أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد السيد - جبهة الخلاص الوطني..كبوة الاخوان والتصالح مع الذات














المزيد.....

جبهة الخلاص الوطني..كبوة الاخوان والتصالح مع الذات


زياد السيد

الحوار المتمدن-العدد: 2638 - 2009 / 5 / 6 - 09:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ اللحظات الأولى التي بدأت تتسرب أنباء توجه جماعة الاخوان المسلمين في سوريا لبناء تحالف مع السيد عبد الحليم خدام النائب السابق للرئيس السوري بنسختي الأب والابن معا في جبهة الخلاص الوطني، تقاطرت الى الذهن علامات استفهام عديدة، منها ما يتعلق بالهدف من هذا التحالف؟ ما الذي يجمع الطرفين؟ من منهما سينتفع من الآخر؟ وهل هو تحالف وطني هدفه الوطن والمواطن، أم هي مصالح شخصية؟.
لدى انشقاق خدام عن النظام الذي شارك في ترسيخ أسس البطش والفساد فيه بقوة وفاعلية لمدة تزيد عن الأربعين عاما، حيث كان النظام يعيش في عزلة، وكان التوجه الدولي يقوم على اضعافه وليس ازالته وهذا ربما ما لم يحسن الاخوان فهمه، فحسبوا أن أيام النظام باتت معدودة، وقد أقنعهم في ذلك خدام الذي كما يقول مراقبون أنه تعرض بدوره لخديعة كل من الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك والمملكة العربية السعودية اضافة الى آل الحريري الذي تربطه به علاقات وثيقة جعلت الأخير يقدم له قصرا فارها في باريس كهدية، ولكن مقابل ماذا؟ لا أحد يدري.
استغلت تلك الأطراف الوضع الصعب الذي كان يعيشه خدام خلال أواخر أيامه في الحكم، حيث اتجه رجال العائلة الحاكمة في سوريا الى الاستحواذ على المصالح التجارية والاقتصادية في البلاد الأمر الذي أدى الى نشوب خلافات مع أبناء خدام الذين يعتبرون الحلقة الأضعف لأنهم من خارج العائلة الحاكمة وبالتالي هم الخاسرون في حال حدوث اية مواجهة، فاقتنع خدام أو أقنع نفسه بالعرض المقدم له من أصدقائه، بأن ينشق عن النظام ليعود كرئيس لسوريا خلال فترة وجيزة وهذا ما يفسر تصريحاته التي أعقبت انشقاقه مباشرة والتي أكد فيها أنه عائد الى الوطن خلال أشهر، ثم استفاق خدام على الحقيقة المرة، لا تغيير للنظام في سوريا، وخرج بشار الأسد من عزلته أقوى مما كان عليه، حيث أدار اللعبة السياسية بذكاء، وربما بمساعدة من حلفائه أو من شركة علاقات عامة لا يهم، المهم هي النتيجة.
هنا بدأ خدام بالعمل على انشاء قناة فضائية لها هدفان اثنان، أولهما البقاء في ساحة العمل السياسي والاعلامي، والهدف الثاني انتقامي بامتياز حيث يشعر القاصي والداني أن هذه القناة لم يكن لها هدف سوى توجيه الشتائم لبعض من رجال العائلة الحاكمة، الذين ضيقوا على ابنائه، ليس بنية مكافحة الفساد وانما لبسط سيطرتهم على ما كان جهاد خدام مثلا يستحوذ عليه من كعكة الفساد، فلم يعد يستطيع تضخيم ثروته على حساب الوطن والمواطن كالسابق، والشكوك حول ضلوعه أو شقيقه في قضية النفايات النووية ما زالت ماثلة كما يقول مراقبون.
