أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد الجبوري - قتيل تحت نصب التحرير














المزيد.....

قتيل تحت نصب التحرير


احمد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 2667 - 2009 / 6 / 4 - 03:00
المحور: الادب والفن
    



أفزعته أصوات منبهات السيارات حين كان ذلك المعتوه يمشي ورجلاه تخطان الأرض في بغداد
حيث كان يمشي في منتصف شارع الرشيد وعلى عكس سير السيارات وثوبه البالي الممزق الوسخ
تلعب به الريح يمينا وشمالا وجسمه قطعة سوداء قد بنى عليه علق الدهن والوسخ بنيانا وشعره لفيف من
دهن وتراب وقد كونت بقايا العلكة أشكالا هندسية على حافات شعره ألنسائي ألطويل وبيده عصا من
شجرة ألتوت ويبدو أنه كان من الذين يكرهون ألمال فقد أزال ألجيوب من ثوبة ألممزق ألبالي وفي يده
أليسرى نسخة لأحد ألصحف أليومية . كان يمشي غير مبالي بما حوله أو أمامه فقد كانت وجهته (نصب
ألتحرير) وتوشك أن تدهسه أحدى ألسيارات فيصيح به ألسائق: أنتبه أيها ألمعتوه ؟ فتثير تلك ألكلمات
حفيظته ألمعتوه ويغضب غضبا شديدا . وينقض كالأسد ألضاري على تلك ألسيارة بعصاه ويأخذ
بتكسير ألزجاج وضرب كل من يقف في طريقه إ
ويهرول نحوه شيخ كبير يدعى زيدان وكان يبيع ألشاي ويطوقه بين ذراعيه ويسحبه ألى داخل ألمقهى
ويجلسه على الأرض . ويذهب ألى صاحب ألسيارة
زيدان:أنا أسف ياسيدي عما فعله أبني ألدكتور عيسى فانه مريض لذلك فانا أحضره معي ألى هنا
ولا أتركه في ألبيت .
سائق ألسيارة: شيخي ماذا تقول أبنك ألدكتور عيسى ؟
زيدان :نعم أنه أبني وقد كان من ،أساتذة ألجامعة في علم ألنفس .
سائق ألسيارة :لابد أنك مجنون مثله سأخبر ألشرطة .
زيدان:أرجوك لانفعل وسأعطيك كل ما تريد
السائق إذا أخبرتني الحقيقة فلن اخبر الشرطة
زيدان سيدي ان هذا المعتوه الذي تراه هو ابني الدكتور عيسى وكان من اساتذة الجامعة علم النفس ولكنه كان من الذين لا يحفظون ألسنتهم ويجهر بكل ما يفكر به وكان يعلن وعلى رووس الأشهاد كرهه لصدام حسين ولظلمه الذي كان يصبه على رووس العراقيين وكان لايؤمن باهليته ليكون رئيسا للعراق وكان غير راض عن أدارة البلد
من قبل حفنة من الجهال الطارئين وكان دائما ما يردد ان تسلم هولاء للسلطة في العراق هو خطئ صدفة ليس الا
ولم يكن ابدا باستحقاق وكان يحلم بعراق امن ومزدهر تديره الكفاءات المؤهلة لإدارة البلد واي بلد انه وادي الرافدين ولم يكتفي بذالك بل وصلت به الحماقة ومبالغة منه في رمي نفسه في التهلكة والاستخفاف بصدام حسين
ان صرح بكرهه ورغبته بالتغير في أثناء إلقائه محاضرة لطلبة الجامعة
سائق السيارة مقاطعا ياله من بطل هذا المعتوه اقصد هذا الدكتور
زيدان نعم سيدي فالقي القبض عليه وعلى الفور
سائق السيارة وماذا حصل بعد ذلك اكمل شيخي
زيدان ضل في عداد المفقودين لاكثر من ثمانية سنوات حتى اني تعبت ومللت من كثرة سؤالي وبحثي عنه وفي احد الايام وبينما كنت اسير في شارع السعدون شاهته وهو على هذه الحالة وبقي الحال على ما هو عليه الى يومنا هذا
السائق يالها من ماسات تبعث في النفس الياس والحزن والظيق
زيدان:ولكن حالته أزدادت سوءا" بعد ذهاب صدام حسين وحضورالأمريكان وماأثاره ماشاهده من نهب وسلب
بعد سقوط النظام وقتل وقوضى فقد كاد أن يقتل نفسه لعدة مرات لولا أن الله دفع أنه أرحم الراحمين
السائق:شيخي لاعليك أنا من يجب أن يأسف. الى اللقاء
زيدان يتحدث الى أبنه ألمعتوه:بني ألم أخبرك أن لاتذهب لاي مكان و تبقى جاسا قربي
ماذا بك الى اين تريد ان تذهب
المعتوة:ابي اريد ان اموت فلا مكان لي هنا
زيدان:لماذا بني انت من يفعل هذا بنفسه انك ترفض الذهاب الى المستشفى و ترفض حتى ان تغتسل او تغير ملابسك
المعتوة:ابي كل ما فعلته وحصل لي ليس له قيمة نهب و سلب و قتل أبرياء ودبابات و جنود أجانب يفعلون ما يريدون و تكررت اخطاء الصدفة مرة ثانية (وانا معتوة)
زيدان :بني سيتحسن الامر وتجري الرياح بما تشتهي السفن صدقني لن تذهب مواقفك و تضحياتك سدا.
المعتوة:كلا ابي اتركني أموت موت سريع خير من موت بطيء ولكني سأختار المكان الذي سأموت فيه
زيدان:بني وما الفائدة من موتك؟
المعتوة:لكي لا ارى اخطاء الصدفة تتكرر و انا من المتفرجين
ويأخذ بيدة سكين ويذهب المعتوة راكضا الى ان يصل الى نصب التحرير فيقف تحته ويوجه طعناة السكين الى قلبه وهو يصرخ هذا هو التحرير ويسقط قتيل تحت نصب التحرير..............






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عرس الشهداء
- الروح والغدير الحزين
- سيمفونية الضياع
- تردد السؤالات
- المتهالكين
- يائس يحاور النجوم
- التطلع إلى المجهول
- التيه الأبدي
- عندما يهذي الضائع
- الحديث مع وليدة اليأس


المزيد.....




- اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا
- الصيف في السينما.. عندما يصبح الحر بطلا خفيا في الأحداث
- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...
- معرض -حنين مطبوع- في الدوحة: 99 فنانا يستشعرون الذاكرة والهو ...
- الناقد ليث الرواجفة: كيف تعيد -شعرية النسق الدميم- تشكيل الج ...
- تقنيات المستقبل تغزو صناعات السيارات والسينما واللياقة البدن ...
- اتحاد الأدباء ووزارة الثقافة يحتفيان بالشاعر والمترجم الكبير ...
- كيف كانت رائحة روما القديمة؟ رحلة عبر تاريخ الحواس


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد الجبوري - قتيل تحت نصب التحرير