أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مي القيسي - الأمن في بغداد وجهاز كشف العطور














المزيد.....

الأمن في بغداد وجهاز كشف العطور


مي القيسي

الحوار المتمدن-العدد: 2676 - 2009 / 6 / 13 - 04:00
المحور: كتابات ساخرة
    


من الجميل أن نسمع بخطط فرض الأمن في بغداد ونشعر لحظها بنوع من الاطمئنان الذي فقدناه منذ زمن, فسوء الوضع الأمني حال دون التصرف بحرية التنقل بشوارع العاصمة الحبيبة.
وعندما نسمع التصريحات في التلفزيون والإذاعة نشعر بالابتهاج وبالرغبة للتحرر من جدران المنازل التي سئمت منا وسئمنا منها .
وقد يفكر رب الأسرة بأخذ عائلته في نزهه في أي مكان عام خارج نطاق سكنه وبمجرد النزول للشارع في السيارة يتفا جئ بنقاط التفتيش الكثيرة وهذا في البداية يزيد من الطمئنينه لديه ويصدق ماقالته وسائل الأعلام ويتحمل الزحام الشديد الذي لا مبرر له مع كل نقطة تفتيش لأنه لمصلحة الجميع.
وتتعالى الأعناق بين الحين والآخر بفضول لمعرفة سبب هذا الاختناق والطابور الطويل جدا الذي يتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة , وعند الوصول للحظة المنشودة نجد شاب في مقتبل العمر يحمل جهازا يمرر على السيارة من الأمام إلى الخلف وغالبا مايؤشر الجهاز بوجود شيء ما ويرتبك السائق لظنه وجود شيء في سيارته لكن الشاب يسأله بنوع من البرود لأنه كرر هذا السؤال آلاف المرات في نفس اليوم ( هل تحمل عطرا ) ؟
وغالبا مايكون الجواب نعم , ويكتفي الشاب بإيماءة من رأسه للسماح بالمرور ..
ويمر الجميع بدون استثناء وتأتي بعدها نقاط تفتيش كثيرة كلها على نفس الشاكلة
والكثيرون ينظرون باستهزاء لذلك الجهاز العجيب ويشفقون على من يحمله فهو يشبه اللعبة التي تعطى للطفل لإيهامه بأنه سلاح حقيقي..
وفي الحقيقة ماهي إلا أجهزة استهزاء واستخفاف بالشعب العراقي وأمنه فرضتها قوات الاحتلال كنوع من السخرية بأرواح الناس وزيادة معاناتهم
أما إذا كان الوقت ليلا فالطقوس مختلفة, هنا يجب مع كل نقطة تفتيش فتح المصباح الداخلي للسيارة إلى أن يصل المواطن إلى بيته وهو يلعن الساعة التي خرج بها من البيت , وقد يسمع ساعتها دوي انفجار لسيارة مفخخة
ويشعر بخيبة أمل وغضب على الوقت الذي هدر بدون أي نتيجة .. فالجهاز الكاشف ونقاط التفتيش ماهي إلا شكليات فقط لإلهاء الشعب وتعطيله عن التفكير بحل للخروج من الأزمات التي يعانيها .
وقد يفكر المواطن لحظتها بترك استخدام العطور إلى الأبد لإتاحة الفرصة للجهاز للاستدلال على الشيء الذي من المفروض صنع من اجله.





#مي_القيسي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فوبيا السلطة


المزيد.....




- أفغانستان تودع ثالث سينما تاريخية بعد إزالتها من قبل طالبان. ...
- الممثلة الأممية: عدم الثقة بين مجلسي النواب والأعلى للدولة ي ...
- نقطةُ ضوءٍ من التماعات بدر شاكر السيَّاب
- ماذا قال تركي آل الشيخ عن فيلم -الست-؟
- مدينة مالمو تستضيف الفنان السوداني محمد برجاس كـَ ”فنان مُحت ...
- مسابقة -يوروفيجن- تواجه الانهيار بسبب مشاركة إسرائيل
- في يومها العالمي: اللغة العربية بين التطوير وخطر التراجع
- الموسيقى تقلل توتر حديثي الولادة وذويهم في غرف الرعاية المرك ...
- من الجبر إلى التعرفة الجمركية.. تعرف على كلمات عربية استوطنت ...
- بوتين: أوكرانيا غير مستعدة للسلام.. وزيلينسكي فنان موهوب


المزيد.....

- لو كانت الكرافات حمراء / د. خالد زغريت
- سهرة على كأس متة مع المهاتما غاندي وعنزته / د. خالد زغريت
- رسائل سياسية على قياس قبقاب ستي خدوج / د. خالد زغريت
- صديقي الذي صار عنزة / د. خالد زغريت
- حرف العين الذي فقأ عيني / د. خالد زغريت
- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مي القيسي - الأمن في بغداد وجهاز كشف العطور