أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بريهان الجاف - قراءة في تفكير الغرب















المزيد.....

قراءة في تفكير الغرب


بريهان الجاف

الحوار المتمدن-العدد: 2655 - 2009 / 5 / 23 - 10:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل هنالك صراع حقيقي بين الغرب والإسلام؟ لا أحد ينكر اشتعال هذا الصراع، ولكن هناك تيارا فكريا يؤججه ويتزعمه بعض المفكرين الذين- لحسن الحظ- تصدى لهم آخرون ، معارضون لنظرياتهم ومفندون لها بالحجة والمنطق. كما يزيد من حدة الصراع جماعة من المهووسين الدينيين الذين هم في واقع الامر ضحايا لفكر هؤلاء المفكرين، وادوات مجردة لتنفيذ هذا الفكر كيفما كان اتجاهه الثقافي..بينما تقول حقائق التاريخ والدين والثقافة أن أوجه الخلاف بين حضارة الغرب وحضارة الإسلام أقل بكثير من أوجه الاتفاق..وفى رأيي أن هناك فئات ثلاث ساهمت وروجت للعداء بين الإسلام والغرب.
الفئة الأولى يمثلها مفكرون أميركيون ثلاثة عرضوا أفكارهم حول هذه القضية في مؤلفات كان تأثيرها السلبي شديدا على العالم بأسره.الأول هو ريتشارد نيكسون في كتابه "seize the moment " "أوانتهزوا الفرصة، والثاني هو فرانسيس فوكوياما في كتابه"نهاية التاريخ"، والثالث وهو أخطرهم: صمويل هنتنجتون في كتابه "صراع الحضارات “أو Of civilizations clash
وتدور الكتب الثلاثة على وجه العموم في فلك عنصري يروج لحتمية سيطرة ثقافة الغرب وسياسة الغرب واقتصاد الغرب على العالم كله من جهة، وتروج من جهة أخرى لفكرة أن الإسلام هو العدو الحتمي للحضارة الغربية من بعد سقوط الشيوعية..ويكفي أن نقرأ هاتين العبارتين لصمويل هنتنجتون:
1. إن لم نكره ما ليس نحن، فلن يمكننا أن نحب ما هو نحن!
2. نحن لا نعرف من نكون إلا عندما نعرف من ليس نحن،وذلك يتم غالبا عندما نعرف ضد من
نحن!
يكفي أن نقرأ هاتين العبارتين لنستدل منهما على براعة الكاتب في بث سموم العداء والتفرقة والكراهية والعنصرية بين شعوب العالم وحضاراتها ، وليس بين الإسلام والغرب فقط.
أما الفئة الثانية فيمثلها المستشرقون الذين تعاملوا مع القرآن على طريقة " لا تقربوا الصلاة" فاقتطعوا منه بعض النصوص التي تحض على قتال المعتدين وعزلوها عن مسارها التاريخي زمنا وحدثا، بحيث لايترك للعين أن ترى من الإسلام غير الانفجارات ودماء الأبرياء..اختلطت مفاهيم الإسلام بالإرهاب بالمقاومة المشروعة للمعتدى المحتل وضاع الحق وتفرق بين الجميع الذين عجزوا حتى الآن عن التوصل الى تعريف علمي للفظة الإرهاب.
أما الفئة الثالثة فهم الإرهابيون خدام الثقافة الأصولية بشقيها الإسلامي والمسيحي..انهم أناس غسلت أدمغتهم من كل شيء إلا العداء للآخر في الدين والمذهب كما حدث في العراق وضرورة القضاء عليه معنويا بتكفيره وماديا بقتله ،بحيث أصبحت الصورة الماثلة أمامنا تعبر بحق عن صراع أصوليات لا صراع حضارات. وفى مقابل هؤلاء الذين يتطوعون بتفتيت أجسادهم الى قطع متناثرة تنفيذا لفكر ثقافي متخلف، نجد أن النخبة الحاكمة في أقوى وأغنى دولة في العالم تنفذ ما جاء من فكر في المؤلفات الثلاثة المشار اليها تنفيذا يكاد يكون حرفيا. انني أنظر الى النظام العالمي الجديد الذي تقوده أمريكا كنظام يقوم على الفكر الداروينى القائل بأن البقاء للأقوى وليذهب الأضعف الى الجحيم،فالأقوى يبتكر وينتج والأضعف يستقبل ويستهلك ،في ظل آلة إعلامية جبارة تسوق لثقافة الغرب ومنتجاته..
