أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد عائل فقيهي - المجتمع السعودي.. والخوف من الحرية














المزيد.....

المجتمع السعودي.. والخوف من الحرية


أحمد عائل فقيهي

الحوار المتمدن-العدد: 2663 - 2009 / 5 / 31 - 09:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس هناك اليوم مايجعلنا كمجتمع نتراجع عن تحقيق هذا الاستحقاق الحضاري الذي نعيشه وفق المتغير العلمي، وما أحدثته ثورة المعرفة من تحول جذري وعميق في النظر للعالم والحياة، وليس هناك مايجعلنا نقف مبهورين ومتلقين فقط، ويتحول دورنا إلى دور المتفرج أمام ماينجزه الآخرون على المستوى العلمي والثقافي والإبداعي، ذلك أن المجتمع السعودي في مكوناته الاجتماعية، ومن خلال التعددية المناطقية والعشائرية والمذهبية مايجعله مجتمعاً خلاقاً وفاعلاً وغير مستسلم لما يجعله يتراجع عن تحقيق الكثير من الطموحات التي ينبغي إنجازها، والذهاب بعيداً في جعلها جزءا من المنظومة الذهنية للمجتمع السعودي في ظل إرادة قوية تعمل وتنتج وتبدع يقودها رجل تاريخي واستثنائي هو الملك عبد الله بن عبدالعزيز، وفي سياق لحظة كونية تفرض إرادتها وسيطرتها في ضرورة التغيير والتطوير، ولأن المجتمع السعودي يعيش في فضاء الانفتاح، على المستوى الإعلامي والثقافي، وخروج المرأة، وهو مايجعلها تطالب بحقوقها والبحث عن مواقع متقدمة في المجتمع وفي مراكز القيادة.
وأيضاً تعتبر عنصراً فاعلا وأساسياً في حقول العلم والمعرفة العامة، وأصبحت تحتل واجهة المشهد الثقافي والعلمي، بوصفها كاتبة ومبدعة وروائية وشاعرة وطبيبة وأستاذة جامعية، ولأن المجتمع السعودي مل من سيطرة وهيمنة الفكر الواحد والخطاب الواحد وفرض ثقافة وأدبيات الرؤية الدينية الواحدة، كان لزاماً على هذا المجتمع أن يتحرك، ويفك العقدة التاريخية التي جعلته أسير وسجين الفكر الواحد، بفعل طائفة أو شريحة اجتماعية تمتلك وتملك مفاتيح كل شيء في المجتمع وتضع يدها على مفاصل المؤسسة التربوية والتعليمية، في حين أن الدين لله والوطن للجميع، وليس صحيحاً أن يظل كل شيء على ماهو عليه، وبما أن الدين يمثل مرجعية للجميع، ينبغي بالمقابل أن يكون الوطن هو ملاذ وملجأ الجميع، تحت مظلة الدولة الواحدة والمواطنة الواحدة والوحيدة، ومادون ذلك، فليس هناك مظلة يمكنها أن تقي المواطن من حر وهجير الانتماء المناطقي والعشائري، ذلك أن قيمة الإنسان اليوم لا تتحقق إلا بكونه إنساناً مدنيا ينتمي إلى ثقافة وفكر وذهنية المدنية بكل تجلياتها واختلافاتها، لا أن يكون قروي التفكير، وصحراوي النزعة والاتجاه، وتقوم أفكاره على تغليب ماهو «خاص» على ماهو «عام» وتقديم ماهو «مناطقي» على ماهو «وطني»، ولكن كيف يمكن أن تكون مدنياً ووطنياً وحضارياً في نفس اللحظة؟
يمكن أن يكون ذلك وأن يتحقق بوجود الحرية التي تكفل للمواطن والمثقف الجهر بأفكاره وآرائه وبهمومه وهواجسه، وتلك هي الحرية المسؤولة وليست الحرية المنفلتة، الحرية الفكرية الاجتماعية التي تقول كل شيء دون أن تتعدى وتتجاوز، فتصبح اعتداء على الآخرين وقفزاً فوق كل شيء، تلك الحرية التي هي من أبجديات الإسلام فكراً وسلوكاً، والتي هي واحدة من أهم قيم الدولة الحديثة، لأن الحرية هي المقدمة الأولى لبناء المجتمع، والتي ترتبط ارتباطاً جذرياً بتأهيل الفكر السياسي، وتحويله إلى رأي سياسي وفكري وممارسة فكرية.
إننا نتحدث عن الحرية المسؤولة وليست المقيدة، الحرية التي يخافها الجميع ويخشاها المجتمع، وكأنها «بعبع» ورمز للرذيلة والابتذال والعري، والدعوة إلى التفسخ، والاتجاه إلى جعل الجسد الهاجس والهم، وليست الحرية بمفهومها العميق السياسي والفكري والاجتماعي والحقوقي والإنساني، والتي يتم اختصارها واختزالها عند شرائح اجتماعية كبيرة وعريضة، في كونها ترمز إلى ناد ليلي وبار ومرقص، إنها أكبر من ذلك أيها السادة المسكونون بهاجس المؤامرة، الذين ترون في أن الغرب يستهدفنا،
ويريد إلغاء الهوية الإسلامية والحضارية للأمة والمجتمع، وأننا نمثل هاجسا للغرب.
إن الغرب هو الذي أهدانا فكر التنوير والنهضة، وهو الذي منحنا كل قيم وأدبيات الحياة العصرية، وأعطانا كل شيء! من القلم الذي أكتب به حتى المصباح الكهربائي الذي يضيء لي عتمة المكان وظلمة الأفكار التي تلفني وتحيط بي، وظلمة الأفكار المناهضة لحركة التقدم التي تقف أمام ما نحلم به جميعا، وما نطمح لتحقيقه، والنضال من أجله، لتصبح الحرية ضمن مكونات المجتمع الذي يستحق أن يكون في المقدمة ويحجز له موقعاً متقدماً بين مجتمعات العالم، ذلك لأننا لسنا ظاهرة نفطية و «وهابية»، وعلينا أن نكسر هذه الصورة النمطية، ولن يتأتى ذلك إلا بكسر عقدة الخوف من الحرية، وجعل هذه الحرية ضمن المنظومة الحضارية والثقافية التي تتجه إليها الدولة، وينبغي أن يتوجه إليها المجتمع، بدءاً من الحوار الوطني، إلى حوار الأديان، إلى الحوار في المسكوت عنه على كافة المستويات والمجالات.
إن الجهر بالأفكار يحرر المجتمع من التكلس والجمود، ويحرر الفرد من مواجهة القادم والطارئ، ويجعله أكثر تصالحاً مع نفسه ومع المجتمع.
فيا أيها المتكلسون... لا تخافوا من الحرية، إن الحرية حركة، هي الهواء النقي الذي علينا أن نستنشقه جميعاً..
إن حرية الإنسان هي الفريضة الغائبة التي آن الأوان أن نمارسها ونعيشها.




