أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - ناجي الغزي - مساوئ الديمقراطية التوافقية في العراق














المزيد.....

مساوئ الديمقراطية التوافقية في العراق


ناجي الغزي

الحوار المتمدن-العدد: 2658 - 2009 / 5 / 26 - 09:36
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    



وجه رئيس الوزراء نوري المالكي أكثر من مرة انقاداته للعملية الديمقراطية التوافقية الجارية في العراق, والتي هي وليدة العملية السياسية التي أنجبت مبدأ التوافقات الحزبية بين الكتل التي أفرزتها الانتخابات البرلمانية السابقة. ونموذج الديمقراطية التوافقية في مفهومه العام لم يحضى على تعريف جامع في الفقه السياسي بسبب ضيق ومحدودية تطبيقه في بعض البلدان وتجلياته السيئة التي تجعل المجتمع ونظامه السياسي مرهون بالتجاذبات والتناحرات الحزبية والطائفية والقومية الضيقة. والديمقراطية التوافقية تعني تقاسم الحكم بين الاحزاب على أسس توافقية بغض النظر عن الكفاءة والاستحقاق الانتخابي, وهذا يعني أن كل طائفة أو حزب يأخذ نصيبه من كيكة الحكم في العراق على أسس توافقية.

ودعوة المالكي لنبذ تلك الظاهرة الجديدة (الديمقراطية التوافقية) جاءت على أساس التجربة العسيرة التي مرت بها العملية السياسية في العراق بعد سقوط النظام الدكتاتوري. وقد أنتجت تلك التجربة مساوئ كبيرة تكاد أن تعصف بالبلاد الى الهاوية لولا وحدة وصمود وتعاون الشعب العراقي. وقد قبلت الديمقراطية التوافقية على مضض في بداية العملية السياسية من أجل إيجاد مخرج سياسي للاحتقان الحزبي والطائفي والقومي الذي برز بقوة وبشكل مهول بعد سقوط النظام الدكتاتوري في العراق. أفرزت تشكيلة الحكومة العراقية بعد الانتخابات البرلمانية في 2005 على أساس التوافقات 34 وزير أغلبهم لايتوفر بهم عنصر النزاهة والكفاءة, وقد مرت الحكومة في صراعات وتجاذبات وأنسحابات ومزاجات وأنكسارات وتقصير وقصور وفساد ما أنزل الله بها من سلطان . مما ترك تلك الأمزجة السياسية تداعيات كبيرة على التنمية الاقتصادية والبشرية والاجتماعية, مما دعا الكثير من المراقبين والمحللين أن يعتقدوا أن تقدم العملية السياسية في العراق أمراً مستحيلاً بسبب الاوضاع المرتبكة التي خلفتها التوافقات السياسية.

وتصدي الحكومة العراقية الى تردي الوضع الامني والفساد المالي والخدمي في ظل اللانقسام السياسي والتعامل معها دفعة واحدة يمثل بضرب المستحيل. ولكن أصرار الحكومة العراقية على السير في تنفيذ مهمامها السياسية والخدمية والامنية, وتجاوز القيود الحزبية والسياسية التي شلت الحكومة وأتخاذ القرارات الجريئة والمهمة في الحد من تلك الظواهر السلبية. فأخذت الحكومة تفعل دورها في أتخاذ الاجراءات السياسية والامنية, فقد أقدمت على حملات أمنية واسعة نزعت من خلالها أسلحة المليشيات المسلحة وضربت بقوة كل المتمردين والخارجين على القانون. والسعي في تنفيذ بعض الخدمات الضرورية بتغيير الحقائب الادارية لبعض الوزارات المنحلة . وتفعيل دور الرقابة ومفوضية النزاهة على الفساد والمفسدين والتحشيد لمشروع المصالحة الوطنية رغم عدم تحقيقها بشكل واسع ومثمر.

