أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم البوسعيدي - القدس في وجدان الإنسان العربي














المزيد.....

القدس في وجدان الإنسان العربي


هيثم البوسعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2655 - 2009 / 5 / 23 - 10:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يختلف اثنين على مكانة القدس في كل الأديان وخصوصا في الديانة الأسلامية بكونها أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين والمكان الرئيس لوقوع حادثة الأسراء والمعراج، ولا يخفى على الجميع أن كتب المسلمين صدحت بالحديث عن أهمية هذه المدينة العظيمة التي تحتوي بين جنباتها الحكايات والقصص عن عهود السلام وأخبار الحروب.

حتى وقعت في نهاية المطاف في أحضان اليهود وأصبح العرب كالغرباء في هذه المدينة، أعقب ذلك حدوث سلسلة من التغييرات الجذرية والأحداث الصعبة في الستين سنة الماضية، أبرزها تخلي الأنظمة العربية تدريجيا عن قضية القدس وانسحاب فكرة أهمية القدس من أوليات المجتمع العربي مما ترتب عليه تراجع الأرتباط القوي بهذه المدينة في وجدان وذهنية الفرد العربي من المحيط إلى الخليج.

وتمثلت محنة القدس في الأحتلال الذي يسعى بكل ما يملك من أسلحة لمحو كل ما هو عربي، وتعمل دولته بكامل أجهزتها على بناء مدينة يهودية خالصة، أما القضية الأهم فهي غياب الإحساس بأهمية القدس حيث ساهمت جميع النخب الحاكمة في الوطن العربي بهذا الإتجاه من خلال الإهمال واللامبالاة لما يحدث من تدمير لتاريخ وهوية المدينة، مما انعكس سلبا على واقع الإنسان العربي الذي انكفأ على ذاته لينشغل بقضايا آخرى كالصراع على لقمة العيش والصراع من أجل الفوز بحرية الكلمة ومقاومة الحملات التي تسعى لهدم الروابط الإجتماعية والثقافية وتوجه الفرد العربي نحو الجري وراء كل أنواع اللهو والفساد والإنحلال، كما إن حدوث قضايا آخرى على الساحة مثل مأساة إحتلال العراق زاد الطين بلة، رافق ذلك تراجع غير مبرر من جهة المثقفين والمتعلمين ورجال الإصلاح في العالم العربي عن القيام بأدوارهم الفعالة في ترسيخ مكانة القدس في النفس والذاكرة العربية.

عندئذ أصبحت الحقيقة مرة لأن الواقع يشير إلى إنكماش الآلام القدس في كتابات الأدباء وقصائد الشعراء، وغياب القضية عن وسائل الإعلام العربية لتنفتح أبواب القنوات الفضائية أمام أغاني الساقطات وتفاهة المسلسلات التركية، بل لا نجد جهد سينمائي واضح يستثير في ذواتنا هموم الأقصى والإنسان المقدسي مقابل كذبة الهوليكوست وخزعبلات هوليود.

أين القدس؟؟؟؟ طمست قضيتها وحذفت من خطب العلماء وحرفت من شعارات السياسين وطردت من مناهج التعليم، وكل ذلك حتى لا يدرك الطفل والشاب واقع القدس الصعب وحجم الغصة ومقدار الصرخة وحرارة الوجع المقدسي الذي ينتظر بفارغ الصبر ضوء جديد يبشر بعهد الخلاص من جور الظلم والطغيان، إضافة إلى ذلك فإن صعوبة زيارة القدس وقفل الأبواب في وجه كل عربي عاشق لتراب بوابة السماء بسبب غطرسة وغرور الإحتلال اليهودي سيؤدي تدريجيا إلى تناقص الإرتباط الوجداني بالقدس لدى الفرد العربي عند مقارنته بقدرة الفرد على زيارة الأماكن المقدسة في السعودية أو العتبات في العراق.

أخيرا للأسف ضاعت القدس مثلما ضاعت أشياء كثيرة من بين أيدينا، لذا فإن نفوسنا تحتاج لصرخة قوية وهزة مؤثرة، تطال كل شئ وتسعى لتغيير كبير وإصلاح شامل يقرع قلوب الحكام والمحكومين ويستنهض عقول المعلمين والمتعلمين حتى نستطيع إستعادة أشياء كثيرة سلبت منا طوعا أو كرها ومن ضمنها مكانة القدس في قلوبنا، أو إننا سنبقى على هذا الحال لننتظر ما هو أفظع من إحتلال القدس حتى نستفيق من سباتنا العميق ونشهد الخيبة الأكبر وهي هدم المسجد الاقصى: فهل نترك القدس تغرق في بحر الاحزان؟ هل سنسمح بسرقة القدس من قلوبنا مثلما سرقت من بين أيدينا؟ ومن هو القادر على أحياء القدس في قلوبنا المخضبة بالأمراض؟



#هيثم_البوسعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهوة الكتابة
- المجلس
- صناعة الحب
- قصة : جراح بغداد
- إدارة الانسان : مفهوم غائب في عالمنا العربي
- القراءة والكتابة ....علاقة ترابط وتفاعل دائم
- رؤية نقدية : أهل الدين تحت المجهر


المزيد.....




- زاخاروفا: الغرب لا يرغب في سداد ديونه لكن الزمن تغير
- -سنواجه مشاكل كبيرة-.. خبراء أخافتهم تحذيرات بوتين
- نيوم السعودية.. -الحلم يتصدع- والأمور -لم تسر كما يرام-
- هل تنجح زيارة بايدن لفرنسا بتجاوز التوترات التجارية بين واشن ...
- هنية: حماس لن توافق على أي اتفاق لا يحقق الأمن لشعبنا أولاً ...
- غانتس يرجئ بيان -استقالته- بعد تحرير أربعة رهائن في غزة
- المكتب الحكومي بغزة: ارتفاع عدد ضحايا المجزرة الإسرائيلية في ...
- مشاهد أولى للأسيرة الإسرائيلية المفرج عنها
- من أعطى الأمر؟ تفاصيل جديدة عن عملية استعادة 4 رهائن إسرائيل ...
- رولان غاروس: البولندية شفيونتيك تهزم الإيطالية باوليني وتحرز ...


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم البوسعيدي - القدس في وجدان الإنسان العربي