أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيمون خوري - نحو حزب إشتراكي فلسطيني















المزيد.....

نحو حزب إشتراكي فلسطيني


سيمون خوري

الحوار المتمدن-العدد: 2669 - 2009 / 6 / 6 - 09:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كثيرا ما يقف المرء حائرا أمام حالة الانقسام الفلسطيني . وأسئلة عديدة تطرح بهدوء وبغضب دون إجابة شافية . مما تؤدي أحيانا بالمواطن الى إدارة ظهره لكل ما يجري . فالحاضر الفلسطيني يتداخل مع خلافات الماضي الضوئية ، الذي لم يحسمه لا الحوار ولا السلاح . تحت زعامة قيادات نمت وترعرعت في تربة خصبة من الافكار الوحدانية والشخصانية السياسية المستندة الى عقلية القبيلة. رغم بعض المظاهر الديمقراطية العارضة في السيرة الذاتية لبعض القوى السياسية. التي لم تشهد نقداً لتجربتها منذ إنطلاقتها . بإستثناء النقد الذاتي الوحيد ، الذي مارسته الجبهة الديمقراطية في اعقاب معارك أيلول الاسود في الاردن 1970 . وبالتالي لم نشهد أية مراجعة نقدية علنية لتجربة العمل الوطني الفلسطيني . ربما يتعلق ذلك بطبيعة البنية التنظيمية والفكرية لهذه التنظيمات . فالحوار الداخلي الفلسطيني كنموذج الذي إنطلق في أكثر من عاصمة عربية ، وحمل معه أملاً في إمكانية تجاوز الخلافات ونقد ممارسات الجميع وصولا الى إتفاق وطني ، تحول في حد ذاته الى مشكلة بين الاطراف المتحاورة ( المتصارعة ) وكلاهما يدعي الشرعية الدستورية ، وتمثيل مصالح الشعب . بل أن الانقسام تحول الى مادة دعائية توظيفية لصالح هذا أو ذاك ، وبعض الطامحين للإستوزار.
وكأن التاريخ يعيد إجترار ذاته بوجوه وتسميات مختلفة مابين ( اللجنة العربية العليا والحزب العربي ) بزعامة الحاج امين الحسيني وما بين (الجبهة العربية العليا ومعها حزب الدفاع ) بزعامة راغب النشاشيبي وما بينهما شكل أحمد حلمي عبد الباقي حكومة وطنية أسقطها الخلاف الفلسطيني الداخلي والعربي قبل أن يجهضها الاحتلال البريطاني .
سنوات مرت ، ولازلنا نرواح في المكان دون ملل كجندي يمارس عقوبة آزلية ، وكأن العقلية السياسية تخندقت عند نقطة آخر السطر، دون أن تدرك أن هناك فاصلة يمكن بعدها مواصلة الحوار وتطويره ، وأن الخلاف لا يعني رجم الآخر بالرصاص أو إلقاء أنصاره من أسطح مباني التعصب القبلي والفصائلي . وإستحضار يافطات شعارات الرفض القديمة . لأن الصوت العالي لايعني أن صاحبه على صواب ؟ فالطبل سواء كبر أو صغر حجمه لايصدر سوى صوتاً. وليس بيانو تلك الآلة المحرمة وفق آخر فتوى طازجة ؟
ومع ذلك ، كنا نتوقع من بديهيات العمل السياسي أن يؤدي العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني في غزة بكافة القوى السياسية الفلسطينية الى إعادة النظر في خيارات الصراع المطروحة وتحديد إستراتيجية عمل توافقية آخذة بعين الاعتبار المستقبل وليس الماضي والسلف والخلف . وساد لدينا نوع من الوهم التفاؤلي بأن ما حدث قد يدفع اليسار الفلسطيني للبحث عن موطئ قدم جديدة له في لوحة صراع المحاصصة الجارية . لاسيما بعد أن ذاقت حماس شهد السلطة التي هي إحدى نتائج أوسلو الذي تعترض عليه ، في أعقاب محاسبة الشارع الفلسطيني لفتح على سلوك بعضها الفاسد .
