أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا الظاهر - تأملات - التباس مفاهيم .. تباين امتيازات














المزيد.....

تأملات - التباس مفاهيم .. تباين امتيازات


رضا الظاهر

الحوار المتمدن-العدد: 2673 - 2009 / 6 / 10 - 10:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أثار تصريح رئيس الوزراء، مؤخراً، حول نموذج الديمقراطية ونظام الحكم الملائم للعراق، الجدل، إذ أبدى رئيس الجمهورية رأيه المختلف، كما عبرت سائر القوى السياسية عن موقفها حيال هذه القضية. وإسهاماً في هذا الجدل من الهام أن نشير، ابتداءً، الى ظاهرة غياب الوضوح والتحديد في المفاهيم. فهناك من يستخدم تعبير "المحاصصة التوافقية"، وكأن الديمقراطية التوافقية هي سبب المأزق السياسي، ولابد، بالتالي، من التحول الى نظام رئاسي. وهناك من يخلط بين التوافق والمحاصصة الطائفية وكأنهما شيء واحد، فيهاجم مبدأ التوافق. وهناك من يرد عليه مدافعاً عن المباديء العامة في التوافق، لكنه يتجاهل العواقب الوخيمة للمحاصصة. ولا يفوتنا، في هذا السياق، أن نذكّر بأن الدستور نفسه خلط بين أكثر من نموذج لنظام الحكم.
ومن المعروف أن "السياسيين" سرعان ما لجأوا الى نموذج "الديمقراطية التوافقية" الذي رشحه "المحررون" اعتماداً على مفهوم يختزل الشعب العراقي الى مكونات الشيعة والسنة والأكراد، ويكرس نهج المحاصصات الطائفية والاثنية.
أما انتخابات 2005 فلم تكن، في الواقع، انتصاراً للديمقراطية، التي لا يمكن، بالطبع، اختزالها الى مجرد انتخابات و"آليات حكم"، بدلاً من كونها ثقافة ومؤسسات ومنهجاً وآليات، ذلك أن التصويت كان، في الغالب، على أساس الطائفة أو الاثنية، فانتصرت الديمقراطية التوافقية على الديمقراطية الانتخابية، وتراجع مشروع الدولة لصالح مشروع السلطة الذي ارتبط بترسيخ "التسييس"، وتعمق المأزق الاجتماعي والسياسي، وشيوع الفساد المالي والاداري، وتفاقم معاناة الملايين على مختلف الصعد.
وعلى أية حال فليس مجانبة للحقيقة القول إن وراء المنطلقات المتباينة عند الأطراف المختلفة في هذا الجدل دوافع سياسية معروفة، على الرغم من محاولة تغليفها بطابع وطني. والمسألة، في جوهرها، مرتبطة بامتيازات القوى السياسية ذات المصالح المتباينة، وبالصراع الاجتماعي على طبيعة الدولة ووجهة التطور.
والحق إن هناك حاجة لتوافق وطني بين القوى السياسية يُرسى على أساس مشروع وطني وديمقراطي في الجوهر، يأخذ بالحسبان الظرف الاستثنائي الذي تعيشه البلاد، وليس تحويل التوافق الى محاصصة تلغي المواطنة، وهي أساس بناء الدولة المدنية الحديثة.
والتوافق الوطني الذي نعنيه، وهو حاجة آنية فعلية لها بديلها بعد ترسخ التقاليد الديمقراطية، يجد تعبيره، سياسياً، بين كتل وأحزاب واتجاهات فكرية وبرامج مختلفة، وهي مسألة مشروعة تماماً، وتتجلى في تشكيل ائتلافات سياسية سواء في الحكم أو المعارضة. وهذا التوافق الوطني، الذي لا يمنع استمرار التناقضات والصراع والتباين في الرؤى، مختلف، جوهرياً، عن نظام المحاصصة الطائفية والاثنية الذي سعت النخب السياسية المتنفذة الى تكريسه تحت غطاء "التوافق" أو "الديمقراطية التوافقية" لحماية مكاسبها وامتيازاتها منذ سقوط الدكتاتورية وحتى الآن.
ومن المثير للأسى أننا نشهد تسييساً للقضية مما يعني، عملياً، الدفع باتجاه الالتفاف على المسألة الأساسية المتمثلة في التخلص، مرة والى الأبد، من نظام المحاصصة، والتوجه لارساء دعائم الدولة المدنية الحديثة، التي يتغنى الجميع بفضائلها.
ولا ريب أن القضية ليست في فتح نقاش عقيم حول أفضليات أي من النظامين: الرئاسي أم البرلماني هو الملائم لبلادنا في المرحلة الراهنة. القضية الأساسية تتمثل في أنه اذا ما كان هناك إجماع أو "توافق" على أن العلة تكمن في نظام المحاصصة، فيجب الشروع باتخاذ إجراءات وخطوات فعلية تمهد للتخلص من هذا النظام دون الحاجة الى انتظار انتخابات كانون الثاني المقبل.
أما ما يصدر من تصريحات غريبة، وآخرها تصريح خطيب جمعة النجف صدر الدين القبانجي، الداعي الى تكريس الطائفية السياسية مجدداً تحت غطاء حكم الأكثرية "المذهبية"، فنصيبه ما تجلى من استهجان واسع لهذا الخطاب من جانب الرأي العام، ونفور وسخط على ما جلبته سياسات المحاصصات الطائفية من ويلات للشعب والبلاد. ومما له دلالة بهذا الشأن الموقف المتسم بالواقعية الذي أعلنته مرجعية السيد السيستاني، وتأكيدها على ضرورة التمسك بمبدأ الأغلبية السياسية ونبذ الدعوات الى أغلبية طائفية.
* * *
من دون التخلي عن المحاصصة يبدو أن الجدل بشأن "التوافق" و"الديمقراطية" سيكون محاولة مفتعلة من طرفي الجدل لصرف الأنظار عن الأزمات القائمة التي تعاني منها البلاد. والحق إنه اذا ما كانت هناك رغبة صادقة في التخلص من سموم الطائفية لابد، أولاً، من الاستفادة من فرصة تعديل الدستور ومراجعته بتخليصه من كل جوانب الالتباس والغموض التي يمكن أن تسمح باستمرار نظام المحاصصة. ويجب، ثانياً، أن تتوصل النخب ذات النفوذ في السلطتين التشريعية والتنفيذية (بشقيها: هيئة الرئاسة ومجلس الوزراء) الى إجماع على هذه الوجهة تعلنه وتلتزم به أمام الشعب.
ويتعين، في هذا السياق، التذكير بأن هذا الجدل يكشف، من ناحية أخرى، عن مأزق النخب الحاكمة وأحزابها في مواجهة تحدي إعادة بناء الدولة العراقية على أسس ديمقراطية حديثة، وهو مأزق لا يمكن حله إلا عبر مفاهيم ومنطلقات واقعية بشأن موضوعة الدولة ومشروعية الحكم.
أما بالنسبة للقوى الديمقراطية فهذه فرصة لتقديمها مشروعها البديل في مواجهة رؤى ومشاريع ما كادت ترى النور حتى بدأت تتهاوى أمام حقائق الواقع.