وهذا بالطبع لا ينفي استحقاق الضعفاء والكسالى من الأمم أن تدفع ثمن تخاذلها وتخلفها عن مواكبة العصر ، فمن المؤكد أن المساواة بين من يعمل ومن لا يعمل هو الظلم بعينه.يدفعنا ذلك الى أهمية أن نبحث كيف نكون أقوياء كعرب أو مسلمين حتى نستطيع التجانس والتفاعل مع حضارة الغرب السائدة،فنحن بضعفنا وتشتتنا وتخلفنا صرنا نقدم أنفسنا طوعا كفريسة سهلة المنال في عالم اختزلت فيه العلاقات الإنسانية الى علاقة واحدة بين مفترس وفريسة، لا جدوى من البكاء على الأطلال ، ولنستشهد هنا بقول ريتشارد نيكسون في كتابه المذكور نصا وحرفا: (بينما ذبلت أوروبا في العصور الوسطى، تمتعت الحضارة الاسلامية بعصرها الذهبي حين أسهم الإسلام بمجهودات هائلة في مجال العلوم والطب والفلسفة،وقد لاحظ وول ديورانت في كتابه"عصر الإيمان"أن الإنجازات الهامة في كل الميادين قد تحققت على يد مسلمين في هذه الفترة..وطيلة خمسة قرون من700-1200م فإن العالم الاسلامى تقدم وتفوق على العالم المسيحي فيما يتعلق بالقوة الجيوبوليتيكية ومستوى المعيشة وتقدم القوانين ومستوى الفلسفة والعلوم والثقافة،لكن عقودا من الحرب قلبت الطاولات)..ويستطرد قائلا ما يعبر عن نوايا حسنة ورائعة:( ومثلما ساعدت المعرفة من الشرق في تحريك عصر النهضة في الغرب، فإن الوقت قدحان بالنسبة للغرب كي يسهم في نهضة العالم الإسلامي..
هذا ببساطة يعنى أننا كنا أقوياء، وأن بمقدورنا أن نعود: أقوياء مرة أخرى، ولا يجب أن ننسى أن ابن رشد كانوا يلقبونه بمعلم أوروبا حتى نهاية العصور الوسطى.والحق أنه يمكننا كعرب-مسلمين ومسيحيين-أن نتلمس الطريق الى هذه القوة من دون التشبث بالماضي والعجز عن استشراف المستقبل.لكن هذا لا يتحقق بغير الانطلاق بلا تردد في اتجاهين:الأول سياسي واقتصادي والثاني ثقافي، فالعرب لن تقوم لهم قائمة ما لم يتكتلوا اقتصاديا وسياسيا حتى يشكلوا كيانا قويا يستطيع مواجهة التكتل المناظر للغرب والتكامل معه.لقد نجح الغرب في إقامة وحدة متكاملة لدرجة توحيد العملة برغم اختلاف اللغات والثقافات والمواقع الجغرافية ..ولكي ينجح العرب في ذلك ينبغي أن يتخلوا عن ثقافة اللفظ وينطلقوا الى ثقافة الأداء والإنجاز، وعن ثقافة النقل الى ثقافة العقل، وعن الثبات والجمود الى الديناميكية والتطور..هذا الإنجاز يتمثل في تعظيم مقومات التنمية وقوة الدفع الذاتي وعدم الاعتماد على القروض والتقليل من الاستيراد السلعي والخدمي والاعتماد على تنوع الصادرات وتشجيع القوى الوطنية على الإنتاج،وقبل ذلك كله إحداث ثورة في نظام التعليم بحيث يفرز لنا عقليات إبداعية لا نمطية.كما يجب زيادة الإنفاق على
البحوث..
وفى النهاية لابد من تدعيم أسس الديمقراطية والقضاء على الفساد المستشري بين دوائر الحكم ورجال الأعمال وأصحاب المناصب المؤثرة. ولا مفر من تعظيم دور الثقافة والمثقفين في توجيه الأمور وإلغاء القيود المفروضة على الكتاب والمفكرين بحيث يتم تثقيف السياسة بدلا من تسييس الثقافة. أما فيما يتعلق بالسلطة فالسبيل واحد ومعروف للجميع وهو أن يكون الحاكم منتخبا من شعبه بحيث يسقطه حين يريد،وأن تعمل مؤسسات الأمة كلها تحت راية الديمقراطية..حينئذ يكون المفكر عونا للسلطة وتكون السلطة عونا للمفكر على تحقيق آمال الأمة.وأما فيما يتعلق بالمجتمع الذي توارث الاستبداد وحكم الفرد عبر حقب طويلة من الزمان وانطوى على الجمود والاستكانة،قانعا بما يحدث له مكتفيا بالشكوى الى الله،فقد عجز عن بلورة هوية ثقافية أصيلة تعبر عن ذاتيته ويستطيع من خلالها أن يواجه الثقافات الرجعية الوافدة:ثقافات الفكر الأوحد والنظرة النفقية "tunnel vision" وامتلاك الحقيقة المطلقة وتكفير الرأي المخالف.




#بريهان_الجاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المراهقة و أساليب علاجها
- 171 مراهق
- تجاوز ايها الرجل شرقيتك
- دور وواقع المجتمع المدني
- ثقافة بلا صخب ولا ضجيج
- الرجل الشرقي والنت
- إليك أيها الرجل
- ثقافة العنف الى أين؟؟


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بريهان الجاف - قراءة في تفكير الغرب