أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - زياد السيد - الأمم المتحدة والسقوط!!














المزيد.....

الأمم المتحدة والسقوط!!


زياد السيد

الحوار المتمدن-العدد: 2651 - 2009 / 5 / 19 - 07:01
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


قامت العلاقات الدولية في ظل النظام العالمي الأمريكي الجديد على ركيزتين أساسيتين هما الخضوع والتبعية، والنفاق لليهودية العالمية وواجهتها المتنفذة الولايات المتحدة الأمريكية، التي استطاعت فرض هيمنتها على المجتمع الدولي من خلال منظمة الأمم المتحدة التي باتت وكأنها مكتب تنفيذي تابع لوزارة الخارجية الأمريكية تتماهى مع سياساتها حتى أثبتت المنظمة الدولية أنها لم تكن يوما منظمة تهدف الى الحفاظ على أمن الأمم وحقوقها كما تدعي، بل كانت دائما راعية لمصالح الكبار، حيث رأيناها تهرع إلى العراق لمحاصرته، والى السودان لمعاقبته، والى لبنان لتقييد مقاومته.
ومثلما أثبتت في الماضي تفانيها في خدمة الكبار عندما تركت شعب الشيشان المسلم يذبح بيد الجيش الروسي، أحد أعتى الجيوش المعاصرة لا لذنب اقترفه سوى أنه شعب موحد يبحث عن هويته الإسلامية بروح استقلالية لم يقتلها سبعين عاما من القهر الماركسي، وكما تركت الشعبين العراقي والأفعاني تحت رحمة آلة البطش والتدمير الأمريكية، في حروب لم يستطع حتى صانعوها تبرير أسبابها، ها هي المنظمة الدولية تواصل دورها كشاهد زور على مأساة فلسطين وشعبها خاصة في مجزرة غزة التي استخدمت فيها اسرائيل أكثر الأسلحة فتكا في التاريخ دون أن يرف جفن لدول تدعي الحضارة وحقوق الانسان.
أكثر من أربعة أشهر مضت على مجزرة غزة لم تحاول خلالها تلك الأمم الخاضعة أن تتحمل عناء التنديد اللفظي بالمجزرة أو حتى مجرد بحث مسببات وآثار ذلك العدوان، بل حملت الضحية المسؤولية وقرنت المساعدات لاعادة الاعمار بالمصالحة بين فتح وحماس وكأن الطفل الفلسطيني القابع في العراء جائعا في غزة يتحمل مسؤولية تلك الفتنة التي أشعل أوارها ذلك الطاغوت بأيدي بعض من القوم، بينما تداعت دول المنظمة لإصدار بيانات التنديد والوعيد بحق السودان ورئيسه بسبب قضية دارفور، التي هي أصلا حلقة من حلقات التآمر على السودان والأمة كلها، ولو لم يثر الغرب هذه القضية لما وجدت أحدا من التوابع يقيم لهذا الأمر وزنا ذلك لأن العالم (المتحضر) لا يكترث بحقوق الإنسان إلا عندما يتعلق الأمر بمصالحه.
هذا الموقف أسقط آخر الأقنعة عن وجه تلك المنظمة، حيث كان أولها سقوطا حين سمحت منذ واحد وستين عاما لشرذمة من بني صهيون بطرد وتشريد شعب بأكمله بهدف إقامة كيان عنصري يهودي على أنقاض ذلك الشعب، في الوقت الذي لم يكن قد مضى على تأسيسها أكثر من ثلاث سنوات، ثم توالت الأقنعة بالتهاوي، فذاك قناع سقط بموقف الأمم المتحدة من العراق وفرض الحصار والتجويع على شعبه، رضوخا لأمر مجموعة من المهووسين استولوا على البيت الأبيض. ومن قبلها تهاوت أخر بعد موقفها المخجل والفاضح في الشيشان ولبنان والسودان، والبوسنة والهرسك التي شاركت المنظمة الدولية في مؤامرة ذبح شعبها وتشريده وتفتيت أراضيه، استجابة لمواقف الكبار الذين أرعبهم إسم الإسلام يتردد في جنبات أوروبا، فحين يتعلق الأمر بالمسلم يسقط الحق الإنساني ويتهاوى.
إن إطلالة على واقع الفوضى العالمية في هذا الزمن الصهيوني الرديء تظهر لكل ذي بصيرة إلى أي مدى تحولت هيئة الأمم المتحدة إلى مجموعة دول خاضعة للغطرسة الصهيونية، وقد تجلى ذلك النفاق والخضوع في أبهى صوره يوم تسابق زعماء الأمم والشعوب من أقصى الأرض إلى أقصاها نحو أرض فلسطين المغتصبة للمشاركة في تشييع جثمان إسحاق رابين وتقديم التعازي بمصرعه. كما يتضح لدينا من خلال تلك الإطلالة كيف تحول النفاق السياسي إلى نهج سياسة خارجية رسمية لدول عالم العلو اليهودي، بحيث أصبحت حتى الولايات المتحدة الأمريكية أكبر امبراطورية في التاريخ والتي أخضعت العالم بأسره لسياستها ومنطقها..هي نفسها أكبر المنافقين لاسرائيل، وظهر ذلك بجلاء يوم أسرع باراك أوباما إلى القدس المحتلة وهو يعتمر القبعة اليهودية تعبيرا عن شدة الولوغ في النفاق سعيا لتقديم أوراق اعتماده كمرشح للرئاسة في واشنطن.
المقارنة بين الإدعاءات الأمريكية بالحرص على الديمقراطية وحقوق الإنسان بما في ذلك حق الشعوب في تقرير مصيرها، وبين ممارساتها تجاه الأمم والشعوب التي تخالف مخططات هيمنتها، والتي تبدأ بالحصار تحت غطاء المنظمة الدولية، وتنتهي بإعلان الحرب أحيانا تظهر كم هو حجم النفاق الأمريكي أو كم هي عميقة تلك الهوة في السياسة الأمريكية بين الإدعاء والممارسة.
لقد أثبتت هيئة الأمم المتحدة وبما جنته خلال الستة عقود ونيف من عمرها أنها لم تعد تعني الكثير للأمم، وأن أحدا لم يعد يعول عليها بعد أن فقدت مصداقيتها، بل ربما كان يوم تأسيسها هو يوم النكبة الحقيقي للعالم كله وليس للشعب الفلسطيني فقط، باستثناء العالم العربي الرسمي الذي ما زال يتغنى بشرعية المنظمة الدولية، ويتمسك بقراراتها وكأنها مقدسة.
والسؤال الذي يطرح نفسه في النهاية، هل تستطيع المنظمة الدولية الحفاظ على بقائها بعد أن فشلت حتى في تسيير قافلة اغاثة الى قطاع غزة المحاصر؟ أم أن سقوطها الفعلي والنهائي قد اقترب بعد أن سقطت أخلاقيا في أعين الأمم، كما سقطت من قبل سابقتها عصبة الأمم؟.



#زياد_السيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جبهة الخلاص الوطني..كبوة الاخوان والتصالح مع الذات
- صفقة...أم اعادة تأهيل؟


المزيد.....




- العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغ ...
- جامعات أميركية تواصل التظاهرات دعماً لفلسطين: اعتقالات وتحري ...
- العفو الدولية تدين قمع احتجاجات داعمة لفلسطين في جامعات أمري ...
- اعتقالات بالجامعات الأميركية ونعمت شفيق تعترف بتأجيجها المشك ...
- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - زياد السيد - الأمم المتحدة والسقوط!!