أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد الجبوري - عرس الشهداء














المزيد.....

عرس الشهداء


احمد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 2645 - 2009 / 5 / 13 - 09:25
المحور: الادب والفن
    


بغداد خريف 2004 م ابتدأت القصة في احدى كليات الطب في بغداد حين احب جيهان وشوكت بعضها البعض . حيث جمعتهما قصة حب طويلة دامت لاربع سنوات . وقد اتفقا على الزواج بعد التخرج و الحصول على شهادة البكلوريوس في الطب .
حيث ان قصتهما كانت معروفة لدى اغلب طلبة الكلية و الاساتذة . واليوم هو اليوم الاخير لهما في الكلية فقد انتهت دراستهما الجامعية وحصلا على شهادة البكلوريوس . هذه السنة هي السنة الثانية على دخول القوات الاجنبية لبغداد وفي هذه السنة ابتدأت حرب السيارات المفخخة و العبوات الناسفة بكثرة ! حيث تشم في بغداد رائحة الدم وتفسخ الجثث في ازقة وشوارع بغداد . و الخراب و الموت يعم كل شيء . قد استوطن الموت وربض الحزن وافل الامن و الامان ؟ النهابون و السلابون يعملون على قدم وساق . و المجرمون و المنحرفون قد اطلقوا لشذوذهم العنان فلا حارس ولا رقيب . دخان الحرائق يعم بغداد اما شوكت وجيهان فقد كان حبهما يبعث بهما التفائل و الامل ويبعدهما عن تلك الفوضى و الموت . وكأنهما يعيشان في جنة الاحلام وليس في بغداد ! وقفا في فناء الجامعة وهو يومهم الاخير في هذا المكان المقدس ؟ وقفا وعيناهما تترقرقان بالدموع وعلى جبهيتهما مسحة حزن لترك الجامعة . جيهان : متى ستأتي لتطلب يدي من ابي ؟ شوكت : اخبريه وسأتي على الفور جيهان : انا بغاية السعادة لسماع هذا الكلام ويقطع كلامهما دوي انفجار يهز الارض ويطبق على اسماعهما ويذكرهما انكما في بغداد . جيهان : شوكت ما هذا انا بغاية الرعب شوكت انا ينتابني القلق و الخوف من المجهول ولكن عسى الله ان يساعدنا على انهاء هذه الفوضى ويقطع كلامهما صوت ليلى زميلة جيهان هيا لنذهب الى البيت فقد تأخرنا . جيهان : حسنا انا اتية : الى اللقاء شوكت سأتصل بك هاتفيا شوكت : الى اللقاء سأنتظر اتصالك بفارغ الصبر وتخرج جيهان مع ليلى : جيهان : اتعلمين يا ليلى : سيخطبني شوكت من ابي ونتزوج ليلى : الا تنتظران حتى تجدى عملاً من اين لكم المال لتتزوجى ؟ جيهان : سنعمل بالممكن ولن ننسى الطموح . ولدى شوكت بعض الاموال من اهله سنتزوج بها ونعيش الا ان نتعين في احدى مستشفيات بغداد شوكت يصل الى البيت : مخاطبا امه : امي باركي لي فقد حصلت على شهادة البكلوريوس في الطب وسأعمل في احدى مستشفيات بغداد . الام : مبروك لك يا بني : الحمد لله على عودتك بالسلامة فقد كنت بغاية القلق فقد سمعت اصوات انفجارات كثيرة وخشيت عليك شوكت : امي لا تقلقي علي فلكل اجل كتاب وعليك ان تباركي لي مرة ثانية فسوف اتزوج الام : هل تقصد زميلتك في الجامعة التي اسمها جيهان . مبروك ولكن ؟ لما لا تنتظران حتى تجدا عملاً وثم تتزوجان ؟ شوكت : كلا امي لن ننتظر اكثر من هذا يجب ان نتزوج انا وجيهان وبأسرع وقت ممكن الام : كما تشاء يا بني ؟ ارجو من الله ان يتمم لكم على خير جيهان مع ابيها وعائلتها على طاولة العشاء : ابي اليوم حصلت على شهادة البكلوريوس في الطب وسأعمل في احدى مستشفيات بغداد . الاب : مبروك لك يا بنيتي ارجو من الله ان يحفظك من كل مكروه جيهان : ابي هنالك شيء اخر اريد ان اخبرك به الاب : ما هو يا بنتي لماذا تشعرين بالخجل تكلمي ؟ جيهان : لدي زميل اسمه شوكت اخبرني بانه يريد ان يأتي للقائك ليطلب يدي منك للزواج فما رأيك ؟ الاب : جيهان يبدو انكم متفقون وستأتون لاخبارنا ليس الا اليس كذلك ؟ جيهان : تبتسم باستحياء . ابي هل اخبره ان يأتي ؟ الاب : نعم اخبريه وقولي له على الرحب و السعة وتترك جيهان العشاء وتهرول الى الهاتف لتخبر شوكت بان اباها وافق على حضوره . ويحضر شوكت ويلتقي بوالد جهان : الاب : بني شوكت تشرفت بلقائك . شوكت انا اشكرك يا عمي انا هنا لاطلب يد ابنتك جهان للزواج الاب : موافق يبدو انكم متفقون على الزواج منذوا زمن ولا اريد ان اقف في طريق سعادتكما . اتمنى لكما حياة هانئة وامنة . شوكت : اتسمح لنا ان نذهب غدا لشراء ما نحتاجه للزواج من ذهب وبدلة الزفاف واشياء اخرى ؟ الاب : يضحك بصوت عال . وينظر اليه بنظرة عطف ويقول له شوكت غداً ؟ اذاً اذهبوا على بركة الله وفي صباح اليوم التالي حضر شوكت الى بيت جيهان ليذهبا لشراء الذهب وما يحتاجونه لحفل الزفاف شوكت جهان من اين تحبين ان نذهب لنشتري الذهب وبدلة الزفاف جهان : الكاظمية : نشتري ما نحتاجه ومن ثم نقوم بزيارة مرقد الامام الكاظم (عليه السلام) لنتبرك به وندعو الله عز وجل ان يبارك زواجنا وذريتنا وننعم بحياة سعيدة ان شاء الله شوكت : اذا الى الكاظمية ويصل شوكت وجيهان الى الكاظمية جيهان : ما رأيك يا شوكت ان ندخل الى المرقد الشريف ونصلي . وندعو الله ومن ثم نخرج لنشتري ما نحتاجه من ذهب وبدلة الزواج . شوكت : اذا نذهب اولا الى المرقد الشريف وارادى ان يدخلا الى المرقد الشريف من باب المراد وقبل ان يصلا الى مرقد الكاظم "عليه السلام" بأمتار قليلة . كان بنتظارهما . احد الذئاب البشرية . يابس العقل و الضمير وكيف لا وقد اتى من جزيرة الاعراب ؟ حيث الصحراء فقد تربى ذلك التافه الى جانب الابل . فقد لف حول جسمه النجس . حزاما ناسفا يحوي انواع المتفجرات القاتلة جاء ليقتل كل ما هو نقي وانساني وجميل في وادي الرافدين ! جاء ليقتل ما لا يملك وما هو يفتقده . ولكن هيهات . السماء اقرب اليهم مما يريدون فما ان وصلا حتى فجر ذلك الصعلوك جسمه وتناثرت الشظايا فقطعت جسدي شوكت وجيهان ومن كان حولهما من الناس . ومن سخرية القدر وتفاهة الحياة . ان اختلط لحم ودم ذلك النجس ! بلحم ودم هذين الطاهرين.




#احمد_الجبوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الروح والغدير الحزين
- سيمفونية الضياع
- تردد السؤالات
- المتهالكين
- يائس يحاور النجوم
- التطلع إلى المجهول
- التيه الأبدي
- عندما يهذي الضائع
- الحديث مع وليدة اليأس


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد الجبوري - عرس الشهداء