بيد أن هذا التفاؤل تراجع للخلف ليس خطوة للوراء من أجل خطوتين الى الامام بل قد يقود الى إعلان بيان علني لوفاة اليسار قبل إنتهاء عمره الافتراضي إذا ما إستمرت ذات العقلية الكلاسيكية في قيادة العمل السياسي لليسار الفلسطيني . ويبدو أن بعض اليسار المأزوم ، لا يقرأ تجارب الآخرين في العالم وربما نسي معني الديالكتيك في العمل السياسي والايدولوجي ؟ ترى هل قرأ البعض أسباب تراجع الحزب الشيوعي الايطالي أو أسباب خسارة الحزب الشيوعي الفرنسي أو حتى تجاربنا العربية أو أسباب إنفتاح بعض حصون الانظمة الشيوعية مؤخراً على العالم . الواقع أن الايدولوجية لوحدها لا تستطيع أن تقدم حلولا سحرية لحاجة المجتمع في عالم متعدد ومتطور هناك أجيال شابة تحتاج لحلول واقعية لمشاكلها وهناك مصالح وطنية أكبر من مصالح التنظيم في مقدمتها دحر الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية . ومع إحترامنا لموقف المعارضين لمبدأ حل الدولتين فإن موقفاً من هذا النوع بشكل أو بآخر يصب في مجرى ليبرمان . حتى تشكيل حكومة جديدة إعترض عليها بعض اليسار الذي لم يعترض على حكومة حماس والنسخة المعدلة ؟ ليس من موقع إتهام أحد بالإرتهان للصندوق المالي ، في الحقيقة من الصعب على المرء أن يكون خادماً لللإيديولوجية في صورتها المتحجرة لأن الايديولوجية هي التي يجب تطويعها لخدمة مصالح الشعب .أعتقد أن هذا جوهرالنظرية الماركسية إلاإذا كانت هناك نظرية أخرى تدعو الى الطهارة والتطهر من رجس ودنس السياسة اليوميه والواقعية وتقديس النصوص . فمن السهل جداً تسجيل موقف وتطريزه بكلمات رصاصية حارقة ، لكن خطوة عملية واحدة خير من دزينة برامج .
ما نود الوصول اليه دون إطالة على القارئ العزيز ،هناك تطورات محلية وإقليمية ربما على اليسار إعادة قراءة المشهد السياسي من جديد . خاصة من معارضي تشكيل حكومة فياض الاخيرة . حتى ولو كان رئيس الوزراء أبو النيص وليس سلام فياض . بهدف المساهمة الفعالة في صياغة المستقبل الفلسطيني . وهذا يتطلب حواراً منفتحاً دون حساسيات ومواقف مسبقة من أجل صياغة جبهة يسار توافقية ، وإذا كنت متفائلا أكثر العمل نحو صياغة حزب إشتراكي فلسطيني موحد وهو ما تؤكده تجارب الاحزاب اليسارية والديمقراطية الاوربية . فلا يمكن لليسار أن ينتظر الدخان الابيض أو الاسود من عمامة الفقية أو من الخ . الأحزاب الصغيرة في حال إتفاقها على برنامج حد أدنى مشترك قادرة على مقاومة نظام القطبين . وفي أسوء الحالات تساهم بضبط إيقاع خطوات القرار السياسي بما ينسجم ومصالح الوطن ليس فقط الحجر بل البشر. هو مشروع سياسي طموح بيد أنه قابل للتحقيق إذا تخلى المتحاورون عن مسدساتهم وأقنعتهم . وبما يؤدي الى إنشاء شبكة من منظمات الخدمة الاجتماعية للمواطن ، خاصة بعد أن تحولت وظيفة المسجد من مركز للعبادة الى منبر للدعاية الحزبية . قد يكون الانقسام الحاصل هو الأشد عمقا في التاريخ الفلسطيني الحديث ، والعامل المؤثر في إعادة لحمة هذا الوطن يجب أن تكون على عاتق إتلاف اليسار أو الحزب الاشتراكي الفلسطيني القادم لأسباب عديدة . هذه رؤية سياسية وليست حصة دراسية. وعلى كل حال ليست جريمه أيدلولوجية التراجع عن الخلل في المواقف بل الجريمة مواصلة العمل السياسي بذات الوسائل والآليات والبرامج الخطابية القديمة ولكل مرحلة خطابها الذي ينسجم مع خصوصيتها الذاتية والمحيطة. وإلا سيصبح اليسار الفلسطيني مثل الأعمى الذي وجهت له دعوة عشاء في اللحظة الأخيرة ، لكن طلب منه عد الصحون بدل تذوق الطعام



#سيمون_خوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقيقة ماحصل في أثينا


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيمون خوري - نحو حزب إشتراكي فلسطيني