ومبدأ التوافقات السياسية أصبح مانعاً وعائقا أمام أداء الحكومة السليم كما حال دون تطور النظام الديمقراطي في العراق سياسيا وإدارياً. مما تركت تلك التوافقات الحزبية حالة من الجمود والركود والترهل في أداء مؤسسات الدولة الادارية وتعطيل التام للعديد من المؤسسات الخدمية, بسبب عدم الانسجام والتوازن بين الكتل السياسية داخل البرلمان والحكومة دون الاكتراث لمصلحة الشعب العراقي. والسبب الرئيسي في تكريس مبدأ التوافقات السياسية هو ما جاء به الدستور العراقي بين الاغلبية كمفهوم ديني أو مذهبي ، والأغلبية كمفهوم سياسي. وكذلك نسبة التصويت لايصادق على اي قانون دون موافقة ثلثي عدد الاعضاء في التصويت على أغلب التشريعات أبتداء من تشكيل الحكومة الى القوانين الاخرى التي تنظم حياة المجتمع.

وبهذا المبدأ التوافقي تبحث الكتل السياسية على تحالفات سياسية لتكوين الثلثي داخل قبة البرلمان لتمرير الكثير من التشريعات وأهمها التشكيل الحكومي. والسبب الذي يهدد العملية السياسية هو الاخفاق القانوني في الدستور الذي كتب على عجل. فضلاً على أن اغلب الاحزاب كانت تعتمد مبدأ الديمقراطية التوافقية ثقافة سياسية لها, وكذلك تضع التوافقات السياسية شعارها المفضل من أجل الحصول على موطأ قدم في العملية السياسية. وأن أي تعديل أوالغاء التوافقات السياسي يعني تصحيح لمسار العملية السياسية منذ تشكيلها ويضع أغلب الاحزاب في مفترق طرق, أوربما يؤدنا هذا التعديل الى العودة الى المربع الاول!!! والمنادين بمبدأ الديمقراطية التوافقية ربما لاينسجموا ما تلك الطروحات، لانهم سوف يفقدون مكاسبهم السياسية والادارية في ظل تلك الدعوات التي تنادي بالغاء التوافقات, وذلك بسبب ضعف قواعدهم الشعبية وعدم قدرتهم على تحقيق الفوز الكبير بالمقاعد البرلمانية .

لزيارة موقع الكاتب
www.najialghezi.com



#ناجي_الغزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة المفاهيم في السلوك السياسي
- أزمة الثقة بين المواطن العراقي والمؤسسة السياسية والادارية
- دور مؤسسات المجتمع المدني في التنشئة السياسية
- المواطنة أهم مقومات قيام المجتمع الديمقراطي في العراق
- عوائل الصحراء في العراق الديمقراطي
- هيفاء الحسيني ضريبة صوت الفيحاء الحر
- الديمقراطية بين نفق الاحزاب وتطلعات الجماهير
- غياب الوعي السياسي لمفهوم الديمقراطية في العراق
- أشكالية التحول الديمقراطي في العراق
- أهمية الدولة في ترسيخ أسس الديمقراطية السياسية
- مناشدة الفيحاء للتضامن مع مأساة المعتقلين في سجون السعودية ص ...
- المشهداني يخلف زوبعة سياسية في البرلمان
- مجالس الصحوات بين صناديق العتاد وصناديق الاقتراع
- التغطية الاعلامية في الانتخابات الفيحاء انموذجاً
- الاحزاب السياسية العراقية في ميزان الانتخابات
- الانتخابات وتغيير المعادلات السياسية في العراق
- التأثير الديني والقبلي على نتائج الانتخابات العراقية
- الانتخابات العراقية تبدأ العد التنازلي للمرحلة الحاسمة
- المستقلون يسبحون مع التماسيح في سباق الانتخابات
- الانتخابات العراقية وتداعياتها على العلاقات السياسية


المزيد.....




- ماذا قالت المصادر لـCNN عن كواليس الضربة الإسرائيلية داخل إي ...
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل
- CNN نقلا عن مسؤول أمريكي: إسرائيل لن تهاجم مفاعلات إيران
- إعلان إيراني بشأن المنشآت النووية بعد الهجوم الإسرائيلي
- -تسنيم- تنفي وقوع أي انفجار في أصفهان
- هجوم إسرائيلي على أهداف في العمق الإيراني - لحظة بلحظة
- دوي انفجارات بأصفهان .. إيران تفعل دفاعاتها الجوية وتؤكد -سل ...
- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - ناجي الغزي - مساوئ الديمقراطية التوافقية في العراق