#رضا_الظاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات : جمرة واهبات الحياة .. متقدة أبداً !
- تأملات : مصباحك يضيء الينابيع والرايات !
- في الذكرى التسعين لاغتيال روزا لوكسمبورغ تفاعل -البعد النسوي ...
- الانتخابات.. دروس.. ودلالات
- 90 عاماً على اغتيال روزا لوكسمبورغ - ناقدة الرأسمالية .. مجا ...
- متى تقرع أجراس المحرومين !؟
- تأملات - جديرات بالاصغاء الى أصواتهن العادلة
- تأملات -اجتهاد- اقصاء النساء


المزيد.....




- شاهد.. رياح قوية تدفع طائرة بعيدًا عن بوابة بمطار أمريكي
- ملياردير يشتري -البريد الملكي- البريطاني.. من هو وكم قيمة ال ...
- غزة ـ أكبر شبكة إنسانية في العالم تدعو إلى وقف إطلاق النار
- غزة ـ نيكي هايلي تكتب -اقضوا عليهم- على قذائف إسرائيلية
- مقتل 27 شخصا إثر سقوط حافلة ركاب في واد جنوب غربي باكستان (ف ...
- الخارجية الروسية تحذر من عواقب حظر غاز روسيا إلى أوروبا وتوج ...
- اليابان تخطط لإطلاق أول قمر صناعي خشبي في العالم
- وزير الدفاع الروسي يرسل برقيات إلى تشكيلات القوات المسلحة
- الهند.. حالة تأهب قصوى مع ارتفاع درجات الحرارة (صور)
- بينهم أجنبيات متهمات بالدعارة والتسول.. الشرطة العراقية تعتق ...


المزيد.....

- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا الظاهر - تأملات - التباس مفاهيم .. تباين امتيازات