أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيثم البوسعيدي - شهوة الكتابة














المزيد.....

شهوة الكتابة


هيثم البوسعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2654 - 2009 / 5 / 22 - 04:37
المحور: الادب والفن
    


تضعف الأرواح أمام بحور المال وتستسلم النفوس في مواجهة مغريات الجسد وتندفع القلوب نحو ملذات السلطة، يذهلني الأستسلام، لأكتشف معه تصاغر النفوس ورداءة القلوب، أتعجب من الرغبات الزائلة، وأندهش من الميول الطائشة.

نفسي تحثني على الأختباء بداخلي، ألوذ بشوق مفعم، انشغل برغبة آسرة، تتمايل روحي لمعانقة شهوة من نوع آخر، إنها شهوة الفكر التي تجبرني على التشبث بالأفكار...إنها لذة القلم التي تحرض الحنين القابع في أعماقي، ليستمر لهثي وراء رائحة الكتابة.

عجبا! تستثيرني الكتابة، تطغى على تفكيري، تأسر لذتها جسدي المعذب، تـدور حياتي في فلكها الممتع، يغرق فكري في محرابها، تزورني الساعات والدقائق، تتشبث أنفاسي بالخطيئة المباحة، يشتهي قلبي كل ما هو مخطوط، تستلذ عيوني بكل ما هو رائع في بطون المقالات ودهاليز الكتب لتقاسمني الأفكار المنام والممشى والمجلس.

تتحرك أسئلة في دماغي، أشم روائح الجرائد، ويحرك منظر الكتب غريزتي، يدمن بصري مواقع الأدب، تبتلي خلايا عقلي بالكلمات النفاذة وتختلط شرايين دمي بالرموز المغرية.
أندفع لا شعوريا لمضاجعة القراءة، تلتقط عيوني الحروف، وتصادفني الأفكار الخاطفة، تتوالد مجموعة من الأحداث، لتستنفر أغوار ذاتي، تكثر الخيالات، تتعايش هموم البشر في صدري، يختزل عقلي الواقع ويبذل ذهني طاقة هائلة لتفريخ الأفكار وصناعة الكلمات، تختلط العناصر في مخيلتي، لتشن الكتابة حربا ضروسا، تتصدع معها الدفاعات، تتجمد الحواس، ينهار الجسد، لاستسلم سريعا وبدون مقاومة.

تصاب روحي بغيبوة طويلة، أغيب عن العالم المنشغل بحروبه، يغرق عقلي في سكراته، ليخرج المارد من الأعماق، ينتزع الكلمات من صدري انتزاعا، يفرغ الرغبات، ويكرس المشاعر، تتدفق الحروف خلسة من بين أصابعي، يجري مداد القلم بسلاسة، تجمح روحي نحو أزرار الحاسوب، لتطبع الأنامل أرقى الجمل..عندها استسهل فك الطلاسم..تفسير الأسرار..اكتشاف الخلاص..وعصر المعاني..ليعيش وجداني شهوة لا تقاوم، وتحس جوارحي بالراحة، يهدء طوفان الأحاسيس، وتصل ذاتي الى ذروة اللذة لينتهي الكبت الغائر في أعماقي.

لا تعرف نفسي طيش الكتابة، طعامها العلم وسلاحها الثقافة ومرجعها الكلمة الصادقة..يرفض قلمي ممارسة الدعارة على صدور الأوراق وتستنكر أصابعي مزاولة الشذوذ وتدرك عيوني قدسية الحروف.

أخيرا شهوة الكتابة ..هي نفق الخلاص من الظلام..وقاربي الوحيد في بحر الهموم..سأظل أدواي بها جروح الأيام واغسل واقعي المر..وستظل مشاعري تلعق حروف الأطراء وتـخـفق أحاسيس قلبي لكلمات الأنتقاد..سأضمن رضا الخالق وبركاته...ومهما تقدم العمر وبدأت قصتي مع الموت فلن أستطيع إيقاف شهوة الكتابة.



#هيثم_البوسعيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجلس
- صناعة الحب
- قصة : جراح بغداد
- إدارة الانسان : مفهوم غائب في عالمنا العربي
- القراءة والكتابة ....علاقة ترابط وتفاعل دائم
- رؤية نقدية : أهل الدين تحت المجهر


المزيد.....




- لبنان.. تقليد الفنان صلاح تيزاني -أبو سليم- وسام الاستحقاق
- فيلم -ذا رَننغ مان-.. نبوءة ستيفن كينغ تتحوّل إلى واقع سينما ...
- -العطر والدولة- لكمال القصير يبحث في تناقضات وتحولات الوعي ا ...
- مؤسسة منتدى أصيلة تفوز بجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون ...
- فيلم ”نسور الجمهورية” في مهرجان ستوكهولم السينمائي
- هل انتهى عصر الألعاب حقًا؟.. الشاشات هي العدو في الإعلان الت ...
- -شر البلاد من لا صديق بها-.. علاقة الإنسان بالإنسان في مرآة ...
- غانا تسترجع آثارا منهوبة منذ الحقبة الاستعمارية
- سرقة قطع أثرية ذهبية من المتحف الوطني في دمشق
- مصر.. وضع الفنان محمد صبحي وإصدار السيسي توجيها مباشرا عن صح ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيثم البوسعيدي - شهوة الكتابة