لدى انشقاق خدام عن النظام وانتقاله الى باريس بدعوى فساد النظام، الذي لم يكتشفه نائب الرئيس الا بعد أربعين عاما في الحكم، كان لا بد له من شرعية لموقع المعارض والا سينساه التاريخ في قصره الفاره في باريس، فوجد ضالته في الاخوان المسلمين كأكبر وأهم تنظيم معارض في سوريا فتأسست جبهة الخلاص الوطني، التي ربما اعتقد الاخوان أنها ستشد من عضد المعارضة وتجعل لها زخما أكبر، ونسوا أو ربما تناسوا أن خدام كان له دور في البطش بهم في سوريا كما أنه كان وما زال يعمل لمصلحته الشخصية دون الأخذ بعين الاعتبار مصلحة الوطن والمواطن، فهل من فاتورته في أفخم الفنادق تفوق الألف يورو في الليلة وثمن سيجاره خمس وسبعون يورو للسيجار الواحد يمكن له أن يتعاطف مع هموم المواطن البسيط؟.
اذن ما يفرق الجماعة عن عبد الحليم خدام ومن لف لفه أكثر مما يجمعهما، فهي تعمل للمصلحة العامة وهو يعمل للمصلحة الشخصية، وهو انتفع من الجماعة باكتسابه الشرعية، وهي خسرت من شعبيتها، فالمواطن قد ذاق الأمرين من خدام وأعوانه مثله كمثل أزلام النظام الآخرين، حتى أنه لم يعترف بأنه أخطأ ولم يعتذر حتى عن ممارساته وهو في الحكم، ولم يستطع الاجابة على سؤال مشروع "من أين لك هذا؟" كما أن الجماعة بذلك التحالف تنازلت عن شيء من ثوابتها، فوقعت في تنازع مع الذات، بين مبادئها التي ناضلت طيلة عقود لأجلها وبين بعض التنازلات التي كانت مضطرة لتقديمها لمصلحة الجبهة، الأمر الذي أدى الى دخولها في مهاترات مع بعض أطراف ذلك التحالف.
ثم جاءت مأساة غزة التي كان لا بد لكل صاحب ضمير فضلا عن المسلمين والعرب أن يقف موقفا جريئا واضحا من ذلك العدوان الوحشي الاسرائيلي، الا أن الجبهة وقناة زنوبيا أبيا الا أن يقفا موقفا محايدا من المأساة، ان لم يكن ضد غزة وأهلها، في حين كان النظام يقف موقفا مساندا بقوة للمقاومة، وذلك انسجاما مع ضمير وتوجهات الامة بغض النظر عن صدقه في ذلك من عدمه، الا أن الجماهير تميز الغث من السمين وتفرق بين من يقف في خندق المقاومة ومن هو من المنبطحين، وهنا كان لا بد للاخوان أن يعلنوا انحيازهم الصارخ لمشروع المقاومة ولقضايا الأمة حتى لو كان ثمن ذلك انهيار جبهة الخلاص الوطني صاحبة النظرة السطحية والضيقة النابعة من مقولة صديق عدونا هو عدونا وعليه كانت مواقفها المعادية لحركة حماس.
ومهما يكن من أمر فالمطلوب من جماعة الاخوان المسلمين أن تعترف بأنها أخطأت بمشاركتها بذلك التحالف وليس في ذلك الاعتراف عيب فربما كان ذلك كبوة حصان أصيل لا يلبث أن ينهض منها، وهذا ربما ما بدأت به بانسحابها من جبهة الخلاص التي باتت في ذمة التاريخ، وبذلك تكون قد بدأت بالتصالح مع ذاتها والعودة الى قواعدها الاصيلة، وربما التوجه لتفعيل مشاركتها في أطر اعلان دمشق فيه مصلحة وطنية أكبر حيث يحوي الاعلان شخصيات وأحزاب وطنية محترمة لها تاريخها النضالي المشهود، ومعروفة بنظافة اليد واللسان وتتشارك مع الاخوان في المعاناة والقمع الذي تعرضوا له على يد السلطة الحاكمة في سوريا بمشاركة أو أقله بعطاء من خدام ذاته الذي بات يزاود على المعارضة كلها، وفي النهاية فان الزبد يذهب جفاء أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض.






#زياد_السيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صفقة...أم اعادة تأهيل؟


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد السيد - جبهة الخلاص الوطني..كبوة الاخوان والتصالح مع الذات