكراتية معا, ودون ذلك لا يمكن أن يسود الاستقرار والتنمية والثقة الايجابية لصالح تلك الأطراف. ولكن بنفس الوقت ينبغي على القوى السياسية والنخبوية الديموكراتية المعارضة لتلك السلطات الدكتاتورية والشوفينية أن تكون مهيئة وقابلة للتجاوب والتنسيق الفعليين مع دعوات وتحريضات تلك القوى الدولية الديموكراتية على قاعدة المبادئ والمصالح النبيلة المتبادلة قبل احداث التغيير وبعده وأن تتمكن من استنهاض شعوبها المقموعة بالانتفاض والفعاليات الميدانية المشروعة، وهذا للأسف الشديد ما لم يتوفر لدى تلك القوى على الأقل خلال الثماني السنوات المناسبة الأخيرة وكأنها مرت سدا .

محمد محمد ـ ألمانيا





#محمد_محمد_-_المانيا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضعف أداء القوى المحتاجة يضر الاستراتيجية الغربية كثيرا


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد محمد - المانيا - أوباما كالواعظ التقليدي للأنظمة الدكتاتورية الشوفينية التقليدية !