#أحمد_عائل_فقيهي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إحياء علوم الدين.. وإحياء علوم الدنيا أيضاً
- المقدَّس والمدنَّس.. والسؤال الحائر
- بناء الإنسان ...ورياح التغيير
- هل يمتلك المثقف السعودي وعياً بحركة التاريخ
- المجتمع بين التحديث والممانعة


المزيد.....




- شاهد.. أسراب من -حشرات الحب- تغزو كوريا الجنوبية بأعداد كبير ...
- النووي الإيراني: هل يستأنف الحوار بين طهران والعواصم الغربية ...
- بعد المواجهة مع إيران.. اجتماع أمني إسرائيلي يدرس مستقبل حرب ...
- القوات الروسية تسيطر على أول قرية في منطقة دنيبروبيتروفسك في ...
- غوتيريس يشدد على -إصلاح وإطلاق محرك التنمية- بمواجهة -عالم ي ...
- الأرجنتين: وضع حرج لأكبر مركز صحي للأطفال في البلاد بسبب سيا ...
- جرعة مخدرة تحت إشراف طبي في بلجيكا.. وفي العراق الأطباء مسته ...
- المقاومة تدمر آليتين عسكريتين إسرائيليتين شرقي خان يونس
- حفل زفاف بيزوس.. ظهور وجوه بارزة من قائمة أثرياء العالم
- ولي عهد دبي يُعلن نجاح أول رحلة تجريبية للتاكسي الجوي


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد عائل فقيهي - المجتمع السعودي.. والخوف من الحرية