أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عامرحداد - المهجر تحت المجهر الحلقة 7















المزيد.....

المهجر تحت المجهر الحلقة 7


عامرحداد

الحوار المتمدن-العدد: 2648 - 2009 / 5 / 16 - 08:20
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ـ من اهـــم المواضيع التدريسية المقررة للهندسة الوصفية في مرحـلة الدراسة الجامعــية لكلية الهندسة المدنية والمعمارية في العراق ، هي نظرية الرؤى (VisionTheroy)
، وتختلف هذه النظرية عن نظرية الأبعـــاد اختلافا جذريا(الطول ، العرض ، الارتفاع ، الزمن) وما تلاه من اشتقاقات للزمن في حركــتهاللولبــية والحلزونية من القعر حيث يمثل الماضي الى القمة حيث يمثل الزمن المستقبل
(Human eye)فالنظرة الاولى هي النظرة الطبيعية لرؤى عين الأنسان وتسمى.
(Worm eye)والنظرة الثانية هي نظـرة لعين دودة الارض من الاسفل وتسمى.
(Bird eye)والنظرة الثالثة هي نظرة لعين الطــير من الاعلى وتسمى.
ـ وتختلف هذه النظرات باختلاف زوايا النظــر لأي شكل او كائن في الكون ، فاثناء فترة حياتي الماضية في بلدي العراق كانت نظراتي للأشياء ومكوناتها وما يدور من حولي تقتصر على النظرة التحتانية(السفلى) اي محــدودة ومختزلة وضيقة ومحصورة ضمن اطر معينة ولا تتعدى في جميع الاحوال النظرة الطبيعية لعين الانسان ، ولكن بعد انتقالي للعيش في المهجر وبالذات في قلب اوروبـا النابض (بـــرلين) ، اختلفت الرؤى وزوايا النظر كنتيجة حتمية لاتساع مدارك العقــل ومعالم ومديات العلم والمعرفة ولمواكبة ومجاراة عصر التقنية الحديث ، والذي يكسب كل يوم مواقع جديدة فيزيد الحياة عظمة وصعوبة في ان واحـد ، فكلنا نعلم إن الانسان منذ ولادته لا يخلو من الامراض الجسدية العادية ، وهذا الجسد حاضن لأهـم ضيف وهو الروح ، وكما قالها معلم البشرية السيد المسيح / لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد بل من الذين يقتلون الروح/ .... لذا تحصل للأعضاء الجسدية انتكاسات مرضية وقتية او زمنية طارئة وهذا شيء بديهي لارتباط الانسان المباشر بالطبيعة (الباثولوجي)، وهذه النكسات المرضية العضوية يمكن تشخيصها وعلاجها تدريجيا لحين السيطرة عليها وتفادي لتاثيرها لسلبي على الناحية الروحـــية لأنه لو تجاوزت الى الانتكاسات الروحية فمن الصعوبة بما كان علاجها او السيطرة عليها لحين فناء الروح ، فيصبح الانسان فريسة سهلة وضحية جديدة لشذوذه من الناحية الخلـــقية والأخلاقـــية ليهرب من واقعه المازوم ويقع في دوامة الأدمان المتعددة (الكحـــول ، الجنس ، القمــار ، المخدرات ،التسوق ،...الخ)...مما تكون نتائجه النهائية خطيرة ووخيمةعلى الفرد والمجتمع (الانتحار ، الجنون ، التشرد ،...)...ومن الضرورة لكل إنسان سوي ان يقوم بجولة تراجعية زمنية سريعة ومختصرة الى الوراء كي يفحصها ويتحمصهاجيدا وتدقيقها وتشخيصها من الترسبات والتراكمات العالقة / إحباطات ، الآم ، كبوات ، اوهـام..../ لربما في استراجعه لها وكتابتها وجدولتها وتدوينها بصورة جيـدة سوف يشفي منها عاجلا ام اجـــلا قــدر المستطاع إن تحـرير الذاكرة من سطوة جهاز القمع وهيمنته لا تتم بنسيانه او تناسيه ، حيث تلك الحصيلة المنطقـية لثلاث اواربع عقود من ثقافة العنف والقهر والتهميش ، بل تتم بالتاكيد عليه باعتباره قوة شريرة فرضت ارادتها عليك او علىشعبك قسرا ، إن إعادة النظر الى الخلف بالنسبة من عاشوا الماساة بشكل مباشر يتطلب لكي يستطيعوا ان يسجلوا بصدق وامانة وابداع تلك الحقبة المرة ، ان يقوموا على تامل ذواتهم بشجاعة وثقــة ، لا ان يخلقوا لأنفسهم اوهاماجديدة عن قهـــر مختلــق،فالـواقع يحتوي على كمية من القهر لا يحتاج الى اختلاق او تزييف الاحداث والمشاعر والمواقف لكي نثبت وجودها ، لا يقل زيفـا عن اوهــام الشر التي اضطروا الى التعايش لذلك كله لابد للجميع ان يدركوا ان الماضي سيظل يطاردنا ، وسيظل يتابع خطانا ، كل يوم بثوب جديد ، وما لم تتم مواجهته علـنا ، بكل جراءة فاضحين وجهه الشرير والقبيح ،سيقوم كل الذين من دائرة الشر بمعاودة وتكرار لعبة الشر ، فالشر لايعرف الخجل ولا يعترف بالندم لتصحيح الخطــاء ، إذ نتظاهر بالدهشة الكاذبة ما عندما سمعنا إن الشعب الذي اكتشف الأبجدية كان يقاد من قبل طاغية ودكتاتور محترف ؟؟؟ واصبح الأن يقاد من قبل العسكرالمارينز القادمين من وراء البحار ، هناك اسماء عندما تتذكرها تكاد وتصلح من جلستك او تطفيء سيجارتك وكانك تتحدث اليك(العراق الجريح) ....وما اتعس ان يعيش الأنسان بثياب مبللة خارجا لتوه من مستنقع وإلا لصمت قليلا في انتظار ان تجف ، ما هذا الادمـان لكل ما هوعراقي / وطن لانبــوح باوجاعه لكننا نشتهيها ونمشي على صوته إذ ينادي ولا تسال الأذن متى يطلبون ؟ وطن كلنا والجـنان مناف ، ونشتاقه حــد إننا نحب اللصوص به/ والسكارىوالبغـايا ، من ايدوا ثم من عارضوا / المخبرين ومن اخبروا والسجون والسجان ؟ لا خلاص في ((محاكاة)) الصمت لكن لغونا اسبق من الولادة ... نحن جنس من المهذارين والثرثارين موثوقون كيميائيا الى الكلمة ... وفي لحظات الخلوة الروحية والنفسية اذهب الى اعلى قمة برلنينية (برج التلفزيون الدوار) وذلك للتمتع بنظرة الطــير الفوقانية لأطـــل على معالم المدينة ، وكلما امعنت في رؤيايا ليبدو لي انه لا فرق في الشرف الحاصل للمرء ، ان كان فيهاخادم للكنيسة او قوادا ، وبدوران البرج البطيء جدا تدور زواية الرؤيا بسرعة الى الماضي القريب والبعيد ، الى موئلي وموطني ، الى وادي السواد ، الىساحة الوغى والحروب المشتعلة والمفتعلة لأكثر من نصف قرن (حرب الشمال ،حرب الخليج الاولى والثانية والثالثة حروب البترودولار، الحرب الأهلية..) ،حيث الموت والرعب والفقـــر والجهـــل والفساديعشعش ويمشي ويتنفس فيها باستمرار ، والأيـــام تعود قاسية دائما لاتختلف عما سبقتها سوى بعدد قتلاها ، وشهدائها ، الذين لم يكن يتوقع احد موتهم على الغالب او لم يكن يتصور لسبب او اخــر ، ان تكون نهايتهم هم بالذات قريبة الى ذلك الحــد ، ومفجعة الى ذلك الحد ، ومازلت اذكرهم اولئك الذين تعودنا بعد ذلك ان نتحدث عنهم بالجملــة، وكان الجمع في هذه الحالة بالذات ليس اختصار للذاكرة دائمالحقهم علينا ، لم يكونوا شهداء ، كان كل واحد منهم شهيدا علىحده ، كان هناك من استشهد في اول معركة وكان جاء خصيصا للشهادة ، وهناك من قبل سقط زيارته المسروقة الى اهله بيوم واحد بعدما قضى عدة اسابيع في دراسة تفاصيلها والاعداد لها وهناك من تزوج وعاد ليموت متزوجا وهناك من كان يحلــم ان يعـود يوما لكي يتزوج ولم يعد من الحروب / ليس الذين يموتون هم التعـساء دائما، إن الأتعس هم اولئك الذين يتركون خلفهم...ثكالى ....يتامى...معطوبي الاجساد والأمال والأحـــلام فالذاكرة في مناسبات كهذه لا تاتي بالتقسيط دائما بل تهجم عليك كشلالا يجرفك الى حيث لاتدري من المنحدرات . لذا احاول اكون انسانا حديثا ومتطورا بكل ما تعنيه الكلمتين من معنى للبحث والاستقصاء عن عقار او علاج لما افسده الدهر ، لا باعطـاء الهموم اليومية مجرى غير مالوف او تجميل المتاعب التافهة ، تاثيث الخواء ، شقشقة الكلمة والشكوى والاستهزاء، بل في السعي والبحث المتواصل والدؤوب والجاد لفــهم العالم بصورة افضل لا بل واجمـــل كما فهم الكاتب ارنست همنغواي يوم فهم البحـر ، والحـــلاج يوم فهم الله ،وهنري ميللر يوم فهم الجنس ، وبودلير يوم فهم اللعنة ، وفان غوخ يوم فهم حقارة العالم وساديته ، والكاتب الألماني سوزيكند يوم فهم العطــــور فياعزيزي المهاجرالكريم بمــرور الزمان يجعـــل الذاتي موضعيا وما كان خصيا صار عاما او اشبه بالعــام في لحظة الامتزاج يعرفالأنفصال واقع لا محالــة ، ان الوعي بانسياب الزمن المستمر لا يترك في الوعي شيئا ثابتا / لا شيء يخصني فعلا طالمـا هو سينتهي يقـينا، لاشيء ولااحـد يمكن ان يكون منك او لك فهو سينتهي بالنسبة له ، ولذلك كان لا بد من هـذه اللغـــة التي يتموضع فيها كل ما هـو ذاتي ، طالمـــا كان الانتهــــاء متحقق في كلية الاكتمـــال .....والى اللقـــاء



#عامرحداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصص قصيرة جدا


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عامرحداد - المهجر تحت المجهر الحلقة 7